أخبار فاشيات الأمراض

أنفلونزا الطيور من النمط A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور) - الولايات المتحدة الأمريكية

9 نيسان/أبريل 2024

الوضع في لمحة سريعة

أبلغ مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 1 نيسان/ أبريل 2024 منظمة الصحة العالمية (المنظمة) بحالة مؤكدة مختبرياً من عدوى بشرية بفيروس الأنفلونزا من النمط A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور) (فيروس الأنفلونزا A(H5N1)). وكان المريض المُصاب بها قد أبدى أعراض المرض يوم 27 آذار/ مارس وسبق له أن تعرض لماشية حلوب (أبقار) يُفترض أنها مصابة بفيروس الأنفلونزا A(H5N1). وهذه الحالة هي ثاني حالة بشرية مؤكدة للإصابة بالأنفلونزا A(H5N1) يُكشف عنها في البلد. وهي على ما يبدو أيضاً أول حالة عدوى بشرية بفيروس الأنفلونزا A(H5N1) تنجم عن الاختلاط بأحد الحيوانات الثديية المُصابة بعدوى الفيروس، رغم أن حالات العدوى البشرية بأنواع فرعية أخرى من الأنفلونزا قد نجمت سابقاً عن ثدييات. ولم تُحدّد أية حالات أخرى مرتبطة بالعدوى البشرية للإصابة بالأنفلونزا A(H5N1). ونظراً لأن الفيروس لم يتعرض لطفرات تيسر انتقاله فيما بين البشر، وبناءً على المعلومات المتاحة، تقيّم المنظمة الخطورة التي تشكلها عدوى الفيروس على عامة السكان على أنها متدنية، بينما تقيّم خطورتها على أنها تتراوح بين المتدنية والمعتدلة بالنسبة للأشخاص المعرّضين لها مهنياً.

وصف الوضع الراهن

أبلغ مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 1 نيسان/ أبريل 2024 المنظمة بحالة بشرية مؤكدة مختبرياً للإصابة بأنفلونزا الطيور A(H5N1) كُشف عنها في ولاية تكساس.

ويزيد عمر الحالة على 18 عاماً. وكانت هذه الحالة قد أُصيبت يوم 27 آذار/ مارس بالتهاب الملتحمة، وأبلغ عن إصابتها بالعدوى أثناء عملها في مزرعة تجارية لتربية قطعان الماشية الحلوب، وسبق لها أن تعرضت لماشية حلوب (أبقار) يفترض أنها مصابة بعدوى فيروس الأنفلونزا A(H5N1).

وأُخذت من الحالة يوم 28 آذار/ مارس عينات من الجهاز التنفسي والملتحمة وفُحصت في مختبر الاستجابة للإرهاب البيولوجي بجامعة تكساس للتكنولوجيا. وتبين من تحليل العينتين بواسطة تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي أن كلتا العينتين كانتا إيجابيتين افتراضياً من حيث الإصابة بفيروس الأنفلونزا من النمط A(H5). ومن ثم أُرسلت العينتان إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة لغرض مواصلة فحصها. وتلقت المراكز المذكورة العينتين وفحصتهما يوم 30 آذار/ مارس وأكدت إصابتهما بفيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض من الفرع الحيوي 2.3.4.4b بواسطة تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي وتحليل المتواليات (1) (2). على أنه لم يثبت من تحليل متواليات جينوم الفيروس أنه تعرض لطفرات جديدة يُحتمل أن تتسبب في زيادة معدلات انتقال العدوى إلى البشر.

وقد نُصِح المريض يوم 28 آذار/ مارس بعزل نفسه عن الآخرين وزُوّد بالعلاج المضاد للفيروسات (أوسيلتاميفير) بناءً على إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. ولم يُبلغ المريض عن إصابته بأعراض أخرى غير التهاب الملتحمة ولم يُدخَل إلى المستشفى وكان في طريقه إلى التعافي من المرض في وقت الإبلاغ عن حالته (1).

كما لم يبلّغ مخالطو المريض في المنزل عن إصابتهم بالمرض ولكنهم زُوّدوا بعلاج وقائي مضاد لفيروسات الأنفلونزا بناءً على توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. ولم تُحدّد أية حالات أخرى من العدوى البشرية بالأنفلونزا A(H5N1) المرتبطة بهذه الحالة (1).

