هنالك الكثير من المعلومات عن الكيفية التي ينبغي أن يستجيب بها كل من الحكومات والمهنيين الصحيين والجمهور العام لجائحة مرض كوفيد-19. ولقد نشرت منظمة الصحة العالمية إرشادات ونصائح فيما يخص كل مرحلة من مراحل الاستجابة.
وأثناء الطوارئ الصحية مثل جائحة مرض كوفيد-19، يتمثل أحد أكثر أدوار المنظمة أهمية في جمع البيانات والبحوث من جميع أنحاء العالم وتقييمها، ثمّ إسداء المشورة إلى البلدان بشأن كيفية الاستجابة للطارئة.
وتعمل فرق المنظمة مع خبراء من مختلف أنحاء العالم من أجل إعداد هذه الإرشادات. ويشترك الخبراء في استعراض التقارير والدراسات والعروض المقدمة من البلدان، ويحللون الاتجاهات ويتشاورون مع مجموعات أخرى من الخبراء، ليتّفقوا بعد ذلك على أفضل نهج. وتستهدف الإرشادات صنّاع القرار الصحيين المعنيين بتكييف المعلومات مع أوضاع وسياقات بلدانهم. وتُحدّث الوثائق بمجرد ظهور معارف علمية جديدة.
ومنذ كانون الثاني/ يناير 2020، أصدرت المنظمة أكثر من 100 وثيقة بشأن مرض كوفيد-19. وما يزيد على نصف هذه الوثائق عبارة عن إرشادات تقنية مفصلة بشأن كيفية اكتشاف الحالات واختبارها، وتقديم رعاية مأمونة ومناسبة للأشخاص حسب درجة وخامة مرضهم، وتتبع المخالطين ووضعهم في الحجر الصحي، وتوقّي انتقال العدوى من شخص إلى آخر، وحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، ومساعدة المجتمعات المحلية على الاستجابة بشكل مناسب.
تزويد السكان بالمعلومات
تستخدم المنظمة العديد من المنصات من أجل إيصال الإرشادات إلى السكان، علاوة على نشرها على الإنترنت وتقاسمها عبر مختلف الشبكات مباشرة. وتوفّر موارد ومعلومات محدثة بانتظام للعاملين في القطاعات المهنية. كما ترصد فرق المنظمة وسائل التواصل الاجتماعي وتعمل مع شركات التكنولوجيا من أجل التصدي لموجات التضليل المحتملة.
وتعقد المنظمة مؤتمرات صحافية افتراضية بانتظام في مقرها الرئيسي في جنيف ومن مكاتبها الإقليمية الستة حول العالم.
وحتى تموز/ يوليو 2020، سجّل أكثر من 3,7 مليون شخص أنفسهم في منصة OpenWHO، التي تتضمن أكثر من 100 دورة إلكترونية مجانية بشأن مرض كوفيد-19 بمجموع 31 لغة، بما في ذلك دورات موجهة إلى العاملين الصحيين وغيرهم من العاملين المعنيين بالاستجابة في الخطوط الأمامية.
وفيما يلي ملخص لبعض الوثائق التي أعدتها المنظمة بشأن مرض كوفيد-19 وكيفية استخدامها.
التأهب للفاشية
تعمل المنظمة منذ سنوات عديدة مع البلدان من أجل التأهب لمواجهة جائحة عالمية، ونشرت إرشادات لمساعدة جميع البلدان على التأهب والاستعداد لمواجهة فاشيات قادمة.
وبالنسبة للبلدان التي تعاني من شح الموارد أو المعرضة لخطر إرهاق نظمها الصحية الهشة، أصدرت المنظمة إرشادات بشأن التأهب لجائحة مرض كوفيد-19 والاستجابة لها في السياقات المحدودة القدرات والإنسانية.
إنّ بناء القدرة على اكتشاف مرضى كوفيد-19 وعزلهم واختبارهم ورصد حالتهم ورعايتهم بكل أمان أمر حيوي، وقد نشرت المنظمة دليلًا عمليًا وأعدّت دورة إلكترونية يوضحان بالتفصيل كيفية إنشاء وإدارة مركز لعلاج حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة. ويتناول الدليل جميع الأمور، بدءا بالتباعد الجسدي في أماكن الانتظار إلى التهوية والاستخدام الرشيد لمعدات الوقاية الشخصية واستخدام الأسطح الشفافة الموصى به. كما نشرت المنظمة إرشادات مفصلة لمساعدة الأطباء السريريين على رعاية مرضى كوفيد-19.
العيش في ظلّ الفاشية
عرضت المنظمة إرشادات تفصيلية بشأن كيفية اكتشاف الحالات واختبارها خلال مختلف مراحل الجائحة. وبالإضافة إلى اكتشاف الحالات، يعد البحث عن المخالطين أمرًا ضروريا لتتبّع سلاسل انتقال مرض كوفيد-19 وكسرها. وتوفّر المنظمة إرشادات تقنية بشأن تتبع المخالطين توضّح فيها من هو المُخالط وتشرح كيفية التعرف على المخالطين وأفضل طريقة لرصدهم أثناء وضعهم في الحجر الصحي.
