حقائق رئيسية
- داء القلب الروماتيزمي من أكثر أمراض القلب شيوعاً بين من تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
- يصيب داء القلب الروماتيزمي، بحسب التقديرات، نحو 55 مليون شخص في كل أنحاء العالم ويحصد سنوياً أرواح 000 360 شخص تقريباً - غالبيتهم العظمى في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل.
- ينجم المرض عن تلف صمامات القلب بسبب نوبة واحدة أو عدة نوبات من الحمى الروماتيزمية، وهو رد فعل التهابي مناعي ذاتي لالتهاب الحلق الناجم عن المكورات العقدية من المجموعة أ (التهاب البلعوم العقدي أو التهاب الحلق العقدي).
- عادة ما يصيب الداء الناس في مرحلة الطفولة ويمكن أن يسبب الوفاة أو الإعاقة طوال العمر.
- يمكن الوقاية من داء القلب الروماتيزمي بواسطة الوقاية من التهابات المكورات العقدية من خلال معالجة مشكلة الفقر وتحسين مستويات المعيشة والسكن، أو علاج هذه الالتهابات فوراً بالمضادات الحيوية عند الإصابة بها فعلاً.
لمحة عامة
إن داء القلب الروماتيزمي مشكلة خطيرة من مشاكل الصحة العامة، ولكنه داء يمكن الوقاية منه. ويبدأ الداء بالتهاب في الحلق و/ أو التهابات جلدية تسببها بكتيريا تسمى المكورات العقدية المقيحة (المكورات العقدية من المجموعة أ) والتي يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر بالطريقة نفسها التي تنتقل بها سائر حالات عدوى السبيل التنفسي العلوي. ومن الشائع جداً الإصابة بحالات عدوى البكتيريا العقدية أثناء مرحلة الطفولة.
وتتسبب عدوى المكورات العقدية هذه لدى بعض الناس في توليد جهاز المناعة لردة فعل ضد أنسجة الجسم، بما يشمل التهاب صمامات القلب وتندبها، وهو ما يُعرف باسم الحمى الروماتيزمية. وينجم داء القلب الروماتيزمي عن التهاب صمامات القلب وتندبها بسبب الحمى الروماتيزمية.
عوامل الخطر
غالباً ما تصيب الحمى الروماتيزمية الأطفال والمراهقين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والمجتمعات المهمشة، بما فيها جماعات السكان الأصليين، وخصوصاً في المناطق التي يستشري فيها الفقر على نطاق واسع وتعاني من محدودية إتاحة الخدمات الصحية. ويتعرض الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مكتظة وسيئة الظروف المعيشية لأشد مخاطر الإصابة بالمرض.
أمّا في المناطق الموطونة بالحمى الروماتيزمية وداء القلب الروماتيزمي، فإن هذا الداء هو مرض القلب الرئيسي المُلاحظ لدى الحوامل، ممّا يتسبب في حالات مراضة ووفيات كبيرة لدى الأمهات وفي الفترة المحيطة بالولادة. وتتعرض الحوامل المصابات بالداء لخطورة جني حصائل سلبية، منها اضطراب ضربات القلب وقصور القلب بسبب زيادة كمية الدم التي تزيد الضغط المسلط على صمامات القلب. وكثيراً ما تجهل النساء أنهن مصابات بداء القلب الروماتيزمي إلى أن يحملن.
ورغم استئصال المرض في أجزاء كثيرة من العالم، فإنه ما زال منتشراً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط، ووسط آسيا وجنوبها، وجنوب المحيط الهادئ، وفيما بين المهاجرين وكبار السن في البلدان المرتفعة الدخل، ولا سيما جماعات السكان الأصليين.
علامات الداء وأعراضه
يمكن أن تشمل أعراض الحمى الروماتيزمية ما يلي:
- الحمى
- ألم المفاصل، وخاصة الركبتين والكاحلين والمرفقين والمعصمين
- آلام تنتقل بين مختلف المفاصل
- التعب
- حركات الجسم المتشنجة التي يصعب السيطرة عليها التي تسمى بالاختلاجات الروماتيزمية
- ظهور عقيدات غير مؤلمة تحت الجلد بالقرب من المفاصل و/ أو طفح جلدي يتكون من حلقات وردية مركزها شفاف (وكلاهما نادر)
- لغط القلب.
