النقص العالمي في المضادات الحيوية المبتكرة يغذي ظهور وانتشار مقاومة الأدوية

15 نيسان/أبريل 2021
أخبار الإدارات

يشير تقرير صدر حديثا عن منظمة الصحة العالمية إلى أن العالم لم يستطع بعد تطوير علاجات ملحة مضادة للبكتيريا، على الرغم من الوعي المتزايد بالتهديد الداهم لمقاومة المضادات الحيوية. وتكشف منظمة الصحة العالمية أن مجموع المضادات الحيوية الثلاثة والأربعين التي تخضع حاليا للتطوير السريري لا تعالج بشكل كاف مشكلة مقاومة أخطر أنواع البكتيريا في العالم للأدوية.

وتقول الدكتورة حنان بلخي، المديرة العامة المساعدة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات "إن الفشل المستمر في تطوير وتصنيع وتوزيع مضادات حيوية جديدة وفعالة يفاقم تأثير مقاومة مضادات الميكروبات ويهدد قدرتنا على علاج العدوى البكتيرية بنجاح".

وجل المضادات الحيوية الجديدة التي تم طرحها في الأسواق في العقود الأخيرة هي أشكال محورة من فئات المضادات الحيوية التي تم اكتشافها خلال الثمانينيات.

وتزداد حدة تأثير مقاومة مضادات الميكروبات في البيئات التي تعاني من نقص في الموارد وبين الفئات الضعيفة مثل المواليد الجدد والأطفال الصغار. ويعد الالتهاب الرئوي الجرثومي والتهابات مجرى الدم من بين الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، كما تتسبب العدوى البكتيرية المقاومة للعديد من المضادات الحيوية الأولية في وفاة ما يقارب 30٪ من حديثي الولادة المصابين بالإنتان https://doi.org/10.1016/S2214-109X(17)30362-5  

نتائج التقرير:

يستعرض التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية بشأن مجريات تطوير المضادات للبكتيريا، المضادات الحيوية التي وصلت إلى مراحل الاختبارات السريرية وتلك التي لازالت في مراحل مبكرة من التطوير، وذلك بهدف تقييم التقدم المحرز وتحديد الثغرات المتعلقة بالتهديدات الملحة لمقاومة الأدوية، وتشجيع العمل على سد تلك الثغرات.

كما يقيم التقرير قدرة المرشحين على التصدي للبكتيريا المقاومة للأدوية الأكثر تهديدا والمذكورة في قائمة مسببات الأمراض البكتيرية ذات الأولوية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. ولم تزل هذه القائمة، التي تضم 13 نوعا من البكتيريا المقاومة للأدوية، توجّه وترشد المجالات ذات الأولوية للبحث والتطوير منذ نشرها لأول مرة في عام 2017.

وكشف التقرير الصادر عام 2020 أن أنشطة تطوير المضادات الحيوية كانت شبه ثابتة، مع اعتماد عدد قليل فقط من تلك المضادات من قبل الوكالات التنظيمية في السنوات الأخيرة.  كما أشار إلى أن معظم هذه العوامل قيد التطوير لها فائدة سريرية محدودة، مقارنة بالعلاجات الحالية، إذ أن 82٪ من المضادات الحيوية التي تمت الموافقة عليها مؤخرا هي مشتقة من فئات المضادات الحيوية الحالية ذات المقاومة الراسخة للأدوية. لذلك، فمن المتوقع ظهور مقاومة سريعة لهذه العوامل الدوائية الجديدة.

ويخلص الاستعراض إلى أنه " بشكل عام، تبقى أنشطة المضادات الحيوية التي مازالت قيد التطوير السريري والمعتمدة مؤخرا غير كافية لمواجهة التحدي المتمثل في زيادة ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات".

