Anna Lindström
© الصورة

التكنولوجيا المساعِدة

2 كانون الثاني/يناير 2024

حقائق رئيسية

  • يمكن أن تشمل المنتجات المساعِدة طائفة متنوعة من المنتجات، منها ما هو مادي مثل الكراسي المتحركة والنظارات والأطراف الاصطناعية والعصي البيضاء والمعينات السمعية، ومنها كذلك الحلول الرقمية مثل البرامج الحاسوبية الخاصة بالتعرف على الكلام أو إدارة الوقت والعرض النصي.
  • يستخدم معظم الأشخاص الذين يستعينون بالتكنولوجيا المساعِدة أكثر من منتج واحد، مما يبرز أهمية تكامل الخدمات.
  • على الصعيد العالمي، يحتاج أكثر من 2,5 مليار شخص إلى أحد المنتجات المساعِدة أو أكثر.
  • مع شيخوخة سكان العالم وارتفاع الأمراض غير السارية، سيحتاج نحو 3,5 مليار شخص إلى التكنولوجيا المساعِدة بحلول عام 2050.
  • في العديد من البلدان، لا يستطيع معظم الأشخاص الذين يحتاجون إلى التكنولوجيا المساعِدة الحصول عليها.

لمحة عامة

"التكنولوجيا المساعِدة" مصطلح جامع يشمل المنتجات المساعِدة والأنظمة والخدمات ذات الصلة.

وتساعد المنتجات المساعِدة في الحفاظ على أداء الفرد أو تحسين أدائه فيما يتعلق بالإدراك والتواصل والسمع والتنقل والرعاية الذاتية والرؤية، ومن ثم التمتع بصحته ورفاهه والاندماج والمشاركة.

ويمكن أن يسهم تحسين إتاحة التكنولوجيا المساعِدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان عدم تخلف أحد عن الركب. ويتأتى ذلك من خلال إدماج مستخدمي التكنولوجيا المساعِدة ومشاركتهم في الحياة الأسرية وفي مجتمعهم المحلي وجميع مجالات المجتمع، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

من يمكنه أن يستفيد من التكنولوجيا المساعدة؟

سيحتاج معظم الناس إلى التكنولوجيا المساعِدة في مرحلة من مراحل حياتهم، خاصة مع تقدمهم في العمر. وفي حين أن البعض قد يحتاج إلى التكنولوجيا المساعِدة مؤقتا، مثلا بعد التعرض لحادث أو الإصابة بمرض، قد يحتاج البعض الآخر إلى هذه التكنولوجيا المساعِدة لفترة أطول أو طوال حياتهم.

وتشتد الحاجة إلى التكنولوجيا المساعِدة عند:

  • كبار السن
  • الأطفال ذوي الإعاقة
  • الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات صحية طويلة الأجل مثل مرض السكري والسكتة الدماغية والخرف.

فوائد التكنولوجيا المساعدة

يمكن أن تساعد التكنولوجيا المساعِدة الأفراد في جميع جوانب حياتهم، بما فيها التعليم والتوظيف واللياقة البدنية والترفيه والأنشطة اليومية الأخرى مثل الرعاية الذاتية والطهي والقراءة.

ويمكن أن تؤثر التكنولوجيا المساعِدة تأثيرا إيجابيا على الشخص وأسرته وأصدقائه، وتحقق فوائد اجتماعية واقتصادية على نطاق أوسع. ومن ذلك على سبيل المثال:

  • يدعم توفير المعينات السمعية مبكرا لصغار الأطفال تنمية مهاراتهم اللغوية والتواصلية، مما يحد من الآثار السلبية على تعليمهم وعملهم في المستقبل ومشاركتهم المجتمعية؛
  • يسهل توفير الكراسي المتحركة المناسبة التنقل وتحسين فرص حصول الأفراد على التعليم والعمل بالاقتران مع الحد من تكاليف الرعاية الصحية بسبب انخفاض المضاعفات الثانوية مثل تقرحات الضغط والتقلصات؛
  • تقلل الأحذية العلاجية المخصصة لمرضى السكري من حدوث تقرحات القدم، وتمنع بتر الأطراف وما يرتبط به من تأثير على الأفراد وعبء على نظم الرعاية الصحية؛
  • يمكن أن يؤدي توفير التكنولوجيا المساعدة لكبار السن في الوقت المناسب إلى تحسين استقلاليتهم وسلامتهم وكذلك تمكينهم من العيش في المنزل لأطول فترة ممكنة.

حاجة عالمية غير ملباة

يظهر التقرير العالمي عن التكنولوجيات المساعِدة لعام 2022، الذي أعدته منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع اليونيسف (بالإنكليزية)، أوجه عدم مساواة كبيرة في إتاحة التكنولوجيا المساعِدة. وتفيد التقارير بأن ما لا يزيد عن 3٪ من الأفراد في بعض البلدان المنخفضة الدخل يحصلون على المنتجات المساعِدة التي يحتاجون إليها، مقارنة بنسبة 90٪ في بعض البلدان المرتفعة الدخل. 

