طرق انتقال الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19: الآثار المترتبة على التوصيات بشأن التدابير الاحتياطية للوقاية من العدوى ومكافحتها

موجز علمي

29 آذار/مارس 2020

هذا النص نسخة محدّثة عن الموجز الصادر في 27 آذار/ مارس إذ أضيفت له تعاريف القطيرات حسب حجم جسيماتها ومراجع ثلاثة إصدارات ذات صلة .

 طرق انتقال الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19

يمكن انتقال عدوى الأمراض التنفسية عن طريق قطيرات مختلفة الحجم على النحو التالي: إذا زاد قطر جسيماتها على ما يتراوح بين 5 و10 ميكرومترات فيُشار إلى هذه الجسيمات باسم القطيرات التنفسية. أما إذا كان قطرها يساوي 5 ميكرومترات أو أقل فيُشار إليها باسم نوى القطيرات.1 ووفقاً للبيّنات الحالية المتاحة، تنتقل العدوى بالفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 أساساً من شخص إلى آخر عن طريق القطيرات التنفسية والمخالطة.2-7 وفي تحليل لما مجموعه 465 75 حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في الصين، لم يبلَّغ عن انتقال العدوى بالهواء.8

وتنتقل العدوى عن طريق القطيرات عندما يخالط شخص شخصاً آخر تظهر لديه أعراض تنفسية (مثل السعال أو العطس) مخالطة لصيقة (في حدود مسافة متر واحد) مما يجعل هذا الشخص عرضة لخطر تعرض أغشيته المخاطية (الفم والأنف) أو ملتحمته (العين) لقطيرات تنفسية يُحتمل أن تكون معدية. وقد تنتقل العدوى أيضاً عن طريق أدوات ملوثة توجد في البيئة المباشرة المحيطة بالشخص المصاب بالعدوى.8 وعليه، فإن العدوى بالفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 يمكن أن تنتقل إما عن طريق المخالطة المباشرة لأشخاص مصابين بالعدوى أو المخالطة غير المباشرة بملامسة أسطح موجودة في البيئة المباشرة المحيطة أو أدوات مستخدمة على الشخص المصاب بالعدوى (مثل سماعة الطبيب أو الترمومتر).

ويختلف انتقال العدوى بالهواء عن انتقالها بالقطيرات لأن انتقال العدوى بالهواء يشير إلى وجود ميكروبات داخل نوى القطيرات التي تعتبر عموماً جسيمات يساوي قطرها 5 ميكرومترات أو أقل ويمكن بقاؤها في الهواء لفترات زمنية طويلة وانتقالها من شخص إلى آخر على مسافات تزيد على متر واحد.

وفي سياق مرض كوفيد-19، قد يكون انتقال العدوى بالهواء ممكناً في ظروف وسياقات معينة تُطبَّق فيها إجراءات أو علاجات داعمة مولّدة للرذاذ، أي التنبيب الرغامي وتنظير القصبات والمص المفتوح وإعطاء علاج بالبخاخ والتهوية اليدوية قبل التنبيب ووضع المريض في وضعية الانكباب وفصل المريض عن جهاز التنفس الاصطناعي والتهوية غير الغزوية بالضغط الموجب وفغر الرغامي والإنعاش القلبي الرئوي.

وتتوافر بعض البيّنات على احتمال أن تؤدي العدوى بمرض كوفيد-19 إلى عدوى معوية وتكون موجودة في البراز. ومع ذلك، هناك حتى الآن دراسة واحدة فقط زُرع في إطارها الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 بأخذه من عينة براز واحدة.9 ولم يبلَّغ حتى الآن عن انتقال العدوى بهذا الفيروس من البراز إلى الفم.

آثار النتائج الأخيرة بخصوص الكشف عن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في عينات مأخوذة من الهواء

حتى الآن، تفيد بعض المنشورات العلمية بوجود بيّنات أولية على احتمال الكشف عن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في الهواء، وبالتالي أشارت بعض المؤسسات الإعلامية إلى حدوث انتقال للعدوى بالهواء. ولا بد من توخي الحذر في تفسير هذه النتائج الأولية.

وفي مقالة نُشرت مؤخراً في المجلة الطبية New England Journal of Medicine تم تقييم مدى استدامة الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19. 10 وفي إطار هذه الدراسة التجريبية، وُلّد الرذاذ باستخدام بخاخ كوليزون الثلاثي المنفث وأُدخل في أسطوانة غولدبرغ في ظل ظروف مختبرية خاضعة للمراقبة. وهذه آلة عالية القدرة لا تجسد الظروف العادية للسعال البشري. وفضلاً عن ذلك، فإن وجود الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في جسيمات الرذاذ على مدى ثلاث ساعات لا يجسد السياق السريري الذي تُتبع فيه الإجراءات المولدة للرذاذ. وعليه، فإن الأمر تعلّق بإجراء مولّد للرذاذ في إطار تجريبي.

