التهاب الكبد B

23 تموز/يوليو 2025

حقائق رئيسية

  • التهاب الكبد B هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تسبب أمراضاً حادة ومزمنة على حد سواء.
  • تنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن خلال ملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى أثناء ممارسة الجنس مع شريك مصاب بالعدوى والحقن غير المأمونة أو التعرض لأدوات حادة.
  • تشير تقديرات المنظمة في عام 2022 إلى إصابة 254 مليون شخص بالعدوى بالتهاب الكبد B المزمن، بتسجيل 1.2 مليون حالة عدوى جديدة كل عام.
  • سبب التهاب الكبد B في عام 2022 حسب التقديرات 1.1 مليون حالة وفاة نجم معظمها عن تشمع الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
  • يمكن الوقاية من التهاب الكبد B عن طريق لقاحات مأمونة ومتوافرة وناجعة.

لمحة عامة

التهاب الكبد B هو عدوى كبدية يسببها فيروس التهاب الكبد B. ويمكن أن تكون العدوى حادة (أي شديدة وقصيرة الأجل) أو مزمنة (أي طويلة الأجل).

ويُمكن أن يسبب التهاب الكبد B عدوى مزمنة ويزيد خطر تعرض الناس للوفاة بسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد.

وقد تنتقل العدوى من خلال ملامسة سوائل جسم شخص مصاب بالعدوى مثل الدم واللعاب والسوائل المهبلية والسائل المنوي. ويمكن أن تنتقل أيضاً من الأم إلى طفلها.

ويمكن الوقاية من التهاب الكبد B عن طريق استخدام لقاحات مأمونة وناجعة. ويُعطى اللقاح عادةً بعد الولادة بوقت قصير ثم تُعطى جرعات معزّزة بعد بضعة أسابيع. ويقي اللقاح من العدوى بالفيروس بنسبة تناهز 100%.

ويمثل التهاب الكبد B مشكلة صحية عالمية رئيسية. ويسجل عبء العدوى بهذا الالتهاب أعلى مستوى له في إقليمي المنظمة لغرب المحيط الهادئ وأفريقيا حيث يبلغ عدد حالات الإصابة بالعدوى المزمنة 97 مليون حالة و65 مليون حالة على التوالي. ويبلغ عدد المصابين بالعدوى 61 مليون شخص في إقليم المنظمة لجنوب شرق آسيا و15 مليون شخص في إقليم المنظمة لشرق المتوسط و11 مليون شخص في إقليم المنظمة لأوروبا و5 ملايين شخص في إقليم المنظمة للأمريكتين.

انتقال العدوى

في المناطق التي يتوطنها المرض بمعدلات عالية، تنتقل العدوى بالتهاب الكبد B في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل عند الولادة (انتقال العدوى في الفترة المحيطة بالولادة) أو عن طريق الانتقال الأفقي للعدوى، ولا سيما من طفل مصاب بالعدوى إلى طفل غير مصاب بها خلال أول خمس سنوات من العمر. والإصابة بالعدوى المزمنة شائعة جداً لدى الرضع المصابين بالعدوى عن طريق أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة.

كما ينتشر التهاب الكبد B بسبب الإصابات الناجمة عن إبر الحقن، والوشم، وثقب الجلد، والتعرض للدم المُلَوَّث وسوائل الجسم مثل اللعاب والسوائل الحيضية والمهبلية والمنوية. وقد تنتقل العدوى بالفيروس أيضاً عن طريق تقاسم الإبر والمحاقن الملوثة أو الأدوات الحادة أو إعادة استخدامها في سياقات الرعاية الصحية أو السياقات المجتمعية أو لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. ويعد انتقال العدوى جنسياً أكثر انتشاراً لدى الأشخاص غير المطعّمين الذين يعاشرون أشخاصاً متعددين.

وتسبب العدوى بالتهاب الكبد B لدى البالغين التهاب الكبد المزمن في أقل من 5% من الحالات بينما تسبب العدوى لدى الرضع وفي مرحلة الطفولة المكبرة التهاب الكبد المزمن في حوالي 95% من الحالات، مما يرسي الأساس لتعزيز تطعيم الرضع والأطفال ومنحه الأولوية.

الأعراض

لا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثاً بالعدوى.

ويُصاب بعض الأشخاص باعتلال حاد وتظهر عليهم أعراض تدوم عدة أسابيع:

  •        اصفرار البشرة والعيون (اليرقان)
  •        البول الداكن
  •        الشعور بتعب شديد
  •        الغثيان
  •        القيء
  •        آلام البطن.

ويمكن أن يسبب التهاب الكبد الحاد في حال اشتداده فشل الكبد الذي قد يسبب الوفاة.

وعلى الرغم من تعافي معظم الأشخاص المصابين بحالة مرضية حادة، فسيُصاب بعض الأشخاص المعانين من التهاب الكبد B المزمن تدريجياً بمرض كبدي ومضاعفات مثل تشمع الكبد وسرطان الخلايا الكبدية (سرطان الكبد). وهذه أمراض يمكن أن تكون مميتة.

