اختتمت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية (المنظمة) اليوم الجولة الأخيرة من مفاوضاتها المكثفة بشأن أول نظام في العالم لإتاحة المُمْرضات وتقاسم المنافع. وقررت البلدان استئناف مداولاتها في كانون الثاني/يناير، تجسيداً للالتزام المشترك والحاجة الملحة إلى المساعدة في جعل العالم أكثر أماناً من الجوائح التي قد تظهر في المستقبل.
وعقدت البلدان الاجتماع الرابع للفريق العامل الحكومي الدولي المعني باتفاق المنظمة بشأن الجوائح (الفريق العامل) في جنيف من 1 إلى 5 كانون الأول/ديسمبر 2025. وطلبت البلدان تمديد الجولة الرابعة الحالية من المفاوضات، واتفقت على استئنافها من 20 إلى 22 كانون الثاني/يناير 2026..
وقد أنشأت جمعية الصحة العالمية الفريق العامل ليتولى تنفيذ مهام عديدة، ومنها، على سبيل الأولوية، صياغة الملحق باتفاق المنظمة بشأن الجوائح المتعلق بنظام إتاحة المُمْرضات وتقاسم المنافع والتفاوض بشأنه. وطلبت البلدان إنشاء منصة نظام إتاحة المُمْرضات وتقاسم المنافع لتتيح نظاما عالميا لتبادل المُمْرضات ومعلومات التسلسل الجيني المتعلقة بها، إلى جانب المنافع الناشئة عن استخدامها، بطريقة سريعة وعادلة وشفافة. ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق للاستجابة للجائحة التالية على نحو أكثر فعالية وإنصافا.
وقال السيد ماثيو هاربور، من المملكة المتحدة، الرئيس المشارك لهيئة مكتب الفريق العامل، "بعد أن تجاوزنا منتصف الطريق في المفاوضات بشأن نظام إتاحة المُمْرضات وتقاسم المنافع، يحدوني التفاؤل إزاء التقدم الذي أحرزناه نحو تحقيق استجابة عالمية أسرع وأكثر إنصافا للجوائح التي قد تظهر في المستقبل". وأردف قائلا " لقد أظهرت الدول الأعضاء التزاما حقيقيا بإيجاد أرضية مشتركة وتقريب وجهات النظر، في الوقت الذي نعمل فيه على إنشاء نظام قوي لإتاحة المُمْرضات وتقاسم المنافع بحلول جمعية الصحة العالمية المقبلة".
وقال السفير توفار دا سيلفا نونيس، من البرازيل، الرئيس المشارك لهيئة مكتب الفريق العامل، "لقد أبدت الدول الأعضاء في المنظمة تفانيها في إنجاز هذه المهمة الهامة. ويشكل التقدم المحرز في مجالات الإتاحة وتقاسم المنافع والحوكمة الأساسية الأساس للمضي قُدما في هذه العملية. ونحن واثقون من قدرتنا على بناء نظام قوي ومتوازن للإتاحة وتقاسم المنافع يعود بالفائدة على الجميع".
وأضاف الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، "هذه فرصة ومسؤولية للجيل الحاضر وأجيال المستقبل. وأشكر الدول الأعضاء وهيئة مكتب الفريق العامل على استجابتها لهذه المناسبة. ومع اقتراب نهاية هذا العام، نحن في وضع قوي يؤهلنا للتوصل إلى توافق في الآراء، ووضع الصيغة النهائية للمسودة، والتحضير لاعتمادها في جمعية الصحة العالمية العام المقبل. ونحن نتقدم معاً نحو عالم أكثر استعدادا لمواجهة الجوائح التي قد تظهر في المستقبل."
وقبل انعقاد هذا الاجتماع الرابع، نظمت هيئة مكتب الفريق العامل حوارات غير رسمية مع أصحاب المصلحة، بما في ذلك ممثلون عن القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمختبرات وقواعد بيانات معلومات التسلسل الجيني. وسيستمر عقد حوارات مماثلة مركزة خلال الأسابيع المقبلة، استعداداً لاستئناف الاجتماع في كانون الثاني/يناير. وسيُعقد الاجتماع الخامس للفريق العامل من 9 إلى 14 شباط/فبراير 2026.