وتتضمن الأمثلة على الحاجة العالمية غير الملباة من التكنولوجيا المساعِدة المحددة ما يلي:

  • التنقل: من بين 80 مليون شخص يحتاجون إلى كراسي متحركة، لا يحصل على كرسي متحرك سوى 5-35٪، وتتباين هذه النسب حسب البلدان التي يعيشون فيها؛ 
  • السمع: على الصعيد العالمي، يعاني 1,5 مليار شخص من فقدان السمع، ومع ذلك فإن إنتاج المعينات السمعية لا يلبي حاليا سوى أقل من نسبة 10٪ من الطلب العالمي. وتترتب عن فقدان السمع غير المعالج في جميع أنحاء العالم تكاليف سنوية تصل إلى 980 مليار دولار أمريكي.

وتشمل الحواجز التي تؤثر على الاستفادة من التكنولوجيا المساعِدة تدني مستوى الوعي، وارتفاع التكاليف، ومحدودية الوصول المادي، وعدم كفاية نطاق المنتجات، وتحديات الشراء، والفجوات في قدرات القوى العاملة، وعدم كفاية السياسات، وعدم كفاية التمويل، والتجزء في قطاع التكنولوجيا المساعِدة والعقبات الاجتماعية والديموغرافية.

التكنولوجيا المساعِدة في إطار التغطية الصحية الشاملة

تضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التمتع بالصحة الجيدة والرفاه في صميم رؤية إنمائية جديدة. وتشدد على تحقيق التغطية الصحية الشاملة لضمان التنمية المستدامة للجميع حتى يتمكن الجميع من الحصول على الخدمات الصحية اللازمة دون التعرض لضوائق مالية.

وتعد تلبية الاحتياجات غير الملباة للمنتجات المساعِدة ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

ويعني "عدم ترك أي شخص خلف الركب" ضمان إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة وكل من يحتاج إلى التكنولوجيا المساعِدة في المجتمع وقدرتهم على عيش حياة صحية وكريمة.

ما الذي يجب فعله؟

يقدم التقرير العالمي عن التكنولوجيات المساعِدة لعام 2022، الذي أعدته منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع اليونيسف، توصيات ترمي على وجه التحديد إلى توجيه الحكومات وأصحاب المصلحة الآخرين نحو تحقيق الإتاحة  الشاملة للتكنولوجيا المساعِدة. وتؤكد هذه التوصيات العشر ذات الأولوية على الجهود الجارية المطلوبة لتعزيز إتاحة التكنولوجيا المساعِدة لجميع من يحتاجونها.

1-   تحسين إتاحة التكنولوجيا المساعِدة في جميع قطاعات التنمية.

2-   ضمان إتاحة منتجات مساعِدة مأمونة وفعالة وبتكلفة معقولة.

3-   تعزيز قدرة القوى العاملة.

4-   إشراك المستخدمين والأسر في مسار الحصول على التكنولوجيا المساعِدة بالكامل.

5-   إذكاء الوعي العام ومكافحة الوصم فيما يتعلق بالتكنولوجيا المساعِدة.

6-   الاستثمار في سياسات قائمة على البيانات.

7-   البحث والابتكار.

8-   تهيئة بيئات تمكينية تفيد جميع المعنيين بالتكنولوجيا المساعِدة.

9-   تضمين التكنولوجيا المساعدة في الاستجابات الإنسانية.

10-  تعزيز التعاون الدولي في مجال التكنولوجيا المساعِدة.

استجابة المنظمة

تتخذ منظمة الصحة العالمية تدابير لمعالجة أوجه التفاوت في الاستفادة من التكنولوجيا المساعِدة على الصعيد العالمي، ووضع إرشادات معيارية وتقديم الدعم التقني للدول الأعضاء لدعمها في تنفيذ قرار جمعية الصحة العالمية لعام 2018 بشأن تحسين إتاحة التكنولوجيا المساعدة (ج ص ع71-8). وتستخدم منظمة الصحة العالمية إطار التعاون العالمي في مجال التكنولوجيات الـمُساعِدة بمثابة استراتيجية لتعزيز إتاحة التكنولوجيا المساعِدة في جميع السياقات. وتضع هذه الاستراتيجية الناس في صميم الاهتمام وتولي القدر ذاته من العناية للسياسة والمنتجات والإتاحة والعاملين، نظرا للترابط القائم بين هذه العناصر وضرورة مواءمتها لضمان الإتاحة المنصفة.

وقد نشرت منظمة الصحة العالمية واليونيسف في عام 2022 التقرير العالمي عن التكنولوجيا المساعِدة (بالإنكليزية)، الذي يعرض أدلة عالمية أكثر شمولا بشأن التكنولوجيا المساعِدة. وأعدت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الإرشادات والأدوات والموارد بالتعاون مع شركاء آخرين لدعم البلدان في تعزيز نظمها الخاصة بإتاحة التكنولوجيا المساعِدة. وتتولى منظمة الصحة العالمية أيضا أمانة مبادرة التعاون العالمي في مجال التكنولوجيات الـمُساعِدة (بالإنكليزية)، التي تضم مختلف أصحاب المصلحة الذين يتشاركون رؤية من أجل عالم تكون فيه التكنولوجيا المساعِدة متاحة للجميع في كل مكان.