العدوى بفيروس التهاب الكبد B المصاحبة للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري

يُصاب حوالي 1% من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B (2,7 مليون شخص) أيضاً بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري. وفي المقابل، تبلغ معدلات انتشار الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B على الصعيد العالمي لدى المصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري 7,4%. وقد أوصت المنظمة منذ عام 2015 بتوفير العلاج لكل من تُشَخَّص إصابته بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري، بغض النظر عن طور المرض. ودواء تينوفوفير المدرج في توليفات الأدوية الموصى باستخدامها كعلاج الخط الأول المضاد للعدوى بفيروس العوز المناعي البشري هو دواء ناجع ضد فيروس التهاب الكبد B أيضاً.

التشخيص

لا يمكن التمييز سريرياً بين التهاب الكبد B والتهاب الكبد الناجم عن عوامل فيروسية أخرى. وعليه، من الضروري تأكيد التشخيص مختبرياً. ويتوافر العديد من فحصات الدم لتشخيص التهاب الكبد B لدى المصابين به ورصدهم. ويمكن استخدام بعض الفحصات المختبرية للتمييز بين الحالات المرضية الحادة والمزمنة فيما يمكن استخدام بعضها الآخر لتقييم حدة مرض الكبد ورصدها. كما يمكن إجراء فحص بدني وتصوير بالموجات فوق الصوتية وفحص مرونة الأنسجة بواسطة هذا التصوير لتقييم درجة تليف الكبد وتندب الكبد ورصد تطور مرض الكبد. وتوصي المنظمة بإجراء فحص الكشف عن التهاب الكبد B في كل كميات الدم المتبرع بها لضمان مأمونية الدم وتفادي الانتقال العرضي للعدوى.

وفي عام 2022، كان 13% من مجموع الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B حسب التقديرات على علمٍ بإصابتهم بالعدوى في حين كان 3% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B المزمن يتلقون العلاج. ووفقاً لأحدث تقديرات المنظمة، انخفضت نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد B المزمن إلى أقل بقليل من 1% في عام 2019 بعد أن كانت تناهز نسبتهم 5% في حقبة ما قبل اللقاح التي تغطي الفترة المتراوحة بين الثمانينات ومطلع القرن الحادي والعشرين.

وفي السياقات التي يتراوح فيها معدل الانتشار المصلي للمستضد السطحي لفيروس التهاب الكبد B بين المتوسط والعالي لدى السكان عموماً (المعرّف على أنه معدل انتشار مصلي للمستضد السطحي لفيروس التهاب الكبد B بنسبة تزيد على 2% أو تساويها)، توصي المنظمة بإتاحة فحصات الكشف عن المستضد السطحي لفيروس التهاب الكبد B للبالغين كافةً واقتراحها عليهم بربطها بخدمات الوقاية والرعاية والعلاج، حسب الاقتضاء. وتوصي المنظمة أيضاً بإجراء فحوص مستهدفة في كل الأماكن للأفراد الذين يُشتبه في إصابتهم بمرض في الكبد والمتبرعين بالدم وجميع النساء الحوامل بهدف إتاحة الفرصة في حالة الحوامل لاتخاذ تدابير الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل. وإضافة إلى ذلك، توصي المنظمة بفحص فئات محددة شديدة التعرض لخطر الإصابة بالمرض، تشمل المهاجرين من أقاليم موطونة بالمرض وعشراء المصابين بالعدوى أو أفراد أسرهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومتعاطي المخدرات بالحقن ونزلاء السجون وغيرها من الأماكن المغلقة والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين والمشتغلين بالجنس والمتحولين جنسياً والمصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري).

وكانت المنظمة قد أصدرت في عام 2024 دليلاً عملياً بشأن الأولويات فيما يخص تخطيط خدمات فحص الكشف عن التهاب الكبد B وC، يجمع كل الإرشادات المتعلقة بفحص الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي ويزود البلدان بالدعم اللازم لوضع سياسات وممارسات تحدد توليفة من نُهج فحص الكشف عن التهاب الكبد B وC.

العلاج

لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد B الحاد. ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد B المزمن بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.

وينبغي أن تركز رعاية المصابين بالتهاب الكبد B الحاد على التدبير العلاجي لأعراض المرض. وينبغي للمرضى اتباع نظام غذائي صحي وشرب كثير من السوائل للوقاية من التجفاف نتيجة للقيء والإسهال.

ويمكن علاج العدوى بالتهاب الكبد B المزمن بالأدوية الفموية، بما في ذلك دواء تينوفوفير أو دواء إنتيكافير.

والعلاج قادر على ما يلي:

  •       إبطاء تفاقم تشمع الكبد
  •       الحد من حالات الإصابة بسرطان الكبد
  •       تعزيز بقاء المرضى على قيد الحياة لأجل طويل.

