بينما يتواصل انتشار مرض كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، يشجَّع الناس في جميع البلدان على اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من انتقال العدوى تشمل تدابير البقاء في المنزل والتباعد بين الأشخاص في عدة بلدان. على أن الجائحة لا تزيل الأمراض الأخرى وآثارها. وإذ تتقلص عدة خدمات بما فيها بعض الخدمات الصحية، يتنامى خطر ظهور المزيد من فاشيات الأمراض المعدية. وقد يسفر تعطيل خدمات الرعاية الصحية نتيجة لجائحة كوفيد-19 عن عواقب وخيمة على معدلات وفيات الأطفال.
ويعيش 80 مليون طفل دون السنة الأولى من العمر في عام 2020 في بلد بلّغ عن وجود اختلال في برنامج التمنيع يُعزى أساساً إلى الفرص المحدودة للوصول إلى المراكز الصحية وقلة توافر معدات الوقاية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية والخوف من الإصابة بمرض كوفيد-19. وتساعد المنظمة البلدان على الموازنة بين الخطر الذي يمثله مرض كوفيد-19 والخطر الذي تشكله فاشيات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والوفيات التي قد تنجم عنها. وتتيح المعارف والمساعدة لبرامج التمنيع في جميع أرجاء العالم في إطار وضع سريع التطور، بفضل إصدار إرشادات عالمية وإقليمية ومن خلال تيسير توفير الإمدادات الصحية الأساسية.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الجهود التي تبذلها البلدان لتحقيق تغطية تطعيمية عالية أو الحفاظ عليها في سياق الجائحة العالمية.
اضطرت إيطاليا، وهي في عداد البلدان الأشد تضرراً من جائحة كوفيد-19، إلى إعادة تحديد مهام عدد كبير من موظفيها العاملين في مجال الرعاية الصحية عندما بدأ عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 يرتفع في أواخر شباط/فبراير 2020. وعلى الرغم من ذلك، واصلت أقاليم البلد ومقاطعاته قدر الإمكان تطعيم الأطفال في إطار الخدمات الصحية الأساسية، بمنح الأولوية للجرعات اللقاحية الأولية وضمان التقيّد بتدابير صارمة للوقاية من العدوى ومكافحتها مثل تحديد المواعيد والتباعد بين الأشخاص في غرف الانتظار. وشددت السلطات أيضاً على أهمية تسجيل الأطفال الذين لم يحصلوا على جرعاتهم اللقاحية الروتينية ومنحهم الأولوية ما إن تتاح الخدمات مجدداً.
وفي سورية، دعمت المنظمة واليونيسف حملة تمنيعية وطنية شُنّت لمدة خمسة أيام في شهر حزيران/يونيو لسد الفجوات في تطعيم الأطفال. وطعّم العاملون الصحيون أثناء الحملة بالاعتماد على التدابير المتخذة للوقاية من العدوى ومكافحتها أكثر من 100 210 طفل واستعرضوا الوضع التطعيمي لما مجموعه 000 900 طفل لتحديد اللقاحات التي ما زالوا يحتاجون إليها.
ونظمت بوركينا فاسو أيضاً أنشطة للتطعيم الجماعي في شهر تموز/يوليو في إطار حملة للتمنيع ضد شلل الأطفال دامت 4 أيام. وطُعّم 304 174 أشخاص ضد شلل الأطفال في منطقتين من إقليم الوسط الشرقي للبلد، تمشياً مع المبادئ التوجيهية للمنظمة ومع مراعاة تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها.

الصورة: WHO Burkina Faso

الصورة: WHO/Yoshi Shimizu
وبعد مضي أشهر على العمل الصامد الذي اضطلعت به الأفرقة المعنية بالتوعية التي واصلت برامج التمنيع بكل أمان أثناء الجائحة، سجلت كمبوديا في أيار/مايو 2020 عدداً من حالات الإصابة بالحصبة أقل من العدد المسجل في أي شهر من الأشهر السابقة.
وفي إطار التحديات المواجهة لاستئناف خدمات التمنيع هناك أخبار مشجعة من ملديف وسري لانكا. فقد تم التحقق من القضاء على الحصبة الألمانية التي تعتبر مرضاً يمكن الوقاية منه باللقاحات في مستهل شهر تموز/يوليو في هذين البلدين اللذين أصبحا أول بلدين في إقليم المنظمة لجنوب شرق آسيا يقضيان على الحصبة الألمانية والحصبة على حد سواء قبل الغاية المحددة لعام 2023.
وتبذل بلدان إقليم جنوب شرق آسيا جهوداً منسقة لاستئناف برامج التمنيع المعطّلة باتخاذ تدابير احتياطية. وقد وُضعت خطط عمل وطنية بشأن مواصلة خدمات التمنيع في سياق ديناميات انتقال العدوى بمرض كوفيد-19 في جميع بلدان الإقليم.
وفي سري لانكا، مدّدت العيادات الصحية ساعات العمل كوسيلة للامتثال لتدابير التباعد بين الأشخاص وحدّت من عدد الأطفال المستفيدين من خدماتها كل ساعة. وأوصي العاملون الصحيون بتطعيم جميع أطفال أسرة ممن يحتاجون إلى اللقاحات خلال زيارة واحدة إن أمكن الأمر وبإعطاء جرعات تداركية من لقاحات متعددة لكل طفل حسب التوصيات الخاصة باللقاح المعني.
الصورة: WHO Bangladesh
وفي مخيمات الروهينغيا في بنغلاديش وهي من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم إذ يعيش فيها أكثر من 000 850 شخص في ظروف اكتظاظ شديد، تُعتبر مواصلة توفير الخدمات الصحية الحاسمة للسكان الضعفاء أولية من الأولويات. وتنقَّح استراتيجية التمنيع في المخيمات دورياً لضمان إمكانية استمرار التطعيم على الرغم من التحديات الجديدة المواجهة للوقاية من فاشيات أمراض سارية أخرى.
واستؤنفت الحملة التطعيمية الجماعية ضد الحصبة والحصبة الألمانية في نيبال في شهر حزيران/يونيو باتخاذ تدابير الوقاية من العدوى بعد أن أُوقفت في منتصف شهر نيسان/أبريل.
ويواجه العالم جائحة. وإذ تواصل البلدان إعطاء اللقاحات أينما أمكن وبكل أمان، تتخذ تدابير ابتكارية للحيلولة دون إلقاء عبء إضافي على عاتق الأسر والنُظم الصحية يمكن أن تسببه فاشيات أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات.