إن حالات الطوارئ الصحية الدولية الأخيرة، مثل جائحة كوفيد-19، وجدري القردة، وفاشيات الإيبولا، والتهديدات المستمرة الناجمة عن سائر الأمراض الحيوانية المنشأ، والتحديات التي تعتري سلامة الأغذية، ومقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب تدهور النظام البيئي وتغير المناخ، جميعها سلطت الضوء بوضوح على الحاجة إلى إنشاء نُظُم صحية مرنة وتسريع وتيرة العمل العالمي. ويُعد نهج الصحة الواحدة النهج الرئيسي للتصدي لهذه التحديات المُلحَّة والمعقَّدة التي تواجه مجتمعنا.
وقد أصدر رؤساء المنظمات الأربعة العاملة على نهج الصحة الواحدة، في أول لقاء يجمعهم وجهاً لوجه، دعوة غير مسبوقة لتعزيز العمل العالمي.
وتهدف المجموعة الرباعية إلى تحقيق ما لا يمكن لقطاع واحد أن يحققه بمفرده، وتتألف من أربع وكالات رئيسية، هي: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
الدعوة إلى العمل
تأكيداً على ضرورة تعزيز التعاون والالتزام بترجمة نهج الصحة الواحدة إلى إجراءات سياساتية في جميع البلدان، يحث قادة المجموعة الرباعية جميع البلدان وأصحاب المصلحة الرئيسيين على تعزيز الإجراءات ذات الأولوية التالية والاضطلاع بها:
- إعطاء الأولوية لنهج الصحة الواحدة في جدول الأعمال السياسي الدولي، وزيادة الفهم والمناصرة من أجل تبني الحوكمة الصحية المشتركة بين القطاعات وتعزيزها. وينبغي أن يكون نهج الصحة الواحدة على وجه الخصوص بمنزلة مبدأ إرشادي متَّبع في الآليات العالمية؛ بما في ذلك في أداة مكافحة الجوائح الجديدة، وصندوق التصدي للجوائح لتعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها؛
- تعزيز السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية المعنية بنهج الصحة الواحدة، والمقدَّرة التكاليف والتي تحظى بالأولوية بما يتماشى مع خطة العمل المشتركة للمجموعة الرباعية بشأن الصحة الواحدة، وذلك لتعزيز التنفيذ الواسع النطاق في مختلف القطاعات المعنية وعلى جميع المستويات؛
- تسريع وتيرة تنفيذ خطط الصحة الواحدة، بما في ذلك دعم حوكمة الصحة الواحدة على الصعيد الوطني وآليات التنسيق المتعددة القطاعات، وإعداد تحليلات الوضع، ورسم خرائط أصحاب المصلحة، وتحديد الأولويات، ووضع المقاييس لأُطر رصد الصحة الواحدة وتقييمها؛
- بناء قوى عاملة مشتركة بين القطاعات معنية بالصحة الواحدة، وتتمتع بالمهارات والإمكانات والقدرات اللازمة للوقاية من التهديدات الصحية واكتشافها ومكافحتها والاستجابة لها في الوقت المناسب وبطريقة فعالة، من خلال تعزيز التعليم المشترك قبل الخدمة والتعليم المستمر للقوى العاملة في مجال صحة الإنسان والحيوان والبيئة؛
- تعزيز والحفاظ على استمرارية الوقاية من الأوبئة والتهديدات الصحية في المنبع، واستهداف الأنشطة والأماكن التي تزيد خطر انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ من الحيوانات إلى البشر؛
- تشجيع وتعزيز المعارف العلمية في مجال الصحة الواحدة وإيجاد البيِّنات وتبادلها، والبحث والتطوير، ونقل التكنولوجيا وتبادل المعلومات والبيانات وإدماجها، وتيسير الوصول إلى الأدوات والتقنيات الجديدة؛
- زيادة فرص الاستثمار والتمويل لاستراتيجيات الصحة الواحدة وخططها التي تضمن التنفيذ الموسَّع على جميع المستويات، بما في ذلك تمويل الوقاية من التهديدات الصحية في المنبع.
ولبناء كوكب يلتزم بنهج صحة واحدة أفضل، نحتاج إلى إجراءات عاجلة لحشد الالتزامات السياسية المهمة وزيادة الاستثمارات والتعاون المتعدد القطاعات على جميع المستويات.
وتضطلع المجموعة الرباعية بدور مركزي في تعزيز وتنسيق نهج الصحة الواحدة العالمي، بما يتماشى مع خطة العمل المشتركة للمجموعة الرباعية بشأن الصحة الواحدة [1] التي أُطلِقت في تشرين/ أكتوبر 2022. ولمواصلة دعم البلدان والحكومات في جهودها الرامية إلى وضع نهج الصحة الواحدة في حيز التنفيذ، يعمل الشركاء في المجموعة الرباعية على إعداد دليل لتنفيذ خطة العمل المشتركة للمجموعة الرباعية بشأن الصحة الواحدة، على أن يصدر الدليل في عام 2023.
الموقعون على النشرة الإخبارية:
شو دونيو، المدير العام، منظمة الأغذية والزراعة
إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية، برنامج الأمم المتحدة للبيئة
تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، المدير العام، منظمة الصحة العالمية
مونيك إلويت، المديرة العامة، المنظمة العالمية لصحة الحيوان