WHO
© الصورة

التراخوما

18 تموز/يوليو 2025

حقائق رئيسية 

  • التراخوما مرض يصيب العين تسبّبه عدوى بكتيريا المتدثّرة الحثرية.
  • التراخوما مشكلة صحّية عامة في 32 بلداً، وهي مسؤولة عن إصابة نحو 1,9 مليون شخص بالعمى أو ضعف البصر.
  • من الصعب شفاء العمى الناجم عن التراخوما.
  • وفقاً لبيانات شهر نيسان/ أبريل 2025، يعيش 103 ملايين شخص في مناطق موطونة بالتراخوما وهم معرّضون لخطر الإصابة بالعمى بسببها.
  • تنتشر العدوى عن طريق مخالطة الأشخاص (بواسطة اليدين أو الملابس أو الفراش أو الأسطح الصلبة) وبواسطة الذباب الملامس للإفرازات المنبعثة من عيني الشخص المُصاب بالعدوى أو من أنفه. وعند التعرّض لنوبات متكررة من الإصابة بالعدوى على مدى عدة سنوات، فإن الرموش قد تنسحب إلى داخل العين. وهذا ما يسبب الألم وقد يؤدي إلى تلف دائم في القرنية.
  • في عام 2024، حصل 349 87 شخصاً على علاج جراحي في مرحلة متقدّمة من المرض، وعُولج 44,4 مليون شخص آخر بالمضادات الحيوية. وبلغت معدلات التغطية بالمضادات الحيوية على المستوى العالميّ نسبة 39% في عام 2024. 

لمحة عامة 

التراخوما هي السبب الرئيسي المعدي للإصابة بالعمى في العالم. وتنجم عن بكتيريا لا تعيش إلا داخل الخلية تُسمى المتدثّرة الحثرية. وتنتقل عدوى المرض عن طريق النقل المباشر أو غير المباشر لإفرازات عين المُصاب بالعدوى وأنفه، وخصوصاً صغار الأطفال الذين يمثلون مستودع العدوى الرئيسي، وهي إفرازات يمكن أن تنشرها أنواع معينة من الذباب. 

الأعراض وانتقال العدوى 

تشيع في المناطق الموطونة بالتراخوما الإصابة بالتراخوما (الالتهابية) النشطة في أوساط الأطفال قبل سن الدراسة، ويمكن أن تتراوح معدلات انتشارها بين 60 و90%. وتصبح العدوى أقل تواتراً وأقصر مدة مع تقدّم العمر. وعادة ما تُكتسب العدوى عند العيش على مقربة من آخرين مُصابين بعدوى المرض النشط، وتكون الأسرة الوسط الرئيسي لانتقال العدوى. وبإمكان جهاز مناعة الفرد أن يكافح نوبة واحدة من العدوى، ولكن التقاط الفرد مجدّداً للكائن الحي المسبّب للمرض أمر متواتر الحدوث في المجتمعات الموطونة بالمرض. 

وبعد سنوات من تكرار الإصابة بالعدوى، يمكن أن يتندب الجفن من الداخل بشدّة (تندب الملتحمة التراخومي) إلى درجة انقلابه إلى الداخل وتسبّبه في احتكاك الرموش بمقلة العين (انحراف الأهداب التراخومي)، ممّا يؤدي إلى الشعور بألم مستمر وعدم تحمّل الضوء. ويمكن أن تتندب القرنية بسبب هذا التغير وغيره من التغيرات الطارئة على العين. وتؤدي هذه الحالة، إن تركت دون علاج، إلى تشكل عتامات في العين يتعذّر شفاؤها وتسبّب بالتالي ضعف البصر أو العمى. ويعتمد العمر الذي يُصاب فيه الفرد بهذه الحالة على عدة عوامل منها معدل كثافة انتقال العدوى محلّياً. ويمكن في المجتمعات المحلية الموطونة بالمرض بشدّة أن يُصاب الفرد بهذه الحالة في مرحلة الطفولة، وإن كانت الإصابة بضعف البصر بين سن 30 و40 عاماً أكثر شيوعاً. 

ويتسبّب ضعف البصر أو العمى في تفاقم المعاناة الحياتية لدى المتضررين به من الأفراد وأسرهم الذين هم عادةً من بين أفقر الفقراء فعلاً. وتُصاب النساء بالعمى أكثر من الرجال بمعدل 4 أمثال بسبب مخالطتهن اللصيقة على الأرجح للأطفال المُصابين بعدوى المرض وما يترتب على ذلك من زيادة وتيرة نوبات العدوى. 

وفيما يلي عوامل الخطر البيئية المرتبطة بزيادة معدل كثافة انتقال المتدثّرة الحثرية:

  • قصور شروط النظافة الشخصية
  • ازدحام الأسرة بالأفراد
  • قصور إتاحة المياه
  • قصور إتاحة مرافق الصرف الصحّي والاستفادة منها. 

التوزيع الجغرافي للمرض 

تتوطن التراخوما بشدة أكثر المناطق فقراً ومعظم المناطق الريفية من أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط. 

وهذا المرض مسؤول عن إصابة نحو 1,9 مليون شخص بالعمى أو ضعف البصر، وهو يتسبّب في نسبة 1,4% من إجمالي حالات العمى في أنحاء العالم بأسره. 

