الدفتيريا (الخُنَّاق)

18 أيلول/سبتمبر 2023 | سؤال وجواب

الدفتيريا عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية. وعادةً ما تبدأ علامات الدفتيريا وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة. وغالباً ما تظهر الأعراض تدريجياً وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى. وفي الحالات الوخيمة، تُنتج هذه البكتيريا سُمّاً (ذِيفاناً) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق. ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالاً نُباحياً. وقد يتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.

يسهل انتشار الدفتيريا بين الأشخاص بالملامسة المباشرة أو استنشاق الرذاذ المتطاير من الشخص المصاب كالناجم عن السُّعال أو العطس. كما يمكن أن تنتشر العدوى بملامسة الملابس أو الأشياء الملوثة بالبكتيريا.

 

يعتمد التشخيص السريري للدفتيريا عادةً على وجود غشاء مائل إلى اللون الرمادي يغطي الحلق. ومع أنه يوصى بتحرّي الحالات المشتبه فيها مختبرياً لتأكيد وقوع الإصابة، إلا أنه ينبغي البدء فوراً في علاجها.

تعالَج عدوى الدفتيريا بإعطاء المريض مضاداً لذيفان الدفتيريا عن طريق الوريد أو بحُقنة عضلية. ويُعطى أيضاً مضادات حيوية للقضاء على البكتيريا وإنتاجها للذيفان ومنع سريان العدوى إلى الغير.

ينبغي تمنيع جميع الأطفال في شتى أنخاء العالم ضد الدفتيريا. ويشكل تلقّي الطفل خلال مرحلة الرضاعة سلسلة تطعيم أولية مؤلفة من ثلاث جرعات من لقاح الدفتيريا الأساس لبناء مناعة لديه من الدفتيريا مدى الحياة. وينبغي كذلك أن تضمن برامج التمنيع إعطاء الأطفال والمراهقين ثلاث جرعات معزِّزة من لقاح الدفتيريا المحتوي على الذوفان (التوكسيد). وينبغي للأشخاص غير المطعَّمين ضد الدفتيريا أو المطعَّمين ضدها جزئياً أن يتلقوا في أي سن الجرعة اللازمة من اللقاح لاستكمال تطعيمهم.

ويعكس اندلاع فاشيات الدفتيريا مؤخراً في عدة بلدان عدم كفاية التغطية بالتطعيم ضدها ويُدلل على أهمية الحفاظ على مستويات مرتفعة من هذه التغطية في برامج تمنيع الأطفال. ويكون الأشخاص غير المُمنَّعين ضد الدفتيريا عرضة للإصابة بها بصرف النظر عن مكان وجودهم. وتُقدّر نسبة أطفال العالم الذين يتلقون وهم رُضّع الجرعات الثلاث الموصى بها من اللقاح المحتوي على الدفتيريا بنحو 84%، بينما يُترك 16% من الأطفال في العالم من دون هذه التغطية اللقاحية أو يحصلون على جزء منها.

قد يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة للإصابة بالدفتيريا من عموم السكان في الأماكن التي تتوطّنها الدفتيريا وعند اندلاع فاشياتها. ومن ثم، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للمُمنِّعين من العاملين في مجال الرعاية الصحية المحتمل تعرضهم لبكتيريا الخُنَّاق الوتدية بحكم وظيفتهم.