اعتبارات الصحة العمومية التي ينبغي مراعاتها عند استئناف السفر الدولي

نصائح السفر في سياق كوفيد-19‏

30 تموز/يوليو 2020
نصيحة السفر

 

 1- المقدمة

أوقف العديد من البلدان السفر الدولي جزئياً أو كلياً منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، ولكنها تعتزم الآن إعادة فتح باب السفر. وتحدد هذه الوثيقة الاعتبارات الرئيسية التي ينبغي للسلطات الصحية الوطنية مراعاتها عند النظر في العودة التدريجية إلى عمليات السفر الدولية أو تنفيذها.

وينبغي أن تكون عملية صنع القرار متعددة القطاعات وأن تكفل تنسيق التدابير التي تنفذها سلطات النقل الوطنية والدولية وسائر القطاعات ذات الصلة، وأن تتواءم مع الاستراتيجيات الوطنية العامة لتكييف تدابير الصحة العمومية والتدابير الاجتماعية.

وينبغي أن يستند الرفع التدريجي للتدابير المُتخذة بشأن السفر (أو القيود المؤقتة) إلى تقدير دقيق للمخاطر، مع مراعاة السياق القُطري، والخصائص الوبائية وأنماط انتقال العدوى المحلية، والتدابير الصحية والاجتماعية الوطنية لمكافحة الفاشية، وقدرات النُظم الصحية في كل من بلدان المغادرة وبلدان المقصد، بما في ذلك في نقاط الدخول. ويجب أن يتناسب أي تدبير لاحق مع مخاطر الصحة العمومية، وأن يُعدّل بالاستناد إلى تقدير للمخاطر يُجرى بانتظام وعلى نحو منهجي مع تطور الأوضاع الخاصة "بكوفيد- 19" وأن يُبلّغ الجمهور بشأنه بانتظام.

2- الغرض

يتمثل الغرض من هذه الوثيقة في تزويد الحكومات والسلطات الصحية في الدول الأعضاء في المنظمة وأصحاب المصلحة المعنيين بالعناصر التي ينبغي النظر فيها عند تكييف تدابير السفر الدولي مع الوضع الوبائي المتغيّر لجائحة كوفيد-19، وقدرات الصحة العمومية والخدمات الصحية الوطنية المتاحة في البلدان، والفهم المتطوّر للفيروس. وينبغي أن تُقرأ هذه الوثيقة بالاقتران مع إرشادات المنظمة الأخرى ذات الصلة، ولاسيما استراتيجية المنظمة بشأن كوفيد-19 المحدثة في 14 نيسان/ أبريل 2020 [1]، والاعتبارات المتعلقة بتكییف تدابیر الصحة العمومیة والتدابیر الاجتماعیة [2]، والموجز العلمي بشأن انتقال فیروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة-2، الصادر في تموز/ يوليه 2020 [3]، وخطة المنظمة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة [4].

3- العوامل التي ينبغي النظر فيها عند استئناف السفر الدولي

ينبغي لكل بلد من البلدان أن يجري تحليلاً للمخاطر والفوائد وأن يقرر أولوياته.

وتوصي المنظمة بإعطاء الأولوية للسفر الضروري لأغراض الطوارئ والعمل الإنساني (بما في ذلك الرحلات الطبية الطارئة والإجلاء الطبي)، وسفر العاملين الضروريين (بما في ذلك العاملون المعنيون بالاستجابة للطوارئ، ومقدمو الدعم التقني في مجال الصحة العمومية، والعاملون البالغو الأهمية في قطاع النقل مثل البحّارة [5] والمسؤولين الدبلوماسيين)، والإعادة إلى الوطن. وينبغي أيضا إعطاء الأولوية في نقل البضائع للإمدادات الطبية والغذائية وإمدادات الطاقة الأساسية. وينبغي للمسافرين المرضى والأشخاص المعرضين للمخاطر، بما في ذلك المسافرون المسنون والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة أو حالات صحية أساسية، أن يؤخروا السفر الدولي من المناطق التي تشهد الانتقال المجتمعي للعدوى وإليها أو يتجنبوه.

ولا يمكن أن تنعدم المخاطر عند النظر في إمكانية انتقال الحالات من البلدان وإليها في سياق السفر الدولي. ولذا فإن تقدير المخاطر وإدارتها بدقة واستمرار، سيساعد على تحديد تلك المخاطر والحد منها وتخفيف حدتها، وعلى الموازنة في الوقت ذاته بين العواقب الاجتماعية الاقتصادية لتدابير السفر (أو القيود المؤقتة) والعواقب الضارة المحتملة على الصحة العمومية.

