الاجتماع الرابع للجنة الطوارئ المُنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) بشأن الزيادة المفاجئة ‏في حالات الإصابة بجدري القردة (الإمبوكس) في عام 2024‏

10 تموز/يوليو 2025
بيان

يُحيل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة) طيّه تقرير الاجتماع الرابع للجنة الطوارئ المُنشأة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) (لجنة الطوارئ) بشأن الزيادة المفاجئة في حالات الإصابة بجدري القردة (الإمبوكس) في عام 2024، والذي عُقد يوم الخميس الموافق 5 حزيران/ يونيو 2025 من الساعة 12,00 إلى الساعة 17,00 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي.

 

وتأييداً للمشورة التي أجمعت اللجنة على إسدائها أثناء الاجتماع، رأى المدير العام للمنظمة أن الزيادة المفاجئة في حالات الإصابة بالإمبوكس في عام 2024 ما زالت تستوفي معايير الإعلان عنها على أنها طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً، وبناءً عليه، أصدر يوم 9 حزيران/ يونيو 2025 توصيات مؤقتة موجهة إلى الدول الأطراف متاحة هنا.

 

ويعرب المدير العام للمنظمة عن خالص امتنانه لرئيس اللجنة وأعضائها ومستشاريها.

 

===

 

وقائع الاجتماع

 

دُعي ستة عشر (16) عضواً في لجنة الطوارئ ومستشاراها الاثنان إلى عقد اجتماع عن بُعد بواسطة تطبيق زووم يوم الخميس الموافق 5 حزيران/ يونيو 2025 من الساعة 12,00 إلى الساعة 17,00 بتوقيت وسط أوروبا الصيفي. وشارك في الاجتماع أربعة عشر (14) عضواً من أصل أعضاء اللجنة البالغ عددهم 16 عضواً ومستشاراها الاثنان كلاهما.

 

وانضم المدير العام للمنظمة إلى الاجتماع شخصياً، ورحّب بالمشاركين، بمن فيهم المسؤولون الحكوميون المعينون للإدلاء بآرائهم إلى اللجنة نيابةً عن الدولتين الطرفين المدعوتين – وهما بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتُتاح هنا الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام للاطلاع عليها.

 

ومن ثم أطلع ممثل مكتب المستشار القانوني الأعضاء والمستشارين على أدوارهم ومسؤولياتهم، مُحَدِّداً ولاية اللجنة بموجب المواد ذات الصلة من اللوائح الصحية الدولية. وقدم مسؤول الأخلاقيات من إدارة الامتثال وإدارة المخاطر والأخلاقيات للأعضاء والمستشارين لمحة عامة عن عملية إعلان المصالح لدى المنظمة. وجرى إطلاع الأعضاء والمستشارين على مسؤوليتهم الفردية في الإفصاح للمنظمة بالوقت المناسب عن أيّ مصالح ذات طابع شخصي أو مهني أو مالي أو فكري أو تجاري قد ينشأ عنها تضارب متصوّر أو فعلي في المصالح. وذُكّروا أيضاً بواجب الحفاظ على سرية مناقشات الاجتماع وعمل اللجنة. وأُجرِيَ مسح لكل عضو ومستشار، ولم يتبيّن وجود أيّ تضارب في المصالح.

 

وسُلّمت دفة الاجتماع إلى الرئيس الذي عرض أهداف الاجتماع التي تمثلت في تزويد المدير العام للمنظمة بآراء عمّا إذا كان الحدث ما زال يُشكّل طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً، والإدلاء، في حال كان كذلك، بآراء بشأن التوصيات المؤقتة المُحتمل اقتراحها.

 

عقد جلسة مفتوحة أمام ممثلي الدول الأطراف المدعوة إلى الإدلاء بآرائها

 

قدّمت أمانة المنظمة لمحة عامة عن وضع الإمبوكس الوبائي في العالم، بما في ذلك جميع الفروع الحيوية الأحادية السف الدائرة من فيروس الإمبوكس. وقد أُبلغ عن معظم حالات الإمبوكس طوال الأشهر الاثني عشر الماضية من القارة الأفريقية، ويُعزى ذلك بشكل كبير إلى اندلاع فاشيات فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي الأول-ب الأحادي السلف في بلدان شرق أفريقيا، بما فيها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد دوراناً مصاحباً للفيروس من فرعه الحيوي هذا. على أن سيراليون تشهد اندلاع فاشية آخذة في التطور بسرعة والتي تفيد نتائج متواليات الجينوم المتاحة عنها أنها ناجمة على ما يبدو عن فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي الثاني-ب. ويتواصل خارج الإقليم الأفريقي الإبلاغ بشكل منتظم عن حالات المرض (بما يتراوح بين 500 و1000 حالة شهرياً) من جميع الأقاليم، ممّا يعكس غالباً استمرار فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي الثاني-ب في الدوران بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.

