معالي الرئيس، الوزير الدكتور صالح الحسناوي،

معالي نائبا الرئيس الوزير الدكتور مصعب نزال العلي والوزير الدكتور هيثم إبراهيم عوض الله

أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود،

المديرة الإقليمية الدكتورة حنان بلخي

المدير الإقليمي الفخري الدكتور أحمد المنظري

الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

السلام عليكم.

يسرني أن أدلي بهذه الملاحظات نيابة عن المدير العام إضافة إلى الرسالة التي وجهها بواسطة بالفيديو.

فشرف عظيم لي أن أكون معكم.

ونتقدم بجزيل الشكر للحكومة المصرية على استضافتها لنا، وعلى دعمها الراسخ للمنظمة والصحة في الإقليم.

ودعوني أبدأ بالترحيب بمبادرة وقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من الحرب والمعاناة.

ونعرب عن شكرنا للولايات المتحدة على دورها القيادي جنباً إلى جنب مع مصر وقطر وجميع الأطراف الأخرى التي ساعدت في تحقيق ذلك.

وقد كانت المنظمة حاضرة في الميدان قبل نشوب هذه الحرب، وكنا نحن كذلك حاضرين في الميدان طوال الوقت، وسنبقى حاضرين في الميدان لدعم سكان غزة.

ويجب عليناً جميعا أن نأمل ونصلي من أجل أن تصبح مبادرة وقف إطلاق النار هذه أساساً لإقامة سلام دائم ومستدام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وللإقليم، بل وللعالم بأسره أيضاً.

ونحن نشجع جميع البلدان على مواصلة العمل من أجل إحلال السلام في السودان والجمهورية العربية السورية واليمن وبؤر التوتر الأخرى في الإقليم.

واستشهد هنا بمقولة الدكتور تيدروس التي يرددها دوماً وهي أنه لا توجد صحة بدون سلام، ولا يوجد سلام بدون صحة.

===

وأتقدم بشكري إلى المديرة الإقليمية على دورها القيادي الراسخ ورؤيتها بشأن الصحة في هذا الإقليم.  

فقد كان التقدم المُحرز في تنفيذ المبادرات الإقليمية الرئيسية الثلاث مثيراً للإعجاب – والمتمثلة في زيادة إتاحة الأدوية واللقاحات والمنتجات الطبية؛ وتعزيز قدرات القوى العاملة الصحية؛ وتسريع وتيرة العمل بشأن مكافحة تعاطي المخدرات.

كما وردت أخبار مشجعة بشأن كل واحدة من الأولويات الست للخطة العملياتية الاستراتيجية الإقليمية.

فأولاً، فيما يتعلق بتعزيز الصحة، فإن من دواعي سرورنا أن نرى العديد من البلدان وهي تتخذ خطوات رامية إلى الحد من معدلات تعاطي التبغ، وتحسين التغذية، والتخلص من الدهون المتحولة، ومنع العنف ضد النساء والأطفال، والحد من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، وتعزيز التمتع بقدر أوفر من الصحة النفسية، والتصدي لآثار تغير المناخ على الصحة.

وثانياً، فيما يخص إتاحة الرعاية الجيدة، فإن البلدان عاكفة على إعداد حزم الخدمات الصحية، وتحسين نوعية الرعاية، وتعزيز قدرة النظم الصحية على الصمود، وتحسين ترصد الأمراض السارية وغير السارية على حد سواء.

وتحققت أيضاً العديد من الانتصارات التي تستحق الاحتفال بها بشأن مكافحة الكثير من الأمراض على وجه التحديد:

فيوجد الآن أحد عشر بلداً يسير على الطريق الصحيح صوب التخلص من السل.

كما جرى الإشهاد على خلو مصر من الملاريا والتحقق من مكافحة التهاب الكبد B فيها، وأصبح الأردن أول بلد في العالم يُشهد على تخلصه من الجذام؛ وتخلصت باكستان كذلك من التراخوما بوصفها من مشاكل الصحة العامة.

وثالثاً، يؤلمنا جميعاً أن ندرك عبء الطوارئ الثقيل الذي يرزح هذا الإقليم تحت وطأته، والمتمثل في الصراع وانعدام الأمن والتشريد وفاشيات الأمراض والكوارث.

ولكننا نشعر بالتفاؤل حيال رؤية بلدان الإقليم وهي تتخذ خطوات رامية إلى تعزيز قدراتها في مجالات الوقاية والتأهب والاستجابة، بما يشمل ترصد أحداث الصحة العامة وكشفها والإبلاغ عنها.

وعلاوة على استجابتنا للصراع الدائر في غزة، فإن المنظمة عاكفة على دعم الاستجابة للطوارئ الأخرى في الإقليم، بما فيها تلك المندلعة في السودان، وهي أكبر طارئة إنسانية في العالم.