وكان قد أُبلغ في الولايات المتحدة منذ كانون الثاني/ يناير 2022 عن الكشف عن حالات إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض فيما بين الطيور البرية في 50 ولاية أو إقليماً. ووردت تقارير تفيد باندلاع فاشيات متفرقة للفيروس من النمط A-(H5) فيما بين أسراب الدواجن والطيور المُربّاة في الفناء الخلفي إضافة إلى الكشف عن حالات متفرقة بين الثدييات والقطط السائبة الموجودة في مرافق منتجات الألبان حسب ما أبلغت به دائرة فحص صحة النبات والحيوان التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.

ومن النادر جداً أن تنتشر عدوى فيروس الأنفلونزا من النمط A في أنواع الأبقار (3). وقد سبق لهذه الحالة البشرية أن تعرضت لماشية حلوب في تكساس يُفترض أنها مصابة بعدوى فيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض (4) (5). وفي 25 آذار/ مارس، أبلغت وزارة الزراعة الأمريكية عن كشفها لأول مرة عن فيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض بين أربعة قطعان من الماشية الحلوب وفي عينات الحليب غير المبستر المأخوذة منها في ولايتي تكساس وكانساس. وفي 29 آذار/مارس، أعلنت الوزارة عن تأكيدها لحالات إضافية للكشف عن الفيروس بين قطعان الماشية الحلوب في ولاية ميشيغان التي وفدت إليها مؤخراً أبقار من ولاية تكساس. كما أعلنت الوزارة عن حالات مؤكدة إضافية للكشف عن الفيروس بين قطعان الماشية الحلوب في ولايات كل من أيداهو ونيو مكسيكو وأوهايو. وبذا تكون وزارة الزراعة الأمريكية قد أعلنت حتى الآن عن حالات كشف مؤكدة عن الفيروس في 15 مزرعة منتشرة عبر أنحاء ست ولايات على النحو التالي: أيداهو (ع = حالة واحدة)، وكانساس (ع = 3 حالات)، وميشيغان (ع = حالة واحدة)، ونيو مكسيكو (ع = حالتان)، وأوهايو (ع = حالة واحدة)، وتكساس (ع = 7 حالات) (7،6،5). وتواصل الوزارة رصد الوضع وفحص العينات المأخوذة من مزارع أخرى تظهر فيها قطعان الماشية تدنياً في معدلات إدرار الحليب، وقلّة الشهية، وعلامات أخرى (7،6،5،1).

ونشرت علناً وزارة الزراعة الأمريكية المتواليات الجينية للعديد من فيروسات أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض التي كُشف عنها بين الطيور البرية الأمريكية والدواجن والثدييات البرية وقطعان الماشية في ولاية تكساس (8). وهذه الفيروسات هي من الفرع الحيوي 2.3.4.4b وتعدّ من أكثر أنواع الفيروسات شيوعاً من فيروسات أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض الدائرة بين أسراب الطيور في جميع أنحاء العالم حالياً. كما نشرت علناً مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها متواليات تسلسل جينوم الفيروس المُحدّد لدى المريض من ولاية تكساس والذي لم يظهر سوى تغييرات طفيفة عند مقارنته بفيروسات حيوانية (2). وأُجري في الفترة الواقعة بين 9 شباط/ فبراير 2022 و29 آذار/ مارس 2024 رصد ناشط لأكثر من 8000 شخص في الولايات المتحدة عقب التعرض لحيوانات يُفترض أنها مصابة بعدوى فيروسات أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض.

الخصائص الوبائية

تدور عادةً فيروسات الأنفلونزا الحيوانية من النمط A بين أوساط الحيوانات ولكنها يمكن أن تصيب البشر أيضاً بعدواها. وقد انتقلت حالات العدوى إلى البشر في المقام الأول من خلال الاختلاط المباشر بحيوانات مصابة بالعدوى أو ببيئات ملوثة بها. ورهناً بنوع المضيف الأصلي، يمكن تصنيف فيروسات الأنفلونزا من النمط A على أنها فيروسات أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير أو أنواع أخرى من فيروسات الأنفلونزا الحيوانية.

وقد تسبب حالات العدوى بفيروس أنفلونزا الطيور لدى البشر أمراضاً تتراوح من عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي إلى أمراض أكثر وخامة ويمكن أن تكون مميتة. وأُبلغ أيضاً عن الإصابة بالتهاب الملتحمة وأعراض الجهاز الهضمي والتهاب الدماغ والاعتلال الدماغي في حالات العدوى البشرية السابقة بفيروسات الأنفلونزا A(H5N1). كما كُشف عن عدد قليل من حالات الإصابة بفيروسات الأنفلونزا A(H5N1) لدى أشخاص لم تظهر عليهم أعراض ممّن تعرضوا لطيور مصابة بعدوى المرض.

