كيف تُطوَّر وتُنتَج اللقاحات؟

25 شباط/فبراير 2025

 

تعلَّم المزيد عن اللقاحات - من كيفية عملها إلى كيفية تصنيعها - في سلسلة "تفسير اللقاحات" الصادرة عن المنظمة. 

كيف تُطوَّر وتُنتَج اللقاحات؟ 

يُطوَّر لقاحٌ ما استناداً إلى احتياجات الصحة العامة، سواء للوقاية من مرض جديد ناشئ أو لتحسين اللقاحات الحالية. وتمر عملية تطوير اللقاح بمراحل عديدة، تشمل التعاون الوثيق بين الباحثين الأكاديميين ومؤسسات الصحة العامة والهيئات التنظيمية وشركات المستحضرات الصيدلانية. 

وكما هو الحال بالنسبة إلى جميع الأدوية، يجب أن يخضع كل لقاح لاختبارات مكثّفة وصارمة لضمان مأمونيته قبل بدء استخدامه في برنامج التطعيم لبلد ما. ويُستخدم معظم اللقاحات منذ عقود وتُعطى بأمان لملايين الأشخاص سنوياً.  

المرحلة قبل السريرية 

يجب أن يخضع كل لقاح قيد التطوير في المقام الأول لعمليات فحص وتقييم ترمي إلى تحديد المستضد الذي ينبغي استخدامه لتوليد الاستجابة المناعية. وتنفَّذ هذه المرحلة قبل السريرية دون اختبار على الإنسان. ويُختبر اللقاح التجريبي أولاً على الحيوانات لتقييم مأمونيته وقدرته على الوقاية من المرض.

المرحلة قبل السريرية 

يجب أن يخضع كل لقاح قيد التطوير في المقام الأول لعمليات فحص وتقييم ترمي إلى تحديد المستضد الذي ينبغي استخدامه لتوليد الاستجابة المناعية. وتنفَّذ هذه المرحلة قبل السريرية دون اختبار على الإنسان. ويُختبر اللقاح التجريبي أولاً على الحيوانات لتقييم مأمونيته وقدرته على الوقاية من المرض. وإذا ولّد اللقاح الاستجابة المناعية المنشودة، فإنه يُختبر بعد ذلك في إطار تجارب سريرية بشرية على ثلاث مراحل. 

Topic Two CIinical Trials_Static 29 Oct

المرحلة 1 

يُعطى اللقاح لعدد صغير من المتطوعين لتقييم مأمونيته وتأكيد توليده للاستجابة المناعية وتحديد الجرعة المناسبة. وعموماً، تُختبر اللقاحات في هذه المرحلة لدى متطوعين من الشباب البالغين والمتمتعين بصحة جيدة. 

المرحلة 2 

يُعطى اللقاح بعد ذلك لعدة مئات من المتطوعين لمواصلة تقييم مأمونيته وقدرته على توليد الاستجابة المناعية. ويتمتع المشاركون في هذه المرحلة من الاختبار بخصائص مماثلة (مثل السن والجنس) لخصائص الأشخاص الذين يستهدفهم اللقاح. 

وتُجرى عادة تجارب متعددة في هذه المرحلة لتقييم مختلف الفئات العمرية ومختلف تركيبات اللقاح. وتُدرج عادة مجموعة من الأشخاص غير المطعمين باللقاح في هذه المرحلة كمجموعة للمقارنة من أجل تحديد ما إذا كانت التغييرات الطارئة في مجموعة الأشخاص المطعمين تعزى إلى اللقاح أو ما إذا حدثت بالصدفة.  

المرحلة 3 

يُعطى اللقاح في هذه المرحلة لآلاف المتطوعين، ويُقارن بمجموعة مماثلة من الأشخاص الذين لم يطعَّموا باللقاح لكنهم تلقوا منتجاً مستخدماً كأساس للمقارنة، لتحديد مدى نجاعة اللقاح ضد المرض الذي يستهدف الوقاية منه ولدراسة مأمونيته لدى مجموعة أكبر بكثير من الأشخاص.  

وتُجرى التجارب في ظل المرحلة الثالثة في معظم الأحيان على نطاق عدة بلدان وعدة مواقع داخل بلد معين لضمان انطباق نتائج أداء اللقاح على عدة فئات سكانية مختلفة.  