حلول جديدة خارج المسار التقليدي للتطوير

يبرز عدم إحراز تقدم في تطوير المضادات الحيوية الحاجة إلى استكشاف نهج مبتكرة لعلاج العدوى البكتيرية. ويتضمن تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2020 المذكور لأول مرة لمحة شاملة عن الأدوية غير التقليدية المضادة للبكتيريا، كما يسلط الضوء على 27 من العوامل غير التقليدية المضادة للبكتيريا قيد التطوير بدءا بالأجسام المضادة للبكتيريا، مرورا بالعاثيات والعلاجات التي تدعم الاستجابة المناعية للمريض وُتضعِف تأثير البكتيريا.  

معدلات الفشل العالية والتأثير على ديناميكيات السوق 

ويشير التقرير إلى أن هناك مجموعة من المنتجات الواعدة في مراحل تطوير مختلفة. ومع ذلك، فإن جزءا بسيطا فقط منها سيصل إلى الأسواق بسبب التحديات الاقتصادية والعلمية المتأصلة في عملية تطوير الأدوية. وإضافة إلى ذلك، فإن العائد الاستثماري الضئيل لمنتجات المضادات الحيوية الناجحة، قد حدّ من اهتمام كبار المستثمرين من القطاع الخاص ومعظم شركات الأدوية الكبرى.

ويؤكد التقرير أن أنشطة تطوير الأدوية قبل السريرية والسريرية لا تزال مدفوعة من قبل شركات صغيرة ومتوسطة الحجم. وغالبا ما تكافح هذه الشركات لتمويل منتجاتها حتى المراحل المتأخرة من التطوير السريري أو إلى أن يتم الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.  

الفرصة التي تتيحها جائحة كوفيد-19

لقد عمقت أزمة كوفيد-19 الفهم العالمي للآثار الصحية والاقتصادية لجائحة تتعذر السيطرة عليها. كما أبرزت الثغرات في التمويل المستدام لمعالجة هذه المخاطر، بما في ذلك الاستثمار في البحث والتطوير للأدوية المضادة للميكروبات واللقاحات، وكشفت في الآن نفسه عن التقدم السريع الذي يمكن إحرازه عندما تكون هناك الإرادة والمبادرة السياسية الكافية.

وعلى حد تبعير هايليسوس جيتهون، مدير التنسيق العالمي في برنامج مقاومة مضادات الميكروبات لمنظمة الصحة العالمية: "يجب اغتنام الفرص الناشئة عن جائحة كوفيد-19 لتسليط الضوء على احتياجات الاستثمارات المستدامة في البحث وتطوير مضادات حيوية جديدة وفعالة. "تمثل المضادات الحيوية نقطة ضعف للتغطية الصحية الشاملة ولأمننا الصحي العالمي.  نحن بحاجة إلى جهد عالمي مستدام يشمل آليات للتمويل المُجَمَّع واستثمارات جديدة وإضافية لمواجهة حجم التهديد الناجم عن مقاومة مضادات الميكروبات".  

المبادرات العالمية

ولمعالجة الثغرات في التمويل وتحفيز الاستثمارات المستدامة في تطوير المضادات الحيوية، قامت المنظمة وشريكتها "مبادرة أدوية الأمراض المهملة" (DNDi) بإنشاء الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية (GARDP) لتطوير بعض العلاجات المبتكرة المدرجة في التقرير. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمة عن كثب مع شركاء التمويل غير الربحيين مثل (شراكة محاربة مسرع المستحضرات الصيدلانية الحيوية للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية) (CARB-X) "لحث" وتسريع البحوث المضادة للبكتيريا.

وثمة مبادرة جديدة هامة أخرى هي صندوق عمل برنامج مقاومة مضادات الميكروبات، وهي شراكة أنشأها تحالف من شركات الأدوية والمؤسسات الخيرية وبنك الاستثمار الأوروبي، بدعم من منظمة الصحة العالمية، تهدف إلى تعزيز وتسريع تطوير المضادات الحيوية من خلال التمويل العالمي المُجمَّع. ومن المتوقع أن يضطلع الصندوق بدور هام في ضمان حصول المنتجات الواعدة والأكثر ابتكارا على التمويل اللازم.  

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

مختارات