وعموماً، تظل أفريقيا القارة الأكثر تضرراً بالمرض والتي تبذل فيها جهود المكافحة الأكثر كثافة. وحتى يوم 18 تموز/ يوليو 2025، أكدت المنظّمة تخلص 25 بلدا من التراخوما بوصفها مشكلة من مشاكل الصحّة العامة، وهذه البلدان هي- بنن وبوروندي وكمبوديا والصين وغامبيا وجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وغانا والهند والعراق وملاوي ومالي وموريتانيا والمكسيك والمغرب وميانمار ونيبال وعمان وباكستان وبابوا غينيا الجديدة والمملكة العربية السعودية والسنغال وتوغو وفانواتو وفيتنام. 

الأثر الاقتصادي 

إن عبء التراخوما هائل على الأفراد المُصابين بها والمجتمعات المحلية. وتُقدّر التكلفة الاقتصادية من حيث خسارة الإنتاجية المتكبدة بسبب العمى وضعف البصر بما يتراوح بين 2,9 و5,3 مليار دولار أمريكي سنوياً، وترتفع هذه التكلفة إلى 8 مليارات دولار أمريكي عند إدراج انحراف الأهداب. 

الوقاية من المرض ومكافحته 

تُنفّذ برامج التخلّص من المرض في البلدان الموطونة به باتباع استراتيجية SAFE التي توصي بها المنظّمة، والمؤلفة ممّا يلي: 

  • الجراحة لعلاج مرحلة المرض المسبّبة للعمى (انحراف الأهداب التراخومي)؛
  • إعطاء المضادات الحيوية لمكافحة العدوى، وخاصة إعطاء الأدوية الجموعي بالمضاد الحيوي أزيثروميسين الذي تبرعت بها الشركة المصنعة لبرامج التخلّص من المرض من خلال المبادرة الدولية لمكافحة التراخوما؛
  • صون نظافة الوجه؛
  • تحسين البيئة، ولاسيما تحسين إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحّي. 

وتعكف معظم البلدان الموطونة بالمرض على تسريع وتيرة تنفيذ هذه الاستراتيجية لتحقيق أهداف التخلّص من المرض. 

وتظهر البيانات التي أبلغت بها الدول الأعضاء المنظّمة في عام 2024 أن 349 87 شخصاً مُصاباً بانحراف الأهداب التراخومي خضعوا لجراحة تصحيحية في ذلك العام، وأن 44,4 مليون شخص آخر في المجتمعات المحلية الموطونة بالمرض عُولجوا بالمضادات الحيوية للتخلّص من التراخوما. 

ويلزم مواصلة جهود التخلّص من المرض لضمان بلوغ الغاية المحدّدة في قرار جمعية الصحّة العالميّة
ج ص ع51-11، وهي التخلّص من التراخوما المسبّبة للعمى بوصفها مشكلة من مشاكل الصحّة العامة (1). ومن الضروري تحديداً أن تشارك في ذلك عدّة جهات فاعلة معنية بالمياه والصرف الصحّي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. 

استجابة المنظّمة 

اعتمدت المنظّمة استراتيجية SAFE في عام 1993. وتتمثل ولاية المنظمة في الاضطلاع بدور القيادة وتنسيق الجهود الدولية الرامية إلى التخلّص من التراخوما بوصفها مشكلة من مشاكل الصحّة العامة، وتقديم تقرير عن التقدّم المُحرز في بلوغ تلك الغاية. 

وفي عام 1996، أطلقت المنظّمة تحالفها من أجل التخلّص من التراخوما في العالم بحلول عام 2020. وهذا التحالف هو عبارة عن شراكة تدعم تنفيذ الدول الأعضاء لاستراتيجية SAFE وتعزيز القدرات الوطنية من خلال إجراء مسوح وبائية، والاضطلاع بالرصد، والترصّد، وتقييم المشاريع، وحشد الموارد اللازمة. 

وقد اعتمدت جمعية الصحّة العالميّة القرار ج ص ع51-11 في عام 1998، الذي يستهدف التخلّص من التراخوما المسبّبة للعمى على المستوى العالميّ بوصفها مشكلة من مشاكل الصحّة العامة، علماً بأن عام 2020 كان التاريخ المستهدف لذلك. أمّا خارطة الطريق الخاصة بأمراض المناطق المدارية المهملة 2021-2030 التي أقرتها جمعية الصحّة العالميّة في عام 2020 من خلال مقررها الإجرائي 73(33)، فتحدّد عام 2030 بوصفه التاريخ المستهدف الجديد للتخلّص من المرض في العالم. 


(1) يُعرف التخلّص من التراخوما بوصفها مشكلة من مشاكل الصحّة العامة كالتالي: '1' انتشار انحراف الأهداب التراخومي "غير المعروف بالنسبة للنظام الصحّي" بنسبة <0.2% بين البالغين بعمر ≥15 عاماً (أي حالة واحدة تقريباً لكل 1000 نسمة من السكان إجمالاً)، '2' وانتشار الالتهاب التراخومي-الجريبي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و9 أعوام بنسبة <5%، واستمرار الحالة لمدة عامين على الأقل في غياب العلاج الجموعي المستمر بالمضادات الحيوية في كل واحدة من المناطق الموطونة بالمرض سابقاً؛ '3' إضافة إلى وجود نظام قادر على تحديد حالات انحراف الأهداب التراخومي وتدبيرها علاجياً باستخدام استراتيجيات محدّدة، ووجود بينات تثبت توافر الموارد المالية اللازمة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات.