لمحة عامة
فيروس زيكا هو فيروس ينقله البعوض تم تحديده لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في قردة المكاك Rhesus، وظهرت لاحقاً بينات على إصابة البشر بالعدوى والمرض في بلدان أفريقية أخرى خلال خمسينات القرن الماضي.
ومن عقد الستينات إلى الثمانينات، تم الكشف عن إصابات بشرية متفرقة في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا. بيد أنه منذ عام 2007 سجلت فاشيات لاندلاع مرض فيروس زيكا في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ.
وفي الفاشيات التي حدثت على مدى العقد الماضي، تبين أن العدوى بفيروس زيكا مرتبطة بزيادة معدل حدوث متلازمة غيان-باريه. وعندما ظهر فيروس زيكا في الأمريكتين، مع انتشار جائحة كبرى في البرازيل في عام 2015، تم وصف الارتباط لأول مرة بين عدوى فيروس زيكا وصغر الرأس (حجم الرأس أصغر من الطبيعي). وكانت هناك نتائج مماثلة في بولينيزيا الفرنسية عند المراجعة بأثر رجعي. وفي الفترة من شباط/فبراير إلى تشرين الثاني/وفمبر 2016، أعلنت المنظمة طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً فيما يتعلق بصغر الرأس والاضطرابات العصبية الأخرى وفيروس زيكا، وسرعان ما تأكدت العلاقة السببية بين فيروس زيكا والتشوهات الخلقية (1,2). وتم تحديد فاشيات لاندلاع مرض فيروس زيكا في معظم الأمريكتين وفي مناطق أخرى معروفة بوجود بعوض الزاعجة المصرية Aedes aegypti. كما كشف عن حالات عدوى بين المسافرين من مناطق انتقال العدوى النشطة، وتم تأكيد سريان المرض عن طريق الاتصال الجنسي كطريق بديل للعدوى بفيروس زيكا.
وقد شهدت حالات الإصابة بمرض فيروس زيكا انخفاضاً على الصعيد العالمي اعتباراً من عام 2017 فصاعداً؛ ومع ذلك، لا يزال انتقال فيروس زيكا مستمراً بمستويات منخفضة في العديد من البلدان في الأمريكتين وفي المناطق الأخرى التي يتوطنها المرض. وبالإضافة إلى ذلك، أبلغ عن أول حالات محلية لمرض فيروس زيكا المنقول بالبعوض في أوروبا في عام 2019، واكتشف نشاط لتفشي فيروس زيكا في الهند في عام 2021. وحتى الآن، أبلغ ما مجموعه 89 بلداً وإقليماً عن وجود بينات على عدوى فيروس زيكا المنقولة بالبعوض؛ ومع ذلك، لا يزال الترصد محدوداً على الصعيد العالمي.
- تحديث وبائيات فيروس زيكا (شباط/فبراير 2022) (بالإنكليزية)
- تاريخ فيروس زيكا (بالإنكليزية)
الأعراض
معظم الأشخاص المصابين بفيروس زيكا لا تظهر عليهم أعراض. ومن بين أولئك الذين يصابون بأعراض، تبدأ الأعراض عادةً بعد ما يتراوح بين 3 أيام و14 يوماً من العدوى، وتكون خفيفة عموماً وتشمل الطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الملتحمة، وآلام العضلات والمفاصل، والشعور بالضيق والصداع، وغالباً ما تستمر بين يومين إلى7 أيام. وهذه الأعراض شائعة في أمراض الفيروسات الأخرى المنقولة وغير المنقولة بالمفصليات؛ وبالتالي، فإن تشخيص العدوى بفيروس زيكا يتطلب تأكيداً مختبرياً.
المضاعفات
تعد عدوى فيروس زيكا أثناء الحمل سبباً لصغر الرأس وغيره من التشوهات الخلقية لدى الرضيع، بما في ذلك تقلصات الأطراف، وارتفاع توتر العضلات، وتشوهات العين وفقدان السمع. ويشار إلى هذه السمات السريرية مجتمعة باسم متلازمة زيكا الخلقية.
ولا يزال خطر التشوهات الخلقية بعد الإصابة أثناء الحمل غير معروف؛ وتشير التقديرات إلى أن 5 إلى 15٪ من الرضع الذين يولدون لنساء مصابات بفيروس زيكا أثناء الحمل لديهم بينات على حدوث مضاعفات مرتبطة بهذا الفيروس (3). وتحدث التشوهات الخلقية بعد العدوى العرضية وعديمة الأعراض على السواء. كما يمكن أن تسبب عدوى زيكا أثناء الحمل مضاعفات مثل فقدان الجنين، والإملاص والولادة المبكرة.
