البيان الذي ألقاه الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية، في المؤتمر ‏الرفيع المستوى لإعلان التبرعات لدعم اليمن

2 حزيران/يونيو 2020
بيان

(شكراً مارك، شكراً دكتور الربيعة)

أتحدث اليوم بالنيابة عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس، وعن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري.

‫أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة، السلام عليكم،

كما نعلم جميعا، يشهد اليمن العملية الإنسانية الأكثر تعقيدا في العالم. 

وبالفعل، عندما زار الدكتور المنظري - المشارك معنا في هذا الحدث - اليمن في العام الماضي، فقد شاهد بعينه استماتة الآباء والأمهات في التماس المساعدة لأطفالهم المرضى؛ شاهد رجلاً مسنّاً يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عينيه بينما يحاول الأطباء إنقاذه، والتقى بابن طبيب توفي بالكوليرا أثناء علاج المرضى المصابين بهذا المرض.

ولم يزدد الحال إلا سوءا منذ ذلك الحين. ولكن على الرغم من كل ذلك، على مدار السنوات الخمس الماضية، وقفت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مع الشعب اليمني.

فعندما عصفت باليمن أكبر فاشية كوليرا في العالم، تمكّنا معاً من عكس دورة المرض، فحمينا بذلك أكثر من 10 ملايين شخص. وعندما لاح خطر الحصبة، قمنا معا بتلقيح أكثر من 12 مليون طفل.

وعندما تفشى سوء التغذية الحاد الوخيم، دعمت المنظمة وشريكتها ميد-كوم 80% من مراكز التغذية العلاجية، وأنقذت 91% من جميع الأطفال الذين يعانون من مضاعفات طبية. ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يواجهون أخطار الموت والمرض، تقدم المنظمة وشركاؤها الدعم لـ 70% من جميع الاستشارات الطبية في البلد.

وكل ذلك تسنى لنا فعله بفضل دعمكم الكريم.

ولكن جائحة كوفيد-19 اليوم قد دفعت اليمن إلى شفير الهاوية، حيث يستبد الإحباط واليأس بالعديد من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية. فعلى حد تعبير أحد الأطباء في مستشفى الكويت في صنعاء مؤخرا إنه "مرهق من الحرب والسياسة، مرهق من الشائعات والجهل، ومرهق من الجشع والفقر".

ومع ذلك، وعلى الرغم من الصعوبات الهائلة، يواصل هذا الطبيب وغيره من الأفراد الشجعان خدمة شعبهم بكل تفانٍ كل يوم.

وكذلك تفعل المنظمة وشركاؤنا.  وسنواصل تجهيز وتحديث وزيادة عدد مراكز العزل ليصل إلى 59 مركزا في جميع أنحاء البلد. وسنواصل إنشاء مراكز عمليات الطوارئ وتجهيزها وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية وزيادة فرق الاستجابة السريعة ليرتفع عددها من زهاء 300 إلى أكثر من 900 فريق استجابة في الأسابيع المقبلة. وسنواصل كذلك تثقيف المجتمعات المحلية، وتوسيع نطاق الاختبار، مع ضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية الأخرى في الوقت نفسه.

وفي الأسبوع الماضي وحده، شحنت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، من خلال منصة سلسلة الإمدادات الخاصة بكوفيد، ما يزيد على 34000 كيلوغرام من الأدوية والمستلزمات الطبية، تشمل أكثر من 6,5 أطنان من معدات الحماية الشخصية ووسائل التشخيص المختبرية لمساعدة المختبرات التي ندعمها على تشخيص الإصابة بكوفيد-19. ونعكف هذا الأسبوع على تجهيز شحنة أخرى تضم أكثر من 7 أطنان من معدات الحماية الشخصية و18 طناً من الأدوية لدعم اليمن.

وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لخدمة شعب اليمن، حتى مع احتدام جائحة كوفيد-19. ولكننا بحاجة إلى زيادة كبيرة في عملياتنا الصحية، سواء المرتبطة منها بكوفيد أو غير المرتبطة به، لمدّ يد العون إلى بعض أكثر السكان ضعفا في العالم. 

وندرك أنه في عالم يسعى فيه الجميع إلى التصدي لأزماتهم الصحية، يشكّل الحفاظ على الدعم الحاسم للآخرين تحدياً. ولكن يجب أن نعترف، في خضم هذه الأزمة العالمية، بأن هناك مجتمعات وأناساً أضعف وأكثر عرضة للخطر.

والتاريخ سيحكم علينا من خلال كيف نخدم أولئك الذين يملكون أقل القليل. سيحكم علينا من خلال كيف نخفف معاناة أولئك الذين يعانون أشدّ العناء، وسيحكم علينا من خلال كيف نساعد أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة.

نحن بحاجة إلى السلام من أجل الصحة، وإذا تحقق هذا السلام، فسيكون بمقدورنا أن ننجح مع شركائنا في إرساء الصحة من أجل السلام.