تبدأ اليوم في بيرا، موزامبيق، حملة للتطعيم الفموي ضد الكوليرا لحماية الناجين من إعصار إيداي. وستنفِّذ وزارة الصحة في موزامبيق هذه الحملة، المموَّلة من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (التحالف)، بدعم من منظمة الصحة العالمية (المنظمة) وشركاء آخرين، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة إنقاذ الطفولة.
وقد أُبلِغ عن وفاة شخص بالكوليرا وما يقرب من 1.500 حالة إصابة عقب الإعصار، الذي تسبّب بفيضانات عارمة في موزامبيق وزمبابوي ومالاوي ومدغشقر بعد حدوث انهيار أرضي في آذار/مارس. وتفتح تسعة مراكز لعلاج الكوليرا، تبلغ طاقتها الاستيعابية 500 سرير، أبوابها لاستقبال المرضى.
وعلى حد قول الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، الدكتور سيث بيركلي: "إن الأثر التدميري لإعصار إيداي جعل البنية التحتية للمياه وخمات الصرف الصحي لمدينة بيرا في حالة متردّية، مما هيّأ الظروف المثالية لانتشار الكوليرا." "وقد تسبّب هذا الإعصار بقدر هائل من الدمار والبؤس في أنحاء جنوب شرق آسيا؛ ونأمل أن تساعد هذه اللقاحات على وقف ما قد يصبح فاشية رئيسية وأن تحول دون المزيد من المعاناة."
وصرّح الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بقوله: "إن مئات الآلاف من الناس يعيشون في ظروف فظيعة داخل مستوطنات مؤقتة تنعدم فيها مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، مما يعرّضهم لمخاطر جسيمة تهدّدهم بالإصابة بالكوليرا وأمراض أخرى." "والشئ الأساسي هو ضمان إمكانية حصول الناس على علاج سريع ومياه شرب نظيفة وخدمات للصرف الصحي. ويمثل اللقاح الفموي المضاد للكوليرا إجراءً حيوياً في حالات الطوارئ من شأنه أن يساعد على إنقاذ الأرواح ووقف انتشار هذا المرض الرهيب."
وتدعم المنظمة وزارة الصحة لتنسيق حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا، بما في ذلك العمل مع الشركاء لضمان التخزين الملائم في سلسلة من أجهزة التبريد وتقديم الدعم اللوجستي اللازم.
ويتوطّن مرض الكوليرا موزامبيق، التي شهدت فاشيات منتظمة على مدى السنوات الخمس الماضية. وقد أصيب نحو 2.000 شخص بالعدوى في الفاشية السابقة، التي انتهت في شباط/فبراير 2018.
هذا وقد وصلت جرعات اللقاح الفموي المضاد للكوليرا البالغ عددها 884.000 جرعة إلى موزامبيق يوم الثلاثاء. وهي مأخوذة من المخزون الاحتياطي العالمي للقاحات المضادة للكوليرا، المموّل بالكامل من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع. كما يدعم التحالف تمويل النفقات التشغيلية للحملة. ويدار استخدام المخزون الاحتياطي الخاص بالاستجابة للفاشية من قِبَل فريق التنسيق الدولي، الذي يضم ممثلين من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود.
ومنذ إطلاق المخزون الاحتياطي في عام 2013، ساعدت ملايين الجرعات سنوياً على معالجة فاشيات في جميع أنحاء العالم. وخلال السنوات الخمس عشرة المنقضية بين عامي 1997 و2012، لم تُستخدَم سوى 1.5 مليون جرعة من اللقاح الفموي المضاد للكوليرا على نطاق العالم. أما في عام 2018 وحده، فقد وفّر المخزون الاحتياطي 17 مليون جرعة لـ22 بلداً مختلفاً. ومنذ بداية عام 2019، تم شحن أكثر من 6 ملايين جرعة من أجل الاستجابة لفاشيات أو معالجة كوليرا متوطّنة في بلدان كثيرة من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والصومال وزمبابوي.