وينبغي أن تتضمن عملية اتخاذ القرار تحليلاً للحالة يراعي السياق المحلي في بلدان المغادرة وبلدان المقصد. وينبغي النظر في العوامل التالية: الخصائص الوبائية وأنماط انتقال العدوى المحلية، وتدابير الصحة العمومية والتدابير الاجتماعية الوطنية لمكافحة تفشي المرض في كل من بلدان المغادرة وبلدان المقصد؛ وقدرة الصحة العمومية والخدمات الصحية على الصعيدين الوطني ودون الوطني على إدارة الحالات المشتبه فيها والحالات المؤكدة بين المسافرين، بما في ذلك في نقاط الدخول (الموانئ والمطارات والمعابر البرية) من أجل تخفيف مخاطر دخول المرض أو خروجه من البلاد وإدارتها؛ والمعارف المتطورة حول انتقال كوفيد-19 وخصائصه السريرية.

3-1 الحالة الوبائية وأنماط انتقال العدوى في بلدان المغادرة وبلدان المقصد

نظراً إلى أن الحالة الوبائية لكوفيد-19 تختلف من بلد إلى آخر، فإن السفر الدولي ينطوي على مستويات متفاوتة من مخاطر دخول فيروس سارس-كوف-2 أو خروجه من البلدان، حسب البلد التي يغادرها المسافر والبلد التي يقصدها. وتتاح معرفة الحالة الوبائية لكوفيد-19 في كل بلد من البلدان من خلال تقارير المنظمة عن الحالة، التي تتّبع سيناريوهات انتقال العدوى المحددة في إرشادات المنظمة المؤقتة بشأن الترصد العالمي لمرض كوفید-19 الناجم عن العدوى البشریة بفیروس كوفید-19، الصادرة في 20 آذار/ مارس 2020 [6]. ويُنظر فيها في أربعة سيناريوهات:

  • انعدام الحالات: البلدان/ الأقاليم/ المناطق التي لم يُبلّغ فيها عن حالات
  • حالات متفرقة: البلدان/ الأقاليم/ المناطق التي توجد فيها حالة واحدة أو أكثر وافدة أو مُكتشفة محلياً
  • مجموعات الحالات: البلدان/ الأقاليم/ المناطق التي توجد فيها مجموعات الحالات المتزامنة و/ أو ذات الموقع الجغرافي و/ أو التعرض المشترك
  • الانتقال المجتمعي: البلدان/ الأقاليم/ المناطق التي تشهد فاشيات كبيرة للانتقال المحلي يُعرّف من خلال تقييم العوامل التي تشمل ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
    • عدد كبير من الحالات يتعذر ربطها بسلاسل الانتقال
    • عدد كبير من الحالات التي تُكتشف عن طريق الترصد المختبري المخفري
    • مجموعات الحالات المتعددة وغير المرتبطة ببعضها البعض في عدة مناطق من البلد/ الإقليم/ المنطقة

وتتوقف مخاطر وفادة الحالات إلى بلد الوصول على عدد من العوامل، بما في ذلك الحالة الوبائية في بلد المغادرة وبلد الوصول:

    • فعندما يكون بلد المغادرة وبلد الوصول متشابهين من حيث مدى كثافة سريان فيروس سارس-كوف-2، لا تكون مخاطر التأثير المحتمل على الحالة الوبائية الراهنة كبيرة.
    • وعندما يكون سريان فيروس سارس-كوف-2 أشد كثافة في بلد المغادرة مقارنة ببلد الوصول، تزداد مخاطر التأثير سلباً على الحالة الوبائية في بلد الوصول.
    • وعندما يكون سريان فيروس سارس-كوف-2 أقل كثافة في بلد المغادرة مقارنة ببلد الوصول، تقل مخاطر التأثير سلباً على الحالة الوبائية في بلد الوصول.

كما ينبغي أن يأخذ تقدير المخاطر المذكور أعلاه المعارف الجديدة في الحسبان عند ظهورها. ويمكن النظر في الاختلافات القائمة على المستوى دون الوطني في كلا البلدين.

وينبغي للبلدان أن تستمر في تخطيط وتقييم قدرتها على تلبية الاحتياجات المفاجئة، فيما يتعلق بإجراء الاختبار وتتبع الحالات الوافدة وعزلها وتوفير تدبيرها العلاجي وإخضاع مخالطيها للحجر الصحي.

