سلَّط المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس الضوء على التزام المنظمة بإعطاء الدفعة النهائية صوب استئصال شلل الأطفال خلال زيارته التي استغرقت 4 أيام إلى أفغانستان وباكستان - وهما البلدان الوحيدان اللذان أُبلغ عن وجود حالات مصابة بفيروس شلل الأطفال البري فيهما في العام الماضي. وأثنى كذلك على حكومتي البلدين لجهودهما في توفير الإتاحة الشاملة للخدمات الصحية.
واجتمع الدكتور تيدروس، جنبا إلى جنب مع المدير الإقليمي لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، مع رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين واطلع بنفسه على البرامج الصحية التي تدعمها المنظمة.
وزار كذلك مركز عمليات الطوارئ لاستئصال شلل الأطفال في إسلام أباد بباكستان، حيث أثنى على أعمال الحكومة والشركاء باعتبارهم "فريقا واحدا يعمل تحت سقف واحد"، وسلط الضوء على الأهمية الحاسمة للعمل الوثيق مع أفغانستان لمنع انتقال الفيروس عبر الحدود.
وقال الدكتور تيدروس: "يجب علينا جميعا أن نبذل أفضل ما لدينا في هذا الشوط الأخير من مسيرة القضاء على شلل الأطفال بلا رجعة. إن أمنيتي لعام 2019 هي القضاء التام على انتقال شلل الأطفال. وتقدم المنظمة إليكم دعمها الكامل من أجل المساعدة في الوصول إلى كل طفل ووقف هذا الفيروس إلى الأبد".
وقد التقى الدكتور تيدروس، في زيارته إلى أفغانستان يومي 5 و6 كانون الثاني/ يناير، مع فخامة الرئيس الدكتور أشرف غاني، ودولة الرئيس التنفيذي الدكتور عبد الله عبد الله، ومجلس الوزراء، وممثلين عن الشركاء الرئيسيين، والمنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال الصحة.
وأطلق، جنبا إلى جنب مع معالي وزير الصحة العمومية، الدكتور فيروز الدين فيروز، الحزمة المتكاملة لخدمات الصحية الأساسية التي أُعِدت حديثا. وتشمل هذه الحزمة أكثر التدخلات المسندة بالبيّنات مردودية والتي تتصدى لأكثر أسباب الأمراض والوفيات شيوعا في البلد. وتحافظ الحزمة على التركيز على الرعاية الصحية الأولية، لكنها تضيف أيضا الأمراض غير السارية ورعاية المصابين بالرضوح. وقد أكد الدكتور تيدروس الدعم الذي تقدمه المنظمة الى الحكومة لإتاحة خيارات تمويل للمساعدة في ضمان إتاحة الخدمات الصحية لجميع الأفغان.
وزار الدكتور تيدروس كذلك مستشفى رعاية المصابين بالرضوح الذي تدعمه المنظمة وتديره منظمة غير حكومية هي منظمة الطوارئ الإيطالية في كابول، حيث أعرب عن شكره للعاملين في المجال الإنساني على العمل المهم الذي يؤدونه. وأشاد بالتعاون الوثيق بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والمنظمات الدولية غير الحكومية من قبيل منظمة الطوارئ، وهو ما تظهر ثمرته في توفير الرعاية الأساسية للمصابين بالرضوح بحيث يستفيد منها مَن هم في أمس الحاجة إليها.
أمَّا في باكستان، فقد التقى الدكتور تيدروس، يومي 7 و8 كانون الثاني/ يناير، مع رئيس الوزراء، عمران خان وعدد من كبار المسؤولين، كان من بينهم السيد عامر محمود كياني، الوزير الاتحادي للوائح الصحية الوطنية والتنسيق، والدكتور شيرين مزاري، وزير الخارجية والوزير الاتحادي لحقوق الإنسان.
وصاحب الدكتور تيدروس الرئيس الباكستاني عارف ألفي في تدشين أول مؤتمر قمة باكستاني معني بالتمريض والقِبالة إضافةً إلى حملة التمريض الآن. وتواجه باكستان نقصا خطيرا في العاملين الصحيين ومنهم أطقم التمريض والقبالة. ويحتاج البلد إلى أكثر من 720000 من أطقم التمريض لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030.
وزار أيضا مركز الرعاية الصحية الأساسية في شاه الله ديتا، حيث وقعت المنظمة اتفاقا مع حكومة باكستان لاستحداث نظام نموذجي للرعاية الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في إسلام أباد. وأشاد الدكتور تيدروس بالحكومة لمبادراتها المتعلقة بفرض ضريبة على التبغ والمشروبات السكرية، علاوةً على خططها لزيادة ميزانية الصحة إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2023 (حيث يبلغ 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي حاليا).
الدكتور تيدروس يرأس مجلس مراقبة شلل الأطفال
أُجريت الزيارة بعد فترة وجيزة من تولي المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئاسة مجلس مراقبة شلل الأطفال، الذي يوجه المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ويشرف عليها، بينما تتولى قيادتها الحكومات الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، واليونيسيف، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس- بوصفها دليلا واضحا على أن استئصال هذا المرض يمثل أولوية من أوليات منظمة الصحة العالمية.
ومنذ وقت قريب، أي قبل 30 عاما، كان فيروس شلل الأطفال البري يصيب بالشلل سنويا أكثر من 350000 طفل في أكثر من 125 بلدا. أمَّا في عام 2018، فلم يعد يوجد سوى أقل من 30 حالة في بلدين فقط هما: أفغانستان وباكستان.
ويستلزم استئصال شلل الأطفال تغطية واسعة بالتمنيع في كل مكان حول العالم، وذلك لمنع انتقال ذلك الفيروس الشديد العدوى. لكن لسوء الحظ، لايزال التطعيم يفوت الأطفال لأسباب مختلفة منها ضعف البنية التحتية، ووجودهم في مناطق نائية، وتنقل السكان، والنزاعات، وانعدام الأمن، ومقاومة التطعيم.
يمكن أن يؤدي الفشل في استئصال شلل الأطفال في هذين المعقلين الأخيرين المتبقيين إلى عودة ظهور المرض، مع توقع ظهور ما يصل إلى 200000 حالة جديدة سنويا في جميع أنحاء العالم في غضون 10 سنوات.