وهناك معلومات بلّغت عنها مرافق استضافت مصابين بمرض كوفيد-19 ظهرت عليهم أعراض المرض ولم يُكشف فيها عن وجود الحمض النووي الريبي (الرنا) للفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في عينات الهواء.11-12 والمنظمة على علم بدراسات أخرى قيّمت وجود رنا الفيروس في عينات الهواء لكنها لم تُنشر حتى الآن في مجلات متخصصة. وجدير بالملاحظة أن الكشف عن وجود رنا الفيروس في عينات بيئية على أساس مقايسات تفاعل البوليميراز المتسلسل لا يعني أن الفيروس قابل للحياة ويمكن انتقاله. ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مدى احتمال الكشف عن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 في عينات الهواء المأخوذة من غرف المرضى التي لا تطبَّق فيها أي إجراءات أو علاجات داعمة مولّدة للرذاذ. ومع ظهور بيّنات جديدة في هذا الشأن، من المهم تحديد ما إذا كان الفيروس الذي يُكشف وجوده قابلاً للحياة وما دوره المحتمل في نقل العدوى.

 الاستنتاجات

استناداً إلى البيّنات المتاحة، بما فيها المنشورات الأخيرة المذكورة أعلاه، تظل المنظمة توصي الأشخاص المعنيين برعاية المرضى المصابين بمرض كوفيد-19 باتخاذ التدابير الاحتياطية للوقاية من القطيرات وتفادي المخالطة. وتواصل المنظمة أيضاً التوصية باتخاذ التدابير الاحتياطية لتجنب انتقال العدوى بالهواء في الظروف والسياقات التي تطبَّق فيها إجراءات وعلاجات داعمة مولّدة للرذاذ، حسب تقييم المخاطر.13 وتتسق هذه التوصيات مع مبادئ توجيهية وطنية ودولية أخرى، بما فيها المبادئ التوجيهية الصادرة عن الجمعية الأوروبية لطب العناية المركزة وجمعية طب الرعاية الحرجة14 والمبادئ التوجيهية المستخدمة حالياً في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة.15-17

وفي الوقت ذاته، توصي بلدان ومنظمات أخرى، بما فيها مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، باتخاذ التدابير الاحتياطية لتجنب انتقال العدوى بالهواء في أي وضع ينطوي على رعاية المصابين بمرض كوفيد-19، وتعتبر استخدام الكمامات الطبية خياراً مقبولاً في حال نقص أقنعة التنفس من نوع N95 أو FFP2 أو FFP3.18-19

وتشدد التوصيات الحالية الصادرة عن المنظمة على أهمية استخدام جميع معدات الحماية الشخصية على نحو رشيد وملائم20 وعدم الاقتصار على استخدام الكمامات، مما يتطلب من العاملين في مجال الرعاية الصحية التقيد بسلوك سليم صارم، وخصوصاً فيما يتصل بإجراءات خلع معدات الحماية الشخصية وقواعد نظافة اليدين.21 وتوصي المنظمة أيضاً بتدريب الموظفين بشأن هذه التوصيات22 وشراء معدات الحماية الشخصية وغيرها من الإمدادات والتجهيزات اللازمة وتوفيرها بالقدر الكافي. وأخيراً، ما زالت المنظمة تشدد على الأهمية القصوى المعلقة على غسل اليدين بانتظام والالتزام بالآداب الواجبة عند السعال أو العطس وتنظيف البيئة وتعقيمها وأهمية الحفاظ على مسافة آمنة من الآخرين وتجنب المخالطة اللصيقة لأشخاص مصابين بالحمى أو تظهر عليهم أعراض تنفسية، دون اتخاذ سبل الحماية الملائمة.

وترصد المنظمة بعناية البيّنات المستجدة فيما يتصل بهذا الموضوع الحاسم وسوف تحدّث هذا الموجز العلمي لدى توافر المزيد من المعلومات.

 

المراجع

1-       منظمة الصحة العالمية، الوقاية من العدوى بالأمراض التنفسية الحادة التي قد تسبب أوبئة أو جوائح ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية، جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2014 (بالإنكليزية) على الموقع الإلكتروني التالي: https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/112656/9789241507134_eng.pdf?sequence=1.

2-       Liu J, Liao X, Qian S et al. Community transmission of severe acute respiratory syndrome coronavirus 2, Shenzhen, China, 2020. Emerg Infect Dis 2020 doi.org/10.3201/eid2606.200239.

3-       Chan J, Yuan S, Kok K et al. A familial cluster of pneumonia associated with the 2019 novel coronavirus indicating person-to-person transmission: a study of a family cluster. Lancet 2020 doi: 10.1016/S0140-6736(20)30154-9.

4-       Li Q, Guan X, Wu P, et al. Early transmission dynamics in Wuhan, China, of novel coronavirus-infected pneumonia. N Engl J Med 2020; doi:10.1056/NEJMoa2001316.

5-       Huang C, Wang Y, Li X, et al. Clinical features of patients infected with 2019 novel coronavirus in Wuhan, China. Lancet 2020; 395: 497–506.

