@WHO / باري كريستيانسن
الممرضة ساني تسحب الدم من ذراع جوني أثناء مرجعته لعيادة "أوبونتو" في الموقع B بكيب تاون يوم 23 أيار/ مايو 2024 عقب تشخيص حالة جوني على أنه أُصيب بفيروس العوز المناعي البشري في عام 2016.
© الصورة

القوى العاملة في مجال التمريض تشهد زيادة، ولكن أوجه التفاوت تهدد أهداف الصحة العالمية

12 أيار/مايو 2025
بيان صحفي

وفقاً لما يذكره التقرير المتعلق بحالة التمريض في العالم 2025، الذي نشرته منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والمجلس الدولي للممرضات وشركاؤهما، فإن القوى العاملة العالمية في مجال التمريض شهدت زيادة من 27,9 مليون ممرضة في عام 2018 إلى 29,8 مليون ممرضة في عام 2023، ولكن ما زالت هناك أوجه تفاوت واسعة بشأن توافر كادر التمريض في كل أنحاء الأقاليم والبلدان. وبسبب أوجه التفاوت هذه في توافر القوى العاملة العالمية في مجال التمريض، يُحرم العديد من سكان العالم من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، ممّا قد يهدد التقدم المُحرز صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة واستتاب الأمن الصحي العالمي وبلوغ أهداف التنمية المتعلقة بالصحة. 

ويرد في التقرير الجديد الصادر في اليوم العالمي لكادر التمريض تحليل شامل ومحدث لتعداد القوى العاملة في مجال التمريض على الصعيدين العالمي والإقليمي والصعيد القطري. وبجمع المعلومات من الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 194 دولة، فإن البيّنات المستمدة منها تشير إلى إحراز تقدم عالمي في ميدان تقليل نقص القوى العاملة في مجال التمريض - من 6,2 مليون ممرضة في عام 2020 إلى 5,8 مليون ممرضة في عام 2023، ومن المتوقع أن ينخفض هذا التقليل إلى 4,1 مليون ممرضة بحلول عام 2030. ولكن التقدم المُحرز إجمالاً ما زال يخفي بين جنباته أوجه تفاوت جسيمة على الصعيد الإقليمي: حيث تتركز نسبة 78٪ تقريباً من الممرضات في العالم في بلدان لا تأوي إلا نسبة 49٪ من سكان العالم. 

وتواجه البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تحديات في مجال تخريج كادر التمريض وتوظيفه واستبقائه في النظام الصحي، وسيلزم البلدان زيادة الاستثمارات الموظفة محلياً لغرض إيجاد فرص العمل واستدامتها. ويلزم في الوقت نفسه أن تكون البلدان المرتفعة الدخل مستعدة لإدارة ارتفاع معدلات تقاعد كادر الممرضين واستعراض مدى اعتمادها على كادر تمريض مدرب في الخارج، وتعزيز إبرام اتفاقات ثنائية مع البلدان التي توظفه. 

وتحدث المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس قائلاً: "يبشر هذا التقرير بأخبار مشجعة، ونهنئ بدورنا البلدان العاكفة على إحراز التقدم. ولكن من المتعذر علينا أن نتجاهل أوجه التفاوت التي تميز مشهد التمريض العالمي. وبمناسبة اليوم العالمي لكادر التمريض، فإنني أحث البلدان والشركاء على الاستفادة من هذا التقرير بوصفه دليلاً يوضح لنا من أين انطلقنا وأين وصلنا الآن وما هي وجهتنا التي يلزمنا بلوغها - بأسرع ما يمكن". 

النتائج الرئيسية 

إن التقرير المتعلق بحالة التمريض في العالم لعام 2025 (تقرير التمريض) المبني على بيانات أبلغت عنها 194 دولة بواسطة حسابات القوى العاملة الصحية الوطنية هو تقرير يثبت زيادة نسبتها 33٪ في عدد البلدان التي أبلغت عن البيانات منذ نشر الإصدار الأخير من التقرير في عام 2020. ويتضمن التقرير توصيفاً عاماً قطرياً مفصلاً وهو متاح الآن للجمهور على الإنترنت. 

كما يكشف التقرير عن وجود أوجه تفاوت معقدة بين البلدان والأقاليم والسياقات الاجتماعية والاقتصادية وفيما بينها. وهذه البيانات والبيّنات معدة لغرض دعم الحوار الذي تقوده البلدان لإدراج النتائج في سياق السياسات والإجراءات المناسبة. 

ومن جهتها، تحدثت بام سيبريانو رئيسة المجلس الدولي للممرضات قائلة: "نعرب عن ترحيبنا بتقرير التمريض بوصفه هدفاً مرحلياً لرصد التقدم المحرز في تعزيز القوى العاملة في مجال التمريض ودعمها من أجل بلوغ أهداف الصحة العالمية. ويكشف التقرير بوضوح عن أوجه التفاوت التي تعيق مهنة التمريض وتشكل عقبة تعترض سبيل تحقيق التغطية الصحية الشاملة، التي يتوقف تحقيقها على الاعتراف فعلاً بأهمية كادر التمريض وعلى تسخير قدراته وتأثيره لكي يكون مصدر تحفيز لإحداث تغيير إيجابي في نظمنا الصحية." 

ويظل النوع الاجتماعي والإنصاف من الشواغل الرئيسية بشأن القوى العاملة في مجال التمريض، لأن النساء ما زلن يهيمنّ على المهنة ويشكّلن نسبة 85٪ من القوى العاملة العالمية في مجال التمريض. 