 

ورغم استمرار جهود الترصد ومواجهة تحديات فيما يخص إتاحة خدمات الرعاية الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخصوصاً في الجزء الشرقي من البلد، فإن اتجاهات المرض سائرة في طريقها إلى الاستقرار أو الانخفاض على ما يبدو في معظم المقاطعات التي يدور فيها فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي الثاني-ب، بما فيها مقاطعتا كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية. كما لُوحظت اتجاهات مماثلة في المناطق الموطونة بالفيروس من الفرع الحيوي
الأول-ب. أمّا في العاصمة كينشاسا التي تُعزى فيها الزيادة المفاجئة في الحالات إلى الدوران المصاحب للفيروس بفرعيه الحيويين الأول-أ والأول-ب، فيبدو أن المرض متركز جغرافياً لدى فئات سكانية محددة ومقترن بارتفاع معدلات الإصابة بحالاته بشكل غير متناسب فيما بين الشباب، ممّا يعكس ديناميات انتقال عدواه باستمرار بواسطة الشبكات الجنسية العاملة في المناطق الرئيسية من المدينة.

 

ولُوحظ في بوروندي انخفاض مطرد في حالات الإصابة بفيروس الإمبوكس منذ أواخر عام 2024. ومع أن الحالات تركزت بداية في العاصمة بوجومبورا وما حولها، ومن ثم امتدت إلى العاصمة الإدارية جيتيغا وبلغت ذروتها في معظم المقاطعات، فيبدو أن الزيادة المفاجئة في الحالات مركزة الآن في عدد قليل من البؤر الساخنة.

 

ورغم أن الاتجاهات السائدة وطنياً في أوغندا تشير إلى انخفاض حالات الإصابة بالإمبوكس منذ منتصف شباط/ فبراير 2025، بما في ذلك الاتجاه الواضح لتدني الحالات في العاصمة كامبالا، فإن محدودية القدرة على إجراء الاختبارات تستدعي توخي الحذر في تفسير الوضع. وتتركز مجموعات الحالات في المناطق الحضرية وتنتقل عدواها بشكل رئيسي بين الشباب، بما يتماشى مع ديناميات انتقال العدوى بواسطة الاتصال الجنسي.

 

ومع أن عدد حالات الإصابة بالإمبوكس ما زال منخفضاً في كينيا، فإن البيانات المتاحة مؤخراً تشير إلى أن الحالات تختط اتجاهاً تصاعدياً في البلد. ومن المرجح أن تُقلل جهود الترصد العدد الفعلي لحالات الإصابة بالإمبوكس. وقد ارتبط انتقال العدوى بالسكان المتنقلين، بمن فيهم سائقو الشاحنات والمشتغلون بالجنس.

 

وشهدت سيراليون في الآونة الأخيرة زيادة مفاجئة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي
الثاني-ب وبلغ عدد الحالات ذروته في العاصمة فريتاون، ليتجاوز بذلك عددها المُلاحظ سابقاً في العاصمة كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أو العاصمة كامبالا، أوغندا. ولكن الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت انخفاضاً في عدد الحالات الملاحظة، وربما يُرد الفضل في ذلك إلى توليفة تجمع بين زيادة المناعة الطبيعية لدى الفئات المعرضة للخطر بشدة والتدخلات المنفذة في مجال الصحة العامة. ويظل انتقال العدوى متركزاً في المناطق الحضرية وفيما بين الشباب، ومن المرجح أن يكون سببه الاتصال الجنسي. وما زالت الحالات المرتبطة بالسفر آخذة في الانخفاض، ولكنها تظل مصدر قلق. وجدير بالذكر أن حالات التشخيص التي أُجريت مؤخراً لعدوى فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي
الأول-ب في أستراليا – الناجمة عن التعرض للفيروس في تايلند – تُسلط الضوء على خطورة انتقال العدوى دون كشفها في بلدان أو مناطق تعاني من قصور جهود الترصد فيها. وتتسبب المخالطة اللصيقة أو الحميمة أو الاتصالات الجنسية في معظم حالات الانتقال الثانوي لعدوى المرض الناجمة عن حالات الإمبوكس الوافدة.

