- اختبار مسبق لصلاحية لقاح جديد مضاد لفيروس الورم الحليمي البشري يهدف إلى تصحيح الاختلالات الجسيمة في إتاحة الأدوات المنقذة للأرواح
- توصيات جديدة في مجال البحث والتطوير بشأن تكنولوجيات الفحص المستندة إلى الذكاء الاصطناعي
- استثمارات والتزامات جديدة من مرفق "المبادرة" التابع للحكومة الفرنسية، ومؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة، وجامعة ميامي، والمنظمة
تنضم اليوم منظمة الصحة العالمية (المنظمة) إلى مناصري التخلص من سرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم للاحتفال بيوم عمل تاريخي من أجل التخلص من سرطان عنق الرحم والترحيب بالمبادرات الجديدة الرائدة لإنهاء هذا المرض المدمر الذي يحصد أرواح أكثر من 000 300 ألف امرأة سنوياً.
ومثلما هو الحال مع كوفيد-19، ثمة قيود تعترض إتاحة الأدوات المنقذة للأرواح، حيث تُحرم النساء والمراهقات في أفقر البلدان من مرافق الفحص السريري ولقاحات وعلاجات فيروس الورم الحليمي البشري التي يراها سكان الأماكن الغنية أمراً مفروغاً منه.
فالتفاوت بين أعداد الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم في البلدان المرتفعة الدخل مقارنة بالبلدان المنخفضة الدخل هو تفاوت صارخ مماثل لما شاهدناه أثناء الجائحة، حيث تحدث 9 وفيات من كل 10 وفيات ناجمة عن هذا السرطان في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
وخلال العقد الماضي، نزعت الشركات المصنّعة إلى توجيه إمداداتها إلى الأسواق الأكثر ثراءً. ففي عام 2020، حصلت نسبة 13٪ فقط من الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 9 أعوام و14 عاماً حول العالم على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري - المسبب لجميع حالات سرطان عنق الرحم تقريباً. وهناك 80 بلداً - تؤوي قرابة ثلثي عبء سرطان عنق الرحم على الصعيد العالمي – لم تعتمد بعدُ هذا اللقاح المنقذ للأرواح.
وخلال هذا اليوم الخاص، سيسهم مدير المنظمة العام الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، جنباً إلى جنب مع مشاهير العالم والسيدات الأُوَل والناجيات من السرطان والمنظمات الصحية والمجتمعية، في إذكاء الوعي وتعبئة الطاقات اللازمة للعمل - بعد مرور عام على تدشين المنظمة لمبادرتها العالمية الهامة للقضاء على سرطان عنق الرحم.
وتسلّط المنظمة الضوء أيضاً على الإنجازات الجديدة الهامة للوقاية من المرض وعلاجه، بما يشمل الاختبار المسبق لصلاحية لقاح رابع مضاد لفيروس الورم الحليمي البشري (لقاح سيكولين المصنّع من شركة ثالثة هي إنوفاكس)، والذي يتوقع أن يزيد من إمدادات التطعيم الحيوية ومن تنوعها.
وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس مدير المنظمة العام قائلاً: "يسبب سرطان عنق الرحم معاناة هائلة، ولكن يمكن الوقاية منه بالكامل تقريباً، وهو واحد من أكثر أنواع السرطان التي يمكن علاجها بنجاح إذا شُخّص في وقت مبكر بما فيه الكفاية. ولدينا الأدوات اللازمة لجعل سرطان عنق الرحم أثراً بعد عين، شريطة أن نتيح هذه الأدوات لجميع من تلزمهن، وهو الهدف الذي نصبو إلى تحقيقه جنباً إلى جنب مع شركائنا في مبادرة المنظمة للقضاء على سرطان عنق الرحم."
ويزيد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بمقدار ستة أمثال لدى المصابات بفيروس العوز المناعي البشري، ولكن الكثيرات منهن لم يحصلن على التطعيم أو الفحوص.
