بيان الرؤية
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
وضع الناس في المقدمة
تتمثل أولويتي الرئيسية في حق كل فرد في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. سوف أدعم آليات للاستماع المجدي والتعلم من، وإشراك الناس والمجتمعات - بما في ذلك المهاجرين والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة؛ والأشخاص الذين يعيشون في القرى والأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية والمناطق ذات الدخل المنخفض؛ والفئات الأخرى الضعيفة من السكان. سوف تكون هذه المشاركة - وما نتعلمه منها- في محور جهودنا الرامية إلى تعبئة الموارد، ومساءلة السلطات عن صحة الجميع، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الدخل أو التوجه الجنسي أو الدين.
أتصور عالمًا يستطيع كل إنسان أن ينعم فيه بحياة تملؤها الصحة والعافية، وأن يصبح قادرًا على الإنتاج وتحقيق النجاحات، بغض النظر عن الهوية التي ينتمي إليها أو الرقعة التي يعيش عليها.
أؤمن تمامًا بأن الالتزام العالمي الذي قطعناه على أنفسنا بالتنمية المستدامة –المنصوص عليها في الأهداف الإنمائية المستدامة-يوفر بدوره فرصة فريدة ومميزة لمعالجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للصحة، وتحسين الحياة الصحية وعافية الناس في كل مكان. لتحقيق هذه الرؤية نحتاج إلى تقوية وزيادة فعالية منظمة الصحة العالمية لتصبح قادرة على تحقيق الغايات الصحية الأهداف الإنمائية المستدامة. وسوف يتطلب مواجهة هذه التحديات قيادة نشطة وواعية لمنظمة الصحة العالمية تجمع بين الخبرة في الصحة العامة والخبرة الدبلوماسية والسياسية اللازمة لمواجهة التحديات الأشد إلحاحًا في عصرنا الحالي.
وضع الصحة في قلب جدول الأعمال العالمي
عندما يتمتع الناس بصحة جيدة، فسوف تزدهر المجتمعات بأكملها والأمم أيضَا - بل وفي الواقع، سوف يستفيد العالم كله من ذلك. سأتعامل مع رؤساء الدول والوزراء عبر مجموعة واسعة من الملفات، والمؤسسات المتعددة الأطراف، ومنظومة الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، لتسهيل الحصول على الرعاية الصحية والحماية من تفشي الأمراض المعدية عنصرًا محوريًا في الأمن العالمي وجداول الأعمال التنموية والاقتصادية. وسوف يشمل هذا تنفيذ اللوائح الصحية الدولية، ومواجهة التهديدات الناشئة، مثل مقاومة مضادات الميكروبات وتغير المناخ والبيئة والأمراض غير المعدية. وبناءً على ذلك، ستتمكن منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية من القيام بوظائفها الأساسية، والتأكيد على دور منظمة الصحة العالمية الرائد في تأمين عالم أكثر صحة وأماناً، والذي يقود بدوره في نهاية المطاف مسيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة المنشودة.
إشراك البلدان وتعزيز الشركات من أجل تحقيق النتائج
يتطلب تحسين الصحة العالمية تشارك فعال مع جميع الدول الأعضاء وعبر قطاعات متعددة. وتحت قيادتي، ستعتمد منظمة الصحة العالمية المحسنة والمستقلة نهجًا يقوده العلم وقائم على الابتكار، والذي يدعم النتائج الموجهة ويعزّز من سرعة الاستجابة، ويعظم من الشراكات الشاملة ويضمن إعداد جماعي للأولويات مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين. وعلى وجه الخصوص، فسوف أدعم الملكية القُطرية، بحيث تكون جميع الدول المشاركة في مائدة الحوار بمنظمة الصحة العالمية شركاء كاملين وعلى قدم المساواة مع بعضهم البعض، ليمكنهم من الاضطلاع بدورهم من خلال توجيه واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤثر على صحة سكانهم. يلمس عمل منظمة الصحة العالمية حياة مئات الملايين في جميع أنحاء العالم. يمثل كل برنامج تضعه المنظمة وكل مبادرة وكل تخصيص للأموال أكثر بكثير من مجرد إحصائية أو بند في ميزانية. فهو يمثل في المقام الأول حياة محمية. وهو يمثل طفل يحصل علي فرصته في الحياة والوصول لسن الشباب. ويعني والدًا يشاهد أطفاله على قيد الحياة ويكبرون أمام ناظريه. ويعني مجتمعًا خاليًا من المرض، أو يعني بلدًا بأكمله أو إقليم بأسره مستعد بشكل أفضل لحالات الطوارئ والكوارث. هذا هو الفرق الذي يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تصنعه، فلنعمل يدًا بيد مع الدول الأعضاء والشركاء العالميين.