هذه المقالة هي الجزء الخامس من سلسلة المقالات التفسيرية عن تطوير اللقاحات وتوزيعها.
الجزء الأول ركز على كيفية عمل اللقاحات لحماية جسم الإنسان من الجراثيم الحاملة للأمراض.
الجزء الثاني ركز على مكونات اللقاحات والمراحل الثلاث للتجارب السريرية.
الجزء الثالث ركز على الخطوات المتبعة من استكمال مراحل التجارب السريرية إلى التوزيع.
الجزء الرابع ركز على مختلف أنواع اللقاحات.
تصف هذه الوثيقة الجزء التالي في مسار اللقاح أي توزيع اللقاحات النهائية المضادة لمرض كوفيد-19 على أساس عادل ومنصف.
إذ يواصل العالم مكافحة مرض كوفيد-19 بعمل مختلف الجهات معاً وتعاونها، تُطرح عدة أسئلة بشأن توزيع اللقاحات وإتاحتها لدى توافرها.
وقد بدأت المنظمة العمل على البحث عن لقاح مضاد لمرض كوفيد-19 وتطويره في شباط/ فبراير 2020 بعد إجراء مشاورات مع العديد من العلماء الدوليين والخبراء في مجال الصحة العامة.
مرفق كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي
أنشأت المنظمة مرفق كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي (مرفق كوفاكس) بالتعاون مع الجهات الشريكة في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع. ويجمع مرفق كوفاكس البلدان بصرف النظر عن مستوى دخلها لضمان شراء اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 وتوزيعها المنصف.
ويمكن أن يستغرق تطوير لقاحات ناجعة سنين. أما ضمان إتاحتها لجميع من يحتاج إليها فأمر يستغرق حتى فترة أطول. ويتبع العمل المضطلع به لتطوير لقاحات محتملة مضادة لمرض كوفيد-19 الإجراءات نفسها المتبعة فيما يخص اللقاحات الأخرى لكن بعض الخطوات تطبَّق بالتوازي لتسريع العملية نظراً إلى الحاجة الملحة إلى وقف الجائحة. وسيعجل مرفق كوفاكس هذا الإطار الزمني من خلال تمكين توظيف استثمارات مبكرة في تطوير مجموعة متنوعة من اللقاحات المرشحة؛ وتوسيع القدرة على التصنيع؛ وتسريع وتيرة إنتاج اللقاحات قبل عملية الترخيص حتى يتسنى توزيع اللقاحات دون تأخير بعد أن تثبت مأمونيتها ونجاعتها.
الأهداف الأساسية
تقترح المنظمة، بوصفها الجهة التي تقود توزيع اللقاحات في إطار مرفق كوفاكس، أن تكون حماية الأفراد والنظم الصحية إلى جانب تقليل الآثار على الاقتصادات إلى أدنى حد القوة الدافعة لتوزيع المنتجات الصحية المضادة لمرض كوفيد-19 على مختلف البلدان.
وقد أُنشئت مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 لزيادة سرعة احتواء جائحة كوفيد-19 وتعزيز الكفاءة في احتوائها بضمان تقاسم وسائل التشخيص واللقاحات والعلاجات الناجحة بإنصاف بين جميع البلدان.
وتحقيقاً لهذا الهدف من الأساسي تصميم إطار توزيع عادل وتنفيذه.
ويكتسي التوزيع المنصف أهمية خاصة في مجال اللقاحات التي يمكن أن تساعد على وقف مرحلة الجائحة الحادة وتسمح بإعادة بناء مجتمعاتنا واقتصاداتنا إذا استُخدمت استخداماً صحيحاً ومنصفاً.
ويقدم إطار القيم بشأن توزيع لقاحات كوفيد-19 وتحديد أولوياتها إرشادات عالمية رفيعة المستوى بشأن القيم والاعتبارات الأخلاقية المتصلة بتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بين البلدان، وكذلك إرشادات وطنية بشأن تحديد أولوية الحصول على اللقاحات بين المجموعات السكانية داخل البلدان عندما تكون الإمدادات محدودة.
المجموعات ذات الأولوية
بينما تظل الموارد شحيحة، سيتعين على برامج التمنيع أن تمنح الأولوية لبعض المجموعات السكانية على غيرها من المجموعات قبل أن يوسَّع تدريجياً نطاق التوزيع على جميع المجموعات السكانية. وعند توافر لقاح مضاد لكوفيد-19، من المهم أن تحصل عليه المجموعات ذات الأولوية في المقام الأول للحد من الأمراض الوخيمة والوفيات وحماية النظم الصحية.
وينبغي أن يستند تعريف المجموعات ذات الأولوية إلى التحليل الأكثر شمولاً للبيّنات، بما في ذلك أوجه الاختلاف بين السياقات الجغرافية والاجتماعية المتنوعة.
