«الحفاظ على الصحة في مرحلة الشيخوخة» يجب أن يكون أولوية عالمية

6 تشرين الثاني/نوفمبر 2014
بيان صحفي
جنيف

نشرة إخبارية

تحذر سلسلة جديدة من الورقة الخاصة بالصحة والشيخوخة، نُشرت في مجلة لانسيت، من أنه إذا لم تجد النظم الصحية استراتيجيات فعالة لمعالجة المشاكل التي تواجهها بسبب شيخوخة سكان العالم، فأن العبء المتنامي للأمراض المزمنة سيؤثر تأثيراً كبيراً على نوعية حياة المسنين. فمع زيادة أعمار الناس على نطاق العالم يمكن أن تصبح مستويات الاعتلالات المزمنة المتصاعدة وتراجع عافية الناس مشكلة كبرى في مجال الصحة العمومية في العالم.

التدخلات الصحية الفعالة تزيد من مأمول الحياة

فعلى الصعيد العالمي مازال متوسط العمر المتوقع للمسنين في ارتفاع. وبحلول عام 2020، وللمرة الأولى في التاريخ، سيفوق عدد من تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050 سيزيد عدد من تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر في العالم من 841 مليون نسمة اليوم إلى ملياري نسمة. وسيكون 80٪ من هؤلاء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

إن زيادة طول الأعمار، وخصوصاً في البلدان المرتفعة الدخل، تعزى بدرجة كبيرة إلى تراجع وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية (السكتات الدماغية ومرض القلب الإقفاري)، وذلك أساساً بفضل اتباع استراتيجيات بسيطة وعالية المردود للحد من تعاطي التبغ وارتفاع ضغط الدم وتحسن تغطية التدخلات الصحية وفعاليتها.

تحديات التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة

على الرغم من أن الناس يعيشون عمراً أطول فإنهم ليسوا بالضرورة أوفر صحة من ذي قبل، فربع عبء الوفاة والمرض الإجمالي في العالم تقريباً (23٪) يقع على من تزيد أعمارهم على 60 سنة، ويعزى قدر كبير من هذا العبء إلى الاعتلالات الطويلة الأمد الناجمة عن أمراض من قبيل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأمراض القلب والأمراض العضلية الهيكلية (مثل التهاب المفاصل وتخلخل العظام) والاضطرابات النفسية والعصبية.

ويؤثر عبء الاعتلال الطويل الأمد هذا وتراجع العافية على المرضى وأسرهم وعلى النظم الصحية والاقتصاد، ومن المتوقع أن يتسارع ذلك. فعلى سبيل المثال تشير آخر التقديرات إلى أن من المتوقع أن يزيد عدد المصابين بالخرف من 44 مليون مصاب الآن إلى 135 مليون مصاب بحلول عام 2050.

"سيلزم إجراء إصلاحات عميقة وأساسية في نظم الرعاية الاجتماعية"

الدكتور جون بيرد، مدير إدارة الشيخوخة ودورة العمر في منظمة الصحة العالمية

ويقول الدكتور جون بيرد، مدير إدارة الشيخوخة ودورة العمر في منظمة الصحة العالمية والرئيس المشارك لسلسة الورقات المذكورة مع الدكتور تايز بويرما والدكتور سومناث تشاتيرجي من منظمة الصحة العالمية أيضاً. "سيلزم إجراء إصلاحات عميقة وأساسية في نظم الرعاية الاجتماعية."* "ولكن يجب أن نحرص على ألا تتسبب هذه الإصلاحات في إجحافات تؤدي إلى هذا القدر الكبير الذي نشهده من سوء الصحة والحد من أداء وظائفهم الحيوية مع التقدم في السن".*

ويضيف الدكتور تايز بويرما، مدير إدارة الإحصاءات ونظم المعلومات الصحية في منظمة الصحة العالمية، قائلاً "على الرغم من أن بعض التدخلات ستُطبق على الصعيد العالمي فسيكون من المهم أن ترصد البلدان صحة السكان الشائخين وأداء وظائفهم الحيوية كي تفهم الاتجاهات الصحية السائدة وتصمم البرامج التي تلبي الاحتياجات المحددة."* "وتبدأ المسوح الشاملة لعدة بلدان، مثل دراسة المنظمة بشأن الشيخوخة في العالم ومؤسسة غالوب العالمية وغيرها من الدراسات الطولية للفئات العمرية بشأن الشيخوخة في البرازيل والصين والهند وكوريا الجنوبية، في تحقيق التوازن وتوفير البينات اللازمة للسياسات، ولكن لايزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به في هذا الصدد".*

الاستراتيجيات يجب ان تتجاوز القطاع الصحي

بيد أن المسؤولية عن تحسين نوعية حياة المسنين في العالم تتجاوز بكثير قطاع الصحة، حسبما يقوله مؤلفو سلسلة الورقات. ومن الضروري وضع استراتيجيات لتحسين الوقاية من الحالات المرضية المزمنة ومعالجتها، وذلك من خلال التوسع في الرعاية الصحية الميسورة التكلفة لتشمل كل المسنين ومراعاة البيئة المادية والاجتماعية.

وتشمل أمثلة ذلك تغيير السياسات الرامية إلى تشجيع المسنين على أن يظلوا جزءاً من القوى العاملة الصحية لمدة أطول (على سبيل المثال من خلال إزالة العوائق الضريبية التي تجعل الناس يحجمون عن العمل بعد سن التقاعد) والتركيز على الوقاية القليلة التكلفة والكشف المبكر بدلاً من العلاج (على سبيل المثال من خلال خفض مدخول الملح وزيادة أخذ اللقاحات) واستخدام التكنولوجيا بصورة أفضل (على سبيل المثال من خلال العيادات الجوالة التي تخدم سكان الأرياف) وتدريب موظفي الرعاية الصحية على معالجة عدة حالات مرضية.

وحسب الدكتور تشاتيرجي، من إدارة الإحصاءات ونظم المعلومات الصحية في منظمة الصحة العالمية أيضاً، "فإننا في حاجة إلى النظر إلى ما هو أبعد من التكاليف التي يشيع ارتباطها بالشيخوخة لنفكر في الفوائد التي يمكن أن يحققها للمجتمع ككل المسنون الأوفر صحة والأكثر سعادة وإنتاجية".*

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بــ:

Christian Lindmeier
Chargé de communication, OMS
Téléphone: +41 22 791 1948
Portable: +41 7 95 00 65 52
Courriel: lindmeierch@who.int