أسئلة وأجوبة: إصابة الأطفال بالتهاب الكبد الحاد الوخيم المجهول السبب

التهاب الكبد هو التهاب يصيب الكبد. ويسمى الظهور المفاجئ لالتهاب الكبد التهابَ الكبد الحاد. ومن أكثر أسباب التهاب الكبد الحاد شيوعاً حالات العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي A وE، ومن أقلها شيوعاً التهاب الكبد B وC. ويمكن لأدوية وتكسينات معينة أن تسبب أيضاً التهاب الكبد الحاد. وعادة ما يزول هذا الالتهاب بدون أي عواقب وخيمة أو الحاجة إلى رعاية أو علاج خاص، بيد أنه قد يؤدي في حالات نادرة إلى فشل الكبد الحاد أو الوفاة.  

بغض النظر عن السبب، تشمل أعراض التهاب الكبد الحاد ما يلي:

-      القيء أو الإسهال أو آلام البطن

-      اليرقان (تبدل لون العينين والجلد إلى الاصفرار)

-      براز باهت اللون

يزول التهاب الكبد الحاد عادة بدون أي عواقب فورية خطيرة. وقد تؤدي عدوى التهاب الكبد الحاد B أو C في بعض الحالات إلى عدوى مزمنة وقد تسبب تندبا وفشلا في وظيفة الكبد والسرطان. وتكون عدوى التهاب الكبد الحاد أشد خطورة على البالغين مقارنة بالأطفال. وتظهر علامات المرض وأعراضه غالبا على البالغين مقارنة بالأطفال، وتكون شدة المرض والنتائج المميتة أعلى عند الفئات العمرية الأكبر سنا. 

ولا يعاني معظم الأطفال الصغار من أي أعراض ملحوظة ولا يصاب باليرقان إلا القليل منهم. ويمكن أن يزول هذا الالتهاب بسرعة دون الحاجة إلى رعاية أو علاج خاص، لكنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى فشل الكبد الحاد بل حتى الوفاة. ويمكن للمواظبة على نظافة اليدين الجيدة أن تحمي طفلكم من الإصابة بالتهاب الكبد A وE. وإذا شعرتم بالقلق من احتمال وجود أعراض التهاب الكبد الحاد عند طفلكم، فاتصلوا بالطبيب لطلب المشورة والحصول على الرعاية التي يحتاجها. 

حتى 20 أيار/مايو 2022، أبلغ عن 566 حالة إصابة محتملة على الأقل من حالات الإصابة بالتهاب الكبد الحاد المجهول السبب في 33 بلدا. وسُجل أكبر عدد من حالات الإصابة في كل من المملكة المتحدة (197) والولايات المتحدة الأمريكية (180). وندرك أن ظهور حالات الإصابة تلك عند الأطفال يقلق الآباء ومقدمي الرعاية. ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية تأخذ هذه الحالات على محمل الجد وتعمل مع الحكومات لمعرفة أسبابها.

ولا تزال هذه الحالات نادرة نسبيا حتى الآن. وتسجل كل عام حالات إصابة بالتهاب الكبد المجهول السبب عند الأطفال، بيد أننا نحاول أن نعرف ما إذا كانت هناك حالات أكثر من المعتاد هذا العام أم لا. وقد أفادت بعض البلدان بأن الأرقام المبلغ عنها أعلى مما كان متوقعا. 

لا نعرف حاليا ما الذي يسبب هذه الحالات. وتُسجَّل كل عام حالات إصابة بالتهاب الكبد المجهول السبب عند الأطفال، بيد أننا نحاول أن نعرف ما إذا كانت هناك حالات أكثر من المعتاد هذا العام أم لا. وقد أفادت بعض البلدان بأن الأرقام المبلغ عنها أعلى مما كان متوقعا. وتُظهر هذه الحالات التي نراها حاليا مرضا أكثر وخامة مما هو متوقع عادة عند الأطفال المصابين بالتهاب الكبد الحاد. وقد عانى بعض بعض الأطفال المصابين من فشل كبدي يتطلب المزيد من العناية المركزة وعمليات زرع الكبد، وتوفي بعضهم.