أمّا أعراض تلف صمام القلب الناجم عن داء القلب الروماتيزمي، فقد تشمل ما يلي:
- ألم أو ضيق في الصدر
- ضيق النفس
- تورم المعدة أو اليدين أو القدمين
- التعب
- ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.
علاج الداء
لا يوجد علاج لداء القلب الروماتيزمي الذي يسبب تلفاً مستديماً لصمامات القلب. وغالباً ما يلزم إخضاع المرضى المصابين بداء القلب الروماتيزمي الوخيم لعملية جراحية لاستبدال أو إصلاح الصمام التالف أو الصمامات التالفة. ورهناً بوخامة الداء، فقد يلزم أيضاً إعطاء أدوية لعلاج أعراض قصور القلب أو اضطراب ضرباته. كما قد يلزم إعطاء أدوية تخفف كثافة الدم لتقليل خطر الإصابة بالجلطات الدموية. وقد يلزم كذلك في الحالات الخطيرة من المرض إجراء عملية جراحية لإصلاح صمامات القلب أو استبدالها. وغالباً ما لا تُتاح هذه العملية في الأوساط المنخفضة الدخل، أو قد تكون مرتفعة التكاليف للغاية في حال إتاحتها إن لم تكن مشمولة بوصفها جزءاً من الخطط الصحية الوطنية، ممّا يعرض الأسر لضغوط مالية متزايدة.
الوقاية من الداء
إن الوقاية من الإصابة بالحمى الروماتيزمية استراتيجية ضرورية للوقاية من داء القلب الروماتيزمي الناجم عن هذه الحمى. ويؤمن علاج التهاب الحلق العقدي بالمضادات الحيوية المناسبة الوقاية من الحمى الروماتيزمية.
وبمجرد تشخيص حالة مريض ما على أنه مصاب بالحمى الروماتيزمية، فإن من الضروري حمايته من الإصابة بالتهابات إضافية من المكورات العقدية، لأن ذلك قد يتسبب في إصابته بنوبة أخرى من الحمى الروماتيزمية ويلحق تلفاً إضافياً بصمامات القلب. وتتمثل استراتيجية الوقاية من عدوى المكورات العقدية الإضافية في علاج المريض بالمضادات الحيوية على مدى فترة طويلة من الزمن. والبنزاثين بنسلين جي هو المضاد الحيوي الأكثر فعالية المستعمل في العلاج لغرض الوقاية من الإصابة بالتهابات أخرى، وهو يُعطى حقناً في العضل كل 3 أو 4 أسابيع على مدى عدة سنوات.
وفيما يلي الاستراتيجيات الرئيسية للوقاية من داء القلب الروماتيزمي ومكافحته والتخلص منه في البلدان الموطونة به:
- تحسين مستويات المعيشة؛
- زيادة إتاحة خدمات الفحص والرعاية المناسبة للأشخاص المصابين بحالات مشتبه فيها أو مؤكدة من التهابات المكورات العقدية والحمى الروماتيزمية/ داء القلب الروماتيزمي، وعلاج المضاعفات الناجمة عن هذا الداء بالأدوية؛
- ضمان توفير إمدادات مستمرة من المضادات الحيوية المضمونة الجودة لأغراض الوقاية الأولية والثانوية؛
- تخطيط ووضع وتنفيذ برامج مجدية بشأن الوقاية من داء القلب الروماتيزمي ومكافحته، على أن تدعم بما يلزم من جهود الرصد والترصد، بوصفها عنصراً متكامل من عناصر استجابة النظم الصحية الوطنية.
التحديات المواجهة
يمكن الوقاية من داء القلب الروماتيزمي بواسطة التدبير العلاجي الفعال لالتهاب الحلق الناجم عن المكورات العقدية؛ ولكن غالباً ما لا يُوفر العلاج في هذه المرحلة المبكرة. فقد لا يُتاح للأسر الوقت أو المال اللازم لمراجعة أحد مرافق الرعاية الصحية، أو قد لا تسعى الأسر إلى طلب الرعاية بسبب قلة وعيها بالمخاطر التي يُحتمل أن تترتب على عدم علاج التهاب الحلق العقدي. وقد يفتقر أيضاً عاملو الرعاية الصحية إلى المعرفة اللازمة لتشخيص التهاب الحلق العقدي وتدبيره علاجياً كما ينبغي. وإذا ترك التهاب الحلق دون علاج، فإنه قد يسبب الإصابة بالحمى الروماتيزمية لاحقاً.
