ألانا نيكولز،
كاثرين بوتون،
أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
أتوجه بخالص شكري لسانديل ماجولا وجوقة شباب ندلوفو على أدائهم المؤثر.
وأشكركم جميعاً على انضمامكم إلينا اليوم لاستهلال التقرير العالمي عن السمع. فهذه الوثيقة المهمة تتصدى لبعض الأساطير والأفكار الخاطئة المنتشرة حول فقدان السمع.
وتتمثل إحداها في أن فقدان السمع مشكلة تتعلق بكبار السن وعلامة تشير إلى خرف الشيخوخة والتدهور.
ويُعد وجودكم هنا خطوة رائعة صوب إثبات للعالم أن هذا غير صحيح. ففقدان السمع يصيب الأشخاص من جميع الأعمار.
والأسطورة الثانية هي أن فقدان السمع أمر لا مفر منه. وفي الواقع، أن ما يقدر بنحو 60٪ من حالات فقدان السمع في مرحلة الطفولة يرجع إلى أسباب يمكن الوقاية منها.
فعندما يتولى الشباب المسؤولية إزاء سمعهم ويصبحون مثالاً يُحتذى به في مجال الاستماع المأمون، ستبدأ المواقف إزاء فقدان السمع في التغيّر.
ونيابة عن منظمة الصحة العالمية، أشكركم جميعاً على بيان أهمية الوقاية من فقدان السمع للعالم.
فهناك أكثر من 1,5 مليار شخص يعاني حالياً من درجة ما من فقدان السمع، وقد يرتفع هذا العدد إلى 2,5 مليار بحلول عام 2050.
ويحتاج حالياً ما يقرب من ثلث هؤلاء الأشخاص، أي ما يقرب من نصف مليون شخص، إلى خدمات تأهيل السمع.
ومازال فقدان السمع يمثل ثالث أهم أسباب الإعاقة في العالم.
ولكننا نعرف كيف نمنعه.
وكما قال لنا الآن سانديل ببلاغة شديدة، نحن نعرف كيف يمكننا أن نمنع فقدان السمع الذي يتسبب فيه الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة.
ويلزم علينا أن نجعل الاستماع مأموناً لنحو 1,1 مليار شاب يعرّضون سمعهم للخطر، لا لسبب إلا الاستمتاع بإحدى ملذات الحياة.
ونحن نعرف أيضاً كيف يمكننا الوقاية من التهابات الأذن الشائعة وعلاجها، والتي مازالت تصيب أكثر من 200 مليون طفل سنوياً وتؤدي إلى فقدان السمع الذي يمكن تلافيه.
ولدينا أيضاً حلول فعالة لمعالجة فقدان السمع.
فهناك الملايين من الأشخاص الذين يستفيدون بالفعل من المعينات السمعية، والزرعات، والعلاج، ولغة الإشارة، والشروح النصية.
ومع ذلك، فإن استخدامها مازال محدوداً للغاية. ولا يستطيع العديد من الأشخاص الحصول على هذه الأدوات المهمة، ولاسيما في البيئات الشحيحة الموارد.
ولا يستفيد من خدمات رعاية السمع في الوقت الحاضر إلا حوالي 17% ممن يحتاجون إليها. ويُعد ذلك نتيجة لعدم إعطاء الأولوية الكافية لرعاية الأذن والسمع الذي ينتشر على نطاق واسع.
فيجب أن تشكّل رعاية السمع جزءاً من المسار الذي يسلكه كل بلد نحو التغطية الصحية الشاملة.
والتكلفة البشرية لهذه الفجوة والتي يتكبدها الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع وأسرهم ضخمة.
وفي الوقت نفسه، يتكبد المجتمع ككل تكلفة باهظة هو الآخر.
وتُعد التدخلات العالية المردود استثماراً في مجتمع يتمتع بمزيد من الصحة والازدهار.
وفي غياب هذه التدخلات تقدر خسائر الاقتصاد العالمي بنحو تريليون دولار سنوياً.
فلم يعد التقاعس عن العمل خياراً مطروحاً. وقد علمتنا جائحة كوفيد-19 درساً قاسياً، وهو أن الصحة ليست ترفاً.
بل إن الصحة هي أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستثمار في عالم يتمتع بمزيد من الأمن والإنصاف والازدهار للناس كافة.
ويمكن للاستثمار في رعاية الأذن والسمع، على مدى عشر سنوات، أن يفيد أكثر من 1,4 مليار شخص وأن يعود بنحو 16 دولارًا أمريكيًا مقابل كل دولار يُستثمر.
ويعرض التقرير العالمي عن السمع الإجراءات الواضحة التي يجب علينا اتخاذها لتحقيق الغاية العالمية المتمثلة في تحقيق زيادة نسبية بمقدار 20% في تغطية خدمات رعاية السمع بحلول عام 2030.
ويقدر الاستثمار السنوي اللازم لتوسيع نطاق رعاية الأذن والسمع بدولار أمريكي واحد و33 سنتاً للفرد.
أصحاب السعادة والزملاء والأصدقاء الأعزاء،
أود أن أتقدم بالشكر مرة أخرى إلى سعادة الدكتور الموقر هارش فاردهان، على توليه زمام القيادة في مجال رعاية الأذن والسمع.
فالعمل الذي نهضت به الهند لضمان إتاحة الخدمات الحاسمة الأهمية، انطلاقاً من المستوى المجتمعي والرعاية الأولية، يُعد مثالاً يحتذي به الآخرون.
وأثبت المتحدثون اليوم أن هناك حلولاً فعّالة لتلبية الاحتياجات الخاصة برعاية الأذن والسمع للجميع.
وأود أن أؤكد للدول الأعضاء والشركاء التزام المنظمة بالعمل على ضمان إتاحة خدمات رعاية الأذن والسمع، بوصفها جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة.
أتمنى لكم يوماً عالمياً سعيداً للسمع.
شكراً لكم.