3-2 قدرات الصحة العمومية والقدرات المشتركة بين القطاعات

يتوقف تقدير المخاطر التي يمكن أن تطرحها الحالات الوافدة على الاستجابة الوطنية للجائحة على قدرات الصحة العمومية والخدمات الصحية وقدرات القطاعات الأخرى ذات الصلة.

وتسلط إرشادات المنظمة المبدئية بشأن "الاعتبارات المتعلقة بتكییف تدابیر الصحة العمومیة والتدابیر الاجتماعیة في سیاق جائحة كوفید-19" [7] الضوء على ستة مجالات لازمة للحد إلى أدنى قدر من مخاطر زيادة انتقال كوفيد-19، وهي: مكافحة انتقال العدوى بما في ذلك تتبع المخالطين وعزلهم، وتوافر القدرات الكافية لدى القوى العاملة في الصحة العمومية والنظم الصحية، والحد إلى أدنى قدر من المخاطر في البيئات السريعة التأثر، واتخاذ التدابير الوقائية في أماكن العمل، وإدارة مخاطر انتقال المرض من المجتمعات التي تزداد فيها مخاطر انتقال العدوى وإليها، والمشاركة الكاملة للمجتمعات المحلية. وقد أعدت المنظمة ملحقات تقنية وتشغيلية مفصلة لمعظم هذه المجالات، وقدمت مجموعة من المعايير لتقدير مدى الحاجة إلى تعديل تدابير الصحة العمومية والتدابير الاجتماعية على الصعيد الوطني [8]، على النحو التالي:

1) هل الوباء تحت السيطرة؟

2) هل نظام ترصد الصحة العمومية قادر على اكتشاف الحالات ومخالطيها وتحديد أي عودة للحالات إلى الظهور، ولاسيما بين المسافرين؟

3) هل النظام الصحي قادر على التعامل مع عودة كوفيد-19 إلى الظهور؟

وقد حددت استراتيجية المنظمة المحدثة بشأن كوفيد-19 [9] الأغراض المتعلقة بالقطاعات الأخرى بخلاف قطاع الصحة، مثل الشؤون الخارجية، والمالية، والتعليم، والنقل، والسفر والسياحة، والأشغال العامة، والمياه والإصحاح، والبيئة، والحماية الاجتماعية، والزراعة. ويتمثل الهدف من ذلك في تعبئة الموارد وحشد الجهود لضمان أن كل قطاع من قطاعات الحكومة والمجتمع يتولى ملكية الاستجابة، ويشارك فيها ويساعد على منع انتقال العدوى عن طريق التدابير الخاصة بقطاعات محددة والتدابير العامة، بما في ذلك تعزيز نظافة اليدين، وآداب التنفس، والمباعدة البدنية على المستوى الفردي.

العوامل الأخرى خارج قطاع الصحة العمومية

فضلاً عن المخاطر الصحية العمومية التي تطرحها جائحة كوفيد-19، ينبغي للبلدان أن تراعي أيضاً سائر الاعتبارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عند اتخاذ قرار بشأن استئناف السفر الدولي. وينبغي تقييم هذه الاعتبارات بالتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين والخبراء المختصين والسلطات المعنية. ويمكن الاطلاع على الإرشادات ذات الصلة، عن طريق مثلاً برنامج الأمم المتحدة الإنمائي [10]، ومنظمة السياحة العالمية [11]، ومنظمة العمل الدولية [12]، والمنظمة البحرية الدولية [13]، والبنك الدولي [14].

وقد استهلت بعض وكالات الأمم المتحدة التي تضطلع بأدوار رئيسية في دعم الدول في استئناف السفر الدولي، مبادرات فعلية متعلقة بـكوفيد-19 وفقاً للولاية الخاصة بكل منها، وبمشاركة الدول والمنظمات الدولية الأخرى مشاركة نشيطة. ويشمل ذلك منظمة الطيران المدني الدولي التي وضعت إرشادات بشأن استئناف السفر الجوي الدولي (وثيقة "الإقلاع") [15] بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء من الدوائر الصناعية المعنية.

4- القدرات اللازمة للتخفيف من الحالات الوافدة

ينبغي فهم أن بذل الجهود للحد من كوفيد-19 يقع في نهاية المطاف على عاتق بلدان وأقاليم المقصد. وينبغي أن تتوافر للبلدان قدرات الصحة العمومية والنظم الصحية الملائمة، ولاسيما في نقاط الدخول (الموانئ والمطارات والمعابر البرية)، من أجل اختبار الحالات وعزلها وعلاجها، وإخضاع مخالطيها للحجر الصحي، وتبادل المعلومات والبيانات على الصعيد الدولي، حسب الاقتضاء.