 

وما زال فيروس الإمبوكس من الفرع الحيوي الأول-أ يحصد الأرواح بمعدلات عالية، وخاصة بين الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحيث يتراوح معدل إماتة حالاته بين 2 و3%، وإن كان ينبغي تفسير البيانات في إطار مراعاة عوامل، من بينها، محدودية ترصد المتلازمات. ويظل الأفراد الذين يعانون من كبت المناعة الكامن، ولاسيما المصابين منهم بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، أكثر عرضة لخطورة جني حصائل وخيمة والتعرض للوفاة بسبب الفيروس بجميع فروعه الحيوية. كما يظل معدل إماتة حالات الإصابة بالفيروس من الفرعين الحيويين الأول-ب والثاني-ب بنسبة 0.5% تقريباً.

 

وعرضت أمانة المنظمة المخاطر المُقيّمة بحسب الفروع الحيوية لفيروس الإمبوكس والمُعَبَّر عنها كذلك بدلالة المخاطر على الصحة العامة إجمالاً حيث تدور أي فروع حيوية معيّنة، واحد أو أكثر، على النحو التالي: الفرع الحيوي
الأول-أ- مخاطر عالية على الصحة العامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والبلدان المجاورة؛ والفرع الحيوي
الأول-أ- مخاطر متوسطة على الصحة العامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ والفرع الحيوي 2- مخاطر متوسطة على الصحة العامة في نيجيريا وبلدان غرب أفريقيا ووسطها الموطونة بالإمبوكس؛ والفرع الحيوي الثاني-ب- مخاطر متوسطة على الصحة العامة في العالم. ولُوحظ أن تقييم المخاطر المذكور أعلاه يتوافق مع التقييم الذي عُرض أثناء الاجتماع الثالث للجنة يوم 25 شباط/ فبراير 2025.

 

وأكدت أمانة المنظمة لاحقاً على التقدم المُحرز في جهود مكافحة الإمبوكس، وردت المكاسب المحققة إلى إقامة شراكات بين الحكومات الوطنية والمجتمعات المحلية والمنظمة. ولكن هذه الشراكات معرضة الآن للخطر بسبب تفاقم أزمة نقص التمويل، لا لأغراض الاستجابة فحسب، بل لتنفيذ برامج الصحة العالمية المعززة لأنشطة الوقاية من الإمبوكس ومكافحته.

 

وصدرت في نيسان/ أبريل 2025 خطة المنظمة الاسـتراتيجية للتأهب والاسـتجابة لجدري القردة (الإمبوكس) (المتاحة هنا) التي تشمل الفترة الممتدة من أيار/ مايو إلى آب/ أغسطس 2025، وتدمج العبر المستخلصة من عمليات الاستعراض العملي التي أُجريت في مطلع عام 2025. ومع أن هذه الاستراتيجية ما زالت مُجدية، فقد تدهورت بيئة التمويل. ورغم وجود متطلبات تمويل بمبلغ 145 مليون دولار لدعم جميع الشركاء المعنيين بجهود الاستجابة للإمبوكس، منها 47 مليون دولار للمنظمة، فإن المنظمة لم تتلقَّ أية التزامات مالية جديدة منذ إصدار خطة المنظمة الجديدة، وتُهدد الآن القيود المفروضة على الموارد إمكانية استدامة العمليات - فقد خُفّضت أعداد الموظفين وتعذر توزيع الإمدادات الأساسية، بما فيها اللقاحات، بكفاءة.

 

كما أصدرت المنظمة إرشادات مُحدثة بشأن الرعاية السريرية والوقاية من العدوى ومكافحتها، مُشددةً على أهمية دمج التدخلات المتعلقة بمكافحة الإمبوكس في برامج صحية أوسع نطاقاً وعملية تقديم الخدمات الصحية. بيد أن تطبيق هذه الإرشادات بفعالية ما زال محدوداً بسبب العقبات اللوجستية والمالية، ويلزم توفير دعم مكثف لتطبيقها على الصعيد المحلي. وجرى اعتماد استراتيجيات رعاية تركز على المجتمع، مثل الرعاية المنزلية المقترنة بدمج الوقاية من العدوى ومكافحتها وربطها بالرعاية الصحية الأولية، تخفيفاً للضغوط الممارسة على المرافق الصحية.

 

واستهلت سبعة بلدان حملة تطعيم ضد الإمبوكس (جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وليبيريا، ونيجيريا، ورواندا، وسيراليون، وأوغندا)، وأعربت أربعة بلدان أخرى (أنغولا، وكوت ديفوار، وكينيا، وجنوب أفريقيا) عن استعدادها لاستهلال هذه الحملات. وتتوفر إمدادات لقاحات بمقدار 2,9 مليون جرعة لقاح في البلدان، ولكن القيود المفروضة على الموارد تُعرقل توزيعها وإعطاءها، حيث لم يُعط منها سوى 000 724 جرعة حتى الآن. ولا غنى عن تعزيز التنسيق لضمان إيصال اللقاحات بشكل منصف ومناسب التوقيت إلى فئات السكان المعرضة للخطر.