6-       Burke RM, Midgley CM, Dratch A, Fenstersheib M, Haupt T, Holshue M,et al. Active monitoring of persons exposed to patients with confirmed COVID-19 — United States, January–February 2020. MMWR Morb Mortal Wkly Rep. 2020 doi : 10.15585/mmwr.mm6909e1external icon.

7-       منظمة الصحة العالمية، تقرير البعثة المشتركة بين المنظمة والصين عن المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد-19) في 16-24 شباط/ فبراير 2020 [الإنترنت]، جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2020 (بالإنكليزية) على الموقع الإلكتروني التالي: https://www.who.int/docs/default- source/coronaviruse/who-china-joint-mission-on-covid-19-final-report.pdf.

8-       Ong SW, Tan YK, Chia PY, Lee TH, Ng OT, Wong MS, et al. Air, surface environmental, and personal protective equipment contamination by severe acute respiratory syndrome coronavirus 2 (SARS-CoV-2) from a symptomatic patient. JAMA. 2020 Mar 4 [Epub ahead of print].

9-       Zhang Y, Chen C, Zhu S et al. [Isolation of 2019-nCoV from a stool specimen of a laboratory-confirmed case of the coronavirus disease 2019 (COVID-19)]. China CDC Weekly. 2020;2(8):123–4. (In Chinese).

10-   van Doremalen N, Morris D, Bushmaker T et al. Aerosol and Surface Stability of SARS-CoV-2 as compared with SARS-CoV-1. New Engl J Med 2020 doi: 10.1056/NEJMc2004973.

11-   Cheng V, Wong S-C, Chen J, Yip C, Chuang V, Tsang O, et al. Escalating infection control response to the rapidly evolving epidemiology of the Coronavirus disease 2019 (COVID-19) due to SARS-CoV-2 in Hong Kong. Infect Control Hosp Epidemiol. 2020 Mar 5 [Epub ahead of print].

12-   Ong SW, Tan YK, Chia PY, Lee TH, Ng OT, Wong MS, et al. Air, surface environmental, and personal protective equipment contamination by severe acute respiratory syndrome coronavirus 2 (SARS-CoV-2) from a symptomatic patient. JAMA. 2020.

13-   إرشادات المنظمة بشأن الوقاية من العدوى بمرض كوفيد-19 ومكافحتها (بالإنكليزية) على الموقع الإلكتروني التالي: https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/technical-guidance/infection-prevention-and-control.

14-   Surviving Sepsis Campaign: Guidelines on the Management of Critically Ill Adults with Coronavirus Disease 2019 (COVID-19). Intensive Care Medicine DOI: 10.1007/s00134-020-06022-5.

15-   Interim guidelines for the clinical management of COVID-19 in adults Australasian Society for Infectious Diseases Limited (ASID)  https://www.asid.net.au/documents/item/1873.

16-   Coronavirus disease (COVID-19): For health professionals. https://www.canada.ca/en/public-health/services/diseases/2019-novel-coronavirus-infection/health-professionals.html.

17-   Guidance on infection prevention and control for COVID-19 https://www.gov.uk/government/publications/wuhan-novel-coronavirus-infection-prevention-and-control.

18-   Interim Infection Prevention and Control Recommendations for Patients with Suspected or Confirmed Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) in Healthcare Settings. https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/infection-control/control-recommendations.html.

19-   Infection prevention and control for COVID-19 in healthcare settings https://www.ecdc.europa.eu/en/publications-data/infection-prevention-and-control-covid-19-healthcare-settings.

20-   الاستخدام الرشيد لمعدات الوقاية الشخصية من مرض كوفيد-19 (بالإنكليزية) على الموقع الإلكتروني التالي: https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/331498/WHO-2019-nCoV-IPCPPE_use-2020.2-eng.pdf.

21-   Risk factors of Healthcare Workers with Corona Virus Disease 2019: A Retrospective Cohort Study in a Designated Hospital of Wuhan in China. https://academic.oup.com/cid/advance-article/doi/10.1093/cid/ciaa287/5808788.

22-   دورة تدريبية بشأن الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد 2019 ومكافحتها (بالإنكليزية) على الموقع الإلكتروني التالي: https://openwho.org/courses/COVID-19-IPC-EN.

 

وتواصل منظمة الصحة العالمية رصد الوضع عن كثب لمتابعة أي تغيرات يمكن أن تؤثر على هـــــذه الإرشــــــادات المبدئيــــــة. وإذا طرأ تغيير على أي من العوامل ذات الصلة، فسوف تصدر المنظمة تحديثاً إضافياً للمعلومات الواردة في هذا الموجز العلمي. وبخلاف ذلك، يبقى هذا الموجز العلمي صالحاً لمدة عامين من تاريخ إصداره.

 

© منظمة الصحة العالمية 2020. بعض الحقوق محفوظة. هذا المصنف متاح بمقتضى ترخيص المشاع الإبداعي نسب المصنف – غير تجاري – المشارة بالمثل 0.3 لفائدة المنظمات الحكومية الدولية (CC BY-NC-SA 3.0 IGO).

 

 

رقم المنظمة المرجعي: WHO/2019-nCoV/Sci_Brief/Transmission_modes/2020.2

 

مختارات