4-1 التنسيق والتخطيط

يُعد العمل على نطاق القطاعات ضرورياً لتنفيذ تدابير الصحة العمومية على النحو السليم. ويكتسي قطاع النقل أهمية محورية في عمليات السفر، ولكن مشاركة قطاعات أخرى مثل التجارة والزراعة والسياحة والأمن ضرورية لاستيعاب جميع الجوانب التشغيلية المرتبطة باستئناف السفر الدولي تدريجياً.

وعلى الرغم من أن أدوات التقييم العام للقدرات اللازمة للتأهب لحالات الطوارئ الصحية ليست مصمّمة خصيصاً لمواجهة جائحة كوفيد-19، فإنها قد تكون مفيدة. وقد أعدت المنظمة أداة لتحديد إجراءات التأهب والاستعداد والاستجابة الحاسمة الأهمية. [16]

4-2 القدرات الخاصة بالترصد والتدبير العلاجي للحالات

يكتسي الترصد الوبائي النشيط لاكتشاف الحالات وعزل الحالات وتحديد مخالطيها وتتبعهم، أهمية محورية للإدارة الفعّالة لجائحة كوفيد-19 [17]، [18]. وينبغي عزل الحالات المشتبه فيها والمؤكدة بسرعة، وعزل مخالطي الحالات المؤكدة [19]. وينبغي عدم السماح بسفر الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19 المشتبه فيها أو المؤكدة ومخالطي الحالات المؤكدة [20].

استخدام قدرات نُظم الترصد والقدرات المختبرية القائمة

من شأن النظام الوطني لترصد كوفيد-19 أن يستفيد من المعلومات التي يجري تبادلها من خلال النُظم القائمة لترصد أمراض الجهاز التنفسي، مثل نُظم ترصد الأنفلونزا أو الأمراض الشبيهة بالأنفلونزا أو أمراض الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة. ويُعد توافر قوة عاملة كافية من العاملين في مجال الصحة العمومية أو العاملين الصحيين المجتمعيين المدربين للكشف عن الحالات وتتبع مخالطيها، والإبلاغ المتكامل عن المخاطر وإشراك المجتمع المحلي، بما في ذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لضمان القبول من جانب المجموعات السكانية، من العناصر الرئيسية للترصد الفعّال. وينبغي أن تتوافر للبلدان القدرة الكافية على إجراء الفحوص المختبرية واستراتيجية واضحة بشأن الاختبار لتحديد الحالات وتتبع مخالطيها على نحو يُعتد به، بما في ذلك بين المسافرين القادمين. وينبغي اتباع إرشادات المنظمة بشأن الترصد [21] وتتبع المخالطين [22].

الأدوات الرقمية

تستخدم بعض البلدان الأدوات الرقمية بالفعل لدعم الجهود المبذولة لتتبع المخالطين أو تنظر في استخدامها. وتشمل هذه الأدوات الهواتف المحمولة والتطبيقات لتتبع الموقع أو مدى القرب، و/ أو الإبلاغ عن الأعراض خلال فترة 14 يوماً من الوصول. ولا يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحل محل تتبع الصحة العمومية للمخالطين، ولكن يمكن اعتبارها أداة مساعدة في ظل ظروف محددة أوصت بها المنظمة [23].  فالهواتف المحمولة والتطبيقات لن تكون فعّالة في تحديد المسافرين الذين قد يكونون قد خالطوا شخصاً تأكدت إصابته بـكوفيد-19 أو كانت نتيجة اختبار كوفيد-19 الذي خضع له إيجابية، وإبلاغهم؛ إلا  إذا كانت نسبة كبيرة من عامة السكان تستخدم هذا التطبيق. وفيما يتعلق بالمسافرين، ينبغي النظر في المسائل المتعلقة بالتوافق وتبادل البيانات بين البلدان، إذا كان هناك ما يبرر التتبع الدولي للمخالطين. وقبل اعتماد مثل هذه الأدوات الرقمية، قد ترغب البلدان في النظر في الجوانب القانونية والأخلاقية المتعلقة بخصوصية الأفراد وحماية البيانات الشخصية [24].