وأثناء التجارب التي تُجرى في المرحلتين الثانية والثالثة، تُخفى على المتطوعين والعلماء الذين يجرون الدراسة المعلومات عن أي المتطوعين تلقى اللقاح قيد الاختبار أو المنتج المستخدم كأساس للمقارنة. ويُسمى هذا التدبير "التعمية" وهو تدبير ضروري لضمان عدم تأثر المتطوعين والعلماء في تقييمهم للمأمونية أو النجاعة بمعرفة من تلقى أي منتج.  

وبعد انتهاء التجربة والحصول على جميع النتائج، تُكشف للمتطوعين والعلماء الذين أجروا التجربة المعلومات عن هوية من تلقى اللقاح ومن تلقى المنتج المستخدم كأساس للمقارنة. 

وعندما تتوافر نتائج جميع هذه التجارب السريرية، يلزم اتخاذ سلسلة من الخطوات، بما فيها إجراء عمليات لاستعراض النجاعة والمأمونية من أجل الحصول على الموافقة التنظيمية وموافقة سياسات الصحة العامة. ويستعرض المسؤولون في كل بلد عن كثب بيانات الدراسة ويقررون التصريح أو عدم التصريح باستخدام اللقاح.  

كيفية الموافقة على اللقاحات بغرض إنتاجها

بعد اكتمال خضوع اللقاح للتجارب السريرية، يجب أن يُقيَّم من قِبل الهيئة التنظيمية المعنية من أجل التأكّد من أنه يستوفي معايير الجودة والمأمونية والفعالية. وبعد حصول اللقاح على الموافقة، يمكن للمصنِّعين أن يقدموا طلباً لإجراء اختبار المنظمة المسبق للصلاحية عليه، وهي عملية تقييم للقاح من أجل ضمان استيفائه للمعايير العالمية.  

وخلال الطوارئ الصحية العالمية مثل الجوائح، يمكن اللجوء إلى إجراء المنظمة للإذن بالاستعمال في حالات الطوارئ (بروتوكول الاستعمالات الطارئة) من أجل تسريع وتيرة إتاحة اللقاحات الحيوية، مع الإبقاء على عمليات الفحص الصارمة للتحقق من المأمونية. وبروتوكول الاستعمالات الطارئة عملية سريعة ولكنها صارمة، وتساعد على ضمان وصول اللقاحات إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن، على أساس زمني محدود، واستناداً إلى تقييم المخاطر مقابل الفوائد.  

ويساعد اختبار المنظمة المسبق للصلاحية/ بروتوكول المنظمة للاستعمالات الطارئة الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية المعنية بالمشتريات على تحديد ما إذا كان اللقاح ملائماً للاستعمال في إطار برامج التمنيع. 

لقاحات كوفيد-19: كيف تم تسريع وتيرة تطويرها 

عادةً ما تعمل الشركات بشكل مستقل على إكمال خطط التطوير السريري للقاحات. وبمجرد أن يحصل اللقاح على التصريح، يبدأ التوسّع في تصنيعه. ويمكن أن تستغرق العملية، من التجارب قبل السريرية إلى مرحلة التصنيع، أكثر من عقد من الزمن.  

غير أنّه في الحالات الطارئة مثل جائحة كوفيد-19، يُمكن تسريع وتيرة تطوير اللقاحات دون المساس بجودتها ومأمونيتها. وفيما يخص لقاحات كوفيد-19، عمل الباحثون والمطوّرون على عدة مراحل مختلفة بالتوازي، مدعومين في ذلك بالتزامات مالية وسياسية غير مسبوقة. وقد أتاح ذلك تسريع وتيرة عملية التطوير، مع الإبقاء في الوقت نفسه على مراقبة تنظيمية صارمة.

كيفية تخزين اللقاحات

بمجرد أن يُصنع اللقاح بكميات كبيرة، يُعبّأ في قنينات زجاجية أو محاقن مملوءة مسبقًا أو أمبولات، ثم يغلَّف بعناية لتخزينه ونقله في ظروف باردة مأمونة.  ويجب أن تكون عبوات اللقاح قادرة على تحمُّل درجات الحرارة القصوى، فضلاً عن المخاطر التي ينطوي عليها النقل على نطاق عالمي. ولذلك، فإن قنينات اللقاح تُصنَع عادةً من الزجاج، نظراً لمتانة هذه المادة وقدرتها على الحفاظ على سلامة اللقاح في درجات الحرارة القصوى. 

