في عام 1981، اجتمع مسؤولو الصحة من جميع أنحاء العالم في إطار جمعية الصحة العالمية لغرض التصدي لأساليب التسويق المكثّف التي تستخدمها دوائر صناعة أغذية الرُضع وصغار الأطفال، والتي كانت تروّج لبدائل لبن الأم على حساب الرضاعة الطبيعية وتتسبب في زيادة كبيرة في مراضة الرُضع ووفياتهم. وقد أفضت تلك الجهود إلى وضع المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم (المدونة)، وهي إطار سياساتي تاريخي يهدف إلى منع المصالح التجارية من خفض معدلات الرضاعة الطبيعية وتعريض صحة وتغذية أصغر سكان العالم سناً للخطر.
وفي العقود الأربعة الماضية، شهد معدل انتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة زيادة بنسبة 50%. ونتيجة لذلك، تمتَّع ما يقدر بنحو 900 مليون رضيع في العالم بفوائد البقاء والنمو والنماء الناجمة عن الرضاعة الطبيعية الخالصة في مرحلة الطفولة.
وتعد الرضاعة الطبيعية حيوية لتغذية الطفل وصحته ورفاهه مدى الحياة، حيث إنها تقلل من التكاليف التي تتكبدها الأسر والمرافق الصحية والحكومات. كما أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من العدوى وتنقذ الأرواح، وتدعم الصلة العاطفية بين الأم والرضيع، فضلا عن فوائد أخرى متصلة بالصحة النفسية.
ومع ذلك، لا يزال التسويق المكثف لبدائل لبن الأم يثني النساء عن الرضاعة الطبيعية، مما يعرض صحة الأطفال والنساء للخطر.
وتشكل الذكرى الأربعون لاعتماد المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم فرصة للاحتفال بالتقدم الكبير المحرز في حماية الفوائد الفريدة للرضاعة الطبيعية وتعزيزها، ولكنها تعد أيضا بمثابة تذكير بالعمل الذي لا يزال يتعين القيام به.
وقد سنّت أغلبية البلدان تشريعات لتنفيذ بعض أحكام المدونة على الأقل. ولكن للأسف، لم ينفّذ سوى 25 منها تدابير تتماشى إلى حد كبير مع المدونة.
ولا تزال المدونة تحظى في يومنا هذا بنفس الأهمية التي كانت تحظى بها قبل 40 عاما. وفي العام الماضي، استغل بعض مسوّقي أغذية الأطفال جائحة كوفيد-19 للترويج لمنتجاتهم من خلال إثارة مخاوف لا أساس لها من الصحة مفادها أن عدوى كوفيد-19 يمكن أن تنتقل عن طريق الرضاعة الطبيعية. إنّ إرشادات منظمة الصحة العالمية واليونيسف واضحة: ينبغي للأمهات المشتبه في إصابتهن بعدوى كوفيد-19 أو اللاتي تأكّدت إصابتهن بها أن يواصلن الرضاعة الطبيعية.
وبمناسبة الذكرى الأربعين للمدونة، تدعو اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية الحكومات والعاملين الصحيين ودوائر صناعة أغذية الأطفال إلى تنفيذ متطلبات المدونة بالكامل والالتزام بها:
- يجب على الحكومات أن تسنّ وتنفّذ تشريعات لمنع المصالح التجارية من تقويض الرضاعة الطبيعية والتغذية المُثلى للرضّع وصغار الأطفال وصحة الأطفال والنساء، بما في ذلك أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.
- يجب على العاملين الصحيين أن يحموا الرضاعة الطبيعية ويعززوها ويدعموها؛ ويجب ألا يقبلوا الرعاية المقدمة من الشركات التي تسوّق أغذية الرضع وصغار الأطفال لأغراض المنح الدراسية أو الجوائز أو الإعانات أو الاجتماعات أو الفعاليات.
- يجب على دوائر صناعة أغذية الرُضع وصغار الأطفال أن تلتزم علناً بأن تمتثل امتثالاً تاماً، على الصعيد العالمي، للمدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم والقرارات ذات الصلة الصادرة لاحقاً عن جمعية الصحة العالمية.
وبمناسبة الذكرى الأربعين للمدونة، يجب أن ننتهز معاً الفرصة التي يمثلها هذا المعلم الرئيسي للاحتفال بالتقدم المحرز في تعزيز ودعم الرضاعة الطبيعية والدعوة إلى حماية الرضاعة الطبيعية بجرأة، باعتبارها أفضل وسيلة لتمكين جميع الأطفال من بداية حياتهم على أفضل وجه.
##
نبذة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)
تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة من أجل الوصول إلى الأطفال الأكثر حرمانا في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلدا وإقليما على بناء عالم أفضل للجميع.
ولمزيد من المعلومات عن اليونيسف وعملها من أجل الأطفال، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي: www.unicef.org.
تابع أخبار اليونيسف على تويتر وفيسبوك وإنستاغرام ويوتيوب.
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
تضطلع منظمة الصحة العالمية بدور الريادة العالمية في مجال الصحة العامة داخل منظومة الأمم المتحدة. وتعمل المنظمة، التي تأسست في عام 1948، مع 194 دولة عضواً في ستة أقاليم من خلال 149 مكتباً، على تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء. ويتمثّل هدفنا للفترة 2019-2023 في ضمان استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة، وحماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية، وضمان تمتُّع مليار شخص آخر بمزيد من الصحة والعافية.
وللحصول على أحدث المعلومات عن كوفيد-19 ومشورة بشأن الصحة العامة لحماية نفسك من فيروس كورونا، يُرجى زيارة موقع المنظمة www.who.int، وتابع أخبارها على تويتر، وفيسبوك، وانستاغرام، ولينكد إن، وتيك توك، وبينتريست، وسناب تشات، ويوتيوب، وتويتش.