© WHO / PAHO
On 16 March 2021 Nicaragua received 135 000 doses of COVID-19 vaccine through COVAX.
© الصورة

منظمة الصحة للبلدان الأمريكية تمهد الطريق للتطعيم ضد كوفيد-19 في الأمريكتين

18 حزيران/يونيو 2021

بعد مراكمة عقود من النجاح في توقع المتطلبات من اللقاحات ومخزوناتها وشرائها من الصندوق المتجدد، تحالفت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية مع منظمة الصحة العالمية وشركائها لتنفيذ مرفق كوفاكس في إقليم الأمريكتين. وقد طرحت جائحة كوفيد-19 تحديا غير مسبوق، وأتاح مرفق كوفاكس للدول الأعضاء في منظمة الصحة للبلدان الأمريكية أفضل وسيلة للحصول المنصف على جرعات آمنة وفعالة. ووصلت الجرعات المقدمة في مرفق كوفاكس إلى أمريكا اللاتينية في الأسبوع الأول من آذار/مارس 2021، أي بعد شهرين فقط من حصول البلدان ذات الدخل المرتفع على أول لقاح كوفيد-19 وبدء التطعيم به.

وقد تأثرت جميع البلدان بكوفيد-19، وشهدت بداية نشر اللقاح تنظيم البلدان حملات تطعيم جماعية. غير أن ذلك لم يكن أمرا جديدا على إقليم الأمريكتين.

فقد كان إقليم الأمريكتين على مدى أربعة عقود من أقاليم العالم الرائدة في التطعيم الروتيني، واعتماد اللقاحات وتنفيذ حملات التطعيم الجماعي ضد الأمراض المعدية. وما انفك الصندوق المتجدد لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية يعمل مع دوله الأعضاء - انطلاقا من مبادئ التضامن والتعاون بين بلدان الأمريكيتين، والإنصاف، والجودة والشفافية - لضمان الحصول على اللقاحات لتحقيق أهدافه المتعلقة بالتمنيع، ومساعدة بلدان الأمريكيتين على حماية الأفراد من بعض أسوأ الأمراض في العالم مثل شلل الأطفال والجدري والحصبة.

واضطلع الصندوق المتجدد بدور رئيسي في فهم الطلب على اللقاحات وجمعها والتنبؤ بها. وساهمت العلاقات التي أقيمت من خلال الصندوق المتجدد والمكاتب القطرية لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية في برامج التمنيع الوطنية التي غدت الآن جزءا لا يتجزأ من النظم الصحية في إقليم الأمريكتين، خلافا للأقاليم الأخرى.

وإقليم الأمريكتين من الأقاليم السباقة إلى اعتماد اللقاحات الجديدة، مثل اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري والفيروسة العجلية. ويعود الفضل في نجاح الإقليم إلى الالتزام السياسي الذي ما انفكت تبديه الدول الأعضاء في منظمة الصحة للبلدان الأمريكية بدعم التمنيع، وتفاني العاملين في مجال الرعاية الصحية بلا كلل وبذلهم قصارى الجهد لضمان إيصال خدمات التمنيع إلى كل شخص في كل مكان من الإقليم.

كان إقليم الأمريكتين أول إقليم في العالم ينجح في القضاء على الحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والحصبة؛ والقضاء على الجدري؛ والإعلان عن خلوه من شلل الأطفال.

ففي الفترة بين عامي 1987 و 2010، أسفرت جهود القضاء على الحصبة عن تنفيذ 157 حملة تطعيم وطنية، وتطعيم ما مجموعه 440 مليون شخص من جميع الفئات العمرية. وتعكف البلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الآن على تطعيم 100 مليون شخص بالغ وطفل سنويا ضد الإنفلونزا الموسمية. وقد اكتسب الإقليم خبرة واسعة في تطعيم البالغين وفي إعطاء الأولوية في التطعيم بلقاحات كوفيد-19 للفئات المعرضة لاحتمال الإصابة به مثل كبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وقد تضرر إقليم الأمريكتين - ولا سيما أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي - أكثر من أي إقليم آخر من كوفيد-19، إذ سجل أكثر من 1.8 مليون حالة وفاة وأكثر من 69.7 مليون حالة إصابة به بحلول حزيران/يونيو 2021. وكانت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية جهة الاتصال المرجعية لدى الدول الأعضاء في جميع المسائل المتعلقة باللقاحات، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الدول قد انضمت إلى مرفق كوفاس من خلال الصندوق المتجدد.