ويلزم إجراء فحوص مختبرية لتشخيص العدوى بالأنفلونزا عند البشر. وتقوم المنظمة دورياً بتحديث بروتوكولات الإرشادات التقنية للكشف عن الأنفلونزا الحيوانية المنشأ باستخدام الطرق الجزيئية، مثل تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي. وتوحي البينات بأن بعض الأدوية المضادة للفيروسات، وخاصة مثبطات النورامينيداز (أوسيلتاميفير، زاناميفير)، يمكن أن تقلل مدة تكاثر الفيروس وتحسّن احتمالات البقاء على قيد الحياة في بعض الحالات.

وكان قد أُبلغ في عام 2022 عن حالات عدوى بفيروسات الأنفلونزا A(H5N1) المنتمية إلى سلالة Gs/GD من الفرع الحيوي 2.3.4.4b من أصل أوراسي، بين الطيور في الولايات المتحدة. كما كُشف في أواخر آذار/مارس 2024 عن أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض بين قطعان المواشي المُرباة لإنتاج الألبان في ولايتي تكساس وكانساس (5,4).

وهذه أول حالة عدوى بشرية يسببها فيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) خلال عام 2024 في الولايات المتحدة وثاني حالة بشرية مؤكدة يُكشف عنها في البلد، وهي أيضاً على ما يبدو أول حالة عدوى بشرية بالأنفلونزا A(H5N1) نجمت عن مخالطة حيوان من الثدييات مصاب بعدوى المرض، رغم أن حالات العدوى البشرية بأنواع فرعية أخرى من الأنفلونزا قد نجمت عن الثدييات. وقد كُشف في نيسان/ أبريل 2022 عن أول حالة إصابة بشرية بالأنفلونزا A(H5N1) في الولايات المتحدة حُدّدت لدى شخص معني بإعدام الطيور يعمل في مرفق تجاري للدواجن بولاية كولورادو (9).

وكان قد أُبلغ في الماضي عن مجموعات صغيرة من حالات العدوى بالفيروس من النمط A(H5)، بحيث أصابت بعضها أفراداً من عاملي الرعاية الصحية في حالات تعذّر فيها استبعاد انتقال العدوى من إنسان إلى آخر على نطاق محدود؛ ولكن لم يوثق وجود اتجاه مستمر لانتقال العدوى بين البشر. وفي هذا الحدث، فقد خالطت الحالة مباشرة أبقاراً يُفترض أنها مصابة بعدوى فيروسات A(H5N1) ولم يُكشف عن أية حالات بشرية أخرى مرتبطة بهذا الحدث.

الاستجابة في مجال الصحة العامة

نفّذت السلطات الصحية المحلية والوطنية تدابير الصحة العامة التالية (10،1):

  • يواصل مسؤولو الصحة العامة الاضطلاع بأنشطة ترصّد المرض في ولاية تكساس استجابة لهذه الحالة المكشوف عنها.
  • تعمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مع وزارات الصحة بالولاية لرصد العمال الذين ربما خالطوا طيوراً/ حيوانات مصابة بعدوى المرض أو يُحتمل أنهم خالطوها ولإجراء فحوص لمن يبدون أعراض المرض.
  • أصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة توصيات موجهة إلى الجمهور بشأن تجنب مخالطة الحيوانات المريضة أو النافقة بدون تحوطات حماية، بما فيها الطيور البرية والدواجن والطيور الداجنة بسائر أنواعها البرية أو الأليفة، وكذلك فضلات الطيور أو الحيوانات الأخرى المُصابة بعدوى مشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس الأنفلونزا A(H5N1) الشديدة الإمراض، أو قمامة تلك الطيور أو الحيوانات أو المواد الملوثة بفضلاتها.
  • أصدرت كذلك مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها توصيات بشـأن تجنب استهلاك الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً أو المنتجات الغذائية غير المطبوخة ذات الصلة، مثل الحليب (الخام) غير المبستر أو الجبن النيء المُنتج من حيوانات مُصابة بعدوى مشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس الأنفلونزا A(H5N1) الشديدة الإمراض.

