WHO / Blink Media - Nana Kofi Acquah
© الصورة

نوعية الخدمات الصحّية

19 أيار/مايو 2025

حقائق رئيسية 

  • تحصد سنوياً خدمات الرعاية الرديئة النوعية أرواح أناس يتراوح عددهم بين 5,7 و8,4 مليون شخص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، أي ما يمثل نسبة 15٪ من إجمالي الوفيات في تلك البلدان (1).
  • تسبب خدمات الرعاية الرديئة النوعية نسبة 60 في المائة من الوفيات الناجمة عن حالات صحّية تلزمها رعاية صحّية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بينما تعزى الوفيات المتبقية إلى عدم الاستفادة من خدمات النظام الصحّي (2).
  • يوجد أربعة مرضى من كل عشرة مرضى يعانون من أمراض مزمنة لا يثقون في نظام الرعاية الصحّية القائم على خدمتهم. وترتبط ثقة المرضى في النظام الصحّي ارتباطاً وثيقاً بتقديم خدمات رعاية صحّية عالية الجودة وبتجربة الأفراد في مجال الاستفادة من خدمات الرعاية الصحّية (3).
  • يتسبب قصور نوعية خدمات الرعاية في تكبد خسائر في الإنتاجية تتراوح قيمتها بين 1,4 و1,6 تريليون دولار أمريكي سنوياً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل (1).
  • يوجد في البلدان المرتفعة الدخل مريض واحد من كل 10 مرضى يتعرض للأذى أثناء حصوله على الرعاية في المستشفى، وتشير التوقعات إلى أنه يمكن أن يُصاب 7 مرضى من كل 100 مريض يدخلون المستشفى بعدوى ناجمة عن الرعاية الصحّية. وتحصد الرعاية غير المـأمونة أرواح أربعة أشخاص من كل 100 شخص في العالم النامي (4).
  • تشير التقديرات إلى أن النظم الصحّية العالية الجودة قد تحول سنوياً دون وفاة 2,5 مليون شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية و000 900 شخص بسبب السل ومليون مولود ونصف إجمالي وفيات الأمهات (2).                                

لمحة عامة 

جودة الرعاية هي الدرجة التي تسهم بها الخدمات الصحّية المقدمة للأفراد والسكان في زيادة احتمال جني الحصائل الصحّية المرجوة بما يتسق مع الدراية المهنية المسندة بالبينات. ويشمل تعريف جودة الرعاية هذا تعزيز الصحّة والوقاية من الأمراض وعلاجها وإعادة تأهيل المرضى وتزويدهم بالرعاية الملطفة، أي ما يعني ضمناً توفير إمكانية قياس جودة الرعاية وتحسينها باستمرار بفضل تقديم خدمات رعاية مسندة بالبينات تلبي احتياجات المستفيدين من الخدمات الصحّية وتراعي تفضيلاتهم - سواء كانوا مرضى أم أسراً أم مجتمعات محلّية.                      

وفيما يلي الشروط التي ينبغي توفرها في الخدمات الصحّية الجيّدة: 

  • أن تكون فعّالة بفضل تقديم خدمات رعاية صحّية مسندة بالبينات لمن تلزمهم؛
  • أن تكون مأمونة بفضل تجنب إلحاق الضرر بالأشخاص المُزمع تزويدهم بالرعاية؛
  • أن تركز على الناس بفضل تقديم رعاية تلبي احتياجات الأفراد وتراعي تفضيلاتهم وقيمهم في إطار تقديم خدمات صحّية تتمحور حول تلبية احتياجات الناس؛
  • أن تكون مناسبة التوقيت بفضل تقليلها لأوقات الانتظار وحالات التأخير الضارة أحياناً بمن يحصلون على الرعاية ومن يقدمونها على حد سواء؛
  • أن تكون منصفة بفضل تقديم رعاية لا تفرق بين الناس في جودتها على أساس السن أو الجنس أو الانتماء العرقي أو الإعاقة أو الموقع الجغرافي أو المركز الاجتماعي والاقتصادي أو الانتساب اللغوي أو السياسي؛
  • أن تكون متكاملة بفضل تقديم خدمات رعاية منسقة عبر كل المستويات ومقدمي الخدمات وإتاحة طائفة كاملة من الخدمات الصحّية طيلة العمر؛
  • أن تكونة كفوءة بحيث تستفيد إلى أقصى حد من الموارد المتاحة وتتجنب الهدر. 

