WHO/C. Gaggero
© الصورة

تحسين فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة وعافيتهم

22 تشرين الأول/أكتوبر 2020

حقائق رئيسية

  • في عام 2019، توفي ما يقدّر بنحو 5,2 ملايين طفل دون سن الخامسة لأسباب يمكن تلافيها ومعالجتها أساساً. وكان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و11 شهراً يمثّلون 1,5 مليون من هذه الوفيات، بينما بلغ عدد وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و4 سنوات 1,3 مليون حالة وفاة. ومثّل المواليد (أقل من 28 يوماً) ما تبقّى من الوفيات البالغ عددها 2,4 مليون حالة وفاة.
  • في عام 2019، توفي 500 ألف من الأطفال الأكبر سناً (5 إلى 9 سنوات).
  • تتمثل الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في مضاعفات الولادة المبتسرة، واختناق/ رضح الولادة، والالتهاب الرئوي، والشذوذ الخلقي، والإسهال، والملاريا، وهي كلها أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها من خلال إتاحة تدخلات بسيطة وميسورة التكلفة، بما فيها التمنيع، والتغذية الوافية، والمياه والأغذية المأمونة، ورعاية عالية الجودة يقدمها أحد مقدِّمي الخدمات الصحية المدرَّبين، عند الحاجة.
  • كان الأطفال الأكبر سنا (5-9 سنوات) من بين الفئات التي شهدت أكبر تراجع في معدل الوفيات منذ عام 1990 (61 %)، ويُعزى ذلك إلى انخفاض معدلات الأمراض المعدية. وتعد الإصابات (بما فيها الإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق والغرق) الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال الأكبر سنا.
  •  

    ما هي الفئات الأكثر عرضةً للخطر؟

    الأطفال دون سن الخامسة

    لقد أُحرز تقدم هائل في خفض وفيات الأطفال في العالم منذ عام 1990. وانخفض العدد الإجمالي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة على الصعيد العالمي من 12,6 مليون حالة وفاة في عام 1990 إلى 5,2 ملايين حالة في عام 2016. وانخفض المعدل العالمي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 59%، من 93 حالة وفاة لكل 000 1 مولود حي في عام 1990 إلى 38 حالة وفاة في عام 2016، وهو ما يعادل وفاة طفل واحد من كل 11 طفلاً قبل بلوغه سن الخامسة في عام 1990 مقابل طفل واحد من كل 27 طفلاً في عام 2019.

    وعلى الرغم من أن العالم بأسره يعمل على تسريع وتيرة التقدم في خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، إلا أن هذا المعدل يتفاوت عبر الأقاليم والبلدان. وتظل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى المنطقة التي تسجل أعلى معدل لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم، إذ يتوفى فيها طفل واحد من كل 13 طفلاً قبل حلول عيد ميلاده الخامس، وهو ما يقل بمقدار 20 عامًا مقارنة بالمتوسط العالمي الذي بلغ معدل طفل واحد من كل 13 طفلاً في عام 1999. وتمثّل منطقتا أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى والجنوبية أكثر من 80 في المائة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة المسجلة في عام 2019 والبالغ عددها 5,2 مليون حالة، في حين أنهما لا تمثلان سوى 52 في المائة من أطفال العالم دون سن الخامسة. وقد حدث نصف مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة في عام 2019 في خمسة بلدان هي: نيجيريا والهند وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا. وتمثل نيجيريا والهند لوحدهما ثلث مجموع الوفيات تقريبا.

    وعلى الصعيد القطري، تراوحت معدلات وفيات الأطفال الأكبر سنا بين 0,2 و16,8 حالة وفاة لكل 000 1 طفل في سن الخامسة. وفيما يتعلق بالأطفال دون سن الخامسة، تتركز البلدان التي ترتفع فيها معدلات الوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتشمل البلدان التي سجلت أكبر عدد من الوفيات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 9 سنوات كلاً من الهند ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان والصين.

    البلدان العشرة الأولى التي سجّلت أكبر عدد من وفيات الأطفال (بالآلاف) دون سن الخامسة في عام 2019

    البلد وفيات الأطفال دون سن الخامسة الحد الأدنى الحد الأعلى
    نيجيريا 858 675 1118
    الهند 824 738 913
    باكستان 399 343 465
    جمهورية الكونغو الديمقراطية 291 187 440
    إثيوبيا 178 146 216
    الصين 132 116 152
    إندونيسيا 115 97 139
    جمهورية تنزانيا المتحدة 103 78 172
    أنغولا 93 43 172
    بنغلاديش 90 82 99

    وعلى الصعيد العالمي، لا تزال الأمراض المعدية، بما فيها الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا، إلى جانب الولادة المبتسرة، واختناق ورضح الولادة، والشذوذ الخلقي تمثّل الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة. ويمكن إنقاذ أرواح العديد من الصغار بفضل إتاحة التدخلات الأساسية المنقذة للحياة مثل الولادة بحضور قابلة ماهرة، والرعاية ما بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية والتغذية الوافية، والتطعيم، وعلاج أمراض الأطفال الشائعة. ويعد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ولا سيما سوء التغذية الحاد الوخيم، أكثر عرضة للوفاة بسبب إصابتهم بأمراض الأطفال الشائعة، كالإسهال والالتهاب الرئوي والملاريا. وتساهم العوامل المتصلة بالتغذية في حوالي 45% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

