اللقاحات: الابتكارات القوية التي تبث الحياة في رسالة منظمة الصحة العالمية كل يوم

24 نيسان/أبريل 2018

إذا طُلب مني أن أذكر تدخلاً من تدخلات الصحة العمومية يحقق رسالة منظمة الصحة العالمية في تعزيز الصحة، ويحافظ على سلامة العالم، ويخدم الفئات الضعيفة، فلن أتردد في أن أقول إنه: اللقاحات.

فلا شك أن اللقاحات واحدة من أكثر تدخلات الصحة العمومية إنقاذا للحياة في التاريخ. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن التمنيع ينقذ حياة 2.5 مليون شخص كل عام، ويحمي ملايين أخرى من المرض والإعاقة (1).

واليوم، يشمل التمنيع عددا من الأطفال يتجاوز عدد من شملهم في أي وقت مضى، وهو ما أدى إلى انخفاض معدلات وفيات الأطفال والعيوب الولادية والإعاقات المستمرة مدى الحياة. وقد بات العالم أقرب أيضا من أي وقت مضى إلى استئصال شلل الأطفال. وقد تم القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية في الأمريكتين، وتم القضاء على تيتانوس الأمهات والآخر الوليدي في جنوب شرق آسيا.

عندما يشمل التمنيع كل طفل أو بالغ، ويتم القضاء على مرض أو يتم استئصاله، فهذا يعني أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تحقيق أهدافها من أجل الحفاظ على سلامة العالم، وتعزيز الصحة، وخدمة الفئات الضعيفة
- الدكتورة برنسيس نوثيمبا سيميليلا، المديرة العامة المساعدة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل والمراهق بمنظمة الصحة العالمية

وعندما يشمل التمنيع كل طفل أو بالغ، ويتم القضاء على مرض أو يتم استئصاله، فهذا يعني أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تحقيق أهدافها من أجل الحفاظ على سلامة العالم، وتعزيز الصحة، وخدمة الفئات الضعيفة.

دعونا نلقي نظرة أقرب كي نعرف كيف يتركز التمنيع في صلب رسالة المنظمة.

تعزيز الصحة من خلال التمنيع

تساعد اللقاحات الأطفال والبالغين على الاستمرار في التمتع بصحة جيدة عبر الوقاية من الأمراض التي من المحتمل أن تكون مميتة. ومن خلال جداول التمنيع الروتينية التي وضعتها المنظمة، تشكل 10 لقاحات العمود الفقري لكل برنامج من البرامج الوطنية للتمنيع.

وتعزز هذه اللقاحات الشاملة الصحة من خلال الوقاية من الأمراض، مثل السل، والدفتيريا، والتيتانوس، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والحصبة، والحصبة الألمانية، والفيروس العجلي، والتهاب الكبد B، والمستدمية النزلية من النمط باء، وفيروس الورم الحليمي البشري، التي تصيب جميع الأطفال والبالغين بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.

ولا تقي اللقاحات أولئك الذين شملهم التمنيع فحسب، بل يمكنها أيضا أن تحد من فرصة الإصابة بالمرض بين أولئك الذين لا يمكن أن يشملهم التمنيع. وقد ساعدت المنظمة، في إطار عملها مع برامج التمنيع الوطنية والشركاء، من قبيل اليونيسف والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع وتحالف اللقاحات، على حصول ما يقدر بـ 116.5 مليون رضيع (86%) على 3 جرعات من لقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي في عام 2016. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله للوصول إلى ما يقدر بـ 19.5 مليون طفل لا يزالون محرومين من فوائد التمنيع المنقذة للحياة.

وعندما تعزز البلدان برامجها الروتينية في مجال التمنيع، فإن تلك البرامج تصبح بمنزلة لبنة في صرح الرعاية الصحية الأولية القوية والتغطية الصحية الشاملة. ويقدم العاملون الصحيون، من خلال برامج التمنيع الروتيني، اللقاحات المنقذة للحياة إلى الناس في جميع أنحاء العالم، ويعملون بوصفهم نقطة اتصال للحصول على احتياجات صحية أخرى، مثل التخلص من الديدان والفيتامينات وغيرها من الخدمات المطلوبة لضمان تحقيق أقصى نمو.

ففي عام 2016 وحده، قدم العاملون الصحيون التطعيمات إلى أكثر من 62 مليون طفل في أفقر بلدان العالم، وهو ما يعادل أكثر من 185 مليون نقطة اتصال بين هؤلاء الأطفال ونظام الرعاية الصحية الأولية (2).

التمنيع يحافظ على سلامة العالم

الأمراض لا تعرف الحدود. ورغم إنقاذ ملايين الأرواح من خلال التمنيع كل عام، فلا تزال الفاشيات تندلع بسبب انخفاض معدل التغطية بالتمنيع في أنحاء كثيرة من العالم. وتساعد اللقاحات على ضمان عدم تمكّن الأمراض المميتة، مثل الحصبة والالتهاب الرئوي، في مخيمات اللاجئين والمدارس وأماكن العبادة، أو عند عبور الناس الحدود للعمل أو قضاء الإجازات.

فعلى سبيل المثال، تستمر فاشيات الحصبة في الاندلاع بسبب الفجوات الكائنة في التغطية بالتمنيع ضد الحصبة. وفي أوروبا وحدها، وقعت أكثر من 20000 حالة إصابة بالحصبة، وفقد 35 شخصا حياتهم في عام 2017 (3). ومع كل حالة إصابة بالحصبة، نتذكر أن الأطفال والبالغين غير المشمولين بالتمنيع لا يزالون معرضين لخطر الإصابة بالمرض ونقله إلى الآخرين، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.

وفي العام الماضي، عملت المنظمة وشركاؤها أيضا على الحفاظ على سلامة العالم من خلال تقديم لقاحات الكوليرا في جنوب السودان، ولقاحات الحمى الصفراء في البرازيل ونيجيريا، ولقاحات شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان. واليوم، يقترب العالم من استئصال شلل الأطفال، وتعكف المنظمة على العمل مع البلدان على القضاء على الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل تيتانوس الأمهات والآخر الوليدي.

التمنيع محور خدمة الفئات الضعيفة

نعمل، في منظمة الصحة العالمية، أيضا على ضمان حصول أشد الفئات ضعفاً - أولئك المنكوبين بالطوارئ الإنسانية والنزاعات، علاوة على من يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها - على التطعيم في الوقت المناسب، وفي كل مرة. وهذا يعني أننا نجمع البيانات في محاولة لفهم كيفية تذليل العراقيل التي تحول دون الحصول على التمنيع، ونعمل مع الشركاء لضمان وصول اللقاحات إلى اللاجئين، مثل أولئك الذين يعيشون في كوكس بازار ببنغلاديش.

فالتمنيع محور التغطية الصحية الجيدة، وهو استثمار حيوي ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة - حتى تلك التي لا تتعلق بالصحة تعلقا مباشرا. فعندما يتمتع الأطفال بصحة جيدة، يمكن أن يساهم ما ينفق من مال في شكل نفقات طبية في تحقيق الأولويات الأخرى، ويمكن للمجتمعات أن تزدهر.

وفي إطار احتفالنا بأسبوع التمنيع العالمي، دعونا نستمر في وضع التمنيع في قائمة أولوياتنا ونعمل على زيادة التغطية بالتمنيع حتى يكون الجميع في كل مكان "محميون معا".


المراجع

(1) المصدر: Duclos, P, Okwo-Bele, JM, Gacic-Dobo, M, and Cherian, T. Global immunization: status, progress, challenges and future. BMC Int Health Hum Rights. 2009; 9: S2.

(2) Gavi – Facts and Figures - (بالإنجليزية)

(3) أوروبا شهدت زيادة حالات الإصابة بالحصبة بمقدار أربعة أضعاف في عام 2017 مقارنة بالسنة السابقة (بالإنجليزية)

المؤلفون

Dr Princess Nothemba Simelela

المديرة العامة المساعدة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل والمراهق
منظمة الصحة العالمية