حقائق رئيسية
- تلبي الأدوية الأساسية الاحتياجات ذات الأولوية للسكان من الرعاية الصحية.
- ينبغي أن تُتاح الأدوية الأساسية بتكلفة ميسورة وجودة مضمونة في جميع الأوقات.
- تنشر المنظمة قائمتها النموذجية للأدوية الأساسية كل سنتين لكي تسترشد بها البلدان في إعداد قوائمها الوطنية للأدوية الأساسية وتحدثها.
- تختار المنظمة الأدوية الأساسية على أساس أهميتها بالنسبة للصحة العامة، والبينات التي تثبت فوائدها مقارنة بمضارها، وعقب مراعاتها للعوامل المتعلقة بتكاليفها والقدرة على تحمل تكاليفها وغيرها من العوامل ذات الصلة.
- يوجد على الصعيد العالمي أكثر من 150 بلداً لديه قوائم وطنية للأدوية الأساسية معدة على أساس قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية.
- يرد في طبعة عام 2023 من قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية أكثر من 500 دواء (منها 361 دواءً للأطفال).
لمحة عامة
تلبي الأدوية الأساسية الاحتياجات ذات الأولوية للسكان من الرعاية الصحية تلبية فعالة ومأمونة. وتُختار الأدوية على أساس أهميتها بالنسبة للصحة العامة، والبينات التي تثبت فوائدها مقارنة بمضارها، وعقب مراعاة العوامل المتعلقة بتكاليفها والقدرة على تحمل تكاليفها وغيرها من العوامل ذات الصلة.
وينبغي أن تُتاح دوماً كميات كافية من الأدوية الأساسية داخل النظم الصحية العاملة لتلبية احتياجات المرضى. كما ينبغي أن تُتاح الأدوية في شكل جرعات مناسبة تفي بالغرض المنشود من استعمالها والمرضى الموصوفة لهم، وأن تكون مضمونة الجودة وميسورة التكلفة بالنسبة لكل من الأفراد والنظام الصحي.
ومع أن الأدوية الأساسية تلبي طائفة واسعة من الاحتياجات الصحية العالمية، فإنها لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من إجمالي عدد الأدوية المتاحة على الصعيد العالمي. ويمكن أن يؤدي استعمال عدد محدود من الأدوية المختارة بعناية إلى تحسين عمليات توريدها وممارسات وصفها وتقليل تكاليفها.
وقد واظبت المنظمة منذ عام 1977 على أن تنشر كل سنتين قائمتها النموذجية للأدوية الأساسية (المعروفة أيضاً باسم قائمة الأدوية الأساسية).
الأثر والتنفيذ
اعتمد أكثر من 150 بلداً قوائم وطنية للأدوية الأساسية بناءً على قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية. وتشكل قوائم الأدوية الأساسية أساساً لشراء الأدوية وتوريدها في القطاع العام، وخطط السداد والتأمين، وعمليات التبرع بالأدوية، وإنتاج الأدوية المحلية (1). ويمكن أن يساعد مفهوم الأدوية الأساسية، إذا نُفّذ كما ينبغي، في تحسين الحصائل الصحية وإحراز التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، علماً بأن هذا المفهوم قد نُفّذ بنجاح في مختلف البلدان والأقاليم. وأثبتت الدراسات أن قوائم الأدوية الأساسية تسهم في زيادة معدلات توافر الأدوية الأساسية مقارنة بسواها غير الأساسية (2)، وفي زيادة معدلات إتاحة الأدوية (3)، وتعزيز ممارسات وصفها وتحسين نوعية الرعاية، فضلاً عن تحقيق وفورات في التكاليف (4).
ويمكن تطويع مفهوم الأدوية الأساسية بما يتوافق مع مختلف نظم الرعاية الصحية والأماكن ومستويات الدخل. وفي حال تركيز البلدان على عدد محدود من الأدوية المختارة بعناية، فإن بإمكانها تحسين عمليات العرض، والتشجيع على اتباع ممارسات أكثر عقلانية في وصف الأدوية، وتحسين سبل التحكم في التكاليف وضمان إتاحة الأدوية الأساسية في الوقت نفسه.
التحديات المواجهة
رغم التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات مواجهة في ضمان حصول الجميع على الأدوية الأساسية. ولا يزال توافر الأدوية الأساسية والقدرة على تحمل تكاليفها يسببان مشاكل في بلدان كثيرة.
ويشكل ارتفاع تكلفة الأدوية الأساسية الجديدة، وخصوصاً أدوية السرطان والأمراض غير السارية الأخرى، تحديات ماثلة أمام النظم الصحية في جميع الأماكن بصرف النظر عن دخلها.
وتشير بيانات المرصد الصحي العالمي للفترة 2010-2019 إلى أن نسبة المرافق الصحية التي أُتيحت فيها دوماً مجموعة أساسية من الأدوية الضرورية بتكلفة ميسورة في بلدان مختارة منخفضة الدخل وأخرى منتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط تراوحت بين 8 و41٪.