كيفية تخزين اللقاحات 

عندما يكون اللقاح شديد السخونة أو البرودة، يصبح أقل فعالية بل وحتى عديم المفعول. وإذا تم تخزين اللقاحات في درجة حرارة غير صحيحة، فإنها يمكن أن تفسد أو تكون غير مأمونة للاستخدام. وتتطلب معظم اللقاحات تخزيناً مبرّداً عند درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية. وتتطلب بعض اللقاحات درجات حرارة باردة تصل إلى -20 درجة مئوية. وبعض اللقاحات الأحدث تحتاج إلى أن تبقى باردة جدا عند درجة حرارة تصل إلى -80 درجة مئوية. وبالنسبة للقاحات المجمّدة، يمكن تخزين بعضها بأمان لفترة محدودة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية.ولا يمكن للثلاجات العادية الحفاظ على درجة حرارة متساوية باستمرار، لذلك هناك حاجة إلى ثلاجات طبية متخصصة لهذه المنتجات الثمينة، على أن تُراقب درجة حرارتها بانتظام أو باستمرار. 

كيفية شحن اللقاحات 

للحفاظ على هذه السلسلة الباردة، تُشحن اللقاحات باستخدام معدات متخصصة لا تمسّ سلامة المنتَج. وبمجرد أن تصل الشحنات إلى بلد المقصد، تنقل الشاحنات المبرّدة اللقاحات من المطار إلى غرفة التبريد في المستودع. ومن هناك، تُستخدَم صناديق الثلج المحمولة لنقل اللقاحات من الغرفة الباردة إلى المراكز الإقليمية حيث تُخزن في ثلاجات. وإذا تم التطعيم خارج المرفق الإقليمي، فإن الخطوة الأخيرة تتطلب في كثير من الأحيان صناديق ثلج محمولة لنقل البضائع إلى المناطق المحلية من أجل القيام بحملات التطعيم.   

وقد ابتكرت التقنيات الجديدة بعض الأجهزة المحمولة التي يمكن أن تُبقي اللقاحات عند درجة حرارتها الباردة لعدة أيام دون الحاجة إلى كهرباء. 

مراقبة الجودة

يجب أن تثبت مأمونية اللقاح ونجاعته لدى شريحة واسعة من السكان قبل الموافقة عليه وبدء استخدامه بشكل روتيني في إطار برنامج وطني للتمنيع. ويحدَّد مستوى عال للغاية لمعياري مأمونية اللقاحات ونجاعتها علماً أن اللقاحات تُعطى لأشخاص متمتعين بخلاف ذلك بصحة جيدة وغير مصابين بالمرض المعني تحديداً.  

وتُجرى عمليات رصد إضافية باستمرار بعد بدء استخدام اللقاح. وتوجد نظم لرصد مأمونية جميع اللقاحات ونجاعتها. ويمكّن ذلك المتخصصين في الشؤون العلمية من تتبع أثر اللقاحات ومأمونيتها حتى عند استخدامها لدى عدد كبير من الأشخاص، على مدى فترة زمنية طويلة. وتُستخدم هذه البيانات لتعديل السياسات المتعلقة باستخدام اللقاحات بهدف تحسين أثرها على وجه أمثل وتتيح أيضاً تتبع اللقاح بأمان طوال فترة استخدامه.  

وبمجرد بدء استخدام اللقاح، يجب أن يُرصد باستمرار للتأكد من أنه لا يزال مأموناً. 

وبمجرد بدء إعطاء اللقاحات، ترصد السلطات الوطنية والمنظمة باستمرار أي آثار جانبية واستجابات ضارة محتملة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح - وتحديد مدى وخامتها. وتتسم مأمونيّة اللقاح بأهمية قصوى، حيث تُجرى تقييمات منتظمة ودراسات سريرية بعد الموافقة للإفادة عن مأمونيته وفعاليته. 

وغالباً ما تُجرى دراسات لتحديد مدى استمرار الوقاية التي يوفرها لقاح معيّن.