WHO / Nitsebiho Asrat
© الصورة

تقرير جديد أصدرته مجلة لانسيت بعنوان "العدّ التنازلي" يحذر من أن التقاعس عن العمل المناخي يحصد أرواح ملايين الناس سنوياً

29 تشرين الأول/أكتوبر 2025
بيان صحفي
جنيف

توجه منظمة الصحة العالمية (المنظمة) وشركاؤها العالميون دعوة بشأن الاعتراف بحماية صحة الناس بوصفها أقوى عامل حافز على العمل المناخي، في وقت يحذر فيه تقرير عالمي جديد صدر اليوم من أن مواصلة الإفراط في الاعتماد على الوقود الأحفوري والعجز عن التكيف مع ظاهرة الاحترار العالمي يلحقان فعلاً خسائر فادحة بصحة الإنسان.

ويرى تقرير عام 2025 الصادر عن مجلة لانسيت بعنوان "العدّ التنازلي بشأن الصحة وتغير المناخ"، الذي أُعدّ بالتعاون مع المنظمة، أن هناك 12 مؤشراً من أصل 20 مؤشراً رئيسياً لتتبع أثر التهديدات الصحية قد بلغت مستويات قياسية، مما يدل على أن التقاعس عن العمل المناخي يتسبب في حصاد الأرواح، وإجهاد النظم الصحية، وتقويض ركائز الاقتصادات.

وتحدث الدكتور جيريمي فارار المدير العام المساعد لإدارة تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ومكافحتها في المنظمة قائلاً: "إن أزمة المناخ هي أزمة صحية، وإن كل عشر معشار زيادة في درجة حرارة ظاهرة الاحترار العالمي تتسبب في حصاد الأرواح وقطع سبل العيش. وإن هذا التقرير المُعد بالتعاون مع المنظمة بوصفها شريكاً استراتيجياً في هذا الميدان يثبت أن التقاعس عن العمل المناخي يفتك الآن بالناس في جميع البلدان، ولكن هذا العمل يتيح أيضاً أمامنا أعظم فرصة للعمل بشأن الصحة في عصرنا. كما يمكن إنقاذ ملايين الأرواح الآن وحماية أجيال الحاضر والمستقبل بفضل توفير الهواء النقي والنظم الغذائية الصحية والنظم الصحية المرنة."

النتائج الرئيسية المستمدة من تقرير مجلة لانسيت لعام 2025 المعنون "العدّ التنازلي"

  • زيادة الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة: زاد معدل الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 23٪ منذ تسعينيات القرن الماضي، ليزيد بذلك إجمالي هذه الوفيات بمقدار 000 546 وفاة في المتوسط سنوياً. فقد تعرض الشخص العادي خلال عام 2024 لدرجات حرارة خطيرة على مدى 16 يوماً ما كان متوقعاً أن يتعرض لها لولا تغير المناخ، كما تعرض الرضع وكبار السن لما يزيد مجموعه على 20 يوماً من موجات الحر الشديد للشخص الواحد، وهي زيادة قدرها أربعة أمثال خلال السنوات العشرين الماضية.
  • الآثار الناجمة عن حرائق الغابات وموجات الجفاف: تسببت موجات الجفاف وموجات الحر الشديد في تعريض 124 مليون شخص إضافي خلال عام 2023 لانعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد.
  • الضغوط الاقتصادية: تسبب التعرض للحرارة الشديدة في ضياع 640 مليار ساعة عمل محتملة في عام 2024، وبلغت الخسائر التي لحقت بالإنتاجية ما يعادل 1,09 تريليون دولار أمريكي. كما بلغت تكاليف الوفيات الناجمة عن التعرض للحرارة الشديدة بين كبار السن 261 مليار دولار أمريكي
  • الإعانات المقدمة لدعم الوقود الأحفوري تقلص تمويل المناخ: أنفقت الحكومات مبلغ 956 مليار دولار أمريكي على صافي ألإعانات المقدمة لدعم الوقود الأحفوري في عام 2023، أي بما يزيد على ثلاثة أمثال المبلغ المتعهد به سنوياً لدعم البلدان المعرضة لمخاطر تغير المناخ. كما أنفق خمسة عشر بلداً مبالغ على إعانات دعم الوقود الأحفوري تفوق معدلات إنفاقها على ميزانياتها الصحية الوطنية برمتها.
  • فوائد العمل المناخي: أشارت التقديرات إلى أن تقليل معدلات تلوث الهواء في الأماكن المفتوحة بسبب حرق الفحم لوحده أدى إلى تلافي نحو 000 160 وفاة مبكرة سنوياً في الفترة الواقعة بين عامي 2010 و2022. وبلغت معدلات توليد الطاقة المتجددة رقماً قياسياً نسبته 12٪ من الكهرباء العالمية، ممّا أسهم في إيجاد 16 مليون فرصة عمل في أنحاء العالم بأسره. كما حصل في عام 2024 ثلثا طلاب الطب على تعليم في مجالي المناخ والصحة.