ونعكف على التحقيق في العديد من الأسباب الممكنة، سواء المعدية أو غير المعدية. ولا يبدو حتى الآن أن أيا من الحالات قد نجم عن الفيروسات الشائعة التي يمكن أن تسبب التهاب الكبد الحاد (التهاب الكبد A أو B أو C أو E). ولا يبدو أن تلك الحالات تعزى إلى مكان أو طعام أو دواء أو حيوان أو بكتيريا أو مرض آخر بعينه. ومن الممكن أن تكون مرتبطة ببعض الفيروسات التي تسبب أعراضا تشبه أعراض البرد والإنفلونزا، والتي تسمى الفيروسات الغدية. ونعكف أيضا على التحقيق في إمكانية ارتباط حالات التهاب الكبد بكوفيد-19. إننا نعمل على معرفة المزيد.

إذا كنت تعتقد أن طفلا تعتني به مصاب بالتهاب الكبد، فاطلب المشورة من الطبيب على الفور. وستقدم للطفل الرعاية التي يحتاجها. وأعراض التهاب الكبد هي القيء الشديد أو المستمر أو الإسهال أو آلام البطن التي تستمر لفترة أطول من بضعة أيام، أو ظهور اليرقان (اصفرار العينين والجلد) والبراز الباهت اللون. وهناك عدة أسباب مختلفة لالتهاب الكبد الحاد، وستساعد بعض التحقيقات البسيطة في تحديد السبب المحتمل والعلاج الذي قد يحتاج الطفل إليه.  

ريثما نعرف المزيد عن سبب هذه الحالات وكيفية الوقاية منها، فإن أفضل ما يمكن القيام به هو اتخاذ خطوات بسيطة لحمايتك وحماية الأطفال الذين تعتني بهم من الأمراض المعدية، بما في ذلك كوفيد-19:

• تنظيف اليدين مرارا باستخدام الماء والصابون أو جل لليدين يحتوي على الكحول، والإشراف على قيام الأطفال الصغار بنفس الشيء
• تجنب الأماكن المزدحمة والحفاظ على مسافة أمان من الآخرين
• الحرص على التهوية الجيدة في الأماكن الداخلية
• ارتداء كمامة مُحكَمة تغطي الفم والأنف عندما يوصى بارتدائها؛
• تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس
• استخدام المياه المأمونة الصالحة للشرب
• البقاء في المنزل عند الشعور بتوعك وطلب العناية الطبية عند الشعور بالقلق

ستقوم منظمة الصحة العالمية بتحديث توصياتها حالما نعرف المزيد عن سبب هذه الحالات. 

تأخذ منظمة الصحة العالمية على محمل الجد التقارير المتعلقة بإصابة الأطفال بالتهاب الكبد الحاد المجهول السبب. وعادة ما لا يكون التهاب الكبد الحاد عند الأطفال مرضا خطيرا. ومع ذلك، في الحالات المبلغ عنها مؤخرا، أدخل العديد من الأطفال إلى المستشفى واحتاج بعضهم إلى دعم العناية المركزة. ونحن نبذل كل ما في وسعنا للعثور على السبب وحماية الأطفال. ورغم أنه من الطبيعي أن يشعر المرء بالقلق، فإن هذه الحالات لا تزال نادرة نسبيا في الوقت الحالي. والخطر منخفض حاليا.

وريثما نعرف المزيد، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به لحماية الأطفال هو المواظبة على النظافة الجيدة، بما في ذلك نظافة اليدين. وستواصل منظمة الصحة العالمية تقديم المستجدات حالما نعرف المزيد.  

لا نعرف حتى الآن ما الذي يسبب هذه الحالات من التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال. ونحن نعمل مع الخبراء والشركاء لاستكشاف جميع التفسيرات الممكنة.

من الممكن أن يؤدي المزيد من الاختلاط بين الناس وقضاء الوقت في بيئات جديدة إلى زيادة احتمال التعرض لمسببات المرض. ونحن نعلم أن انتشار بعض الفيروسات (مثل الفيروسات الغدية والفيروسات الأنفية) قد انخفض في بعض البلدان في الفترات الزمنية التي كانت فيها تدابير الصحة العامة مطبقة في سياق كوفيد-19، مثل التباعد البدني وارتداء الكمامات. ومنذ رفع هذه التدابير، شهدنا زيادة في الكشف عن حالات العدوى هذه.  

بناء على ما نعرفه حتى الآن، لا يوجد ما يدعم النظريات التي تشير إلى احتمال ارتباط حالات التهاب الكبد الحاد هذه بلقاحات كوفيد-19. ويذكر أن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين لم يحصلوا على التطعيم. وللمزيد من المعلومات عن تطعيم طفلك ضد كوفيد-19، انظر هنا.