الدكتور محمد سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية،  

الدكتور أحمد المنظري، مدير مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط،  

الزملاء والأصدقاء الأعزاء،  

عِمتُم صباحاً، إن لي عظيم الشرف أن أحضر توقيع هذا الاتفاق التاريخي بين منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والبنك الإسلامي للتنمية.  

ومن دواعي أسفي أننا لم نتمكن من القيام بذلك في وقت سابق، في جنيف أو نيويورك أو برلين أو بالي - ولكن لعله من الأنسب أننا استطعنا القيام به هنا في قطر التي هي دولة عضو في كل من منظمتينا، وأثناء هذه اللحظة التاريخية للغاية التي تشهد استضافة قطر، والشرق الأوسط، لكأس العالم.  

وأتوجه بالشكر إلى الدكتور الجاسر وإلى فريقكم في البنك الإسلامي للتنمية على شراكتكم وعلى رؤيتكم المشتركة لدعم البلدان من أجل تسريع التقدم صوب تحقيق أهداف التنمية المستدامة.  

لقد كان العالم مكاناً مختلفاً عندما اجتمعت البلدان معاً في عام 2015 للاتفاق على أهداف التنمية المستدامة – التي تشكل أكثر خطط التنمية طموحاً في التاريخ.  

ثم عانى العالم، منذ ذلك التاريخ، من أقسى أزمة صحية شهدها في عقد من الزمان، وأصبحت السياسات مثيرة للانقسام أكثر من ذي قبلُ، وباتت الآثار المترتبة على تغير المناخ تزداد وضوحاً، وأخذت النزاعات تندلع في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى أزمة في الغذاء والطاقة.  

وحتى قبل الجائحة، كان العالم خارج المسار الصحيح لأهداف التنمية المستدامة. وها نحن الآن قد ازدد تأخرنا.  

ولكن بعيداً عن الحياد عن مسار أهداف التنمية المستدامة، تثبت التحديات التي نواجهها أن علينا متابعتها بمزيد من التصميم والابتكار والتعاون.  

فهي تبيّن لماذا لا نستطيع تقبل العالم الذي نعيش فيه، ولماذا يجب علينا جميعاً أن نبذل قصارانا لتغييره.  

إن الاتفاق الذي نوقعه اليوم سيساعدنا على القيام بذلك في الدول الأعضاء المشتركة في المنظمة والبنك الإسلامي للتنمية، والتي يتألف الكثير منها من أشد البلدان فقراً وهشاشة وضعفاً في العالم.  

وركائز الاتفاق الخمس تستهدف بعضاً من أهم القضايا التي تواجهها هذه البلدان، وبخاصة تعزيز الرعاية الصحية الأولية، بوصفها أساس التغطية الصحية الشاملة التي قال الرئيس إنها واحدة من الركائز المحورية لاتفاق اليوم.  

ولقد ظللنا نعمل معاً منذ عام 2020 على دعم أفغانستان والكاميرون وباكستان وأوزبكستان واليمن في الاستجابة لكوفيد-19، ونتطلع إلى الاستفادة من هذه التجربة في عمل المزيد في عدد أكبر من البلدان.  

السيد الرئيس، شكراً لكم مرة أخرى على شراكتكم. وإننا لنتطلع إلى العمل معكم عن كثب للتعجيل بتنفيذ الموجة الأولى من المشاريع القُطرية، والعمل على تحقيق عالم يتمتع فيه الجميع بقدر أكبر من الصحة والأمان والعدل.  

شكراً جزيلاً