التتبع الدولي للمخالطين

عندما تشمل إحدى مجموعات الحالات أو سلاسل انتقال العدوى عدة بلدان، يمكن إجراء التتبع الدولي للمخالطين على نحو منسق وتعاوني عن طريق التبادل السريع للمعلومات عبر الشبكة الدولية لمراكز الاتصال الوطنية المعنية باللوائح الصحية الدولية. ومراكز الاتصال الوطنية متاحة في جميع الأوقات ويمكنها أن تتلقى الدعم المباشر من نقاط الاتصال الإقليمية التابعة للمنظمة والمعنية باللوائح. ويمكن الاطلاع على بيانات الاتصال الخاصة بمراكز الاتصال الوطنية المعنية باللوائح ونقاط الاتصال التابعة للمنظمة والمعنية باللوائح في نظام المنظمة الخاص بالمعلومات عن الأحداث المتاح أمام سلطات الصحة الوطنية.

4-3 الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية

من الضروري التواصل على نحو استباقي مع الجمهور عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من القنوات حول الأساس المنطقي الذي يُستند إليه في استئناف السفر الدولي تدريجياً، والمخاطر المحتملة التي ينطوي عليها السفر والتدابير اللازمة لضمان السفر الآمن للجميع، بما في ذلك المعلومات المحدّثة بانتظام عن التغيّرات التي تطرأ على السفر الدولي، أو خط اتصال هاتفي مخصّص للمساعدة بشأن كوفيد لنشر المعلومات وتقديم المشورة المصمّمة خصيصاً وفقاً للأحوال دون الوطنية، ويُعد هذا أمراً ضرورياً لبناء الثقة في النصائح بشأن السفر، وزيادة الامتثال للنصائح الصحية، ومنع انتشار الشائعات والمعلومات الكاذبة [25]. وينبغي أن تستهدف الرسائل الدقيقة والملائمة التوقيت بشأن التغيّرات التي تطرأ على السفر الدولي عامة الجمهور والمسافرين والمشغلين في قطاع النقل والسلطات الصحية والمشغلين في سائر القطاعات المعنية.

4-4 القدرات في نقاط الدخول

ينبغي للبلدان أن تحافظ على قدراتها في نقاط الدخول أو تعزّزها، حسب الاقتضاء، من أجل الاستجابة لكوفيد-19. ويشمل ذلك القدرة على إجراء الفحص عند الدخول/الخروج؛ والكشف المبكر عن طريق التقصي النشيط للحالات، وعزل الركاب المرضى وإخضاعهم للفحص (مع توفير إمدادات معدات الحماية الشخصية في نقاط الدخول)؛ والتنظيف والتطهير؛ وتوفير التدبير العلاجي للحالات، بما في ذلك نقل الحالات إلى المرافق الطبية عند اللزوم؛ وتحديد مخالطي الحالات من أجل تتبعهم؛ وتزويد الجماهير بالمعلومات عن السياسات المحلية المتعلقة بالتدابير الملائمة للنظافة الصحية والإصحاح؛ والتباعد البدني ولبس الأقنعة؛ ونشر أرقام الهواتف المخصّصة للطوارئ؛ والإبلاغ عن المخاطر والتوعية بشأن السلوك المسؤول في السفر. وينبغي إتاحة الإجراءات المكيّفة لمناولة الأمتعة والبضائع والحاويات ووسائل النقل والطرود البريدية والإبلاغ عنها بوضوح. كما يتعين على البلدان أن تكفل القدرات الخاصة بتفتيش السفن وإصدار الشهادات الصحية للسفن في إطار اللوائح الصحية الدولية. وينبغي اتباع إرشادات المنظمة بشأن التدبير العلاجي للمسافرين المرضى في نقاط الدخول [26] وسائر الإرشادات ذات الصلة، مثل الاعتبارات التشغيلية لشركات الطيران وغيرها من شركات النقل [27].

وتوصي المنظمة باتباع نهج شامل في دعم المسافرين وإدارتهم قبل المغادرة وعند الوصول، يشمل مجموعة من التدابير يُنظر فيها قبل المغادرة وعند الوصول.

وتشمل النصائح العامة للمسافرين النظافة الشخصية ونظافة اليدين، وآداب التنفس، والحفاظ على المباعدة البدنية بمسافة متر واحد على الأقل، [28] واستخدام القناع حسب الاقتضاء [29]. وينبغي للمسافرين المرضى والأشخاص المعرضين للمخاطر، بما في ذلك المسافرون المسنون والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة خطيرة أو حالات صحية أساسية، أن يؤخروا السفر الدولي من المناطق التي تشهد الانتقال المجتمعي للعدوى وإليها.

