الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الإحاطة الإعلامية يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

12 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

عمتم صباحاً ومساءً أينما كنتم. 

بعد مرور شهر واحد على الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، تواصل المنظمة تقديم الدعم لإعادة بناء النظام الصحي في غزة، والإجلاء الطبي للمرضى الذين يلزمهم علاج خارج غزة. 

وقدمت المنظمة خلال العامين الماضيين الدعم لإجلاء أكثر من 8000 مريض، منهم أكثر من 5100 طفل. 

وقمنا كذلك، منذ أن تولت المنظمة تنسيق عمليات الإجلاء الطبي في أيار/ مايو 2024، بتقديم الدعم لتنفيذ 119 مهمة إجلاء طبي، منها مهمة واحدة نفذت اليوم. 

ويسعدني أن أرى البلدان وهي ملتزمة بتزويد هؤلاء المرضى برعاية عاجلة. 

ولكن لا يزال هناك أكثر من 500 16 شخص، منهم 4000 طفل تقريباً، في انتظار إجلائهم، وقد توفي أكثر من 900 شخص منهم أثناء انتظارهم لعمليات الإجلاء. 

وأعرب عن شكري للبلدان التي وافقت على استقبال المرضى وتزويدهم بالرعاية البالغ عددها 30 بلداً، ولكننا نناشد المزيد من البلدان أن تستقبل عدداً أكبر من المرضى. 

كما ندعو إلى فتح جميع طرق الإجلاء، وخصوصاً المودية منها إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. 

=== 

وقد نشرت المنظمة اليوم التقرير العالمي عن السل لهذا العام، والذي يثبت انخفاض حالات السل الجديدة والوفيات الناجمة عن المرض لأول مرة منذ الفترة السابقة لاندلاع جائحة كوفيد-19. 

ويزداد في الوقت نفسه عدد الأشخاص الذين يخضعون للفحص والعلاج، كما أن البحوث المتعلقة بالمرض آخذة في طريقها إلى التقدم. 

ولأول مرة منذ أكثر من قرن من الزمان، أصبحت الآن في متناول أيدينا لقاحات جديدة وفعالة ضد السل للمراهقين والبالغين. 

كما يوجد الآن ما لا يقل عن 18 لقاحاً تجريبياً قيد التطوير السريري، منها ستة لقاحات تخضع لتجارب المرحلة الثالثة. 

وأصدرت المنظمة في الأسبوع الماضي تقريراً جديداً يبين إجراءات عاجلة تكفل الإنصاف والاستدامة في إتاحة لقاحات السل الجديدة وتمويلها عند توفرها. 

ورغم كل هذه الأخبار الجيدة، فإن إحراز التقدم لا يمثل انتصاراً، لأن السل ظل يحصد أرواح 1,2 مليون شخص في عام 2024، وهو  أمر لا يغتفر لأنه مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه. 

وإضافة إلى ذلك، فإن تخفيضات التمويل المقدم للمساعدات الدولية في بلدان كثيرة منخفضة ومتوسطة الدخل تهدد بتقويض المكاسب المحققة بشق الأنفس الواردة في تقرير اليوم. 

وعليه فإن من الضروري جداً أن تخصص البلدان المزيد من الموارد المحلية جنباً إلى جنب مع التمويل الدولي. 

=== 

ويمثل تعاطي التبغ واحداً من العوامل الخمسة الرئيسية المسببة لوباء السل. فالمدخنون أكثر عرضة للإصابة بمرض السل بمرتين مقارنة بغيرهم. 

لذا فإن مكافحة السل تقترن بمكافحتنا للتبغ حتماً. 

وكانت اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية) قد دخلت حيز النفاذ قبل عشرين عاماً مضت – وهي معاهدة دولية قوية لمكافحة السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن تجنبها في العالم. 

ومنذ دخول اتفاقية المنظمة الإطارية حيز النفاذ، انخفضت معدلات تعاطي التبغ بمقدار الثلث في العالم رغم الجهود التي تبذلها دوائر صناعة التبغ لتقويضها. 

