منظمة الصحة العالمية ترحب بالالتزام التاريخي لقادة العالم بزيادة التعاون والحوكمة والاستثمار من أجل الوقاية من الجوائح المقبلة والتأهب والاستجابة لها

20 أيلول/سبتمبر 2023
بيان صحفي
نيويورك

رحبت منظمة الصحة العالمية اليوم بالالتزام التاريخي الذي أبداه قادة العالم، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتعزيز التعاون الدولي والتنسيق والحوكمة والاستثمار اللازم لمنع تكرار الآثار الصحية والاجتماعية الاقتصادية  المدمرة التي أحدثتها جائحة كوفيد-19، وجعل العالم أفضل تأهباً للجوائح التي قد تحدث في المستقبل، والعودة إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن عقد أول مؤتمر قمة لرؤساء الدول بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها هو معلم تاريخي في المسيرة العاجلة الرامية إلى جعل جميع شعوب العالم أكثر أمانا وحمايتهم بشكل أفضل من الآثار المدمرة للجوائح". وأضاف قائلاً "أرحب بهذا الالتزام من جانب قادة العالم بتقديم الدعم السياسي والتوجيه اللازمين لكي تتمكن منظمة الصحة العالمية والحكومات وجميع المعنيين بحماية صحة الناس من اتخاذ خطوات ملموسة صوب الاستثمار في القدرات المحلية وضمان الإنصاف ودعم هيكل الطوارئ الصحية العالمية الذي يحتاجه العالم." 

وشدد الإعلان السياسي، الذي وافق عليه السيد دينيس فرانسيس، رئيس الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي جاء ثمرة للمفاوضات التي أجريت في ظل القيادة القديرة للسفيرين جلعاد إردان من إسرائيل وعمر هلال من المغرب، على الدور المحوري الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية باعتبارها "السلطة التوجيهية والتنسيقية في مجال الصحة الدولية"، وعلى ضرورة "الالتزام بزيادة التمويل المستدام الذي يوفر تمويلا كافيا ويمكن التنبؤ به لمنظمة الصحة العالمية، لتمكينها من الحصول على الموارد اللازمة لأداء وظيفتها الأساسية". 

وقال الدكتور تيدروس: "يجب أن تكون التجربة التي عاشها الأشخاص الذين عانوا من جائحة كوفيد-19 حاضرةً في أذهاننا للمضي قدما من أجل بلوغ الوجهة الواضحة التي رسمها قادة العالم". واستطرد قائلاً: "يجب أن نتعلم كيفية حماية مجتمعاتنا بشكل أفضل وإشراكها وإعلامها وتمكينها لتكون جزءا من الحل. نحن بحاجة إلى بناء نُظم رعاية سريرية أقوى قادرة على إنقاذ الأرواح. وتحقيق ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان الوصول العادل إلى التدابير الطبية المضادة، والتمويل المستدام والكافي، وتمكين المجتمعات المحلية وإشراكها، وتدريب العاملين الصحيين الأقوياء وتجهيزهم كما ينبغي". 

وأضاف الدكتور تيدروس: "لقد أظهرت الآثار المدمرة لكوفيد-19 لماذا يحتاج العالم إلى نهج أكثر تعاوناً وتماسكاً وإنصافاً للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها". 

وأكّد الدكتور تيدروس أن الحكومات والشركاء متعددي الأطراف باشروا بالفعل إرساء ركائز عالم أكثر أماناً، من خلال إنشاء صندوق مكافحة الجوائح، ومركز منظمة الصحة العالمية لتحليل المعلومات عن الجوائح والأوبئة، والمجمع البيولوجي لمنظمة الصحة العالمية لتقاسم المواد البيولوجية الجديدة طوعاً، ومركز نقل تكنولوجيا لقاحات الرنا المرسال. 

ومع ذلك، أضاف الدكتور تيدروس أن الإعلان السياسي الذي اعتُمد يوم الأربعاء يدعو إلى زيادة تعزيز هيكل الطوارئ الصحية العالمية لحماية العالم بشكل أفضل من تكرار حدوث جائحة مثل كوفيد-19. 

ومن بين التدابير العديدة المطلوبة، أقرّ الإعلان السياسي بضرورة قيام الدول الأعضاء بما يلي: 

  • اختتام المفاوضات المتعلقة بوضع اتفاقية أو اتفاق أو صك دولي آخر لمنظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، المعروف باسم الاتفاق بشأن الجوائح، ومواصلة العمل على إدخال تعديلات محددة الأهداف على اللوائح الصحية الدولية (2005) بحلول أيار/مايو 2024؛
  • تماشيا مع عملية الاتفاق بشأن الجوائح، ضمان الوصول المستدام والميسور التكلفة والعادل والمنصف والفعال والكفء إلى التدابير الطبية المضادة في الوقت المناسب، بما في ذلك اللقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات وغيرها من المنتجات الصحية؛
  • اتخاذ تدابير لمواجهة المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية والوصم في مجال الصحة، لا سيما على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ومعالجة آثارها السلبية على الصحة البدنية والنفسية للناس، بما في ذلك مكافحة التردد في تلقي اللقاح في سياق الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة لها، وتعزيز الثقة في نظم وسلطات الصحة العامة، بوسائل تشمل زيادة التثقيف والتعليم والتوعية في مجال الصحة العامة، مع الاعتراف بأن المشاركة الفعالة لأصحاب المصلحة تتطلب التوعية والوصول إلى المعلومات والدقيقة والقائمة على الأدلة في الوقت المناسب، بما في ذلك من خلال استخدام أدوات الصحة الرقمية؛
  • حماية مجتمعاتنا من خلال الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية وغيرها من تدابير النظام الصحي، كجزء من الالتزام بالتغطية الصحية الشاملة، وذلك لضمان إرساء نُظم صحية وطنية متينة قادرة على الاستجابة للجوائح في المستقبل؛
  • الاستثمار في ضمان تقوية منظمة الصحة العالمية إلى المستوى اللازم للاضطلاع بدورها في التصدي لأخطار الجوائح. فالتمويل المستدام لمنظمة الصحة العالمية والنظم الصحية الوطنية ضروري لجعل العالم أكثر أماناً؛
  • تعزيز القوى العاملة الصحية وقدرات الاستجابة السريعة، ونظم الترصد والتموين، وقدرات التصنيع المحلية، لتمكين جميع البلدان من تلبية احتياجاتها الخاصة في مجال الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.
  • توسيع نطاق قدرات النظام الصحي للتصدي لتهديدات الجوائح في البلدان المنخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، ولا سيما في جميع أنحاء أفريقيا؛
  • التصدي للمعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية والوصم في مجال الصحة، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، ومعالجة آثارها السلبية على الصحة البدنية والنفسية للناس، من أجل تعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، وتعزيز الثقة في نظم وسلطات الصحة العامة؛
  • الاستفادة من إمكانات المنظومة المتعددة الأطراف وتوسيع نطاق النهج المتعدد القطاعات اللازم لتحسين الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، نظراً لتعدد أوجه أسباب الجوائح وعواقبها، دعماً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

وعقب موافقة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم على الإعلان السياسي، أدلى قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ببيانات بشأن الأهمية الحاسمة للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها والحاجة إلى هيكل قوي ومنسق وشامل لمواجهة الطوارئ الصحية العالمية.