ومن جهتها، تحدثت الدكتورة مارينا رومانيلو المديرة التنفيذية لتقرير مجلة لانسيت المعنون "العدّ التنازلي" في كلية لندن الجامعية قائلة: "إن الحلول اللازمة هي فعلاً في متناول أيدينا لكي نتجنب وقوع كارثة مناخية - وإن المجتمعات والحكومات المحلية في جميع أنحاء العالم تثبت أن إحراز التقدم في هذا المضمار ممكن. ويجري على قدم وساق اتخاذ ما يلزم من إجراءات ابتداءً من زيادة إنتاج الطاقة النظيفة وانتهاءً بتوفير سبل التكيف اللازمة للعيش في المدن، علماً بأنها تعود بفوائد صحية فعلية - ولكن يجب أن نحافظ على الزخم المولد. ويظل التخلص تدريجياً وبسرعة من الوقود الأحفوري بأنواعه بما يصب في مصلحة توليد الطاقة المتجددة النظيفة والكفوءة أقوى وسيلة لإبطاء عجلة تغير المناخ وحماية الأرواح. ومن شأن التحول في الوقت نفسه إلى اتباع نظم غذائية أوفر صحة وصديقة للمناخ ونظم زراعية أكثر استدامة أن يقلل بشكل كبير معدلات التلوث وغازات الاحتباس الحراري وظاهرة إزالة الغابات، وقد يسهم في إنقاذ أرواح أكثر من عشرة ملايين شخص سنوياً."

العمل المناخي المعزز للصحة

مع أن بعض الحكومات قد أبطأت في الوفاء بالتزاماتها بشأن العمل المناخي، فإن التقرير يثبت أن المدن والمجتمعات المحلية وقطاعات الصحة تتقلد مركز الصدارة في هذا المجال. وقد فرغت جميع المدن المبلغة تقريباً (834 مدينة من أصل 858 مدينة) من إجراء تقييمات بشأن مخاطر المناخ، أو تزمع إجراء تلك التقييمات. ويؤدي التحول في مجال إنتاج الطاقة إلى توفير هواء أنظف وتأمين وظائف أوفر صحة وتحقيق نمو اقتصادي قابل للقياس وتوظيف استثمارات داخلية.

كما أثبت قطاع الصحة في حد ذاته دوره القيادي البارز في مجال العمل المناخي إثر تحقيق تخفيض نسبته 16٪ في انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالصحة على الصعيد العالمي في الفترة الواقعة بين عامي 2021 و2022، والعمل في الوقت نفسه على تحسين نوعية الرعاية.

وتثبت كذلك البيانات المقدمة من المنظمة أن هناك عدداً متزايداً من النظم الصحية العاكفة على تقييم المخاطر والتأهب لمواجهة المخاطر المقبلة في المستقبل. وفرغت نسبة 58٪ من الدول الأعضاء من إجراء تقييم لمواطن ضعف النظام الصحي وسبل التكيف معها بينما فرغت نسبة 60٪ من الدول الأعضاء الأخرى من وضع خطة وطنية بشأن سبل التكيّف مع مواطن ضعف قطاع الصحة.

التطلع إلى عقد مؤتمر الأطراف الثلاثين: إدراج الصحة في صميم العمل المناخي

بينما يستعد العالم لعقد مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم بالبرازيل، فإن نتائج التقرير العالمي لعام 2025 الصادر عن مجلة لانسيت بعنوان "العدّ التنازلي" يوفر قاعدة بيّنات رئيسية لتسريع وتيرة العمل المناخي الذي يركز على الصحة. وستستفيد المنظمة من هذا الزخم بفضل الاستعانة بالتقرير الخاص لمؤتمر الأطراف المقبل بشأن تغير المناخ والصحة، وهو عبارة عن مجهود تعاوني يبرز السياسات والاستثمارات اللازمة لحماية الصحة وتحقيق الإنصاف وتنفيذ خطة عمل بيليم التي تعد الحصيلة التاريخية المتوقع صدروها عن مؤتمر الأطراف الثلاثين.

وقد أُعدّ تقرير مجلة لانسيت المعنون "العدّ التنازلي بشأن الصحة وتغير المناخ" في إطار التشارك مع مؤسسة ويلكوم الاستئمانية التي تواصل تقديم الدعم المالي الأساسي. كما تتولى كلية لندن الجامعية قيادة تقرير مجلة لانسيت المعنون "العدّ التنازلي" بالتشارك مع المنظمة و71 مؤسسة أكاديمية ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة في أرجاء العالم كافّة. ويقدم التقرير، في نسخته الصادرة الآن للعام التاسع، تقييماً هو الأشمل عن آثار تغير المناخ على الصحة والفوائد المشتركة المجنية من اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل.

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

مختارات