لن تقتصر بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™ التي ستُقام في قطر على ركل كرات قدم فحسب، بل سيُستبعد أيضاً التبغ والسجائر الإلكترونية من ملاعب الدوحة الثمانية، مما يضمن للمشجعين تنفّس هواء خال من دخان التبغ أثناء جلوسهم في مقاعدهم للاستمتاع بمشاهدة أكبر حدث لكرة القدم في العالم.
وقد كان تنفيذ التدابير المتعلقة بالأماكن الخالية من التبغ ودخان التبغ في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 هدف شراكةٍ فريدة بين الفيفا وحكومة قطر ومنظمة الصحة العالمية (المنظمة) من أجل جعل البطولة صحية وآمنة.
وقالت الدكتورة ريانة بوحاقة، ممثلة المنظمة لدى دولة قطر: "لطالما روّج الشركاء الثلاثة كافة لتدابير فعالة لمكافحة التبغ، مع إذكاء الوعي بأخطار التبغ على الصحة. كما دعموا تنفيذ سياسة خالية من التبغ خلال الأحداث الرياضية التي ينظمها الفيفا. ومع ذلك، تُظهر البيّنات أن نجاح الأحداث الرياضية الضخمة الخالية من التبغ يتوقف على التواصل الفعال وإنفاذ السياسات".
وتتماشى سياسة الفيفا بشأن التبغ أثناء الأحداث الرياضية مع توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الأحداث الرياضية الضخمة وتهدف إلى حماية حق الأفراد في استنشاق هواء نقي غير ملوث بالمواد المسرطنة وغيرها من المواد الضارة. وتحظر هذه السياسة التدخين ونفث البخار في الملعب ولا تسمح به إلا في الأماكن الخارجية المخصصة للتدخين الواقعة في المحيط الخارجي للملاعب.
ويندرج تعزيز الأنظمة الرامية إلى جعل الملاعب مكاناً آمناً للجماهير ضمن تعاون فريد بين الفيفا والمنظمة ووزارة الصحة العامة في قطر، حيث يهدف إلى تسخير نفوذ كرة القدم لحماية الصحة للجميع وتعزيزها، مما سيتيح بدوره إعداد مخطط أولي لحماية الصحة وتعزيزها أثناء التجمعات الحاشدة، والذي يمكن تقاسمه لاحقاً مع المنظمات الرياضية الأخرى.
ولا يزال التبغ أحد أكبر المخاطر المحدقة بالصحة العامة التي واجهها العالم على الإطلاق، حيث يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص سنوياً جراء التعاطي المباشر للتبغ و1,2 مليون شخص آخر نتيجة لآثار التدخين السلبي، وفقاً للمنظمة. وقد اتخذ منظّمو البطولة تدابير تهدف إلى ضمان أن يستمتع المشجعون بالمباريات دون التعرض للتدخين السلبي.
ولطالما التزم الفيفا بمكافحة تعاطي التبغ، حيث يعتبر من المنظمات الرياضية الرائدة في هذا المجال. فمنذ عام 1986، عندما كانت رعاية التبغ ممارسة شائعة في الرياضة، أعلن الفيفا أنه لن يقبل إعلانات دوائر صناعة التبغ.
وستخصّص قطر فريقاً مؤلفاً من 80 مفتشاً في مجال التبغ لدعم متطوعي الفيفا وموظفي الأمن في إنفاذ سياسة الفيفا بشأن التبغ أثناء الأحداث الرياضية خلال بطولة كأس العالم فيفا التي ستُقام في الفترة من 21 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 18 كانون الأول/ ديسمبر. كما صمّمت الفيفا وقطر والمنظمة أدوات اتصال سمعية وبصرية بهدف الوصول إلى الجمهور الواسع وإذكاء وعيه، بما في ذلك أداة "فلورنس"، وهي عاملة صحية افتراضية أنشأتها المنظمة بغرض تقديم خدمات المشورة الرقمية إلى الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التبغ.
وقالت الدكتورة خلود عتيق المطاوعة، رئيسة قسم الأمراض غير السارية في وزارة الصحة العامة في قطر: "لقد كانت قطر من الدول الرائدة في مجال مكافحة التبغ في المنطقة. وفيما يخص بطولة كأس العالم لكرة القدم، وُضعت تدابير لمكافحة التبغ داخل الملاعب وخارجها، ولا سيما في الأماكن العامة، في حين ستُطبَّق البيئات الخالية من التبغ تطبيقاً صارماً في مناطق المشجعين حيث سيتسنى للمشجعين الذين ليس لديهم تذاكر مشاهدة المباريات على شاشات كبيرة وسط هواء خالٍ من الدخان".
ويدرك الفيفا أن التعرض للتدخين السلبي والأبخرة ضار. وقال فيديريكو أديتشي، رئيس قسم الاستدامة في الفيفا: "سيتابع بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا التي ستُقام في قطر خمسة مليارات شخص في مختلف أنحاء العالم، مما يمنح كرة القدم منصة مهمة للتغيير الاجتماعي. وعلى مدى عقدين من الزمن، أُقيمت البطولات العالمية في بيئات خالية من التبغ، بيد أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز تنفيذ هذه السياسة في الدوحة خلال الفترة من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى كانون الأول/ ديسمبر، ونحن ملتزمون بذلك".
كما يمثل التبغ منذ فترة طويلة تحدياً هاماً أمام الجهود الجارية للوقاية من الأمراض غير السارية في العديد من البلدان. وتعد الأمراض غير السارية، ولا سيما الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات والأمراض التنفسية المزمنة والسكري، أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكّرة.
وقال فيناياك براساد، المستشار التقني للمنظمة المعني بمكافحة التبغ: "لا يزال حظر تعاطي منتجات التبغ وبيعها والترويج لها أثناء الأحداث الرياضية خطوة رئيسية في المعركة ضد التبغ والأمراض المرتبطة به. وأضاف قائلاً: "توفّر بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستُقام في قطر في عام 2022 فرصة كبيرة للارتقاء بالجهود العالمية لمكافحة التبغ إلى مستوى جديد".