 

ومع أن التقدم المُحرز مؤخراً في مكافحة انتشار حالات الإمبوكس والاستجابة لها يبعث على التفاؤل، فإن إمكانية استدامته مرهونة بتعبئة الموارد اللازمة على نحو عاجل ومستدام، وتعزيز التكامل داخل النظم الصحية، ومواصلة إعطاء الأولوية لمشاركة المجتمع، لأن المكاسب المحققة حالياً قد تتعرض للانتكاس إن لم يتحقق ذلك.

 

وأطلع ممثلا بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللجنة على الوضع الوبائي للإمبوكس في بلديهما، والجهود التي يبذلانها حالياً لمكافحة المرض والاستجابة له، واحتياجاتهما والتحديات الماثلة أمامهما، وخططهما في الأجل المتوسط.

 

ومنذ بدء الزيادة المفاجئة في حالات الإمبوكس المشهودة في بوروندي خلال تموز/ يوليو 2024، فقد لُوحظ إجمالاً تسجيل 4000 حالة مؤكدة تقريباً للإصابة بالإمبوكس، منها وفاة واحدة. وبدأ عدد الحالات في الانخفاض، وسُجلت حتى يوم 25 أيار/ مايو 2025 حالات إصابة بالمرض في 9 مقاطعات، منها مقاطعتان تأويان بؤراً ساخنة. وتركز جهود الاستجابة في بوروندي على الاستجابة بسرعة للإنذارات الموجهة وتتبع المخالطين. ومن بين التحديات الماثلة أمام الاستجابة للإمبوكس نقص الموارد الكافية لتزويد الحالات بالغذاء، ونقص إمدادات المياه النظيفة في بعض البؤر الساخنة، وانعدام وجود منصة فاعلة متعددة القطاعات في إطار اتباع نهج الصحة الواحدة.

 

ويشهد عدد حالات الإمبوكس في جمهورية الكونغو الديمقراطية استقراراً مصحوباً بانخفاض ملحوظ في معدل الحالات الإيجابية، ممّا يعزز الاتجاهات المختطة بشأن انخفاض الحالات. أمّا خارج المناطق التي تُعتبر موطونة بالمرض، فإن البالغين يستأثرون بمعظم الحالات، ويُعد الاتصال الجنسي أكثر طرق انتقال العدوى شيوعاً. وعموماً، وبفضل أنشطة تتبع المخالطين، فقد حُدّد 000 83 مخالط بمتوسط قدره ​​5 مخالطين لكل حالة. وورد أكثر من مليوني جرعة من لقاح الإمبوكس، وجرى تطعيم 000 600 شخص تقريباً بها حتى الآن. ويتواصل بذل جهود رامية إلى زيادة  كفاءة عملية فرز الحالات وفعاليتها، وتحسين وسائل تشخيص الإمبوكس، بما يشمل نقل العينات المأخوذة من أفراد المجتمعات المتضررة. كما وضعت السلطات الوطنية خطة لتكثيف جهود الاستجابة لفاشية الإمبوكس في إطار التركيز على الترصد، وتتبع المخالطين، والإبلاغ عن المخاطر، والتطعيم. ولكن فجوة التمويل ما زالت تؤثر على أنشطة الاستجابة، وخاصة في المناطق النائية.

 

ومن ثم انخرط أعضاء اللجنة ومستشاراها في جولة من الأسئلة والأجوبة مع مقدمي العروض من الدول الأطراف وأمانة المنظمة، والتي دارت حول القضايا والتحديات المذكورة أدناه.

 