التغطية الصحّية الشاملة وجودتها: التزام عالميّ 

يتمثل الهدف الشامل للتغطية الصحّية الشاملة في تزويد جميع المحتاجين بخدمات رعاية صحّية عالية الجودة دون التعرض لضائقة مالية. وبذا فإن الخدمات الصحّية الجيّدة (المعززة للصحّة والوقائية والعلاجية والتأهيلية والمؤمنة للرعاية الملطفة) تندرج ضمن نطاق تعريف التغطية الصحّية الشاملة. وحتى في حالة زيادة إتاحة الخدمات، فإن التحسينات الصحّية يمكن أن تظل بعيدة المنال ما لم تكن هذه الخدمات جيّدة بما فيها الكفاية لإحداث الأثر المرجو منها (5)

اتخاذ إجراءات تحسن نوعية الرعاية 

الخدمات الصحّية الجيّدة هي نتاج بيئة النظام الصحّي وإجراءات مقدمي خدمات الرعاية الصحّية والأفراد العاملين داخل النظام. وتحقيقاً لهدف إتاحة خدمات صحّية عالية الجودة للجميع، ينبغي أن تتبع الحكومات نهجاً متكاملاً وأن تعمل مع مختلف الجهات الفاعلة الرئيسية داخل النظام الصحّي وخارجه، بما يشمل إشراك الأفراد والمجتمعات المحلّية. ويعتمد نجاح الجهود الرامية إلى تحسين نوعية الرعاية وتوفير إمكانية استدامتها على فعّالية تكامل الإجراءات والبرامج الصحّية عبر أنحاء مختلف مستويات النظام الصحّي. 

التوجه الاستراتيجي الوطني بشأن الجودة: إن السياسات والاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى تحسين نوعية الرعاية ضرورية لضمان اتخاذ الإجراءات عبر أنحاء النظام الصحّي ككل، ويلزم مواءمتها بشكل وثيق مع السياسات والخطط الصحّية الوطنية الأوسع نطاقاً. وتحدد السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلّقة بالجودة حزمة عملية من التدخلات اللازمة لتعزيز بيئة النظام، وتقليل الضرر، وتحسين الرعاية السريرية، وإشراك المرضى والأسر والمجتمعات المحلّية. وتتوفر قائمة توضح تلك التدخلات بشأن كل واحد من هذه المجالات للبلدان لكي تنظر فيها. 

جودة النظام الصحّي ككل: إضافة إلى تهيئة بيئة من السياسات التمكينية، فإن عملية تقديم خدمات صحّية جيّدة تستدعي الاضطلاع بحوكمة رشيدة؛ وإعداد قوى عاملة صحّية ماهرة ومتخصصة مزودة بما يلزم من دعم وحوافز؛ ووضع آليات تمويل تمكن من تقديم رعاية جيّدة وتشجع على تقديمها؛ وإقامة نظم معلومات تتولى رصد الجودة باستمرار واستخلاص العبر اللازمة للتحفيز على تقديم رعاية أفضل؛ وإتاحة أدوية وأجهزة وتكنولوجيات طبية مأمونة ومنظّمة كما ينبغي؛ ومرافق رعاية صحّية يسهل الوصول إليها ومجهزة جيّداً بما يلزم من معدات. 

نهج الرعاية الصحّية الأولية المدفوع بالجودة: لا غنى عن الرعاية الصحّية الأولية لإقامة نظام صحّي عالي الجودة وتحقيق التغطية الصحّية الشاملة. ويلزم التأني في بحث هذه المسألة لضمان تمكين النظم الصحّية الموجهة صوب تقديم الرعاية الصحّية الأولية من تقديم خدمات صحّية فعّالة ومأمونة وتركز على المستفيد منها. ولا يقتصر دور الرعاية الصحّية الأولية على تحسين النوعية من منظور الناس فحسب، بل يُعزّز ثقتهم في النظام الصحّي أيضاً. 

الرصد والتقييم: يلزم قياس جودة الرعاية باستمرار لرصد التقدم المُحرز صوب تحقيق الأهداف المتعلّقة بتحسين الرعاية، وهو ما يستدعي وضع مؤشرات تتعلّق بالسياق السائد تحديداً وبيانات دقيقة ومناسبة التوقيت وعملية. ولا غنى عن بذل جهود متكاملة عالميّاً ومحلّياً لقياس الجودة بما يكفل تمكين البلدان من جمع البيانات الهامة والاستفادة منها لإحداث تحول في نظمها المعنية بتقديم الخدمات وتحسينها. كما لا يُستغنى في هذا السياق عن الدور الذي تؤديه مثلاً عمليات الإبلاغ عن الأحداث االضائرة ونظم استخلاص العبر منها

نظم الاستجابة والتعلم القائمة على البيانات: من الأهمية بمكان توثيق وتبادل الخبرات على أرض الواقع فيما يتعلّق بجودة جهود الرعاية، لأنها ضرورية لفهم حقائق النظام الصحّي ومعرفة الجهود النافعة وسواها غير النافعة. وهذه المعارف المستمدة من تجارب التنفيذ لابد من تقاسمها على الصعيد العالميّ وداخل البلدان. 