التصدي لسرطان عنق الرحم أثناء جائحة كوفيد-19
أشاد الدكتور تيدروس بالبلدان التي اعتمدت طرقاً مبتكرة لزيادة إتاحة التكنولوجيات والخدمات القادرة على وقف سرطان عنق الرحم أثناء جائحة كوفيد-19.
واعتُمد في العام الماضي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في سبعة بلدان - هي الكاميرون والرأس الأخضر والسلفادور وموريتانيا وقطر وساو تومي وبرينسيبي وتوفالو - ليصبح مجموع البلدان التي اعتُمد اللقاح فيها 115 بلداً. ودرّبت بعض البلدان عاملي الرعاية الصحية على استخدام أجهزة محمولة تُستأصل بواسطتها حرارياً الآفات السابقة للإصابة بالسرطان، فيما قامت بلدان أخرى بتوسيع نطاق استخدام وسائل أخذ العينات الذاتية من تشوهات عنق الرحم - التي أقرتها المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة مؤخراً - لتمكين النساء من أخذ مسحات من عنق الرحم بأنفسهن. ويمكن أن يحدّ هذا الخيار من الشعور بالخزي عند النساء، ويتيح هذه الوسائل لمن يعشن بعيداً عن المرافق الصحية، ويساعد المراكز الصحية المزدحمة على الاستمرار في تقديم خدمات آمنة على نحو يراعي تدابير السلامة بشأن كوفيد-19. وبالإمكان فحص العينات التي تُجمع ذاتياً في المنصات المختبرية نفسها التي تستثمر فيها البلدان لدعم إجراء اختبارات كوفيد-19 بواسطة تفاعل البوليمراز التسلسلي.
غير أن هذا التقدم تعرّض لانتكاسات بالفعل، وتراجعت معدلات إتاحة خدمات الفحص للكثيرات من النساء، حيث يشير مسح أُجري مؤخراً إلى أن نسبة 43% من البلدان أفادت بتعطل خدمات علاج السرطان. وانخفضت في الوقت نفسه معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري في العالم من 15٪ في عام 2019 إلى 13٪ في عام 2020، وسط حالات انقطاع الخدمات الصحية وإغلاق المدارس.
وتحدثت الدكتورة برينسيس نونو سيميليلا المستشارة الخاصة للمدير العام المعنية بالأولويات الاستراتيجية، بما فيها مشكلة التخلص من سرطان عنق الرحم، قائلة: "لقد أُحرز تقدم كبير من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم حتى خلال ظروف هذا العام غير المسبوقة. ومع أننا شهدنا تقدماً كبيراً في التكنولوجيات والبحوث الجديدة، فإن الخطوة الحاسمة التالية تتمثل في ضمان تصميم هذه التكنولوجيات والبحوث للبلدان المنخفضة الدخل والبلدان المنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط وتيسير إتاحتها فيها، وإعطاء الأولوية لصحة النساء والفتيات وحقوقهن في كل مكان في سياق التعافي من كوفيد-19."
تكنولوجيات واستثمارات وبحوث جديدة للمساعدة في مكافحة سرطان عنق الرحم
إضافة إلى الإنجازات الهامة المحققة خلال العام الماضي، تصدر المنظمة اليوم توصيات جديدة لتوجيه البحوث المتعلقة بتكنولوجيات الفحص القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتزوّد هذه التوجيهات الأولى من نوعها المطورين بالدعم اللازم لتطوير فحوص الكشف عن سرطان عنق الرحم وضمان الكشف عن الآفات السابقة للإصابة بالسرطان في أبكر وقت ممكن.
وأُعلن أيضاً عن افتتاح أول "مركز متعاون مع المنظمة من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم" في جامعة ميامي، الذي سيكون مركزاً هاماً للبحوث والمساعدة التقنية لدعم البلدان في بلوغ الغايات المنشودة بشأن الوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته.