وخلال الأسبوع المقبل، سيعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية اجتماعه الذي يعقد كل سنتين، ونحن على علم بمحاولات دوائر صناعة التبغ لاستغلال الثغرات وتقويض عمله. 

فقد أجبر نجاح اتفاقية المنظمة الإطارية شركات التبغ على استحداث منتجات جديدة لجذب عملاء جدد. 

وتوسّع بسرعة نطاق استعمال منتجات النيكوتين مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين بسبب تسويقها بوسائل قوية مثل تغليفها بأغلفة زاهية الألوان وإضافة نكهات حلوة إليها ونفث الجهات المتنفذة لسمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق ادعاءات كاذبة بشأن "تقليل الضرر". 

ودعونا نكون واضحين: فالشركات التي تصنع هذه المنتجات لا تسعى إلى الحد من الضرر أو صون الصحة، بل تسعى إلى تحقيق هدف واحد لا غير وهو: تحقيق الأرباح للجهات المساهمة فيها. 

وتنشر المنظمة اليوم ورقة موقف جديدة عن مكافحة التبغ وتقليل الضرر. 

ورغم أن السجائر الإلكترونية غالباً ما يُروج لها كبدائل أكثر أماناً لمنتجات التبغ التقليدية، فإنه لا يوجد بيّنات تثبت فائدتها الفعلية بالنسبة للصحة العامة، بل بيّنات متزايدة تثبت ضررها. 

وتوصي المنظمة جميع البلدان بفرض ضوابط قوية على أكياس النيكوتين، والسجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن، والتبغ العديم الدخان، بحيث تكون قوتها بقدر قوة تلك المفروضة على منتجات التبغ التقليدية، على أقل تقدير.

وقد حظرت عدة بلدان هذه المنتجات. وينبغي على البلدان التي لا تحظرها أن تفرض ضوابط صارمة على النكهات والتغليف والتسويق والمبيعات، وتوفر حماية من تدخل دوائر الصناعة، وتطبق قيوداً بشأن السن القانونية. 

كما نحث الحكومات على زيادة الدعم المقدم للأساليب المُجربة بشأن الإقلاع عن تعاطي التبغ، بما فيها الاستشارات والعلاجات المعتمدة بوصفها بدائل للنيكوتين. 

فبإمكاننا معاً أن نحول دون وقوع جيل آخر في براثن الإدمان وحماية المكاسب التي حققناها في مجال مكافحة التبغ. 

=== 

وستصدر المنظمة خلال الأيام القليلة القادمة عدة إرشادات جديدة دعماً لصحة النساء والمواليد. 

وتتعلق أولى هذه الإرشادات باليوم العالمي لمرضى السكري الذي يصادف يوم الجمعة الموافق ليوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر. 

وقد اختارت المنظمة في هذا العام موضوع هذا اليوم ليكون بعنوان "داء السكري في جميع مراحل العمر" لإبراز حقيقة مؤداها أن داء السكري يمكن أن يؤثر على الناس في كل مراحل العمر، بما فيها مرحلة الحمل. 

ويؤثر داء السكري أثناء الحمل، أو سكري الحمل، على حوالي 21 مليون امرأة – أو مولود واحد من كل ست مواليد أحياء – سنوياً. 

ويمكن أن يسبب مضاعفات مثل مقدمات الارتعاج، وحالات الإملاص، والتشوهات الخلقية. 

وتزداد لدى النساء المصابات بسكري الحمل خطورة التعرض للإصابة بالسكري من النمط 2 عقب الولادة، بينما يتعرض أطفالهن أيضاً لخطورة أكبر من حيث الإصابة بهذا النمط من السكري، إضافة إلى المعاناة من السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم. 

ولطالما أصدرت المنظمة إرشادات بشأن داء السكري وأخرى بشأن الحمل، ولكن احتفاءً باليوم العالمي لمرض السكري، فقد أصدرت أولى مبادئها التوجيهية العالمية بشأن التدبير العلاجي لداء السكري أثناء الحمل. 