وهذه المجموعات ذات الأولوية وفقاً لما حدده فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع والتابع للمنظمة هي في الوقت الحالي التالية:
- العاملون في الخطوط الأمامية في مرافق الرعاية الصحية والاجتماعية
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة
- الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 سنة ويعانون من اعتلالات صحية كامنة تجعلهم أكثر تعرضاً لخطر الوفاة
المرحلة الأولى
ستحصل البلدان الأعضاء في مرفق كوفاكس على كمية كافية من اللقاحات لتمنيع المجموعات السكانية ذات الأولوية فيها. وفي مرحلة التوزيع الأولى، ستتاح الجرعات اللقاحية للبلدان المشاركة في الوقت نفسه حتى تمكّن من تغطية حوالي 20% من سكان كل بلد. وستتكوّن المجموعة الأولى ذات الأولوية من العاملين في الخطوط الأمامية في مرافق الرعاية الصحية والاجتماعية في معظم البلدان.
وإذ تختار المنظمة منح الأولوية في المقام الأول للعاملين الصحيين (مما يمثل 3% من السكان أو أقل في معظم البلدان)، تود ضمان أن تلبي الكميات احتياجات النظم الصحية المزودة بالموارد الكافية دون معاقبة البلدان التي تكون لديها نسبة أقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية. وستلي حصص إضافية تدريجياً لدى توافر المزيد من الإمدادات حتى تحصل نسبة 20% من السكان على المستوى الوطني على التغطية اللقاحية في جميع البلدان المشاركة. وبالنسبة إلى 92 بلداً من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تعتمد تغطية 20% من السكان على جمع الأموال لدعم الالتزام المسبق بسوق اللقاحات لمرفق كوفاكس COVAX AMC، وهي آلية التمويل التي ستدعم مشاركة هذه البدان في مرفق كوفاكس.
المرحلة الثانية
بعد حصول البلدان على جرعات كافية لتغطية 20% من السكان، ستتاح جرعات إضافية حسب التمويل. وفي هذه المرحلة الثانية، ستحدَّد وتيرة حصول البلدان على جرعات لقاحية إضافية بناء على تقييم للمخاطر التي تتعرض لها هذه البلدان في أي وقت محدد إذا بقيت هناك قيود كبيرة على العرض. وستستند الاعتبارات إلى تقييم الخطر (تقييم التأثير المحتمل لكوفيد-19 في بلد ما باستخدام البيانات الوبائية) والضعف (تقييم ضعف البلد بناء على النظم الصحية والعوامل السكانية).

وبناء على هذه المعايير، سيحدد التحليل البلدان الأكثر تعرضاً للخطر التي ستتلقى اللقاحات بوتيرة أسرع من البلدان التي تعتبر أقل تعرضاً للخطر. وستولى عناية خاصة للبلدان التي قد تشهد فجأة فاشيات كبرى أو كوارث وطنية خلال عملية التوزيع.
الأوضاع الإنسانية
إضافة إلى توزيع اللقاحات في المرحلتين الأولى والثانية، يُقترح الاحتفاظ ببعض الجرعات اللقاحية كجزء من "احتياطي إنساني". وسيخزَّن احتياطي صغير تصل نسبته إلى 5% من مجموع عدد الجرعات المتاحة كآلية دعم تُستخدم كمورّد الملاذ الأخير في حال/عند فشل العمليات الوطنية التي تقودها الحكومة في الوصول إلى بعض المجموعات السكانية. وعلى سبيل المثال يمكن تغطية المجموعات السكانية المقيمة خارج المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والأشخاص العاملين داخل هذه السياقات عن طريق الاحتياطي الإنساني عند اللزوم.
وتشجَّع الحكومات والدول على إدماج جميع الأفراد والسكان المعرضين لخطر شديد وفقاً لتوصيات فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع والتابع للمنظمة بصرف النظر عن مكان إقامتهم ووضعهم القانوني، بمن فيهم السكان المشردون داخلياً واللاجئون والمهاجرون والمحتجزون.
شفافية التوزيع والاستخدام
تعترف أمانة المنظمة بحق كل بلد في أن يقرر كيفية استخدام اللقاح داخل أراضيه لكنها تشجع البلدان على مراعاة التوصيات بشأن المجموعات المستهدفة الصادرة عن لجنة فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع والتابع للمنظمة والاتسام بالشفافية في عملياتها لاتخاذ القرارات وفي الاستخدام النهائي للقاح.
فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع
فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي هو الفريق الاستشاري الرئيسي المعني باللقاحات والتمنيع في المنظمة. وخلال تطوير اللقاحات المرشحة المضادة لكوفيد-19 وإنتاجها وتوزيعها، يقدم فريق الخبراء الاستشاري مشورة الخبراء المستقلين وتوصياتهم بشأن أفضل السبل لتوزيع لقاح معتمد على نحو آمن ومنصف.
وقد اتحد العالم في مكافحة كوفيد-19. ويجب علينا أن نواصل العمل معاً لضمان حماية جميع الأشخاص وسلامتهم.