وتشير النتائج إلى وجود واحدة من كل سبع ممرضات في جميع أنحاء العالم - ونسبة 23٪ في البلدان المرتفعة الدخل - هي من المولودات في الخارج، مما يبرز مسألة الاعتماد على الهجرة الدولية. وبخلاف ذلك، فإن هذه النسبة أقل بكثير في البلدان المنتمية إلى الشريحتين الدنيا والعليا من الدخل المتوسط (8٪)، والبلدان المنتمية إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط (1٪)، والبلدان المنخفضة الدخل (3٪). 

وتعمل البلدان المنخفضة الدخل على زيادة أعداد خريجي معهد التمريض بوتيرة أسرع من البلدان المرتفعة الدخل. ولا تؤدي المكاسب المحققة بشق الأنفس ببلدان كثيرة فيما يتعلق بمعدل تخرج كادر التمريض إلى تحسين معدلات كثافة توزيعه بسبب تسارع وتيرة نمو السكان وقلة فرص العمل. ولمعالجة هذه المشكلة، ينبغي أن تعمل البلدان على إيجاد فرص عمل تكفل توظيف الخريجين ودمجهم في النظام الصحي وتحسين ظروف العمل. 

وثمة صورة مشوشة تكشفها التركيبة السكانية العمرية والاتجاهات المختطة في مجال التقاعد. فالقوى العاملة العالمية في مجال التمريض شابة نسبياً: يوجد نسبة 33٪ من كادر التمريض ممّن تقل أعمارهم عن 35 عاماً مقارنة بنسبة 19٪ منهم ممّن يُتوقع أن يتقاعدوا خلال السنوات العشر المقبلة. ولكن من المتوقع في 20 بلداً - معظمها بلدان مرتفعة الدخل - أن يتجاوز عدد المتقاعدين عدد الوافدين الجدد، مما يثير شواغل بشأن نقص الممرضات وقلة عدد ذوات الخبرة منهن لتوجيه الممرضات اللاتي ما زلن في بداية مسيرتهن المهنية. 

وأبلغ حوالي ثلثي البلدان (62٪) عن وجود أدوار متقدمة بشأن ممارسات التمريض - ممّا يدل على إحراز تقدم كبير منذ عام 2020 (الذي اقتصرت فيه نسبة البلدان المبلغة عن وجود هذه الأدوار على 53٪).  واثبت وجود هذه الأنواع من الممرضين زيادة في إتاحة خدمات الرعاية وتحسين نوعيتها في أماكن مختلفة كثيرة. 

ويسلط التقرير أيضاً الضوء على التحسينات المدخلة على الأدوار القيادية في مجال التمريض: فقد أفادت نسبة 82٪ من البلدان بوجود مسؤول حكومي كبير معني بالتمريض لإدارة شؤون القوى العاملة في مجال التمريض. ولكن ما زالت فرص تنمية المهارات القيادية متفاوتة. ورغم وجود نسبة 66٪ من البلدان التي تفيد بتنفيذ هذه المبادرات، فإنه لا يوجد سوى نسبة 25٪ من البلدان المنخفضة الدخل التي تتيح فرصاً لتنمية المهارات القيادية بشكل منظم. 

كما أن الصحة النفسية للقوى العاملة وعافيتها ما زالت من المجالات المثيرة للانشغال. ولا توجد سوى نسبة 42٪ من البلدان المجيبة التي لديها اعتمادات بشأن دعم الصحة النفسية لكادر التمريض، رغم زيادة أعباء العمل والرضوح التي تعرض لها الكادر أثناء جائحة كوفيد-19 وبعدها. ولا غنى عن معالجة هذه المشكلة للاحتفاظ بمهنيين مهرة وضمان جودة الرعاية. 

الأولويات السياساتية في الفترة 2026-2030 

يعرض التقرير أولويات سياساتية استشرافية داعياً البلدان إلى القيام بما يلي: 

  • زيادة الوظائف في مجال التمريض وتوزيعها بإنصاف، وخصوصاً في المناطق المحرومة؛
  • تعزيز نظم التعليم المحلية ومواءمة المؤهلات مع الأدوار المحددة؛
  • تحسين ظروف العمل والمساواة في الأجور وتقديم دعم يصون العافية النفسية؛
  • مواصلة تطوير لوائح التمريض والأدوار المتقدمة بشأن ممارسات التمريض؛
  • تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية كادر التمريض العامل في أوضاع هشة ومتأثرة بالصراعات؛
  • تسخير التقنيات الرقمية وإعداد الممرضين وتدريبهم على تقديم الرعاية بطريقة مراعية للمناخ؛<
  • >تطوير الدور القيادي في مجال التمريض وضمان الإنصاف في إتاحة فرص تطوير المهارات القيادية. 

وتوفر البيّنات الواردة في التقرير الزخم اللازم لمواصلة مواءمة العمل مع الأولويات السياساتية الواردة في التوجهات الاستراتيجية العالمية في مجالي التمريض والقبالة للفترة 2021-2025 الصادرة عن المنظمة، والإجراءات الموصى بها في القرار المقدم إلى جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين: تسريع إجراءات دعم القوى العاملة العالمية في مجالي الصحة والرعاية بحلول عام 2030.

 

ملاحظات للمحرّر 

يقدم التقرير المتعلق بحالة التمريض في العالم 2025 أحدث البيّنات عن القوى العاملة العالمية في مجال التمريض، وهو يتناول التعليم والتوظيف والهجرة والتنظيم وظروف العمل والقيادة وغير ذلك الكثير. كما يتضمن التقرير مؤشرات محدثة وتقديرات قوية بشأن المخزون العالمي والإقليمي من القوى العاملة في مجال التمريض وحالات نقصها والتوقعات المتعلقة بها حتى عام 2030. وتوفر التوصيفات العامة القطرية عبر الإنترنت بيانات وطنية بنسق PDF قابل للتنزيل.