    وتعكس أنماط وفاة الأطفال الأكبر سناً مرتسمات المخاطر الكامنة لهذه الفئة العمرية، حيث تتحوّل أسباب وفاتهم من أمراض الأطفال المعدية إلى الحوادث والإصابات، ولا سيما الغرق والإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق. ويُغيّر ارتفاع الوفيات الناجمة عن الإصابات طبيعة التدخلات الرامية إلى تحسين فرص بقاء الأطفال الأكبر سناً على قيد الحياة. وهناك تحوّل من إجراءات يتخذها قطاع الصحة للوقاية من الأمراض المعدية في مرحلة الطفولة المبكرة وعلاجها إلى إجراءات تتخذها قطاعات حكومية أخرى، بما فيها التعليم والنقل والبنية التحتية للطرق، والمياه والإصحاح، وإنفاذ القانون. ولابد أن تعمل جميع هذه القطاعات معاً من أجل تلافي الوفيات المبكرة لدى الأطفال الأكبر سناً.

    الاستجابة العالمية: الهدف 3-2-1 من أهداف التنمية المستدامة

    وُضعت أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة في عام 2015 بهدف تعزيز حياة الأطفال الصحية وعافيتهم. وتكمن الغاية 3-2 للهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة في وضع نهاية بحلول عام 2030 لوفيات المواليد والأطفال دون سن الخامسة الممكن تلافيها. وتنطوي هذه الغاية على شقّين هما:

    1-خفض وفيات المواليد على الأقل إلى 12 حالة وفاة في كل 1000 مولود حي في جميع البلدان؛

    2-خفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة على الأقل إلى 25 حالة وفاة في كل 000 1 مولود حي في جميع البلدان.

    وتتصل الغاية 3-2 اتصالاً وثيقاً بكل من الغاية 3-1 المتمثلة في خفض النسبة العالمية للوفيات النفاسية إلى أقل من 70 حالة وفاة لكل 000 100 مولود حي، والغاية 2-2 المتمثلة في وضع حدّ لجميع أشكال سوء التغذية، ويُعزى ذلك إلى أن سوء التغذية يشكل سبباً شائعاً لوفاة الأطفال دون سن الخامسة. وقد تُرجمت هذه الغايات إلى الصيغة الجديدة من "الاستراتيجية العالمية بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق" (الاستراتيجية العالمية) التي تدعو إلى وضع نهاية لوفيات الأطفال الممكن تلافيها، مع معالجة أولويات صحة الطفل الناشئة. ولابد أن تضع الدول الأعضاء الغايات الخاصة بكل منها وتعدّ استراتيجيات محددة لخفض وفيات الأطفال في كل منها وترصد ما تحرزه من تقدم صوب تحقيق غاية التخفيض.

    وفي عام 2019، حقق 122 بلداً غاية أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بوفيات الأطفال دون سن الخامسة، ومن المتوقع أن يحقق 20 بلداً آخر هذه الغاية بحلول عام 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية. غير أنه سيتعيّن تسريع وتيرة التقدم في 53 بلدا من البلدان التي سيتعذّر عليها تحقيق تلك الغاية بحلول عام 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية. وسيتعين على 30 بلدا من هذه البلدان مضاعفة معدل تخفيضها الحالي، بينما سيتعيّن على 23 بلدا آخر زيادة معدل تخفيضها الحالي بثلاثة أضعاف. ومن شأن تحقيق هذه الغاية أن يخفّض عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار 11 مليون طفل في الفترة ما بين عاميْ 2019 و2030. وما زال يلزم تركيز الجهود على منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة جنوب شرق آسيا لتلافي وقوع 80% من هذه الوفيات.

    استجابة منظمة الصحة العالمية

    تدعو منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء إلى معالجة مسألة الإنصاف في مجال الصحة من خلال تحقيق التغطية الصحية الشاملة، حتى يتمكّن جميع الأطفال من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية دون التعرّض لضائقة مالية لا داعي لها. إنّ الانتقال من نهج "بقاء الأمور على حالها" إلى نُهج مبتكرة ومتعددة ومصمّمة خصيصا لزيادة إتاحة الخدمات الصحية المقدمة للأطفال ورفع مستوى التغطية بها وضمان جودتها، سيقتضي تحديد توجّه استراتيجي وإيجاد مزيج مثالي بين الرعاية القائمة على المجتمع المحلي والرعاية القائمة على المرافق الصحية. كما أنّ جهود قطاع الصحة والقطاعات المتعددة الأخرى ضرورية للتغلب على أوجه عدم المساواة والمحدِّدات الاجتماعية للصحة.