وتستأثر الأدوية بنسبة تتراوح بين 20 و60٪ من الإنفاق على الصحة في البلدان النامية التي يوجد فيها نسبة تصل إلى 90٪ من السكان الذين يشترون الأدوية من جيبهم الخاص، ممّا يجعل الأدوية البند الرئيسي الذي تنفق الأسرة مالها عليه بعد الطعام. ويعني ذلك أن من المتعذر على شرائح كبيرة من سكان العالم تحمل تكاليف الأدوية وأن ذلك يشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانيات الحكومات.
وتواصل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدها لنجاعة الكثير من المضادات الحيوية الأساسية، مما يستلزم إشرافاً دقيقاً عليها.
السياق التاريخي للقائمة النموذجية
لقد نُشرت أول قائمة نموذجية للمنظمة للأدوية الأساسية في عام 1977 وورد فيها حوالي 200 دواء. واعتُبرت القائمة ثورة كبرى في مجال الصحة العامة، مما يبرز أهمية بعض الأدوية مقارنة بغيرها.
كما نُشرت في عام 2007 أول قائمة نموذجية للأدوية الأساسية للأطفال اعترافاً باحتياجاتهم المتفردة. وكان نشرها هذا إنجازاً كبيراً، ولا سيما فيما يخص تعزيز البحوث المتعلقة بأدوية الأطفال وتطوير تركيبات تناسبهم منها.
وقد وُسّع على مر السنين نطاق القوائم النموذجية وزاد تعقيدها، مما يعكس خطى التقدم المحرز في ميدان العلوم الطبية، وتغيير أولويات الصحة العالمية.
عملية تحديث القائمة النموذجية
تخضع قائمة المنظمة النموذجية للاستعراض والتحديث كل سنتين عقب الاضطلاع بعملية راسخة وصارمة وشفافة ومسندة بالبينات.
وتُقدم طلبات إدخال التعديلات على قائمة المنظمة النموذجية (مثل إضافة أدوية أو تركيبات جديدة إليها، أو شطب أدوية أو تركيبات أخرى منها، أو توسيع نطاق قائمة الأدوية لتشمل دواعي استعمال جديدة)، بواسطة عملية مفتوحة لتقديم الطلبات. كما يمكن لجميع الجهات تقديم الطلبات، بما يشمل الباحثين العلميين والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والمجموعات أو الشبكات المعنية بالمرضى وشركات المستحضرات الصيدلانية والإدارات التقنية التابعة للمنظمة.
وتتولى استعراض الطلبات لجنة الخبراء التابعة للمنظمة والمعنية باختيار الأدوية الأساسية واستعمالها، والتي تقع على عاتقها مسؤولية النظر في البينات المعروضة وتقديم توصيات إلى المنظمة بشأن التعديلات اللازم إدخالها.
ويعين المدير العام للمنظمة أعضاء لجنة الخبراء هذه، ممّن يلزم أن يتمتعوا بخبرة سريرية وتقنية واسعة في مجال تقييم نجاعة الأدوية واستعمالها سريرياً. ويُختار هؤلاء الأعضاء على نحو يكفل تحقيق التوازن بين الجنسين والتمثيل الجغرافي المنصف. وينبغي أن يحرص أعضاء لجنة الخبراء على كشف أية حالات قد تسبب تضارباً محتملاً في المصالح.
وتُنشر جميع الطلبات التي ترد لجنة الخبراء لكي تنظر فيها على موقع المنظمة الإلكتروني لاستعراضها والتعليق عليها من جانب الجمهور. كما تُنشر على الموقع نفسه التعليقات الواردة على الطلبات، وعمليات استعراض الطلبات المقدمة من أعضاء لجنة الخبراء، والتعليقات الواردة من الإدارات التقنية التابعة للمنظمة، ضماناً لتحقيق الشفافية الكاملة.
وتكفل هذه العملية الشفافة والمسندة بالبينات أن تظل قائمة المنظمة النموذجية أداة موثوقة وقيمة يُسترشد بها في اختيار الأدوية واستعمالها على الصعيد العالمي.
مراحل تطور قائمة المنظمة النموذجية
لقد طرأت على قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية تطورات كبيرة منذ إعدادها، مما يعكس أهميتها بالنسبة لجميع البلدان، وليس للبلدان المحدودة الموارد فحسب.
ومنذ نشر أول قائمة نموذجية في عام 1977، فقد ازداد عدد الأدوية الأساسية المدرجة فيها واتسع نطاقها بمرور الوقت. كما أُدرجت فيها أدوية تتطلب رعاية طبية متخصصة، مثل العوامل الخافضة للتوتر السطحي الرئوي لدى المواليد وعلاجات السرطان التي تستهدف فئات معينة وأدوية علاج التصلب المتعدد. كما أُدرج في القائمة النموذجية مزيد من العلاجات للأمراض المزمنة وغير السارية، مما يعكس تغير عبء المرض العالمي وشيخوخة السكان.