وقد تتسبب العدوى بفيروس زيكا كذلك في الإصابة بمتلازمة غيّان-باريه، والاعتلال العصبي والتهاب النخاع، خاصةً لدى البالغين والأطفال الأكبر سناً.
وتتواصل البحوث لتحري مخاطر العدوى بفيروس زيكا وتأثيراتها على حصائل الحمل، واستراتيجيات الوقاية والمكافحة، وتأثيرات العدوى على الاضطرابات العصبية الأخرى لدى الأطفال والبالغين.
- أسئلة وأجوبة: فيروس زيكا ومضاعفاته (بالإنكليزية)
انتقال المرض
ينتقل فيروس زيكا في المقام الأول عن طريق البعوض المصاب من جنس الزاعجة ((Stegomyi، وخاصةً الزاعجة المصرية Aedes aegypti، في المناطق المدارية وشبه المدارية. وعادةً ما يلدغ بعوض الزاعجة Aedes خلال النهار. وينقل هذا البعوض أيضاً حمى الضنك، وداء الشيكونغونيا والحمى الصفراء الحضرية.
كما ينتقل فيروس زيكا من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، وكذلك من خلال الاتصال الجنسي، ونقل الدم ومشتقاته، وربما من خلال زرع الأعضاء.
التشخيص
قد يشتبه في الإصابة بفيروس زيكا استناداً إلى الأعراض التي تصيب من يعيشون في مناطق انتقال فيروس زيكا و/أو بعوض الزاعجة Aedes الناقل للمرض أو يزورونها. ولا يمكن تأكيد تشخيص العدوى بفيروس زيكا إلا عن طريق الاختبارات المختبرية للدم أو سوائل الجسم الأخرى، ويجب تمييزه عن الفيروسات المُصَفَّرَة ذات الصلة التبادلية مثل فيروس حمى الضنك، التي قد يكون المريض تعرض لها أو سبق تطعيمه ضدها.
العلاج
لا يوجد علاج محدد متاح لعدوى أو مرض فيروس زيكا.
ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مثل الطفح الجلدي، أو الحمى أو آلام المفاصل الحصول على الكثير من الراحة، وشرب السوائل، وعلاج الأعراض بخافضات الحرارة و/أو المسكنات. ويجب تجنب العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات إلى أن يتم استبعاد العدوى بفيروس حمى الضنك بسبب خطر النزيف. وإذا تفاقمت الأعراض، يجب على المرضى التماس الرعاية الطبية والمشورة.
وينبغي للحوامل اللائي يعشن في مناطق يسري بها فيروس زيكا أو اللاتي تظهر عليهن أعراض العدوى بهذا الفيروس أن يلتمسن العناية الطبية لإجراء الفحوص المختبرية والحصول على المعلومات والمشورة وغير ذلك من أشكال الرعاية السريرية.
الوقاية
لا يوجد حتى الآن لقاح للوقاية من العدوى بفيروس زيكا أو علاجها. ولا يزال تطوير لقاح لفيروس زيكا مجالاً نشطاً للبحث.
لدغات البعوض
تعد الحماية من لدغات البعوض أثناء النهار وفي وقت مبكر من المساء أحد التدابير الرئيسية للوقاية من العدوى بفيروس زيكا، خاصةً بين الحوامل، والنساء في سن الإنجاب والأطفال الصغار.
وتشمل تدابير الحماية الشخصية ارتداء الملابس (يفضل أن تكون فاتحة اللون) التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم؛ واستخدام الحواجز المادية مثل الحواجز الواقية للنوافذ، وإغلاق الأبواب والنوافذ؛ واستعمال طاردات للحشرات على الجلد أو الملابس تحتوي على ثُنائيُّ إيثيل طُولْواميد ( دواء مُنَفِّر للمَفْصِليات) DEET أو المواد الطاردة للحشرات IR3535 أو icaridin وفقاً لتعليمات ملصق المنتج.
ويجب أن ينام الأطفال الصغار والحوامل تحت الناموسيات إذا كانوا ينامون أثناء النهار أو في وقت مبكر من المساء. وينبغي للمسافرين وأولئك الذين يعيشون في المناطق الموبوءة اتخاذ نفس الاحتياطات الأساسية الموصوفة أعلاه لحماية أنفسهم من لدغات البعوض.
ويتكاثر بعوض الزاعجة Aedes في تجمعات المياه الصغيرة حول المنازل والمدارس ومواقع العمل. ومن المهم القضاء على مواقع تكاثر البعوض هذه، بما في ذلك تغطية حاويات تخزين المياه، وإزالة المياه الراكدة في أواني الزهور، وتنظيف القمامة والإطارات المستعملة. وتعد المبادرات المجتمعية ضرورية لدعم الحكومة المحلية وبرامج الصحة العامة من أجل الحد من مواقع تكاثر البعوض. وقد تنصح السلطات الصحية أيضاً باستخدام مبيدات اليرقات والمبيدات الحشرية للحد من أسراب البعوض وانتشار الأمراض.
