WHO/NOOR/S. Liste
Wildfires in Spain, August 2022
© الصورة

يجب وضع الصحة في طليعة وصميم المفاوضات بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف

6 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
بيان صحفي
جنيف/شرم الشيخ

عشية محادثات المناخ المحورية في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، تقرع منظمة الصحة العالمية جرس الإنذار مذكّرةً بأن أزمة المناخ ما زالت تعرّض صحة الناس وأرزاقهم للخطر وأنه يجب إدراج الصحة في صميم هذه المفاوضات الحاسمة.  

وتعتقد المنظمة أن المؤتمر يجب أن يختتم أعماله بتقدم ملموس على مستوى الأهداف الرئيسية الأربعة المتمثلة في التخفيف والتكيف والتمويل والتعاون، من أجل التصدي لأزمة المناخ.  

وسيكون مؤتمر الأطراف السابع والعشرون فرصة مصيرية أمام العالم ليجمع شمله ويجدد التزامه بالحفاظ على هدف اتفاق باريس بشأن إبقاء مستوى الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية.  

ونرحب بانضمام الصحافيين والمشاركين في المؤتمر إلى منظمة الصحة العالمية في سلسلة من الفعاليات الرفيعة المستوى وقضاء بعض الوقت في مقصورة الصحة الابتكارية، حيث سنركز على التهديدات الصحية الناجمة عن أزمة المناخ والمكاسب الصحية الهائلة التي يمكن تحقيقها عن طريق تقوية الإجراءات المناخية. وقد أصبحت آثار تغير المناخ على صحة الإنسان جلية بالفعل وستتفاقم بوتيرة أسرع ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتصدي لها.  

وفي هذا الصدد، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "إن تغير المناخ يصيب ملايين الناس بالأمراض أو يعرّضهم بشكل أكبر للإصابة بها في جميع أنحاء العالم، في حين تعصف الآثار المدمرة للظواهر المناخية المتطرفة بالمجتمعات الفقيرة والمهمشة على نحو غير متناسب". وأضاف قائلاً "لا بد أن يتفق القادة ومقررو السياسات في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين على وضع الصحة في صميم المفاوضات".  

ولا يخفى أن صحتنا تعتمد على صحة النُظم البيئية المحيطة بنا، وأن هذه النُظم البيئية باتت مهددة تحت وطأة التصحر والتغيرات في قطاع الزراعة واستعمال الأرض والتنمية العمرانية المتسارعة. كما أن التغلغل المتزايد في الموائل الحيوانية يفاقم من فرص انتقال الفيروسات الضارة من مستودعاتها الحيوانية إلى البشر. ومن المتوقع أن ينجم عن تغير المناخ، في الفترة بين عامي 2030 و2050، ما يقارب 000 250 وفاة إضافية سنوياً بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.  

وتُقدّر تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة (أي دون احتساب التكاليف في القطاعات المحدِّدة للصحة مثل الزراعة والمياه والصرف الصحي) بمبلغ يتراوح بين مليارين و4 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2030.

فالارتفاع العالمي في درجات الحرارة الحاصل فعلاً يسفر عن ظواهر مناخية متطرفة تسبب موجات حرارة وجفاف قاسية وفيضانات مدمرة وأعاصير متعاظمة وعواصف استوائية. وتعني هذه العوامل مجتمعةً أن آثار تغير المناخ على صحة الإنسان تشهد تزايداً يُرجح أن تتسارع وتيرته.  

ولكن ثمة بصيص أمل في الأفق، لا سيما إذا اتخذت الحكومات الإجراءات اللازمة الآن وفاءً بالعهود التي قطعتها على نفسها في غلاسغو في تشرين الثاني/نوفمبر 20201، وقررت المضي قدماً في حلحلة أزمة المناخ.  

وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى قيادة مرحلة عادلة ومنصفة وسريعة للتخلص المرحلي من أنواع الوقود الأحفوري والانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة. وقد تحقق بالفعل تقدم مشجّع في الالتزامات بإزالة الكربون، وتدعو المنظمة إلى إبرام معاهدة لعدم انتشار الوقود الأحفوري تنصّ على التخلص التدريجي من الفحم وسائر أنواع الوقود الأحفوري الضارة بالغلاف الجوي، على نحو منصف وعادل. وسيكون ذلك من أعظم المساهمات في التخفيف من وطأة تغير المناخ.  

