تنظم منظمة الصحة العالمية المنتدى العالمي الخامس بشأن الموارد البشرية الصحية في الفترة من 3 إلى 5 نيسان/ أبريل 2023 في جنيف، سويسرا. والمنتدى هو أكبر تجمع للمهنيين من القوى العاملة الصحية، ومقرري السياسات الصحية، والشركاء المتعددي القطاعات، ويركز على موضوع حماية القوى العاملة في مجالي الصحة والرعاية وصونها والاستثمار فيها.
ونحن على مشارف منتصف الطريق صوب تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع جائحة كوفيد-19، تتراجع الحصائل الصحية للسكان ومتوسط عمرهم المتوقع.
وتعتمد النظم الصحية على توافر العاملين الصحيين وإتاحتهم وكفاءتهم. ومع ذلك، فالعجز المزمن في العاملين الصحيين، ونقص الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم، فضلاً عن تدني المرتبات وعدم التوافق بين استراتيجيات التعليم والتوظيف، أمور تؤدي إلى نشوء تحديات كبيرة. ثم إن الجائحة تسببت في أضرار بالغة: فتُظهر أحدث الأرقام أن ما يقدر بنسبة 50٪ من العاملين في مجالي الصحة والرعاية، ممن كانوا يشعرون بالفعل بتزايد أعباء عملهم وبعدم تقديرهم حق قدرهم قبل كوفيد-19، باتوا يعانون من الإرهاق بسبب الأعباء الإضافية الضخمة الملقاة على عاتقهم.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "على العالم أن يتخذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين الصحيين والاستثمار فيهم في جميع البلدان. فالعاملون الصحيون في حاجة إلى أجور وظروف عمل لائقة. وتدعو المنظمة جميع البلدان إلى زيادة الاستثمار في تعليم القوى العاملة الصحية وفي وظائفها لتلبية احتياجات سكانها ومتطلبات النظام الصحي. وهذا يتطلب قيادة سياسية في جميع القطاعات، وليس فقط في مجال الصحة."
وبمناسبة مرور أكثر من خمس سنوات على اعتماد الاستراتيجية العالمية بشأن الموارد البشرية الصحية: القوى العاملة 2030، سيتبادل المنتدى البيّنات والخبرات بشأن تنمية قدرات القوى العاملة، فضلاً عن الفرص المتاحة لعصر ما بعد كوفيد-19. وسيبحث المنتدى ما هو مطلوب من حلول سياسية واستثمارات وشراكات متعددة القطاعات لمواجهة تحديات القوى العاملة في مجالي الصحة والرعاية والمضي قدما في تنفيذ خطة عمل 2022-2030 "العمل من أجل الصحة".
وتوصي المنظمة جميع البلدان بزيادة عدد الخريجين من العاملين الصحيين ليصل إلى نسبة تتراوح بين 8 و12٪ من القوى العاملة النشطة سنويا. فعلى سبيل المثال، سيحتاج البلد الذي يوجد به ما مجموعه 5000 طبيب إلى تخريج ما بين 400 و600 طبيب سنويا لكي يحافظ على هذه القدرة ويحسنها في ضوء احتياجات السكان والطلب في النظام الصحي.
وقد قال جيم كامبل، مدير إدارة القوى العاملة الصحية: "أظهرت الاستجابات الوطنية لكوفيد-19 أن القوى العاملة في مجالي الصحة والرعاية قادرة على إحداث تغيير إيجابي للغاية. وإذا كنا نريد تحقيق الإنصاف والتغطية الصحية الشاملة، وإذا كنا نريد تحقيق الأمن الصحي العالمي، فيجب علينا حماية العاملين الصحيين. ويجب أن نستثمر فيهم، ويجب أن نعمل معا."
وسيولي المنتدى اهتماما خاصا للاستثمار في القوى العاملة الصحية وتمويلها في جميع البلدان، وذلك بهدف تأمين الموارد اللازمة للتوسع في التعليم وزيادة عدد الوظائف. وسيتضمن العملَ الذي يقوده مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا مع الدول الأعضاء والشركاء الإقليميين في مجال إعداد الميثاق الأفريقي للاستثمار في القوى العاملة الصحية الذي يهدف إلى مواءمة الاستثمارات وتحفيزها من أجل خفض أوجه عدم الإنصاف في إتاحة العاملين الصحيين إلى النصف؛ ولا سيما في البلدان الأفريقية التي حُددت بأنها تعاني من أشد حالات العجز.
ويحضر المنتدى أكثر من 2000 مندوب، ينضم معظمهم إليه عبر الإنترنت، ويشارك فيه حضورياً ما يقرب من 200 مندوب. وسيتيح لحظة حاسمة للتركيز على ذلك الموضوع الذي يقع في صميم جدول أعمال الصحة العالمية، وستجري أعماله أثناء حملة الأسبوع العالمي للعاملين الصحيين، وقبيل يوم الصحة العالمي الذي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة في 7 نيسان/ أبريل 2023.
وستثري حصائل المنتدى اجتماعَي الجمعية العامة للأمم المتحدة الرفيعَي المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة وبشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها المقرر عقدهما في أيلول/سبتمبر 2023.
ملاحظة للمحررين
أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية الخامسة والسبعين في أيار/ مايو 2022، شُجعت الدول الأعضاء على استخدام الميثاق العالمي للعاملين في مجالي الصحة والرعاية الذي يوحد الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة لتوفير إرشادات موجزة بشأن كيفية حماية العاملين في مجالي الصحة والرعاية، وصون حقوقهم، وتعزيز وضمان حصولهم على عمل لائق خالٍ من التمييز العنصري وجميع أشكال التمييز الأخرى، وتهيئة بيئة آمنة ومواتية لممارسة عملهم. وتشكل مدونة المنظمة العالمية لقواعد الممارسة بشأن توظيف العاملين الصحيين على المستوى الدولي أداة رئيسية في هذا المجال. وترسي المدونة، التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في عام 2010، ممارسات طوعية للتوظيف الدولي الأخلاقي للعاملين الصحيين، وتعزز هذه الممارسات. وتطالب البلدان بتنفيذ استراتيجيات فعالة لتخطيط القوى العاملة الصحية وتعليمها وتدريبها واستبقائها من أجل الحفاظ على قوة عاملة صحية مناسبة للظروف الخاصة بكل بلد. وفي آذار/ مارس 2023، أصدرت المنظمة قائمة منظمة الصحة العالمية لدعم وضمانات القوى العاملة الصحية (2023).