سعادة السيدة باتريشيا سكوتلاند،

أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

تتجاوز العواقب المدمرة لجائحة كوفيد-19 بكثير المرض نفسه. فقد عمّقت أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والصحية في جميع أنحاء العالم، وفي البلدان أيا كان حجمها ومستوى دخلها.

وسيمتد أثر الجائحة لعقود، ولا سيما في أوساط أضعف الفئات.

وكلما طال أمد انتشار الجائحة، ازدادت تلك الآثار سوءا.

ولهذا السبب، من المهم أهمية حاسمة أن تتعاون الدول تعاونا أوثق لدعم كل البلدان في تطعيم 70% من سكانها بحلول منتصف هذا العام، وتعزيز قدرة النظم الصحية على الصمود، والعمل على تحقيق التعافي الاقتصادي الشامل للجميع.

في الوقت الحاضر، لم يحصل على التطعيم الكامل سوى 42% من سكان بلدان الكومنولث، وهناك تفاوت واسع بين البلدان.

ولم تتجاوز نسبة التطعيم في بلدان الكومنولث الأفريقية 23%.

ويشكل سد هذه الفجوة أولوية ملحة بالنسبة إلى المنظمة- لا لكبح جماح الجائحة وإنقاذ الأرواح فحسب، بل وأيضاً لحماية سبل كسب العيش ودعم التعافي المستدام.

ولا يمكننا سد تلك الفجوة إلا بالعمل معا في إطار من الشراكة - وهذا يسري كذلك على العديد من التحديات التي نواجهها.

وأنا أؤمن إيمانا قويا بالشراكات.

وخلال السنوات القليلة الماضية، أضفت المنظمة الطابع المؤسسي على تعاونها مع العديد من المجموعات والمنابر والمنظمات الإقليمية التي نتشاطر معها الأهداف والمبادئ المشتركة.

ويعد كمنولث الأمم واحدا من أكثر شركائنا تفردا، وهو يمثل 54 بلدا، و2.5 مليار نسمة.

وتكمن قوة الكومنولث في تنوعه وإرثه المشترك في اللغة والثقافة وسيادة القانون.

وتتشاطر المنظمة والكومنولث القيم ذاتها المتمثلة في احترام جميع الدول والشعوب، والسعي إلى توافق الآراء من خلال التشاور، ودعم أضعف المجتمعات.

وكلانا يناصر الدول الصغيرة، التي تتعرض خاصة للآثار الصحية والبيئية لتغير المناخ.

ولذلك يسعدني أن أوقع على مذكرة التفاهم هذه للارتقاء بشراكتنا إلى مستوى أعلى.

وقد قطعت العديد من بلدان الكومنولث في السنوات الأخيرة التزامات لم يسبق لها مثيل لتحسين صحة شعوبها.

وتشمل هذه الالتزامات اتخاذ إجراءات متزامنة للوفاء بالجدول الزمني للقضاء على الملاريا، والتراخوما المسببة للعمى، وسرطان عنق الرحم، وتوسيع نطاق التأمين الصحي وإتاحة الخدمات.

وتلتزم المنظمة بالعمل مع أمانة الكومنولث على نحو أوثق من ذي قبل للحفاظ على الزخم، وتقديم الإرشادات التقنية للبلدان للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف.

وقد وضعنا سبع أولويات في مذكرة التفاهم:

تعزيز التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية؛

وتعزيز الأمن الصحي العالمي؛

وتعزيز البيئات الصحية؛

وتحسين صحة الفئات الضعيفة؛

إحداث تحول في التعلم مدى الحياة؛

وبناء شراكة في مجال البيانات؛

وتهيئة فضاء للابتكار وتبادل المعارف.

وهناك عدد من المبادرات القائمة التي سنستعين بها كعوامل محفزة.

وتشمل هذه المبادرات، على سبيل الذكر لا الحصر، مبادرة المنظمة للدول الجزرية الصغيرة النامية، والاستعراض الشامل للصحة والتأهب، وأكاديمية المنظمة، ومبادراتنا العالمية بشأن مكافحة سرطان الأطفال وسرطان الثدي، والاتفاق العالمي بشأن مكافحة السكري.

وإنني أقدر لكم، سعادة الأمينة العامة باتريشيا سكوتلاند، التزامكم بتوطيد التعاون مع المنظمة، وأتطلع إلى زيادة تقوية العمل معكم ومع فريقكم للوفاء برسالة المنظمة في تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الضعفاء.

أشكركم.