ولا شك أن تحسين صحة الإنسان غايةٌ يمكن لكل مواطن المساهمة فيها، سواء من خلال الترويج لتخضير المناطق العمرانية، الذي من شأنه التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه والحدّ في الوقت ذاته من التعرض لتلوث الهواء، أو المطالبة بفرض قيود على حركة المرور وتحسين نُظم المواصلات المحلية. فانخراط المجتمعات المحلية ومشاركتها في قضايا تغير المناخ أمرٌ ضروري لبناء القدرة على الصمود وتعزيز النُظم الغذائية والصحية، وهو هام بشكل خاص للمجتمعات المحلية المعرّضة للمخاطر والدول الجزرية الصغيرة النامية التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من ظواهر الطقس المتطرفة.   

وهناك اليوم 31 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي الكبرى يواجهون الجوع و11 مليون طفل يواجهون سوء التغذية الحاد بسبب واحدة من أقسي موجات الجفاف التي عصفت بالمنطقة في العقود الأخيرة. ونشهد بالفعل تأثيرات تغير المناخ على الأمن الغذائي وإذا تواصلت الاتجاهات الحالية فلن يزداد الوضع إلا سوءاً. ولم تكن الفيضانات في باكستان سوى نتيجة لتغير المناخ، حيث ألحقت الدمار بمناطق واسعة من البلد، وستظل آثارها ملموسة لأعوام قادمة إذ تضرر بسببها 33 مليون شخص ونحو 1500 مركز صحي.  

ولكن حتى المجتمعات المحلية والمناطق الأقل تعرّضاً لظواهر الطقس المتطرفة يجب أن تعزز قدرتها على الصمود، حيث شهدنا في الآونة الأخيرة فيضانات وموجات حرارية في وسط أوروبا. وتشجع منظمة الصحة العالمية الجميع على العمل مع قادتهم المحليين بشأن هذه المسائل والقيام بما يلزم من إجراءات في مجتمعاتهم المحلية.  

ولا بد لنا اليوم من وضع الصحة في صلب سياسات المناخ وتعزيز سياسات التخفيف من تغير المناخ التي تحقق منافع صحية في الوقت ذاته. فسياسات المناخ المتمحورة حول الصحة من شأنها أن تساعد على تهيئة كوكب يتمتع بهواء أنظف وقدرٍ أكبر من المياه والأغذية النظيفة والآمنة ونُظم أكثر فعالية وإنصافاً في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية، بما يكفل تعزيز صحة الإنسان في المحصلة.  

ومن شأن الاستثمار في الطاقة النظيفة أن يحقق مكاسب صحية تحقق ضعفي هذه الاستثمارات. فهناك تدخلات موثوقة قادرة على خفض انبعاثات الملوثات المناخية القصيرة الأمد، مثلاً من خلال تطبيق معايير أعلى لانبعاثات السيارات، المحتسبة لإنقاذ حياة 2,4 مليون شخص تقريباً من خلال تحسين نوعية الهواء والحدّ من الاحترار العالمي بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2050. وقد انخفضت بشكل كبير تكلفة مصادر الطاقة المتجددة على مدى السنوات القليلة الماضية، وأصبحت الطاقة الشمسية اليوم أقل تكلفة من الفحم أو الغاز في معظم الاقتصادات الكبرى.    

ملاحظة للمحررين:

ترعى منظمة الصحة العالمية 32 مؤشراً من مؤشرات التنمية المستدامة، يتأثر 17 مؤشراً منها بتغير المناخ أو بواعثه، ويؤثر 16 مؤشراً منها على صحة الأطفال تحديداً.

وستنظم مقصورة الصحة في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27) فعاليات لمجتمع الصحة العالمي وشركائه من أجل ضمان وضع الصحة والإنصاف في صميم المفاوضات بشأن تغير المناخ. وستقدم برنامج فعاليات يمتد لأسبوعين ويغطي البيّنات والمبادرات والحلول الكفيلة بتحقيق الحد الأقصى من فوائد التصدي لتغير المناخ عبر جميع الأقاليم والقطاعات والمجتمعات.

وسيتمثل المعلم الرئيسي لمقصورة الصحة في نصبٍ فني يتخذ شكل رئتي إنسان. 

وستُبث على الهواء جميع الفعاليات الجانبية التي تستضيفها مقصورة الصحة للمنظمة على الصفحة الإلكترونية المخصصة للمناسبة على الرابط:

https://www.who.int/news-room/events/detail/2022/11/06/default-calendar/cop27-health-pavilion