ترحّب منظمة الصحة العالمية (المنظمة) بإطلاق خطة التنمية المستدامة 2030، وتعرب عن التزامها بالعمل مع الشركاء في أنحاء العالم كافة من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية الجديدة.
وبناءً على الأهداف الإنمائية للألفية، توضح خطة التنمية المستدامة نطاقاً وطموحاً لم يسبق لهما مثيل، إذ لا تزال أولوياتها تتمثل في القضاء على الفقر والصحة والتعليم والأمن الغذائي والتغذية، على أن أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفاً تضم أيضاً طائفة واسعة من الأغراض الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فضلاً عن وعدها بتشكيل جمعيات أكثر سلمية وشمولية.
هدف التنمية المستدامة 3: ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، هو هدف يحدّد ملامح الصحة بوصفها حصيلة مرغوب فيها في حد ذاتها، بيد أن الأهم من ذلك هو أن الصحة مطروحة أيضاً بوصفها مدخلاً لأهداف أخرى، ومقياسا يعتدّ به لمدى المُحرز جيداً من التقدم على طريق تحقيق التنمية المستدامة.
ويضم الهدف المتعلق بالصحة في حد ذاته غايات جديدة بشأن القضايا الرئيسية التي يتواصل إحراز تقدم بخصوصها في إطار الأهداف الإنمائية للألفية. وقد عُكِس اتجاه أوبئة كل من فيروس العوز المناعي البشري والسل والملاريا بالعالم، وانخفضت بشكل كبير منذ التسعينات وفيات الأطفال والأمهات في جميع أرجاء العالم، بنسبة 53% وأكثر من 40% على التوالي.
على أنه لا يزال يتعين إنجاز الكثير، لأن التقارير المقدمة عن التقدم المُحرز عالمياً غالباً ما تخفي بين طياتها تناقضات بين البلدان وداخلها، ويُسلّم بضرورة ألا يُركّز على ضمان بقاء الناس على قيد الحياة فحسب، بل على ضمان نمائهم كذلك.
وباتَ واضحاً أيضاً أن من شأن العالم أن يصبح مكاناً يُنعَمُ فيه بمزيد من الصحة لو كانت هناك غايات عالمية محددة بخصوص طائفة أوسع من القضايا، والأهم من ذلك أن الهدف الجديد يتضمن غايات لمعالجة الأمراض غير السارية، كما يتضمن موضوع الأمن الصحي؛ والصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد والطفل والمراهق؛ والأمراض المعدية والتغطية الصحية الشاملة.
وتتطلّع المنظمة إلى التعاون مع الشركاء على الوفاء بجميع الغايات، وترحب تحديداً بإدراج موضوع التغطية الصحية الشاملة، التي تجسّد روح خطة التنمية الجديدة في حد ذاتها، مع تركيزها على المساواة والإدماج الاجتماعي من دون ترك أي فرد يتخلّف عن الركب.