ويوجد حالياً نسبة كبيرة من المصابين بداء القلب الروماتيزمي غير المشخصة حالتهم أو المشخصة حالتهم في مرحلة متأخرة يكون فيها الداء قد ألحق ضرراً جسيماً جداً بالقلب. ويظل الداء السبب الرئيسي لمعاناة الأمهات من مضاعفات أمراض القلب أثناء الحمل. وتقل أو تنعدم إمكانية إتاحة العمليات الجراحية لصمامات القلب المنقذة للأرواح في بلدان كثيرة موطونة بداء القلب الروماتيزمي. وتتطلب التدابير الرامية إلى وقف مراحل تطور داء القلب الروماتيزمي الوخيم علاجات طويلة الأمد ونظاماً صحياً جيد الأداء لتقديم هذه الخدمة. وإضافة إلى ذلك، ونظراً لطول أمد العلاج، فإن مراجعة المرضى لأحد مرافق الرعاية الصحية بانتظام يمكن أن تكون مكلفة وصعبة، ناهيك عن أن بعض المرضى قد يتجنب أخذ حقن العلاج بسبب شعوره بالضيق أو الخوف من التعرض لأحداث ضائرة.
ويعد توفير إمدادات مستمرة من علاج البنزاثين بنسلين جي شرطاً أساسياً مسبقاً لعلاج التهاب الحلق والوقاية من العدوى الناكسة. ولكن هذا المضاد الحيوي عرضة للنقص على الصعيد العالمي، بعد أن اضطرت بعض الشركات المصنعة إلى الخروج من الأسواق بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع وانخفاض أسعار الشراء في وقت يشهد ارتفاعاً في الطلب على الدواء. لتتعطل نظم العلاج الطويلة الأمد والضرورية بفعل عدم إتاحة الدواء في الصيدليات.
ومن شأن الاستثمار في توفير إمدادات مأمونة من دواء البنزاثين بنسلين جي المضمون الجودة أن يحول دون تعرضه للنقص بشكل متكرر على الصعيد العالمي ويسهم في تعزيز الجهود العالمية الرامية إلى زيادة إتاحة الأدوية الأساسية المضمونة الجودة والمأمونة والفعالة والميسورة التكلفة في إطار تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
استجابة المنظمة
كانت جمعية الصحة العالمية قد اعتمدت في عام 2018 القرار ج ص ع71-14 الذي دعا المنظمة إلى توجيه استجابة عالمية منسقة لداء القلب الروماتيزمي والحمى الروماتيزمية. وبناءً على ذاك القرار، نشرت المنظمة في عام 2024 المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من الحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية وتشخيصها (بالإنكليزية). وبالإضافة إلى ذلك، تعاونت المكاتب الإقليمية التابعة للمنظمة مع الدول الأعضاء في وضع خطط عمل لتنفيذ هذه التدخلات لأجل الوقاية من داء القلب الروماتيزمي ورعاية المصابين به بالفعل في إطار الاستفادة من مجموعة التدخلات الأساسية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لعلاج الأمراض غير السارية (بالإنكليزية)(حزمة منظمة الصحة العالمية بشأن التدخلات الأساسية بشأن الأمراض غير السارية في إطار الرعاية الصحية الأولية) أو الحزمة المعزَّزة للتدخلات الأساسية بشأن الأمراض غير السارية (PEN-Plus)(استراتيجية إقليمية للتصدي للأمراض غير السارية الوخيمة في المرافق الصحية المخصصة للإحالة من المستوى الأول) (بالإنكليزية) في إقليم المنظمة الأفريقي.
أمّا ضمان توفير إمدادات مستمرة وجيدة من البنزاثين بنسلين، فيعدّ أيضاً أولوية رئيسية في برنامج عمل المنظمة العام الثالث عشر، وخاصة الأولوية الاستراتيجية المتعلقة بتحقيق التغطية الصحية الشاملة وإتاحة الأدوية واللقاحات والمنتجات الصحية. وزيادة على ذلك، فإن خريطة الطريق الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن إتاحة الأدوية واللقاحات والمنتجات الصحية الأخرى، 2019-2023 (بالإنكليزية)، والفريق العامل التقني التابع للمنظمة والمعني بالبنزاثين البنسلين، يعملان معاً على معالجة مشكلات عرض دواء البنزاثين بنسلين والطلب عليه في العالم وضمان توافر منتج مضمون الجودة ومأمون وفعال في الصيدليات، عند اللزوم.