- إطار عمليات مكافحة النواقل لفيروس زيكا (بالإنكليزية)
تَوَقِّي انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي
بالنسبة للمناطق التي تشهد سرياناً نشطاً لفيروس زيكا، ينبغي أن يتلقى جميع الأشخاص المصابين بعدوى فيروس زيكا وشركاؤهم الجنسيون (ولا سيما الحوامل) معلومات عن مخاطر انتقال فيروس زيكا عن طريق الاتصال الجنسي.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بإسداء المشورة إلى الرجال والنساء الناشطين جنسياً وتزويدهم بمجموعة كاملة من وسائل منع الحمل لتمكينهم من اتخاذ قرار مستنير بشأن الحمل وتوقيته بهدف الوقاية من الحصائل السلبية المحتملة للحمل والجنين.
وينبغي أن تتاح للنساء اللاتي مارسن الجنس دون وقاية ولا يرغبن في الحمل بسبب مخاوف بشأن العدوى بفيروس زيكا إمكانية الحصول بسهولة على خدمات منع الحمل الطارئة والمشورة ذات الصلة. ويجب على الحوامل ممارسة الجنس الآمن (بما في ذلك الاستخدام الصحيح والمتسق للواقيات الذكرية) أو الامتناع عن النشاط الجنسي طوال فترة الحمل على الأقل.
وبالنسبة للأقاليم التي ينعدم فيها السريان النشط لفيروس زيكا، توصي المنظمة بممارسة الجنس المأمون أو الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة ثلاثة أشهر للرجال العائدين وشهرين للنساء العائدات من مناطق تشهد انتقالاً نشطاً لفيروس زيكا لاتقاء إصابة الشركاء الجنسيين بالعدوى. وينبغي على الشركاء الجنسيين للحوامل المقيمات في مناطق يحدث بها انتقال لفيروس زيكا محلياً أو العائدات منها ممارسة الجنس المأمون أو الامتناع عن ممارسة النشاط الجنسي طوال فترة الحمل.
- الوقاية من انتقال فيروس زيكا عن طريق الاتصال الجنسي (بالإنكليزية)
استجابة منظمة الصحة العالمية
تدعم منظمة الصحة العالمية البلدان في ترصد الفيروسات المنقولة بالمفصليات ومكافحتها من خلال تنفيذ المبادرة العالمية بشأن الفيروسات المنقولة بالمفصليات، التي تتماشى مع التوصيات الواردة في خطة الاستجابة الاستراتيجية لفيروس زيكا وتتوسع فيها.
وتتصدى المنظمة لفيروس زيكا بالطرق التالية:
- مساندة البلدان في تأكيد الفاشيات المندلعة عبر شبكة المختبرات المتعاونة مع المنظمة؛
- تزويد البلدان بالدعم والإرشاد التقنيين لتحقيق إدارة فعالة لفاشيات الأمراض المنقولة بواسطة البعوض؛
- استعراض عملية استحداث أدوات جديدة، بما فيها منتجات مبيدات الحشرات وتكنولوجيات تطبيقها؛
- صياغة استراتيجيات وسياسات وخطط مسندة بالبيّنات لإدارة الفاشيات؛
- تزويد البلدان بالدعم والإرشاد التقنيين لتحقيق إدارة فعالة للحالات والفاشيات؛
- دعم البلدان لتحسين نظم الإبلاغ الخاصة بها؛
- توفير التدريب على التدبير العلاجي السريري والتشخيص ومكافحة النواقل على الصعيد الإقليمي بالتنسيق مع بعض المراكز المتعاونة مع المنظمة؛
- نشر مبادئ توجيهية وكتيبات موجهة إلى الدول الأعضاء عن الترصد الوبائي، والأنشطة المختبرية، والتدبير العلاجي السريري للحالات، ومكافحة النواقل.
المراجع
- de Araújo TVB, Ximenes RA de A, Miranda-Filho D de B, et al. Association between microcephaly, Zika virus infection, and other risk factors in Brazil: Final report of a case-control study. Lancet Infect Dis. 3099(17)30727-2
- Krauer F, Riesen M, Reveiz L, et al. Zika Virus Infection as a Cause of Congenital Brain Abnormalities and Guillain–Barré Syndrome: Systematic Review. PLoS Med. 2017;14(1). doi:10.1371/journal.pmed.10022
- Musso D, Ko AI, Baud D. Zika Virus Infection – After the Pandemic. N Engl J Med. 2019;381(15). doi:10.1056/nejmra1808246