علم الأوبئة العالمي، وتوزيع الفروع الحيوية الأحادية السلف للفيروس، وتقييم المخاطر – لم يطرأ تغيير كبير على مخاطر الوباء عالمياً منذ أن عقدت اللجنة آخر اجتماع لها يوم 25 شباط/ فبراير 2025. ولكن يوجد حالياً 17 بلداً في أفريقيا تبلغ عن اندلاع فاشيات الإمبوكس (أي حالة واحدة أو أكثر في الأسابيع الستة الماضية). ويواصل الفرع الحيوي الأول-ب من فيروس الإمبوكس انتشاره بين الفئات المعرضة للخطر، وقد كُشف عنه حديثاً في بلدان مثل إثيوبيا وملاوي وجنوب السودان وزامبيا. كما تشهد سيراليون اندلاع فاشية متميزة فيها يُرجح أنها ناجمة عن الفيروس بفرعه الحيوي الثاني-ب وفقاً لبينات أولية. وتُشكل هذه الفاشية خطراً على الصعيدين المحلي والإقليمي تحديداً، وهي تذكرنا بالمخاطر المستمرة لفاشيات الإمبوكس في سياقات محددة. واستفسرت اللجنة عن التقدم المُحرز صوب التخلص من الإمبوكس في إقليم المنظمة الأوروبي. وأشارت أمانة المنظمة في هذا الصدد إلى أن الفرع الحيوي الثاني-ب من فيروس الإمبوكس يواصل دورانه بمعدلات منخفضة في الإقليم، وخاصة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. ولم يُتخلّص بعدُ من الفيروس رغم انخفاض عدد حالات الإصابة به، ويُعزى استمراره في الانتقال إلى فجوات تتخلل المناعة، وعوامل خطر سلوكية، وعقبات في التواصل. وما زالت خطورة معاودة ظهور الفيروس في إقليم المظمة الأوروبي قائمة بسبب أنماط السفر الدولي.

 

الترصد، والفحوص المختبرية، والثقة في البيانات - فيما يتعلق تحديداً بمسألة الثقة في الاتجاهات المختطة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورغم أنه ما زالت هناك العديد من التحديات الماثلة تحديداً أمام الترصد، فإن الاتجاهات المستقرة أو المتناقصة الملحوظة في رصد المتلازمات والترصد الوبائي القائم على الحالات وذاك القائم على المختبرات، إلى جانب حالات الانخفاض المشهودة في إيجابية الاختبارات، هي أمور تُعزز الثقة في متانة التقييم إلى حد ما. على أنه يُنصح بتوخي الحيطة الحذر، وخصوصاً عند تفسير الاتجاهات المختطة حالياً في بعض مناطق المقاطعات الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ما زالت سبل الوصول إليها محدودة، رغم أن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية شهد عموماً انخفاضاً مستمراً في الحالات المبلغ عنها قبل فرض القيود الأمنية عليه في الآونة الأخيرة. وأُعرب عن شواغل بشأن إمكانية انتقال فيروس الإمبوكس من دون كشفه في غرب إفريقيا، بما يشمل انتقال الفرع الحيوي
الأول-ب منه في غانا وتوغو، وكذلك الفرع الحيوي الثاني-ب منه في سيراليون، برغم المسار الهابط الذي يختطه عدد الحالات بعد أن بلغ ذروته في مطلع عام 2025. كما أُعرب عن شواغل بشأن الحاجة إلى تعزيز القدرات في مجال تحديد متواليات الجينوم. وأُشيد ببوروندي على أدائها المتميز في مجال الترصد، بما في ذلك معدلات الاختبار المرتفعة التي حققتها وقدرتها على متابعة المخالطين. وعموماً، فإن نُهج التشخيص المختبري الوطنية تبلغ عن الالتزام ببروتوكولات المنظمة. ولكن نظراً إلى عبء أنشطة الاستجابة في سيراليون الذي تسبب في تحديد متواليات الجينوم لنسبة 2% فقط من العينات الإيجابية لعدوى فيروس الإمبوكس (قبل أوائل أيار/ مايو 2025)، فإن أمانة المنظمة تواصل دعم البلدان التي تشهد زيادات مفاجئة في حالات الإمبوكس عن طريق تزويدها بالمساعدة التقنية، وبما يشمل تسهيل نقل العينات إلى المختبرات الوطنية أو الدولية.

 

أنماط انتقال العدوى – سلطت اللجنة الضوء على أنه بخلاف معظم المناطق الأخرى التي تشهد اندلاع فاشيات الفرع الحيوي الأول-ب من فيروس الإمبوكس، فقد لوحظت زيادة في عدد الأطفال المصابين بحالات الإمبوكس في مقاطعتي كيفو الشمالية والجنوبية من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ورغم محدودية البيانات الوبائية المبينة بالتفصيل عن الوضع، فإنه يمكن تفسير هذا النمط العمري على أساس عوامل، من بينها، اكتساب البالغين للمناعة عقب التعرض الجنسي ممّا يؤدي إلى حالات عدوى ناجمة عن التعرض غير الجنسي داخل الأسر. ووردت تقارير غير مؤكدة عن التعرض للمرض في مرافق رعاية الأطفال. ولُوحظ أنه لم يُبلغ بخلاف ذلك عن اندلاع أية فاشيات من الإمبوكس في المؤسسات التعليمية أو غيرها من المؤسسات التي يتجمع فيها الأطفال.