ومع أن تكلفة الدواء من الاعتبارات المرعية في عملية الاختيار، فإن ارتفاع تكلفة الدواء بشكل مطلق لا يحول بالضرورة دون إضافته إلى قائمة المنظمة النموذجية إذا كان يفي بمعايير الاختيار اللازمة بهذا الشكل أو ذاك. وقد تطور منذ عام 2002 جانب القدرة على تحمل التكاليف من كونه شرطاً مسبقاً لإدراج الدواء في القائمة النموذجية إلى نتيجة لإدراجه فيها ليس إلا، لإن إدراج الدواء في القائمة النموذجية لا يمثل سوى خطوة واحدة ضمن سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تخفيض التكاليف وتعزيز القدرة على تحملها وزيادة إتاحة الأدوية.
كما زاد عدد الأدوية الحاصلة على براءات الاختراع في القائمة النموذجية بمرور الوقت من 17/319 (5٪) في عام 2003 إلى 82/502 (16٪) في عام 2023.
وفي عام 2017، واستجابة لتزايد مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، أُدرج في قائمة المنظمة النموذجية تصنيف المضادات الحيوية طبقاً لنهج الإتاحة والمراقبة والاحتياط (تصنيف AWaRe)، وهو تصنيف يساعد في استعمال المضادات الحيوية الأساسية تجريبياً لعلاج أكثر من 30 حالة عدوى سريرية في أوساط المجتمع المحلي والمستشفيات. كما شكل هذا التصنيف أساساً لتقديم إرشادات أوسع نطاقاً لوصف المضادات الحيوية واستعمالها على أمثل نحو، ودعم عملية الإشراف على مضادات الميكروبات. (5).
استجابة المنظمة
تواصل المنظمة عملها على تحسين إتاحة الأدوية الأساسية على الصعيد العالمي وتحديث قوائمها النموذجية للأدوية الأساسية بانتظام وتزويد الدول الأعضاء بالدعم التقني اللازم لمساعدتها في تنفيذ قرار جمعية الصحة العالمية
(ج ص ع 67-22) الصادر في عام 2014 بشأن إتاحة الأدوية الأساسية.
ويشكل تحسين إتاحة الأدوية الأساسية وزيادة القدرة على تحمل تكاليفها جزءاً هاماً من الجهود التي تبذلها المنظمة على نطاق أوسع لزيادة إتاحة جميع المنتجات الصحية الأساسية والقدرة على تحمل تكاليفها - بما فيها الأدوية والتكنولوجيات المعينة ووسائل التشخيص المختبري والأجهزة الطبية واللقاحات - بوصفها استراتيجية رئيسية لدعم البلدان في تحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة.
وتحقيقاً لهذا الغرض، فقد وضعت المنظمة مجموعة من الإرشادات والأدوات والموارد دعماً للبلدان في اختيار واستعمال الأدوية الأساسية وغيرها من المنتجات الصحية. وإضافة إلى الأنشطة الأخرى للمنظمة، مثل الاختبار المسبق لصلاحية المنتجات الطبية والمبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة، تساعد هذه الجهود في ضمان إتاحة إرشادات مسندة بالبينات للبلدان من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سياساتها الوطنية المتعلقة بالأدوية، واختيار الأدوية واستعمالها التي ستُدرج في القوائم الوطنية للأدوية الأساسية.
المراجع
- Hogerzeil HV. The concept of essential medicines: lessons for rich countries. BMJ. 2004;329(7475):1169-72 (https://doi.org/10.1136/bmj.329.7475.1169).
- Bazargani YT, Ewen M, de Boer A, Leufkens HG, Mantel-Teeuwisse AK. Essential medicines are more available than other medicines around the globe. PLoS One. 2014;9(2):e87576 (https://doi.org/10.1371/journal.pone.0087576).
- Maiti R, Bhatia V, Padhy BM, Hota D. Essential Medicines: An Indian Perspective. Indian J Community Med. 2015;40(4):223-32 (https://doi.org/10.4103/0970-0218.164382).
- Gustafsson LL, Wettermark B, Godman B, Andersen-Karlsson E, Bergman U, Hasselstrom J et al. The 'wise list'- a comprehensive concept to select, communicate, and achieve adherence to recommendations of essential drugs in ambulatory care in Stockholm. Basic Clin Pharmacol Toxicol. 2011;108(4):224-33 (https://doi.org/10.1111/j.1742-7843.2011.00682.x).
- Moja L, Zanichelli V, Mertz D, Gandra S, Cappello B, Cooke GS et al. WHO's essential medicines and AWaRe: recommendations on first- and second-choice antibiotics for empiric treatment of clinical infections. Clin Microbiol Infect. 2024;30 Suppl 2:S1-s51 (https://doi.org/10.1016/j.cmi.2024.02.003).