ورابعاً، بالنسبة لشلل الأطفال، فإننا نواصل دعم أفغانستان وباكستان في جهودهما خلال المرحلة الأخيرة من القضاء على المرض، فضلاً عن الاستجابة لفاشيات من شلل الأطفال المتحور في العديد من البلدان.

وإن الطريق إلى استئصال المرض ليس ممهداً دوماً، ولكننا سنواصل مضينا فيه قدماً ونظل واثقين من بلوغنا لغايتنا المنشودة. وقد حددنا العام المقبل بوصفه الموعد المستهدف لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري. وسنحقق ذلك إن شاء الله بفضل التركيز والالتزام الدقيقين للمديرة الإقليمية والدول الأعضاء والشركاء.

وخامساً، فيما يتعلق برسم السياسات المسندة بالبينات، فإن من دواعي سرورنا أن نرى العديد من البلدان وهي عاكفة على تعزيز نظمها المعنية بالمعلومات الصحية، وزيادة استفادتها من المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة، ووضع مبادئ توجيهية واستراتيجيات وخطط تنفيذ وطنية مسندة بالبينات.

وسادساً، فيما يخص تحسين أداء المنظمة، فمثلما تعلمون جميعاً، تمر المنظمة وموظفونا بأوقات عصيبة في ظل عملية إعادة الهيكلة وإعادة التنظيم التي نشهدها.

فقد بدأنا من القمة وقلصنا حجم إدارتنا العليا وعدد المديرين في المقر الرئيسي بمقدار النصف تقريباً.

وأوشكنا الآن على الانتهاء من هذه العملية المؤلمة للغاية لتوديع عدد من الزملاء.

فهؤلاء أناس خدموا العالم بعدة طرق وعملوا تحت ضغوط شديدة أثناء اندلاع جائحة كوفيد-19.

ورغم ذلك، فإننا نعتبر هذه الأزمة فرصة سانحة، ونحن واثقون من أن المنظمة ستخرج منها وهي أقوى وأشد حزماً وتركيزاً على ولايتها الأساسية وأكثر استقلالية كذلك.

وكانت الدول الأعضاء قد بعثت أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية لهذا العام برسالة قوية جداً مفادها أنها تصبو إلى رؤية منظمتنا منظمة قوية ومتمكنة.

فأولاً، مثلت الموافقة على الزيادة المقبلة في الاشتراكات المقدرة خطوة رئيسية على طريق تحقيق إمكانية الاستدامة المالية في المنظمة وحمايتها من التعرض للصدمات في المستقبل؛

وثانياً، شكل اعتماد اتفاق المنظمة بشأن الجوائح حدثاً تاريخياً بحق، حيث أثبت أن بإمكان البلدان، حتى في ظل ظروف الانقسام هذه، أن تواصل تكاتفها معاً وتوجد حلولاً مشتركة لما تواجهه من مشاكل عموماً.

وهو أيضاً السبب الذي يجمع معاً بين القيادات الصحية الإقليمية هذا الأسبوع.

ويتناول جدول أعمال اجتماع اللجنة الإقليمية مسائل كثيرة ذات أهمية مشتركة سنناقشها جميعاً خلال اليومين المقبلين.

وفي الوقت الذي ننفذ فيه برنامج العمل العام الرابع عشر وتركيزه الشديد على تعزيز الصحة وتوفيرها وحمايتها، يمكننا أن نرى أن عمل هذا الإقليم يتماشى بالفعل مع أولوياته.

ورغم أن التحولات الطارئة مؤخراً على بنية الصحة والمساعدات العالمية خلفت آثاراً هدامة للغاية، فإنها تتيح أيضاً فرصة للابتعاد عن الاعتماد على المعونة وإقامة مستقبل أساسه الاستقلال والاعتماد على الذات والتضامن.

أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء،

أترككم الآن مع الطلبات الثلاثة التالية:

أولاً، أشجع جميع الدول الأعضاء على المشاركة بنشاط في المفاوضات المتعلقة بملحق اتفاق المنظمة بشأن الجوائح الخاص بإتاحة المُمرضات وتقاسم المنافع، وعلى إبرامه في الوقت المناسب قبل حلول موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو من العام المقبل.

وثانياً، أشجع جميع الدول الأعضاء على الاستفادة من كل ما لديها من أدوات لتوفير التمويل المحلي اللازم للصحة وتحسين جوانب الكفاءة في الوقت الذي نسعى فيه إلى إقامة مستقبل أكثر اعتماداً على الذات وغير مرهون بالمساعدات.

وثالثاً، أشجع جميع الدول الأعضاء على اغتنام هذه الفرصة من أجل العمل معاً على إقامة منظمة أقوى وأكثر تمكيناً واستقلالية وأقدر على خدمة جميع البلدان.

وأشكركم جميعاً مرة أخرى على التزامكم بالصحة - لا بوصفها ترفاً للبعض بل حقاً لجميع شعوب هذا الإقليم والعالم أيضاً.

شكراً لكم (نطقتها بالعربية). أشكركم جزيل الشكر.