وعند تعرّض النظم الصحية للإرهاق، يشهد عدد الوفيات الناجمة عن الفاشية مباشرة والوفيات الناجمة عن الاعتلالات التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وعلاجها زيادة معتبرة. وستضطر البلدان إلى اتخاذ قرارات صعبة لإيجاد توازن بين الطلبات المتصلة بالاستجابة لمرض كوفيد-19 وطلبات مواصلة تقديم الخدمات الصحية للأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى. وقد أعدّت المنظمة إرشادات وقائمة بالإجراءات التي ينبغي للبلدان النظر فيها من أجل الاستمرار في إتاحة خدمات صحية أساسية عالية الجودة للجميع.
وعلى الرغم من أن أضرار الصحة البدنية قد تكون أكثر وضوحا من أضرار الصحة النفسية، إلا أن الجائحة العالمية قد تتسبب في آثار ضائرة فتاكة على الصحة النفسية للأشخاص أيضًا. ويقدم الكتيب بشأن خدمات الصحة النفسية أثناء جائحة مرض كوفيد-19 معلومات أساسية ويفسّر الأسباب التي تجعل استمرار خدمات الصحة النفسية عاملا حاسما لتجنب حدوث طارئة صحية عالمية ثانية. ويقدم اقتراحات من أجل مساعدة الأشخاص الذين قد يكونون في حالة معاناة، لاسيما بين الفئات السكانية الضعيفة مثل العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والسكان المسنّين.
إدارة الفاشية ودحرها
في الوقت الذي تفكر فيه بعض البلدان في تخفيف القيود، من المهم أن تحصل على جميع المعلومات اللازمة لضمان أن تتم التغييرات في السلوك بشكل مأمون وأن تُدار على نحو مناسب. وقدمت المنظمة إرشادات بشأن توقيت وكيفية تكييف تدابير الصحة العمومية والتدابير الاجتماعية الواسعة النطاق.
ونشرت المنظمة قائمة بالاعتبارات الواجب مراعاتها عند اتخاذ قرار إعادة فتح المدارس، والتي توضح الأسئلة التي ينبغي الإجابة عليها قبل أن تبت البلدان في إغلاق مرافق التعليم أو إعادة فتحها. وقد نُشرت وثيقة مماثلة بشأن التدابير الصحية المطبقة في أماكن العمل.
وبالنسبة للمراكز الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، يُتاح دليل شامل يعرض الخطوات اللازمة للتأهب والاستجابة لفاشية مرض كوفيد-19 المحتملة. ويتضمن الدليل أمثلة حقيقية لمدن في العالم أجرت التغييرات اللازمة على بنيتها التحتية تحسبًا لحدوث فاشية.
استئناف الأنشطة أثناء الفاشية وبعدها
لقد ساعد فرض قيود على التجمعات الكبيرة على الحد من انتشار الفيروس. وبينما بدأت بعض البلدان في السماح من جديد بتنظيم تجمعات، بات توخّي الحيطة يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى. وبالنسبة للجهات المنظِّمة للتجمعات الجماهيرية، فإن توصيات التخطيط الرئيسية الصادرة عن المنظمة توضح الاحتياطات وتدابير السلامة الواجب اتخاذها عند استضافة حشود كبيرة من الناس.
وبالنسبة للتجمعات الدينية على وجه التحديد، والتي تنطوي عادة على مخالطة وثيقة بين الناس، فقد نُشرت مبادئ توجيهية تتضمن توصيات بشأن ممارسات الشعائر الدينية والدفن المأمون.
وبينما تواصل المطاعم توفير الغذاء للناس، فإن سلامة الأغذية تكتسي أهمية قصوى. وقد نشرت المنظمة إرشادات بشأن سلامة الأغذية، بما في ذلك استخدام القفازات البلاستيكية وممارسة التباعد الاجتماعي وتوفير خدمة توصيل الوجبات.
ويكمن القاسم المشترك بين جميع هذه الإرشادات التقنية في ضرورة أن تتخذ الحكومات قرارات مستنيرة وأن تتواصل مع مواطنيها بشكل واضح. وفي حين أن بعض المبادئ التوجيهية تكتسي طابعا عالميا، مثل غسل اليدين والتباعد الجسدي والبقاء في المنزل عند شعور المرء بتوعك وظهور أعراض مرض كوفيد-19 عليه، فإن البعض الآخر يتطلب استجابة مصمّمة خصيصًا لسياقات محددة. وتلتزم المنظمة بتزويد صناع القرار بالمعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ أفضل القرارات في صالح شعوبهم وبالتعاون معهم.
يتم إثراء مكتبة الإرشادات التقنية كل أسبوع مع تطوّر المعرفة العلمية. وإذا طبّقت البلدان الإرشادات على نحو متسق وسليم، فإنه لن يتسنى لها تعلّم كيفية توقّي الفاشيات الحالية والاستجابة لها فحسب، بل أيضا الحصول على الأدوات اللازمة لمكافحة الطوارئ الصحية على مدى الأجيال القادمة.
تُتاح المكتبة الكاملة للوثائق التقنية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية هنا.