وسيتألف يوم العمل من حدث عالمي رئيسي ومن تغطية صحفية موجزة، ويُنظم من مقر المنظمة الرئيسي في جنيف، وسيتضمن عروضاً وملاحظات من الناجيات من السرطان وفنانين مشهورين مثل أنجيليك كيدجو، فضلاً عن جهود المجتمع المحلي للترويج للتطعيم والفحوصات. وسيُضاء 100 نصب تذكاري عالمي بلون أزرق مخضر - وهو اللون الذي يرمز للقضاء على سرطان عنق الرحم - احتفالاً بهذا اليوم، انطلاقاً من معبد السماء في بكين ومروراً بناطحات السحاب في أستراليا وانتهاءً بشلالات نياغارا الكندية.
وتحدثت سعادة السيدة نيو جين ماسيسي، السيدة الأولى لجمهورية بوتسوانا، التي تشارك في أحداث اليوم، قائلة: "لدينا الأدوات والمعارف اللازمة للتخلص من سرطان عنق الرحم. وما نفعله بها هو أمر متروك لنا، لأن بإمكاننا أن نتخذ خيارات تحكم على النساء بموت مؤلم يمكن تجنبه، أو بمقدورنا إعطاء الأولوية لصحتهن لكي يتسنى لجيل المستقبل من النساء وأسرهن النظر بفخر إلى الخيارات التي اتخذناها اليوم."
كما أعلن العديد من الشركاء عن التزامات واستثمارات عالمية مهمة أثناء إقامة فعاليات اليوم، تشمل ما يلي:
- أعلنت مؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة (FIND) عن تدشين مبادرة جديدة لتحسين اختبار الكشف عن سرطان عنق الرحم وفحصه باستخدام تقنيات مبتكرة في البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط؛
- أكّد المرفق الدولي لشراء الأدوية (اليونيتيد) التزامه بوضع الأساس اللازم لاعتماد أدوات مبتكرة على نطاق واسع بشأن فحص الكشف عن سرطان عنق الرحم وعلاجه – وهو في طريقه للوصول إلى مليون امرأة بحلول عام 2022، على الرغم من جائحة كوفيد-19؛
- سيعلن مرفق المبادرة "L'Initiative" التابع للحكومة الفرنسية، الذي تتولى تنفيذه وكالة إكسبرتيز فرانس، عن تعزيز الدعم المقدم، بما يشمل البحوث العملية، للبلدان التي ترتفع فيها معدلات الأمراض والعدوى المصاحبة لفيروس العوز المناعي البشري وأنواع السرطان المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
ملاحظات للمحرّرين
دُشّنت استراتيجية المنظمة العالمية لتسريع وتيرة التخلص من سرطان عنق الرحم بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العامة قبل عام مضى من اليوم، وهي تحدد ثلاث غايات طموحة يتعين بلوغها على مدى العقد المقبل، بما يشمل تطعيم نسبة 90٪ من الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وفحص نسبة 70٪ من النساء للكشف عن الآفات السابقة للإصابة بالسرطان، وإتاحة العلاجات والرعاية الملطفة لنسبة 90٪ ممّن تلزمهن. وقد تحدّ هذه التدابير مجتمعة من الحالات الجديدة للإصابة بالمرض بنسبة تزيد على 40% وتحول دون وقوع 5 ملايين وفاة بسببه، بحلول عام 2050.
ونشرت المنظمة خلال العام الماضي موارد جديدة مختلفة لمساعدة البلدان على بلوغ الغايات المنشودة للقضاء على سرطان عنق الرحم:
- ملامح قطرية جديدة توفر خط أساس للدول الأعضاء في المنظمة لرصد التقدم المحرز في بلوغ الأهداف المحددة.
- توصيات جديدة بشأن الفحص والعلاج اللازمين للوقاية من سرطان عنق الرحم، بما يشمل المصابات بفيروس العوز المناعي البشري
- مواصفات تقنية بشأن معدات العلاج الإشعاعي اللازمة لعلاج السرطان وإطار جديد لتعزيز خدمات التدبير العلاجي لسرطان عنق الرحم الغزوي، بما يشمل تشخيص المرض وتحديد مرحلته وعلاجه، وتوفير الرعاية الملطفة ورعاية الناجيات منه.