 

تتبع المخالطين - تختلف أساليب تتبع المخالطين باختلاف البلدان. وفي بعض الحالات، يتسبب انعدام الاضطلاع بأنشطة التتبع المنهجي وانعدام إتاحة وسائل التشخيص في تقويض فعالية إجراءات المكافحة الشاملة. وشُدد على ضرورة تحسين عملية تخصيص موارد الصحة العامة، التي تنطوي ضمناً على إعادة تقييم مدى جدوى الأنشطة التقليدية لتتبع المخالطين في بعض الحالات، فضلاً عن إعطاء لقاح الإمبوكس للمخالطين المحددين لتقليل معدلات انتقال العدوى ثانوياً.

 

التطعيم – وُزّعت لغاية حزيران/ يونيو 2025 قرابة 2,9 مليون جرعة من لقاح الإمبوكس في جميع أنحاء القارة الأفريقية، معظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي حصلت على حوالي 2,5 مليون جرعة من هذا اللقاح. وأُعطي من هذه الجرعات 000 600 جرعة تقريباً، وتتكون الجرعات المتبقية البالغ عددها 1,9 مليون جرعة من لقاح LC16m8 التي تبرعت بها اليابان (ولم تُوزع بعدُ بسبب استمرار تدريب العاملين الصحيين على إعطائها) و000 367 جرعة من لقاح MVA-BN. ويوجد كذلك 000 349 جرعة أخرى من اللقاحات بحوزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لم تُوزع بعدُ بسبب نقص التمويل. كما تعهدت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم 219,000 جرعة إضافية من لقاح MVA-BN، وهي في انتظار الموافقة على توزيعها. وقد تطورت استراتيجيات استعمال لقاحات الإمبوكس استجابةً للقيود المفروضة على الإمدادات والاتجاهات الوبائية الناشئة. وأُعطيت منذ شباط/ فبراير 2025 في جمهورية الكونغو الديمقراطية 000 105 جرعة تقريباً لأطفال دون سن 12 عاماً، وحوالي 000 56 جرعة لمراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً. وتشمل الفئات الإضافية المستهدفة بجهود التطعيم في جمهورية الكونغو الديمقراطية عاملي الرعاية الصحية، والأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض وخيمة - مثل المصابين بفيروس العوز المناعي البشري - وفي المراحل الأخيرة، الفئات السكانية الرئيسية الموجودة في البؤر الساخنة لانتقال العدوى، بما فيها المشتغلون بالجنس والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. أمّا في سيراليون، فقد ركزت استراتيجية التطعيم في البداية على عاملي الرعاية الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية والأفراد المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. ومن ثم تحول تركيز جهود التطعيم إلى البؤر الساخنة والمخالطين، والمشتغلين بالجنس، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال داخل تلك البؤر الساخنة. وبداية، فقد اتبعت معظم البلدان مقرراً علاجياً مكوناً من جرعتين؛ إلا أن غالبيتها انتقلت الآن إلى مرحلة اتباع نهج أحادي الجرعة أو تستعد للتحول إلى إعطاء الأفراد جرعات جزئية داخل الأدمة. وكانت ورقة الموقف الصادرة عن المنظمة والمنشورة يوم 23 آب/ أغسطس 2024 والمتاحة هنا قد أقرّت استراتيجيات الاقتصاد في الجرعات هذه إذا كانت الموارد من اللقاحات محدودة.[1] ولُوحظ أن إعطاء جرعات جزئية داخل الأدمة، التي يُحصل بواسطتها على ما يتراوح بين أربع وخمس جرعات من اللقاح من كل قارورة، لا ينطبق إلا على لقاح MVA-BN، وهو نهج اتّبع فعلاً في بعض الحالات. وعموماً، يظلّ الإقبال على اللقاحات المتاحة أقل من المتوقع بسبب العوائق اللوجستية والتشغيلية والمالية. ويلزم بذل مزيد من الجهود لتحسين استعمال لقاحات الإمبوكس المتاحة استعمالاً استراتيجياً وتعظيم أثرها في مجال الصحة العامة.