وهناك العديد من الخطوات التي يجب إنجازها قبل إعطاء جرعات اللقاح في أي بلد معين. وقد تعاونت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية مع الدول الأعضاء في كل خطوة من تلك الخطوات لتيسير الشفافية والكفاءة، مما مكن من إتاحة لقاحات كوفيد-19 على قدم الإنصاف ودعم البلدان في جهودها للتأهب. وغدت البلدان مستعدة لتلقي جرعات اللقاحات حال توافرها والبدء فورا في توزيعها بإنصاف.

وتتعاون منظمة الصحة للبلدان الأمريكية مع الدول الأعضاء على شراء اللقاحات بطرق شتى:

  • مساعدة البلدان في فهم متطلبات مرفق كوفاكس، ومنها المتطلبات المالية والقانونية والبرنامجية والتنظيمية، والاستعداد لتلبيتها.
  • إطلاع البلدان على المستجدات المتعلقة بديناميات السوق والتوقعات المالية لتقدير استثماراتها في لقاحات كوفيد-19.
  • توقع المتطلبات من اللوازم المتعلقة بإعطاء اللقاحات، مثل المحاقن والصناديق المأمونة، وتأمينها.
  • ضمان قدرة برامج التمنيع الروتينية على الاستمرار بأمان.
  • وفي الحالات التي يلزم فيها سد فجوات التمويل للحصول على جرعات لقاح كوفيد-19 في الوقت المناسب، يتعاون الصندوق المتجدد مع البلدان على تقديم قروض مالية.
  • إيصال المدفوعات إلى التحالف العالمي للقاحات والتمنيع في حالة البلدان التي تفرض قيودا إدارية.
  • استدراج العروض الدولية وإجراء المناقصات المشتركة مع اليونيسيف، ووضع اتفاقات طويلة الأجل مع الموردين لإصدار تقديرات للأسعار وأوامر الشراء والطلبات في وقت قياسي.
  • تنسيق العمليات اللوجستية الدولية في 36 بلدا في إقليم الأمريكتين ومتابعتها. 

وفي إطار الاستعدادات لنشر لقاحات كوفيد-19، استعرضت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية خطط التطعيم والنشر الوطنية في البلدان، وقدمت الملاحظات والمساعدة التقنية في مجالات مثل التخطيط والتنسيق، وسلسلة أجهزة التبريد، والتكاليف والتمويل، وتحديد الفئات المستهدفة، وتوليد الطلب والاتصالات المتعلقة بالمخاطر، واستراتيجيات التسليم، ورصد أمان اللقاحات. واستمر هذا الدعم بالتزامن مع تلقي البلدان شحنات من جرعات اللقاح وبدء نشرها.

وتشير التقديرات إلى أن إقليم الأمريكتين سيحتاج إلى تطعيم نحو مليار شخص لوقف انتشار الفيروس. وبالموازاة مع استمرار نشر مرفق كوفاكس وحصول المزيد من بلدان الإقليم على شحنات من جرعات اللقاح، ستتعاون منظمة الصحة للبلدان الأمريكية مع السلطات الصحية المحلية، لضمان حصول كل شخص قادر يرغب في التطعيم على الجرعة المطلوبة.

وقد كان إقليم الأمريكتين على مدى أربعة عقود من المناطق الرائدة في العالم على صعيد التطعيم الروتيني، واعتماد اللقاحات وتنفيذ حملات التطعيم الجماعي ضد الأمراض المعدية. ومن خلال منظمة الصحة للبلدان الأمريكية ومرفق كوفاكس، سيواظب إقليم الأمريكيتين على جهوده طوال مراحل نشر لقاح كوفيد-19. لأننا لن ننعم بالأمان ما لم ينعم به الجميع.