ويشمل فحص المسافرين عند الخروج والدخول تدابير مثل التحقق من العلامات والأعراض (الحمى التي تزيد على 38 درجة مئوية، والسعال) وإجراء المقابلات مع الركاب للتحري عن أعراض عدوى الجهاز التنفسي وأي تعرض لمخالطين شديدي الخطورة، ما يمكن أن يسهم في التقصي النشيط للحالات بين المسافرين المرضى. وينبغي إرشاد المسافرين المصابين بأعراض ومخالطي الحالات المحددين إلى التماس المزيد من الفحص الطبي أو توجيههم إلى مواصلة الفحص الطبي ثم اختبار عدوى كوفيد-19. وينبغي عزل الحالات المؤكدة وتزويدها بالعلاج اللازم. وغالباً ما لن يكون لإجراء فحص درجة الحرارة وحده عند الخروج أو الدخول، إلا فعّالية جزئية في تحديد الأشخاص المصابين بالعدوى، حيث قد يكون هؤلاء الأشخاص في فترة الحضانة، أو غير مصابين بأعراض واضحة في بداية مسار المرض، أو قد يلجأون حتى إلى إخفاء الحمى بتعاطي الأدوية المخفضة للحرارة. وحيثما كانت الموارد محدودة، يُنصح بإجراء الفحص عند الدخول وينبغي إعطاء الأولوية في ذلك للمسافرين القادمين على رحلات جوية مباشرة من المناطق التي تشهد الانتقال المجتمعي للمرض.

وفضلاً عن ذلك يمكن أن يستكمل المسافرون استمارة لإبلاغ السلطات الصحية باحتمال تعرضهم للحالات المصابة خلال الأسبوعين السابقين (مخالطة المرضى من العاملين في الرعاية الصحية، أو زيارة المستشفيات، أو مشاركة شخص مصاب بمرض كوفيد-19 في السكن، وما إلى ذلك). وينبغي أن تشتمل الاستمارة على بيانات الاتصال الملائمة للمسافرين الذين قد يلزم الاتصال بهم السفر عندما يتضح مثلاً أنهم من المخالطين المحتملين لإحدى الحالات. ويوصى بملء هذه الاستمارة أثناء الرحلة لتجنب الازدحام عند الوصول. كما يمكن أن تطلب السلطات أيضاً إلى الركاب القادمين تنزيل واستخدام تطبيق وطني لمكافحة كوفيد.

وينبغي وضع تدابير للسيطرة على الحشود لمنع انتقال العدوى في مناطق تجمع المسافرين، مثل أماكن إجراء المقابلات.

ويمكن لاختبارات التفاعل السلسلي للبوليميراز (الاختبار الجزيئي للكشف عن فيروس كورونا 2 المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) التي تُجرى قبل مغادرة البلد أو عند الوصول إلى الوجهة المقصودة أن توفر معلومات عن الحالة الصحية للمسافرين. ومع ذلك، فينبغي توخي الحذر عند تفسير النتائج المختبرية نظراً إلى إمكانية وجود نسبة صغيرة من النتائج السلبية الكاذبة والنتائج الإيجابية الكاذبة. وفي حال إجراء الاختبار، ينبغي أن يكون مقترناً بمتابعة دقيقة لكوفيد-19، عن طريق مثلاً نصح المسافرين المغادرين الذين خضعوا للاختبار بإبلاغ سلطات الصحة العمومية المحلية بأي أعراض تظهر عليهم. وإذا أُجري الاختبار عند الوصول، ينبغي تزويد جميع المسافرين برقم هاتف خاص للطوارئ للاتصال به في حال ظهور الأعراض. وإذا كانت نتائج الاختبار إيجابية، ينبغي تطبيق بروتوكول ملائم للتدبير العلاجي للحالات.

وأما استخدام "شهادات المناعة" لغرض السفر الدولي في سياق مرض كوفيد-19 فهو غير مدعوم حاليًا ببيّنات علمية، وبالتالي فإن المنظمة لا توصي به [30]. ولابد من توافر المزيد من البيّنات كي يتسنى فهم مدى فعّالية الاختبارات السريعة لأضداد فيروس سارس-كوف- 2. وللحصول على المزيد من المعلومات، يُرجى الرجوع إلى الموجز العلمي الصادر عن المنظمة تحت عنوان "جوازات المناعة" في سیاق مرض كوفید-19، الذي سيُحدّث كلما توافرت بيّنات جديدة. [31] وإلى جانب الاعتبارات العلمية، هناك جوانب أخلاقية وقانونية وحقوقية تتعلق بخصوصية البيانات الشخصية، وسرية المعلومات الطبية، واحتمالات اللجوء إلى التزوير أو اتَباع سلوك محفوف بالمخاطر، والوصم والتمييز.