 

حالات العدوى المصاحبة بالإمبوكس وفيروس العوز المناعي البشري وتكامل الخدمات الصحية - تُشكّل العدوى المصاحبة بفيروس العوز المناعي البشري تحديات كبيرة بالنسبة للخدمات الصحية في ميدان التدبير العلاجي للإمبوكس، وخاصة في البلدان التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري. ويُبلغ في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن نسبة 9,3% من حالات الإمبوكس الإيجابية من حيث الإصابة بهذا الفيروس، رغم أن من المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من العبء الحقيقي بسبب محدودية فحوص الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري وتكامل الخدمات الصحية. ويوجد في أوغندا نسبة 55% من الوفيات الناجمة عن عدوى فيروس الإمبوكس بين المصابين بفيروس العوز المناعي البشري. وجرى التأكيد على أهمية وجود خدمات الفحص ونظم البيانات في موقع مشترك لتحديد العبء المزدوج لفيروس العوز المناعي البشري والإمبوكس بمزيد من الفعالية. وأُشير إلى الإرشادات التقنية الصادرة عن المنظمة فيما يتعلق بإجراء الفحوص السريعة لتشخيص الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، وربطها مباشرة برعاية من يُثبت الفحص إصابتهم بالفيروس وببروتوكولات التدبير العلاجي السريري للأفراد المصابين بعدوى مصاحبة. وأُبرزت الحاجة إلى تحسين نظم الفرز ومعايير تشخيص الإمبوكس سريرياً في إطار التركيز على إساءة تصنيف الحالات الجلدية، مثل الحماق. وعموماً، ما زال هناك تفاوت في تحقيق تكامل عملية تقديم خدمات الرعاية الصحية في البلدان.

 

التمويل – تظل فجوات التمويل تمثل واحداً من أخطر التحديات الماثلة أمام الاستجابة للإمبوكس. ولُوحظ منذ تدشين الخطة الاستراتيجية المُحدّثة للتأهب والاستجابة للإمبوكس في نيسان/ أبريل 2025 أن المنظمة لم تتلقَّ أية مساهمات إضافية مُخصّصة، مما أسفر عن تقليص العمليات المُضطلع بتنفيذها، بما فيها عمليات الترصد، ودعم المختبرات، وتوعية المجتمع، والخدمات اللوجستية المتعلقة باللقاحات. وأُعرب عن شواغل جدية بشأن إمكانية استدامة التدخلات الرئيسية لمكافحة المرض، بما فيها المتعلقة منها بمكافحة فيروس العوز المناعي البشري، والتي قد يتسبب انقطاعها في زيادة معدلات انتقال العدوى، ويقوض بالتالي قدرة نظم الصحة العامة على التكيف مع أنماط انتقال العدوى المتغيرة والاستجابة لها. ولكن شُدّد على ضرورة استخلاص العبر من تجربة بوروندي التي أحرزت تقدماً كبيراً في مكافحة الزيادة المفاجئة في حالات الإمبوكس برغم محدودية مواردها، وذلك بفضل تنفيذ تدخلات غير دوائية إلى حد كبير – هي توليفة من جهود الترصد الدقيق، وتتبع المخالطين بفعالية، وتعزيز القدرات اللازمة لإجراء الفحوص المختبرية، وتنفيذ تدخلات لامركزية في المقاطعات تعتمد على مشاركة المجتمع.

 

السيناريوهات المتوقعة بشأن مكافحة الإمبوكس والاستجابة له - أعربت اللجنة عن انشغالها إزاء المسار الوبائي الذي يتخذه الإمبوكس حالياً ممّا يوحي بأنه قد يكون سائراً في طريقه إلى أن يصبح مرضاً متوطناً في بعض بلدان القارة الأفريقية أو مناطقها. ورغم أن بعض البلدان تشهد اتجاهات ثابتة في انخفاض معدلات الإصابة بعدوى فيروس الإمبوكس، فإن انتقال عدواه ما زال مستمراً، وهو ما يتماشى مع أعمال نمذجة أولية تشير إلى أن أعداد الحالات الفعلية قد تكون أعلى من تلك المُبلغ عنها بسبب ثغرات تتخلل مجالي التشخيص والترصد. ويثير هذا السيناريو الانشغال فيما يتعلق باحتمال حدوث زيادات مفاجئة متفرقة مستقبلاً في حالات الإصابة بالمرض في بلدان القارة الأفريقية، إلى جانب تصدير الحالات داخل القارة وخارجها. ولذلك، فإن التطور الوبائي الملحوظ للإمبوكس، منذ الإعلان في آب/ أغسطس 2024 عن أنه يشكل طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً، يتطلب وضع تعاريف مناسبة لوصف نمط انتقال المرض الذي تشهده البلدان أو مناطقها، والمساعدة بالتالي في تحديد أهداف مكافحته وتوجيه التدخلات المنفذة في مجالي مكافحته والاستجابة له بناءً على ذلك.