إشراك المستفيدين والمجتمعات المحلّية: لكي تحسن النظم الصحّية نوعية الرعاية التي تقدمها، يلزمها أن تصغي إلى آراء السكان الذين تقوم على خدمتهم وتتعلم من تجاربهم، لأن فهم وجهات نظر الناس يمكن أن يسهم في تكوين رؤى قيمة بشأن الأمور الهامة بالنسبة لهم. كما يؤدي الحوار القوي والمنتظم بين الحكومات وسكانها إلى تعزيز الثقة بين الطرفين لأن السكان سيشعرون أن راسمي السياسات يصغون إليهم بما يلبي احتياجاتهم ويحقق مصالحهم ويراعي وجهات نظرهم (6). 

استجابة المنظّمة 

تعمل المنظّمة مع الدول الأعضاء والشركاء لضمان تحسين نوعية الخدمات الصحّية على الصعيد الوطني وتنفيذ خطط عملية لتحسين نوعية الرعاية على الصعيدين الوطني ودون الوطني وعلى صعيد مرافق الرعاية. 

وفيما يلي ما تقوم به المنظّمة تحديداً: 

  • دعم البلدان في وضع سياسات واستراتيجيات وطنية بشأن جودة الرعاية وسلامة المرضى واستعراض تلك السياسات والاستراتيجيات وتطبيقها؛
  • العمل مع البلدان والشركاء لتعزيز جهود الرعاية الجيّدة وصونها وتوسيع نطاقها انطلاقاً من الصعيد العالميّ وانتهاءً بالصعيد المحلّي؛
  • تعزيز المبادرات المتعلّقة بسلامة المرضى للحد من إلحاق الضرر بالمرضى في إطار تقديم خدمات صحّية عالية الجودة؛
  • تعزيز القدرات في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها جنباً إلى جنب مع بذل جهود رامية إلى توفير إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحّي والنظافة الصحّية التي لا يُستغنى عنها لتقديم خدمات صحّية جيّدة؛
  • تعزيز استخدام أطر ومؤشرات بشأن قياس جودة الرعاية في البلدان، وتنمية قدرات البلدان في هذا الصدد؛
  • تقديم الدعم للبلدان في عملها بشأن إشراك المجتمعات المحلّية في تقديم خدمات صحّية جيّدة؛
  • بناء قدرات مؤسسات التدريب والعاملين في مجالي الصحّة والرعاية لتهيئة بيئة مأمونة وداعمة لتحسين الجودة وتعزيز ثقافة سلامة المرضى؛
  • تيسير التعاون والتعلم على الصعيد العالميّ داخل البلدان وفيما بينها بواسطة جماعات الممارسين التي يستضيفها مركز المنظّمة للخدمات الصحّية المتكاملة؛
  • تقديم تقارير عن التقدم المُحرز.

 

المراجع 

  1. http://nationalacademies.org/hmd/Reports/2018/crossing-global-quality-chasm-improving-health-care-worldwide.aspx
  2. Kruk ME, Gage AD, Arsenault C, Jordan K, Leslie HH, Roder-DeWan S, et al. High-quality health systems in the sustainable development goals era: time for a revolution. Lancet Glob Health. 2018 Nov;6(11):e1196–252. https://doi.org/10.1016/S2214-109X(18)30386-3
  3. OECD (2025), Does Healthcare Deliver?: Results from the Patient-Reported Indicator Surveys (PaRIS), OECD Publishing, Paris, https://doi.org/10.1787/c8af05a5-en.
  4. OECD (2022). The economics of patient safety: From analysis to action. OECD Publishing, Paris, https://dx.doi.org/10.1787/761f2da8-en.
  5. Ghebreyesus TA. How could health care be anything other than high quality? Lancet Glob Health. 2018 Nov;6(11):e1140–1. Available from: https://www.thelancet.com/journals/langlo/article/PIIS2214-109X%2818%2930394-2/fulltext
  6. The People’s Voice Survey on Health System Performance. The Lancet Global Health series 2023. Vol 12, No 1.