وينبغي للمسافرين رصد احتمال ظهور الأعراض بأنفسهم عند الوصول وعلى مدى 14 يوماً، وإبلاغ مرافق الصحة المحلية بشأن الأعراض وسوابق السفر، واتّباع البروتوكولات الوطنية. ووفقاً لتوجيهات المنظمة بشأن تتبع المخالطين في سياق كوفيد-19، ينبغي إيداع مخالطي الحالات المؤكدة الحجر الصحي أو مطالبتهم بالالتزام بالحجر الصحي الذاتي في إطار استراتيجيات الاستجابة الوطنية [32].

وإذا اختارت البلدان تنفيذ تدابير الحجر الصحي على جميع المسافرين عند وصولهم، ينبغي لها أن تفعل ذلك بالاستناد إلى تقدير المخاطر وبالنظر في الظروف المحلية. كما ينبغي أن تتبع إرشادات المنظمة بشأن الحجر الصحي للمخالطين في سياق كوفيد-19 [33].

كما يجب على البلدان أن تراعي الاعتبارات الخاصة بالمسافرين بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005)، بما في ذلك معاملة المسافرين على نحو يحترم كرامتهم وحقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية، والحد إلى أدنى قدر من الإزعاج أو الضيق الناجم عن أي تدابير صحية تطبق عليهم.

وينبغي ألا تطالب البلدان المسافرين بسداد تكلفة التدابير اللازمة لحماية الصحة، بما في ذلك (أ) الفحوص التي تُجرى للتأكد من حالتهم الصحية؛ (ب) أو التطعيم أو العلاج الوقائي عند الوصول (إذا لم ينشر ذلك قبلها بعشرة أيام)؛ (ج) أو العزل أو الحجر الصحي الملائم؛ (د) أو الشهادات التي تحدد التدابير المطبقة؛ (ه) أو التدابير المطبقة على الأمتعة المرافقة لهم [34].

5- الرصد والتقييم

ينبغي للبلدان أن تكرر بانتظام عملية تقدير المخاطر وأن تستعرض قدرة قطاع الصحة العمومية وسائر القطاعات المعنية، مع استئنافها تدريجياً للرحلات الدولية. وينبغي للبلدان أيضاً في هذه العملية، أن تنظر في المعارف الجديدة عن الفيروس وخصائصه الوبائية بالرجوع إلى الموجزات العلمية المحدثة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية [35].

 

 

[1] WHO. COVID-19 Strategy update. https://www.who.int/publications/i/item/covid-19-strategy-update---14-april-2020

[2] WHO. Considerations in adjusting public health and social measures in the context of COVID-19

https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331773/WHO-2019-nCoV-Adjusting_PH_measures-2020.1-eng.pdf

[3] https://www.who.int/news-room/commentaries/detail/transmission-of-sars-cov-2-implications-for-infection-prevention-precautions

[4] Strategic preparedness and response plan https://www.who.int/publications/i/item/strategic-preparedness-and-response-plan-for-the-new-coronavirus

[5] Including marine personnel, fishing vessel personnel and offshore energy sector personnel

[6] https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/2020-03-20-surveillance.pdf?sfvrsn=e6be6ef1_2

[7] WHO. Considerations in adjusting public health and social measures in the context of COVID-19

https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331773/WHO-2019-nCoV-Adjusting_PH_measures-2020.1-eng.pdf

[8] WHO. Public health criteria to adjust public health and social measures in the context of COVID-19.  https://www.who.int/publications-detail/public-health-criteria-to-adjust-public-health-and-social-measures-in-the-context-of-covid-19

[9] https://www.who.int/publications/i/item/covid-19-strategy-update---14-april-2020

[10] COVID-19 Socio-economic impact  https://www.undp.org/content/undp/en/home/coronavirus/socio-economic-impact-of-covid-19.html

[11] COVID-19 Related Travel Restrictions https://www.unwto.org/covid-19-travel-restrictions

[12] A policy framework for tackling the economic and social impact of the COVID-19 crisis https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@dgreports/@dcomm/documents/briefingnote/wcms_745337.pdf

[13] Recommended framework of protocols for ensuring safe ship crew changes and travel during the coronavirus (COVID-19) pandemic

[14] Projected poverty impacts of COVID-19 (coronavirus) https://www.worldbank.org/en/topic/poverty/brief/projected-poverty-impacts-of-COVID-19

