الاستجابة العالمية للملاريا تصل إلى مفترق طرق

29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
بيان صحفي

تقرير منظمة الصحة العالمية يكشف عن أن المكاسب المحققة آخذة في الانحسار

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في هذا السياق: "لقد حققنا في السنوات الأخيرة مكاسب كبرى في مجال مكافحة الملاريا، لكننا نواجه الآن منعطفاً في طريقنا. ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة، فنحن معرّضون لخطر التقهقر وعدم بلوغ الغايات العالمية المتصلة بالملاريا لعام 2020 وما بعده".

وتدعو الاستراتيجية التقنية العالمية للمنظمة بشأن الملاريا’2‘ إلى خفض معدل حالات الإصابة بالملاريا ومعدل الوفيات الناجمة عنها بما لا يقل عن 40% بحلول عام 2020. ووفقاً لما ورد في تقرير المنظمة الأخير الخاص بالملاريا، فإن العالم لا يمضي حالياً على المسار الصحيح نحو بلوغ هذه المعالم الحاسمة الأهمية.

ويشكل نقص التمويل محلياً ودولياً على حد سواء مشكلة رئيسية تُحدث فجوات كبيرة في مستوى التغطية بالناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية والأدوية وغيرها من الأدوات المنقذة للأرواح.

نقص التمويل

قُدّرت قيمة الاستثمارات الموظّفة في جهود مكافحة الملاريا والتخلص منها في عام 2016 بنحو 2.7 مليار دولار أمريكي، وهو رقم أدنى بكثير من قيمة الاستثمارات السنوية البالغة 6.5 مليار دولار أمريكي واللازم توظيفها بحلول عام 2020 لبلوغ الغايات المحددة لعام 2030 في الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن مكافحة الملاريا.

وفي عام 2016، منحت حكومات البلدان الموطونة بالملاريا مبلغاً قدره 800 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل نسبة 31% من إجمالي قيمة التمويل. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مموِّل دولي لبرامج مكافحة الملاريا في العام نفسه، إذ منحت مليار دولار أمريكي (أي 38% من إجمالي قيمة تمويل جهود مكافحة الملاريا)، تلتها بلدان مانحة أخرى رئيسية، من بينها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية وفرنسا وألمانيا واليابان.

الأرقام العالمية

يبين التقرير وقوع نحو 216 مليون حالة ملاريا في 91 بلداً في عام 2016، وفقاً للتقديرات، وهو ما يشكل ارتفاعاً عن عدد حالاتها في عام 2015 الذي بلغ 211 مليون حالة. وتشير التقديرات إلى أن عدد وفيات الملاريا في العالم في عام 2016 بلغ 000 445 وفاة، بينما بلغ 000 446 وفاة في العام السابق.

ومع أن معدل حالات الملاريا الجديدة قد هبط إجمالاً، إلا أن هذا الاتجاه المتراجع شهد انحساراً منذ عام 2014، بل عاود الارتفاع في بعض الأقاليم. واتخذت معدلات وفيات الملاريا اتجاهاً مماثلاً.

وتشير التقديرات إلى أن الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة لا يزال مُبتلى بنحو 90% من مجموع حالات ووفيات الملايا في جميع أنحاء العالم. وتنوء خمسة عشر بلداً، تقع كلها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باستثناء بلد واحد منها ، بنسبة 80% من عبء الملاريا العالمي.

وتحدّث الدكتور تيدروس بهذا الخصوص قائلاً: "من الواضح أننا إن أردنا إعادة الاستجابة العالمية للملاريا إلى المسار الصحيح، فإن تركيزنا الرئيس يجب أن ينصبّ على دعم أشد البلدان تضرراً في الإقليم الأفريقي".

مكافحة الملاريا

يشكل النوم تحت ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية في معظم البلدان المتضررة من انتشار عدوى الملاريا فيها أكثر سبل الوقاية منها فعالية. وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2016، كانت هناك نسبة 54% من الأشخاص المعرضين للإصابة بالملاريا ينامون تحت ناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية، بينما اقتصرت نسبتهم في عام 2010 على 30%. غير أن التقرير يفيد بأن معدل الارتفاع في مستويات التغطية بهذه الناموسيات قد شهد تراجعاً منذ عام 2014.

ومن السبل الأخرى الفعالة في الوقاية من عدوى الملاريا رش الجدران الداخلية للمنازل بالمبيدات الحشرية. ويكشف التقرير النقاب عن حدوث انخفاض حاد في عدد الأشخاص المحميين من الإصابة بالملاريا باتباع هذا الأسلوب، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض عددهم من 180 مليون شخص في عام 2010 إلى 100 مليون شخص في عام 2016، واستأثر الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة بأعلى نسب انخفاض.

وشهد الإقليم الأفريقي ارتفاعاً كبيراً في مستوى استخدام الاختبارات التشخيصية في قطاع الصحة العمومية، إذ ارتفعت نسبة الكشف عن حالات الملاريا المشتبه فيها من 36% في عام 2010 إلى 87% في عام 2016. وتلقّت أغلبية المرضى الذين سعوا إلى الحصول على علاج الملاريا في قطاع الصحة العمومية المعالجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين، وهي أنجع الأدوية المضادة للملاريا.

على أن مستوى إتاحة خدمات نظام الصحة العمومية لا يزال منخفضاً في مناطق عديدة. إذ تبين المسوح التي أُجريت في الإقليم الأفريقي أن نسبة الأطفال المصابين بالحمى الذين يُعرَضون على أحد مقدمي الرعاية الطبية في قطاع الصحة العمومية لا تتجاوز الثلث (34%).

التصدي للملاريا في البؤر الملتهبة

يوجز التقرير أيضاً في بيان التحديات الأخرى الماثلة أمام الاستجابة العالمية للملاريا، ومنها المخاطر المترتبة على اندلاع نزاعات وأزمات في المناطق الموطونة بالملاريا. وتدعم المنظمة في الوقت الراهن عمليات الاستجابة للملاريا في جمهورية فنزويلا البوليفارية وجنوب السودان ونيجيريا واليمن، حيث تنطوي الأزمات الإنسانية المندلعة في هذه البلدان على مخاطر صحية شديدة. ففي ولاية بورنو بنيجيريا، على سبيل المثال، دعمت المنظمة إطلاق حملة هذا العام لإعطاء الأدوية المضادة للملاريا على نطاق جماهيري، وصلت إلى عدد يُقدّر بما يقرب من 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة في المناطق المستهدفة. وتشير النتائج الأولية إلى حدوث انخفاض في عدد حالات ووفيات الملاريا في تلك الولاية.

دقّ ناقوس الخطر

قال مدير برنامج الملاريا العالمي، الدكتور بيدرو ألونسو، مُعلقاً على نتائج تقرير هذا العام "إن درب الاستجابة للملاريا يوصلنا الآن إلى مفترق طرق. ونأمل أن يكون هذا التقرير قد دقّ ناقوس الخطر لينذر المجتمع الصحي العالمي بما هو آت. ولن يتسنى بلوغ الغايات العالمية المتصلة بالملاريا سوى بزيادة الاستثمار في الأدوات الوقائية والتشخيصية والعلاجية الأساسية للملاريا وتوسيع نطاق التغطية بها. وضمان قوة التمويل اللازم لبحث أدوات جديدة وتطويرها لا يقل عن ذلك حسماً في الأهمية".

للاتصال الإعلامي

Christian Lindmeier

إدارة الاتصالات
منظمة الصحة العالمية

الهاتف: +41 22 791 1948
الهاتف المحمول: +41 79 500 6552

Saira Stewart

Technical officer

الهاتف المحمول: +41 79 500 6538

مختارات

صحيفة وقائع