الأستاذ هوسان، أعضاء لجنة الطوارئ ومستشاريها، الزملاء والأصدقاء الكرام،

مرحبا بكم في الاجتماع التاسع للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية.

عندما اجتمعتم آخر مرة، كنا نمر بالمراحل الأولى من موجة عالمية جديدة من الحالات والوفيات، مدفوعة بمتحور دلتا.

وبلغت تلك الموجة ذروتها في آب/ أغسطس، ثم انخفضت الحالات والوفيات المبلغ عنها منذ ذلك الحين، وهي الآن في أدنى مستوى لها منذ عام.

ويتواصل انخفاض الحالات والوفيات في كل إقليم من أقاليم المنظمة، باستثناء الإقليم الأوروبي الذي تواجه عدة دول أعضاء في شرقه تفشياً وخيماً للمرض.

وبطبيعة الحال، تبلغ الوفيات أعلى مستوياتها في البلدان والفئات السكانية التي تحظى بوصول أو قبول أدنى للقاحات وغيرها من الأدوات المنقذة للأرواح.

وفي الوقت نفسه، يستمر الفيروس في التطور ويتسبب في ظهور متحورات أكثر قدرة على الانتقال.

وهو انتقال مدفوع بعدد من العوامل الأخرى، من بينها زيادة التنقل والاختلاط الاجتماعيين، والتطبيق غير الملائم أو غير المتسق لتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية المُجرّبة، فضلاً عن المعلومات المغلوطة والمضلّلة والتسييس.

ويساورنا القلق لأن هناك على ما يبدو وجهة نظر سائدة في بعض البلدان مفادها أن الجائحة قد انتهت، وهو أمر غير صحيح. ونواصل حثّ جميع الدول الأعضاء على المثابرة في اتباع نهج شامل ومكيّف وقائم على إدارة المخاطر، يُستكمل فيه التطعيم بتدابير الصحة العامة المناسبة.

وتعني الإتاحة غير المنصفة للقاحات وغيرها من الأدوات المنقذة للأرواح أن نسبة كبيرة من سكان العالم ما زالت عرضة للإصابة بالعدوى ولمخاطر المرض الوخيم والوفاة.

وكما تعلمون، فقد حددنا غاية تطعيم نسبة 40% من سكان كل بلد بحلول نهاية هذا العام.

ويوجد 82 بلداً معرضاً لخطر تفويت تلك الغاية. وبالنسبة لمعظم تلك البلدان، تكمن المشكلة ببساطة في نقص الإمدادات وتعذّر إمكانية التنبؤ بها. وهناك مجموعة قليلة من البلدان تعاني من بعض القيود التي تحد من قدرتها على استيعاب اللقاحات، ونحن نعمل على معالجة تلك المشاكل.

وقد أظهرت الأشهر الأخيرة أيضاً أهمية رصد الحماية التي توفرها اللقاحات.

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات تبطئ انتقال العدوى وإن لم توقفها بالكامل؛ ولكنها فعالة جداً في حماية الأفراد من الأمراض الوخيمة والمصحوبة بأعراض، فضلاً عن حمايتهم من دخول المستشفى والوفاة بسبب متحور دلتا.

بيد أنه نظراً لأن فوائد إعادة تطعيم عامة السكان ما زالت مجهولة، فقد قررت المنظمة أن تُعطى الجرعات الإضافية لفئات السكان المعرضة للخطر، مثل الأشخاص المنقوصي المناعة وكبار السن.

وسيعرض زملائي التحديثات التقنية الواردة من أمانة المنظمة، والتي ستركز على الحالة الوبائية الراهنة والمتحورات والتطعيم والسفر الدولي.

وأود أن أشكركم السيد رئيس اللجنة البروفيسور ديدييه هوسان على قيادتكم الحاذقة.

كما أعرب، نيابة عن المنظمة، عن شكري لكم أعضاء اللجنة ومستشاريها، فرداً فرداً، على إسهامكم بخبراتكم وعلى تفانيكم والتزامكم.

ومثلما هو الحال دائماً، ستسترشد مداولاتكم باللوائح الصحية الدولية.

أتمنى لكم اجتماعاً مثمراً.

وشكراً لكم.