[15] ICAO Take-off: Guidance for Air Travel through the COVID-19 Public Health Crisis  https://www.icao.int/covid/cart/Documents/CART_Report_Take-Off_Document.pdf

[16] WHO. Critical preparedness, readiness and response actions for COVID-19. Interim guidance. https://www.who.int/publications/i/item/critical-preparedness-readiness-and-response-actions-for-covid-19

[17] WHO. Global surveillance for COVID-19 caused by human infection with COVID-19 virus: interim guidance.  https://www.who.int/publications-detail/global-surveillance-for-covid-19-caused-by-human-infection-with-covid-19-virus-interim-guidance

[18] WHO. Global surveillance for COVID-19 caused by human infection with COVID-19 virus: interim guidance.  https://www.who.int/publications-detail/global-surveillance-for-covid-19-caused-by-human-infection-with-covid-19-virus-interim-guidance

[19] WHO. Considerations for quarantine of individuals in the context of containment for coronavirus disease (COVID-19). https://www.who.int/publications-detail/considerations-for-quarantine-of-individuals-in-the-context-of-containment-for-coronavirus-disease-(covid-19)

[20] WHO. Global surveillance for COVID-19 caused by human infection with COVID-19 virus: interim guidance.  https://www.who.int/publications-detail/global-surveillance-for-covid-19-caused-by-human-infection-with-covid-19-virus-interim-guidance

[21] WHO. Global surveillance for COVID-19 caused by human infection with COVID-19 virus: interim guidance.  https://www.who.int/publications-detail/global-surveillance-for-covid-19-caused-by-human-infection-with-covid-19-virus-interim-guidance

[22] WHO. Contact tracing in the context of COVID-19. https://www.who.int/publications-detail/contact-tracing-in-the-context-of-covid-19

[23] WHO. Digital tools for COVID-19 contact tracing.  https://www.who.int/publications/i/item/WHO-2019-nCoV-Contact_Tracing-Tools_Annex-2020.1

[24] WHO. Ethical considerations to guide the use of digital proximity tracking technologies for COVID-19 contact tracing.  https://www.who.int/publications-detail/WHO-2019-nCoV-Ethics_Contact_tracing_apps-2020.1

[25] IFRC/UNICEF/WHO. Risk Communication and Community Engagement (RCCE) COVID-19 preparedness and response. https://www.who.int/publications/i/item/risk-communication-and-community-engagement-(rcce)-action-plan-guidance

[26] WHO. Management of ill travellers at Points of Entry (international airports, seaports, and ground crossings) in the context of COVID-19.  https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331512/WHO-2019-nCoV-POEmgmt-2020.2-eng.pdf

[27] ICAO. Council Aviation Recovery Task Force (CART), Take-off: Guidance for Air Travel through the COVID-19 Public Health Crisis.  https://www.icao.int/covid/cart/Documents/CART_Report_Take-Off_Document.pdf

[28] WHO. Updated WHO recommendations for international traffic in relation to COVID-19 outbreak.  https://www.who.int/news-room/articles-detail/updated-who-recommendations-for-international-traffic-in-relation-to-covid-19-outbreak

[29] WHO. Advice on the use of masks in the context of COVID-19. https://www.who.int/publications/i/item/advice-on-the-use-of-masks-in-the-community-during-home-care-and-in-healthcare-settings-in-the-context-of-the-novel-coronavirus-(2019-ncov)-outbreak 

[30]  “Immunity passports” in the context of COVID-19 https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331866/WHO-2019-nCoV-Sci_Brief-Immunity_passport-2020.1-eng.pdf?sequence=1&isAllowed=y

[31] WHO. "Immunity passports" in the context of COVID-19.  https://www.who.int/news-room/commentaries/detail/immunity-passports-in-the-context-of-covid-19

[32] WHO. Contact tracing in the context of COVID-19. https://www.who.int/publications-detail/contact-tracing-in-the-context-of-covid-19

[33] WHO. Considerations for quarantine of individuals in the context of containment for coronavirus disease (COVID-19). https://www.who.int/publications-detail/considerations-for-quarantine-of-individuals-in-the-context-of-containment-for-coronavirus-disease-(covid-19)

[34] For further details, please see Article 40 of the IHR. WHO. International Health Regulations (2005). Third Edition. https://www.who.int/ihr/publications/9789241580496/en/

[35] Transmission of SARS-CoV-2: implications for infection. Scientific Brief, 09 July 2020  https://www.who.int/news-room/commentaries/detail/transmission-of-sars-cov-2-implications-for-infection-prevention-precautions