ولدى الولايات المتحدة نظام ترصّد قوي مصمم للتخفيف من حدة انتشار الأمراض الحيوانية، وهو يحمي بذلك الصحة العامة ويصون سلامة إمدادات الأغذية عند طرحها في الأسواق المحلية والدولية. ويتضمن نظام الترصّد في الولايات المتحدة شبكة وطنية مؤلفة من كادر أفراد حماية الحدود في نقاط الدخول (1).

تقييم المنظمة للمخاطر

أفيد بأن هذه الحالة البشرية قد تعرضت لماشية حلوب في ولاية تكساس التي تأكدت فيها مؤخراً إصابة قطعان المواشي الحلوب بفيروس الأنفلونزا A(H5N1) الشديدة الإمراض.

وقد أُبلغ في الفترة من عام 2003 إلى 1 نيسان/ أبريل 2024 عمّا مجموعه 889 حالة و463 وفاة (معدل إماتة الحالات 52٪) ناجمة عن فيروس الأنفلونزا A(H5N1) الشديدة الإمراض في 23 بلداً بجميع أنحاء العالم. وكانت آخر حالة بشرية أُبلغ عنها قبل هذه الحالة في آذار/ مارس 2024 بفييت نام (11). وهذه الحالة البشرية في ولاية تكساس هي رابع حالة أبلغ عنها في إقليم الأمريكتين الذي أُبلغ فيه عن آخر حالة قبل هذه الحالة بشيلي في آذار/ مارس 2023 (12).

وفي حال دوران فيروسات أنفلونزا الطيور بين أسراب الطيور، فإنها تشكل خطورة من حيث تسببها في حالات عدوى متفرقة بين الثدييات والبشر بسبب التعرض لحيوانات مصابة بعدوى المرض (منها قطعان الماشية)، أو البيئات الملوثة بعدواها، ويصبح بالتالي ظهور المزيد من الحالات البشرية أمراً متوقعاً. ومن النادر الإبلاغ عن عدوى الأنفلونزا من النمط A في أنواع الأبقار ويتواصل تقييم معدلات انتشارها بين قطعان الأبقار الحلوب في أربع ولايات أمريكية. وقد ظهرت في السابق حالات عدوى بشرية بأنواع فرعية أخرى من أنفلونزا الطيور بعد التعرض لثدييات مصابة بعدوى المرض.

ونظراً لأن الفيروس لم يكتسب القدرة على التعرض لطفرات تيسر انتقاله بين البشر، وبناءً على المعلومات المتاحة، تقيّم المنظمة الخطورة التي تشكلها عدوى الفيروس على عامة السكان على أنها متدنية، بينما تقيّم خطورتها على أنها تتراوح بين المتدنية والمعتدلة بالنسبة للأشخاص المعرّضين لها مهنياً.

ولا توجد لقاحات محددة لعدوى الأنفلونزا A(H5N1) لدى البشر، ولكن جرى تطوير لقاحات تجريبية للوقاية من عدوى الأنفلونزا من النمط H5 لديهم لأغراض التأهب لمواجهة الجوائح. ومن الأهمية الحاسمة بمكان إجراء تحليل دقيق للحالة الوبائية ومواصلة تحديد خصائص أحدث الفيروسات (لدى البشر والحيوانات) وإجراء تحريات شاملة في الحالات البشرية لتقييم المخاطر المرتبطة بها وتعديل تدابير إدارة المخاطر في الوقت المناسب.

وسيجري عند اللزوم استعراض لتقييم المخاطر في حالة توافر المزيد من المعلومات الوبائية أو الفيروسية.

نصائح المنظمة

لا يغيّر هذا الحدث توصيات المنظمة الحالية بشأن تدابير الصحة العامة وترصّد الأنفلونزا. وينبغي أن يُسترشد في إحداث تغييرات في التقييم الجاري للمخاطر بعملية تحديد ورصد معدلات انتشار فيروس الأنفلونزا A(H5N1) بين قطعان المواشي الحلوب في المناطق المتضررة من البلد.

وبسبب طبيعة التغير الدائم التي تتسم بها فيروسات الأنفلونزا، تواصل المنظمة التأكيد على أهمية الترصّد العالمي للكشف عن التغيّرات الفيروسية والوبائية والسريرية المرتبطة بفيروسات الأنفلونزا الناشئة أو السارية التي قد تؤثر على صحة الإنسان (أو الحيوان) ورصدها، وتبادل هذه الفيروسات في الوقت المناسب من أجل تقييم مخاطرها.

