الالتهاب الرئوي لدى الأطفال

11 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

حقائق رئيسية

  • الالتهاب الرئوي يستأثر بنسبة 14% من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وتشير التقديرات إلى انه أودى بحياة 740180 طفلا في عام 2019.
  • يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات.
  • يمكن توقي الالتهاب الرئوي بالتمنيع والتغذية المناسبة والتصدي للعوامل البيئية.
  • يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم بالمضادات الحيوية، غير أنّه لا يتلقى المضادات الحيوية اللازمة إلاّ ثلث الأطفال المصابين بالمرض ممّن هم في حاجة إليها.


لمحة عامة

الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين. وتتشكّل الرئتان من أكياس صغيرة تُدعى الأسناخ، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح. وعندما يُصاب المرء بالالتهاب الرئوي تمتلئ أسناخ رئتيه بالقيح والمواد السائلة ممّا يجعل التنفس مؤلماً ويحدّ من مدخول الأوكسجين.

ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم. فقد أودى بحياة 740180 طفلا دون سن الخامسة في عام 2019، ممّا يمثّل 14% من مجموع الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة، و22٪ من جميع وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم سنة إلى 5 سنوات. ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكن تُسجَّل أعلى نسبة من الوفيات في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويمكن حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي، ويمكن توقيه بتدخلات بسيطة ويمكن علاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة لا تتطلّب تكنولوجيا عالية.

الأسباب

يحدث الالتهاب الرئوي جرّاء العديد من العوامل المُعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم والفطريات. وفيما يلي أهمّ تلك العوامل:

  • العقدية الرئوية هي أشيع أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال.
  • المستدمية النزلية من النمط "ب" هي ثاني أشيع أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي.
  • الفيروس التنفسي المخلوي هو أشيع الأسباب الفيروسية للالتهاب الرئوي.
  • المتكيّسة الرئوية الجؤجؤية هي أحد أشيع أسباب الالتهاب الرئوي لدى الرضّع المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، حيث إنه يتسبّب في ما لا يقلّ عن رُبع مجموع وفيات هؤلاء.

سراية المرض

يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عديدة. فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطس. وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل. ولا بدّ من إجراء المزيد من البحوث بشأن مختلف العوامل الممرضة التي تسبّب الالتهاب الرئوي وطرق سرايتها، فلذلك أهمية بالغة فيما يخص العلاج والوقاية.

الملامح الظاهرة للمرض

لا يوجد اختلاف بين الملامح الظاهرة للالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي. غير أنّ أعراض الشكل الفيروسي قد تكون أكثر من أعراض الشكل الجرثومي. ولدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر، الذين يعانون من السعال و/أو صعوبة في التنفس، مع أو بدون حمى، يتم تشخيص الالتهاب الرئوي من خلال سرعة التنفس أو انسحاب أسفل جدار الصدر إلى الداخل، حيث يتحرك صدرهم للداخل أو ينكمش خلال الاستنشاق (على عكس الشخص السليم الذي يتسع صدره أثناء الاستنشاق). ويعد الأزيز أكثر شيوعاً في حالات العدوى الفيروسية.

وقد لا يستطيع الرضع المصابون بمرض وخيم للغاية الرضاعة أو الشرب، وقد يصابون كذلك بفقدان الوعي وانخفاض الحرارة والاختلاجات.

عوامل الخطر

في حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدي للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، فإنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضّع الذين لا يُغذون بلبن الأم فقط.

وتزيد الأمراض الكامنة أيضاً، مثل حالات العدوى بفيروس العوز المناعي البشري المصحوبة بالأعراض وحالات الحصبة، من مخاطر إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي.

كما تزيد العوامل البيئية التالية من احتمال تعرّض الطفل للالتهاب الرئوي:

  • تلوّث الهواء الهواء داخل الأماكن المغلقة جرّاء استخدام وقود الكتلة الأحيائية (مثل الخشب والروث) لأغراض الطهي والتدفئة؛
  • العيش في بيوت مكتظة؛
  • الدخان المنبعث من سجائر الآباء والأمهات.