ويتعين على معظم الأشخاص الذين يباشرون تناول العلاج المضاد لالتهاب الكبد B أن يواصلوا تناوله طيلة حياتهم.

ووفقاً للمبادئ التوجيهية المحدثة الصادرة في عام 2024 بشأن الوقاية من عدوى التهاب الكبد B المزمنة وتشخيصها ورعاية المصابين بها وعلاجهم، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 50% من المصابين بالتهاب الكبد B المزمن سيتطلبون العلاج، حسب السياق ومعايير الأهلية.

وفي السياقات المنخفضة الدخل، يحضر معظم الأشخاص المصابين بسرطان الكبد إلى المستشفى في وقت متأخر من مسار المرض ويلقون حتفهم في غضون أشهر قليلة بعد تشخيص المرض. أما في البلدان المرتفعة الدخل، فيحضر المرضى إلى المستشفى في وقت مبكر من مسار المرض ويحصلون على خدمات الجراحة والمعالجة الكيميائية التي يمكن أن تطيل عمرهم من عدة أشهر إلى بضع سنوات. وتُستخدم عمليات زرع الكبد أحياناً لعلاج المصابين بتشمع الكبد أو سرطان الكبد في البلدان المتقدمة تكنولوجياً، بتحقيق درجات متفاوتة من النجاح.

الوقاية

يمكن الوقاية من التهاب الكبد B بفضل اللقاح.

وينبغي أن يتلقى جميع المواليد جرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B في أسرع وقت ممكن بعد الولادة (في غضون 24 ساعة) ثم جرعتين أو 3 جرعات من اللقاح على أن تفصل بين هذه الجرعات 4 أسابيع على الأقل.

ولا يلزم عادةً إعطاء جرعات معززة من اللقاح للأشخاص الذين استكملوا سلسلة التطعيم ثلاثي الجرعات.

ويقي اللقاح من التهاب الكبد B لفترة لا تقل عن 20 عاماً وتستمر طيلة العمر على الأرجح.

وقد تنتقل العدوى بالتهاب الكبد B من الأم إلى الطفل. ويمكن الوقاية من انتقال هذه العدوى من خلال تناول مضادات الفيروسات إضافةً إلى تلقي اللقاح عقب الولادة بفترة قصيرة.

وللحد من خطر الإصابة بالتهاب الكبد B أو انتشاره يتعين ضمان ما يلي:

  • مأمونية ممارسة الجنس باستخدام العوازل؛
  • تجنب تبادل الإبر أو أي من المعدات المستخدمة لتعاطي المخدرات بالحقن أو ثقب الجلد أو الوشم؛
  • غسل اليدين جيداً باستخدام الصابون والماء بعد ملامسة الدم أو سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة؛
  • تلقي اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B في حال العمل في مرفق للرعاية الصحية.

استجابة المنظمة

توجه الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة بشأن فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً، على التوالي، للفترة 2022-2030 (الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة) عمل قطاع الصحة في تنفيذ استجابة ذات تركيز استراتيجي لتحقيق أهداف القضاء على الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي (وخصوصاً التهاب الكبد B والتهاب الكبد C المزمنان) وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً بحلول عام 2030.

وتوصي الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة بأن تتخذ البلدان إجراءات مشتركة ومعنية بمكافحة الأمراض تحديداً وأن تُدعم بإجراءات أخرى تتخذها المنظمة والجهات الشريكة. وتدرس هذه الاستراتيجيات التحولات الطارئة في السنوات السابقة على الأوبئة والتكنولوجيا والسياق السائد وتعزز فرص التعلم في كل أنحاء المناطق الموبوءة بالمرض وتتيح فرصاً للاستفادة من الابتكارات والمعارف الجديدة من أجل الاستجابة الفعالة للأمراض. وتدعو إلى توسيع نطاق الوقاية من أمراض التهاب الكبد الفيروسي وفحص الكشف عنها وعلاجها بالتركيز على الوصول إلى الفئات السكانية والمجتمعات المحلية الأكثر تضرراً من كل واحد من هذه الأمراض والأشد عرضة لخطورة الإصابة بأي منها وإلى سد الثغرات والتصدي لأوجه الإجحاف في مكافحتها. وتعزز أيضاً أوجه التآزر في إطار تحقيق التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية وتساهم في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتؤيد المنظمة البلدان في وضع استراتيجيات وطنية تتوافق مع هذه الرؤية.

وعلاوة على ذلك، تعمل المنظمة على وضع مبادئ توجيهية وتحديثها بشأن الوقاية من فيروس التهاب الكبد B وفحص المصابين به وعلاجهم، وتؤيد البلدان في جهودها الرامية إلى تجسيد أحدث العلوم والتوصيات في استجابتها الموجهة في مجال الصحة العامة.

وتشن المنظمة حملة سنوية بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد لإذكاء الوعي بالتهاب الكبد الفيروسي وتعزيز فهمه.