الكلمة الافتتاحية لمدير عام منظمة الصحة العالمية في المائدة المستديرة الوزارية "التحدي الجديد للنيكوتين: منع موجة جديدة من إدمان الشباب" – 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

الدورة الحادي عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ

17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

 

 

سعادة السيد فرانك فاندنبروك، نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاجتماعية والصحة العامة في بلجيكا،

السادة الوزراء، رؤساء الوفود، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

أشكر بلجيكا على تنظيم هذه الندوة، وعلى دورها الريادي في لفت الانتباه إلى التهديد المتزايد لـ "تحدي النيكوتين الجديد".

في الأسبوع الماضي، أرسلت إحدى المدارس الدولية هنا في جنيف – المدرسة التي كان اثنان من أطفالي يدرسون فيها – رسالة إلى أولياء أمور الأطفال في الصف التاسع، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما.

وقالت إن المدرسة تشتبه في أن عدداً كبيراً من طلاب الصف التاسع ربما كانوا يدخنون السجائر الإلكترونية في دورات المياه المدرسية.

إن الشركات التي تصنع السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين تريد منا أن نعتقد أنها منتجات لتخفيف الضرر.

غير أن تسويق منتجات إدمانية وسامة للمراهقين غير المدخنين أصلاً، بألوان زاهية ونكهات حلوة وبواسطة مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس تخفيفاً للضرر، بل هو إنتاج للضرر.

تلك هي الحقيقة التي نواجهها: المدارس هي الخط الأمامي الجديد في الحرب ضد التبغ والنيكوتين، حيث تنشط الشركات في تجنيد جيل جديد من المدمنين.

قالت المدرسة في رسالتها الإلكترونية للآباء إن التدخين الإلكتروني هو اتجاه يأملون أن يتلاشى قريبا.

وتشاطر منظمة الصحة العالمية القلق العميق الذي أعربت عنه المدرسة بشأن الزيادة السريعة في معدلات التدخين الإلكتروني بين الشباب.

ونتمنى لو استطعنا مشاركة أملهم في أن هذا الاتجاه سيتلاشى، لكن للأسف، لا توجد أي علامات على ذلك.

فأحدث تقرير عالمي حول استخدام التبغ، أصدرته منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، يقدّر أن هناك قرابة 15 مليون مراهق حول العالم يستخدمون السجائر الإلكترونية.

ويظهر التقرير أيضا أنه في 63 دولة تتوفر منها بيانات، يبلغ متوسط انتشار التدخين الإلكتروني بين المراهقين تسعة أضعاف انتشاره بين بالبالغين.

ويسعدني أن الأطراف ستبحث في مؤتمر الأطراف المنعقد بندا في جدول الأعمال حول تدابير الوقاية من إدمان النيكوتين، وحماية تلك التدابير من سردية "تخفيف الضرر" التي تنشرها صناعة التبغ.

لنكن واضحين: إن الشركات التي تصنع هذه المنتجات ليس دافعها تخفيف الضرر أو صون الصحة العامة. بل يدفعها شيء واحد فقط: تحقيق أرباح ضخمة لمساهميها – ونحن جميعا نعلم ذلك.

ومن ناحية، يعود صعود السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات النيكوتين الحديثة إلى نجاح اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ.  

فمنذ دخلت الاتفاقية حيز النفاذ قبل عشرين عاما، انخفض استخدام التبغ بمعدل الثلث عالمياً، مما دفع شركات التبغ إلى تطوير منتجات جديدة لجذب عملاء جدد.

ورغم أن السجائر الإلكترونية غالبا ما تروج كبدائل أكثر أمانا لمنتجات التبغ التقليدية، إلا أنه لا يوجد دليل على فائدتها الصافية للصحة العامة، بينما توجد أدلة متزايدة على ضررها.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن تنظم جميع الدول أكياس النيكوتين، والسجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن، والتبغ الخالي من الدخان على الأقل بنفس قوة تنظيمها لمنتجات التبغ التقليدية. 

وقد حظرت عدة دول هذه المنتجات. أما الدول التي لم تفعل ذلك فعليها أن تطبق ضوابط صارمة على النكهات والتغليفات والتسويق والمبيعات، والحماية من تدخل الصناعة، وتطبيق القيود العمرية.

ونحث الحكومات أيضا على توسيع نطاق الدعم لطرق الإقلاع عن التبغ التي أثبتت نجاحها، بما في ذلك الاستشارات والعلاجات المعتمدة لاستبدال النيكوتين.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية في العام الماضي إرشادات علاجية سريرية جديدة للإقلاع عن التبغ، ونشجع جميع الدول على تطبيق تلك الإرشادات.

كما جرى تحديث قائمة المنظمة النموذجية للأدوية الأساسية بانتظام لتشمل علاجات الإقلاع المثبتة والآمنة والفعالة.

أشكر مجدداً نائب رئيس الوزراء فاندنبروك وبلجيكا على دورهم القيادي في هذا المجال.

معاً، يمكننا الحيلولة دون وقوع جيل آخر في الإدمان وحماية المكاسب التي حققناها في مكافحة التبغ.

شكراً لكم.