العلاج

يمكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم بالمضادات الحيوية. ويعد الأموكسيسيلين المضاد الحيوي المفضّل لعلاج الخط الأول وهو يُوزّع في شكل أقراص. وأغلبية حالات الالتهاب الرئوي تتطلب مضادات حيوية فموية، والتي غالباً ما توصف في أحد المراكز الصحية. كما يمكن تشخيص وعلاج هذه الحالات باستخدام مضادات حيوية فموية زهيدة الثمن على مستوى المجتمع المحلي من قِبل عاملين صحيين مجتمعيين مدربين. ويوصى بإدخال الحالات الوخيمة فقط إلى المستشفى.

الوقاية

وقاية الأطفال من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للاستراتيجية الرامية إلى خفض معدلات وفيات الأطفال. ويُعد التمنيع ضد المستدمية النزلية من النمط "ب" والمكوّرات الرئوية والحصبة والسعال الديكي (الشاهوق) أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الالتهاب الرئوي.

والمعروف أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، بدءاً بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وبالإضافة إلى فعالية هذه الطريقة في الوقاية من الالتهاب الرئوي، فإنها تساعد أيضًا على تقليص فترة المرض لدى الطفل.

كما يسهم التصدي للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل الأماكن المغلقة (بالعمل، مثلاً، على توفير مواقد نقية زهيدة التكلفة لاستعمالها داخل الأماكن المغلقة) والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية في البيوت المكتظة في تخفيض عدد الأطفال الذين يُصابون بالالتهاب الرئوي.

ويُعطى الكوتريموكسازول، وهو مضاد حيوي، يومياً للمصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري من الأطفال للحد من مخاطر إصابتهم بالالتهاب الرئوي.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تهدف خطة العمل العالمية المتكاملة الخاصة بالوقاية من الالتهاب الرئوي والإسهال ومكافحتهما المشتركة بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إلى تسريع مكافحة الالتهاب الرئوي بتوليفة من التدخلات الرامية إلى حماية الأطفال ووقايتهم من الالتهاب الرئوي وعلاج المصابين منهم بهذا المرض، ومن تلك التدخلات:

  • حماية الأطفال من الالتهاب الرئوي باتخاذ إجراءات تشمل تعزيز الرضاعة الطبيعية الخالصة والتغذية التكميلية الكافية؛
  • الوقاية من الالتهاب الرئوي بالتطعيم؛ وغسل اليدين بالماء والصابون، والحد من تلوث الهواء داخل المنزل، والوقاية من فيروس العوز المناعي البشري، واستخدام الكوتريموكسازول لوقاية الأطفال المصابين بفيروس العوز المناعة البشري والمعرضين للمخاطر؛
  • علاج المصابين بالالتهاب الرئوي بالتركيز على ضمان حصول جميع الأطفال المرضى على الرعاية المناسبة - إمّا من قبل عامل صحي مجتمعي، أو في مرفق صحي إذا كان المرض وخيماً - وضمان حصولهم على ما يحتاجون إليه من مضادات حيوية وأكسجين للتعافي من المرض.

ووضعت بلدان عديدة، منها بنغلاديش والهند وكينيا وأوغندا وزامبيا، خططاً خاصة بالمناطق والولايات وخططاً وطنية لتكثيف الإجراءات المتعلقة بمكافحة الالتهاب الرئوي والإسهال. فيما قامت بلدان كثيرة أخرى بإدراج إجراءات محدّدة بشأن مكافحة الإسهال والالتهاب الرئوي في استراتيجياتها الوطنية المعنية بصحة الأطفال وإبقائهم على قيد الحياة.

إنّ التشخيص والعلاج الفعّالين للالتهاب الرئوي أمر بالغ الأهمية لتحسين فرص بقاء الطفل. ويعد وضع حد للوفيات الناجمة عن الإسهال والالتهاب الرئوي التي يمكن تلافيها أولوية ملحة لتحقيق غايات الهدف 3-2-1 من أهداف التنمية المستدامة (خفض وفيات الأطفال).