وفي حال تعرض البشر لفاشية معروفة من فيروس الأنفلونزا من النمط A أو في حال تحديد حالة إصابة بشرية معينة بهذا الفيروس، يصبح تعزيز الترصّد ضرورياً بين صفوف التجمعات البشرية التي يحتمل أن تكون معرضة له. وينبغي أن تراعي جهود تعزيز الترصّد سلوكيات السكان في السعي إلى الحصول على الرعاية الصحية، والتي قد تشمل طائفة من نُهج الرعاية الصحية و/أو النُهج المجتمعية الفاعلة وغير الفاعلة، بما فيها ما يلي: تعزيز الترصّد في النظم المحلية لكشف الاعتلالات الشبيهة بالأنفلونزا والعدوى التنفُّسيّة الحادّة الوخيمة، وإجراء الفحوص النشطة في المستشفيات وبين الفئات التي قد تكون أشد عرضة لخطر التعرض المهني للفيروس، وإدراج مصادر أخرى في العملية مثل المعالجين التقليديين والممارسين الخاصين ومختبرات التشخيص الخاصة.

أمّا في حالة حدوث عدوى بشرية مؤكدة أو مشتبه فيها ناجمة عن فيروس أنفلونزا مستجد من النمط A يُحتمل أن يسبب جائحة، بما يشمل فيروس أنفلونزا الطيور، فينبغي إجراء تحريات وبائية دقيقة (حتى أثناء انتظار نتائج تأكيد الحالة مختبرياً) لتاريخ التعرّض للحيوانات، والسفر، وتتبّع المخالطين. وينبغي أن يشمل التحري الوبائي التعرف في وقت مبكر على أية أحداث تنفسية غير عادية يمكن أن توحي بانتقال الفيروس المستجد من شخص إلى آخر، كما ينبغي أن تُفحص العيّنات السريرية المأخوذة في الوقت والمكان اللذين أُصيبت فيهما الحالة بالعدوى، وأن تُرسل إلى مركز متعاون مع المنظمة من أجل مواصلة تحديد خصائص الفيروس.

وينبغي للمسافرين إلى بلدان تشهد اندلاع فاشيات معروفة من أنفلونزا الحيوانات تجنب المزارع أو مخالطة الحيوانات في أسواق الحيوانات الحية، أو دخول المناطق التي قد تُذبح فيها، أو ملامسة أية سطوح تبدو ملوثة ببرازها. كما ينبغي أن يحرص المسافرون على غسل أيديهم بالصابون والماء بشكل منتظم وعلى اتباع الممارسات الجيدة فيما يخص سلامة الأغذية ونظافتها الصحية. وإذا سافر الأفراد المصابون بالعدوى من المناطق المتضرّرة إلى بلد آخر، فقد يُكشف عن إصابتهم بالعدوى في بلد آخر أثناء سفرهم أو عقب وصولهم إلى وجهتهم. وفي حال حدوث ذلك، فإن من غير المحتمل أن تواصل العدوى انتشارها في أوساط المجتمع المحلي لأن هذا الفيروس لم يكتسب القدرة على الانتقال بسهولة بين البشر.

ويتعين الإخطار بجميع حالات العدوى البشرية الناجمة عن نوع فرعي جديد من فيروس الأنفلونزا بموجب اللوائح الصحية الدولية، علماً بأن الدول الأطراف في اللوائح الصحية الدولية (2005) مطالبة بإخطار المنظمة فوراً بأية حالة مؤكدة مختبرياً لعدوى بشرية ناجمة حديثاً عن فيروس الأنفلونزا من النوع A يمكن أن يسبب جائحة. ولا يلزم تقديم بيّنات تثبت المرض بشأن هذا الإخطار.

ولا تنصح المنظمة بإخضاع المسافرين لفحوص خاصة عند نقاط الدخول أو فرض قيود فيما يتعلق بالوضع الراهن لفيروسات الأنفلونزا على مستوى حيّز التفاعل بين البشر والحيوانات.

معلومات إضافية


1- مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية. رسالة بالبريد الإلكتروني غير منشورة مؤرخة بيوم 2 نيسان/ أبريل 2024. واشنطن العاصمة؛ 2024.

2- مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. معلومات تقنية محدثة: تحليل موجز للمتواليات الجينية لفيروسات أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض في تكساس: مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.cdc.gov/flu/avianflu/spotlights/2023-2024/h5n1-analysis-texas.htm (بالإنكليزية فقط)

3- Sreenivasan CC, Thomas M, Kaushik RS, Wang D, Li F. الأنفلونزا من النمط A في أنواع الأبقار: استعراض سردي للمصنفات الأدبية عن الفيروسات. 2019؛ 11(6):561. متاح على الرابط التالي: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6631717/ (بالإنكليزية فقط)

4- مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. عدوى فيروسات أنفلونزا الطيور A(H5N1) الشديدة الإمراض المُبلغ عنها لدى شخص في ولاية أطلانطا بالولايات المتحدة: مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.cdc.gov/media/releases/2024/p0401-avian-flu.html (بالإنكليزية فقط)

5- وزارة الزراعة الأمريكية، دائرة فحص صحة الحيوان والنبات. تبادل وكالات الصحة العامة البيطرية الفيدرالية وفي الولايات لمعلومات محدثة بشأن الكشف عن فيروسات أنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض بين قطعان المواشي الحلوب في كانساس بولاية تكساس. واشنطن العاصمة: وزارة الزراعة الأمريكية؛ 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.aphis.usda.gov/news/agency-announcements/federal-state-veterinary-public-health-agencies-share-update-hpai (بالإنكليزية فقط)

6- وزارة الزراعة الأمريكية، دائرة فحص صحة الحيوان والنبات. تبادل وزارة الزراعة الأمريكية وإدارة الأغذية والعقاقير ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لمعلومات محدثة بشأن الكشف عن فيروسات أنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض بين قطعان المواشي الحلوب. واشنطن العاصمة: وزارة الزراعة الأمريكية؛ 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.aphis.usda.gov/news/agency-announcements/usda-fda-cdc-share-update-hpai-detections-dairy-cattle (بالإنكليزية فقط)

7- وزارة الزراعة الأمريكية، دائرة فحص صحة الحيوان والنبات. حالات الكشف عن أنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض بين قطعان الماشية. واشنطن العاصمة: وزارة الزراعة الأمريكية؛ 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.aphis.usda.gov/livestock-poultry-disease/avian/avian-influenza/hpai-detections/livestock (بالإنكليزية فقط)

8- وزارة الزراعة الأمريكية، دائرة فحص صحة الحيوان والنبات. الكشف عن أنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض. واشنطن العاصمة: وزارة الزراعة الأمريكية؛ 2024. متاح على الرابط التالي: https://www.aphis.usda.gov/livestock-poultry-disease/avian/avian-influenza/hpai-detections (بالإنكليزية فقط)

9- منظمة الصحة العالمية. أخبار فاشيات الأمراض؛ أنفلونزا الطيور من النمط A (H5N1): الولايات المتحدة الأمريكية. جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2022. متاحة على الرابط التالي: https://www.who.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2022-DON379

10- مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. فيروس أنفلونزا الطيور A (H5N1)الشديدة الإمراض بين الحيوانات: توصيات مؤقتة بشأن الوقاية والرصد وإجراء تحريات في مجال الصحة العامة: مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها - الولايات المتحدة: 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.cdc.gov/flu/avianflu/hpai/hpai-interim-recommendations.html (بالإنكليزية فقط)

11- منظمة الصحة العالمية. العدد التراكمي للحالات البشرية المؤكدة من أنفلونزا الطيور A(H5N1) التي أُبلِغت بها منظمة الصحة العالمية. جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2024. متاحة على الرابط التالي: https://www.who.int/publications/m/item/cumulative-number-of-confirmed-human-cases-for-avian-influenza-a(h5n1)-reported-to-who--2003-2024-26-february-2024 (بالإنكليزية فقط)

12- منظمة الصحة للبلدان الأمريكية / منظمة الصحة العالمية. أحدث المعلومات الوبائية عن فاشيات أنفلونزا الطيور الناجمة عن الأنفلونزا A(H5N1) في إقليم الأمريكتين، 18 أيار/ مايو 2023. واشنطن العاصمة: منظمة الصحة للبلدان الأمريكية/منظمة الصحة العالمية؛ 2023. متاحة على الرابط التالي: https://www.paho.org/en/documents/epidemiological-update-outbreaks-avian-influenza-caused-influenza-ah5n1-region-americas (بالإنكليزية فقط)

 

للاقتباس المرجعي: منظمة الصحة العالمية (9 نيسان/ أبريل 2024). أخبار فاشيات الأمراض؛ أنفلونزا الطيور من النمط A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور) - الولايات المتحدة الأمريكية. متاحة على الرابط التالي: http://www.who.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2024-DON512

تم تحديث هذا التقرير يوم 10 نيسان/أبريل 2024 لتوضيح مصدر العدوى البشرية.