وثانياً، يصادف يوم السبت المقبل الموافق ليوم الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر أول يوم عالمي للخداج. 

ويُولد سنوياً، بحسب التقديرات، حوالي 15 مليون طفل – أي طفل واحد من كل 10 أطفال – قبل الأوان، منهم نسبة 80٪ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. 

ومن الضروري جداً أن يحصل الأطفال الخدج على رعاية واهتمام خاصين منذ اللحظات الأولى اللاحقة لولادتهم حفاظاً على حياتهم وتمكينهم من التمتع بصحة أفضل طوال العمر. 

واحتفاءً بهذا اليوم، تصدر المنظمة دليلاً عالمياً جديداً بشأن رعاية الأم لمولودها باتباع طريقة الكنغر – وهي طريقة لرعاية الأطفال الخدج تنطوي على رعاية الأم لمولودها بتلامس بشرتيهما وإرضاعه رضاعة طبيعية. 

وثالثاً، سيصادف يوم الاثنين القادم، الموافق ليوم السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، أول يوم عالمي للقضاء على سرطان عنق الرحم. 

فمنذ أن وجهنا نداءنا العالمي للعمل بشأن القضاء على سرطان عنق الرحم في عام 2018، قامت بلدان كثيرة بزيادة إتاحة الفحوص والعلاجات واللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري المسبب لجميع حالات سرطان عنق الرحم تقريباً. 

وخلال العام الماضي فقط، قامت بلدان مثل أنغولا وكوبا وغانا وإندونيسيا ونيبال ونيجيريا وباكستان ورواندا وجنوب أفريقيا وطاجيكستان وتونس بإدراج لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري في برامجها المعنية بالتمنيع الروتيني، أو بشن حملات وطنية واسعة، أو باعتماد استراتيجيات وطنية جريئة بشأن القضاء على سرطان عنق الرحم. 

كما أصبحت الصين في هذا الأسبوع أحدث بلد يدرج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في برنامجه الوطني المعني بالتمنيع. 

وتُسجل سنوياً في الصين 000 150 حالة جديدة، بحسب التقديرات، للإصابة بسرطان عنق الرحم في الصين – أي ربع العبء العالمي للمرض تقريباً. 

ولن تسهم هذه السياسة الجديدة في حماية جيل من الفتيات في الصين فحسب، بل ستؤثر تأثيراً كبيراً على العبء العالمي لسرطان عنق الرحم. 

=== 

وأخيراً، ومثلما تعلمون، فإن الدورة الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ ستُعقد خلال هذا الأسبوع في بيليم، البرازيل. 

وقد اُتيحت أمامي في الأسبوع الماضي فرصة زيارة بيليم لحضور مؤتمر قمة قادة الدورة الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، الذي دعوت فيه إلى زيادة إبراز الصحة في المناقشات المتعلقة بتغيّر المناخ. 

فالصحة هي أبرز دافع للعمل المناخي، ولكنها ظلت لفترة طويلة مسألة هامشية في المفاوضات المتعلقة  بالمناخ. 

وإقناع الناس بضرورة حماية صحتهم أو صحة أطفالهم أسهل بكثير من إقناعهم بحماية الأنهار الجليدية أو النظم البيئية. وكلاهما مهم، ولكن أحدهما أهم من الآخر بالنسبة لنا. 

وسيصادف يوم غد يوم الصحة في الدورة الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ، واحتفاءً بهذا اليوم، ستدشن وزارة الصحة البرازيلية خطة عمل بيليم بشأن الصحة - وهي أول خطة دولية للتكيف مع تغيّر المناخ تركز حصرياً على الصحة. 

وتحدد خطة العمل هذه إجراءات ملموسة لمساعدة البلدان في إعداد نظمها الصحية والاستجابة للآثار الصحية لتغيّر المناخ. 

وبذا أعرب عن شكري للرئيس لولا والبرازيل على قيادتهما وشراكتهما في تذكير العالم بأن أزمة المناخ هي أزمة صحية. 

كريستيان، أُعيد إليك الكلمة.