 

جلسة تداول

 

دُعيت اللجنة مرة أخرى، عقب انتهاء الجلسة المفتوحة للدول الأطراف المدعوة، إلى عقد جلسة مغلقة لدراسة المسائل المتعلقة بما إذا كان الحدث يشكل طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً أم لا، والنظر، إذا كان الأمر كذلك، في التوصيات المؤقتة التي صاغتها أمانة المنظمة وفقاً لأحكام اللوائح الصحية الدولية.

 

وذكّرت الرئيسة أعضاء اللجنة بولايتهم، وأشارت إلى أن مصطلح "طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً" معرف في اللوائح الصحية الدولية بوصفه "حدثاً استثنائياً يشكل خطراً محتملاً يحدق بالصحة العمومية في الدول الأخرى وذلك بسبب انتشار المرض دولياً، قد يقتضي استجابة دولية منسقة."

 

وأجمعت اللجنة على الإعراب عن آراء مفادها أن الزيادة المفاجئة المستمرة في حالات الإمبوكس تستوفي معايير الإعلان عن طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً، وأنه ينبغي إبلاغ المدير العام بناءً على ذلك.

 

وتُحدد الاعتبارات الشاملة التي تستند إليها مشورة اللجنة بواسطة العوامل التالية: (أ) التحديات المواجهة في إعطاء وصف دقيق للأنماط والخصائص الوبائية المتعددة الجوانب المرتبطة بالفروع الحيوية المتعددة والدائرة من فيروس الإمبوكس الملحوظة والمختلفة اختلافاً كبيراً عن التجارب السابقة مع هذا المرض؛ (ب) وأوجه عدم اليقين بشأن توافر التمويل في الأجلين القريب والمتوسط، سواء على الصعيد المحلي أم الدولي؛ (ج) والتحديات المواجهة لاحقاً في تحديد النهج الاستراتيجية في مجال الصحة العامة بشأن مكافحة انتشار الإمبوكس والاستجابة له.

 

وبناءً على ذلك، رأت اللجنة ما يلي:

 

إن هذا الحدث "استثنائي" للأسباب التالية: (1) ظهور الفرع الحيوي الأول-ب الأحادي السلف من فيروس الإمبوكس وانتشاره أثارا أوجه عدم يقين جديدة بشأن تطور الفيروس وديناميات انتشاره الحالية والمتوقعة؛ (2) والانتقال المستمر بشكل راسخ للفرع الحيوي 1 من فيروس الإمبوكس بين صفوف المجتمع في بلدان إضافية بالقارة الأفريقية من دون تقدير كامل للعوامل المساعدة في إحداث زيادات مفاجئة وسريعة في حالات الإمبوكس؛ (3) والعبء غير المتناسب لإصابة الأطفال بحالات الإمبوكس، وخاصة في المقاطعات الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالاقتران مع عدم توضيح ديناميات انتقال العدوى بشكل كامل حتى الآن؛ (4) والتحديات المواجهة باستمرار في دمج عملية تقديم الخدمات الصحية لمرضى الإمبوكس بسبب احتمال الإصابة بأمراض مصاحبة وارتفاع معدلات التعرض للخطر.

 

إن هذا الحدث "يشكل خطراً على الصحة العامة في دول أخرى بسب انتشار المرض دولياً" للأسباب التالية: (1) المستوى دون الأمثل لأداء نظم الترصد في بلدان وأقاليم كثيرة ممّا يُرجح أن يتسبب في انتقال حالات العدوى من دون الكشف عنها وانتشار الفرع الحيوي الأول من فيروس الإمبوكس لاحقاً في بلدان إضافية بالقارة الأفريقية. وينطبق هذا الاعتبار على البلدين كليهما الواقعين في غرب أفريقيا، اللذين لم يُحدد فيهما سابقاً الفرع الحيوي الأول من الفيروس، ولكنهما يشهدان تنقلات كبيرة للسكان إلى بلدان وسط أفريقيا وشرقها التي ينتشر فيها هذا الفيروس، وكذلك إلى بلدان تقع خارج القارة الأفريقية (مثل تصدير حالة عدوى بالفيروس من الفرع الحيوي الأول من تايلند إلى أستراليا)؛ (2) والتصدير المستمر لحالات الإمبوكس بفيروسه من الفرع الحيوي الأول من أفريقيا إلى قارات أخرى، والتي يتسبب بعضها في انتقال العدوى ثانوياً.

 

إن هذا الحدث "يقتضي استجابة دولية منسقة" للأسباب التالية: (1) من الضروري أن يبذل المجتمع الدولي جهوداً متضافرة لاستكمال التمويل المحلي اللازم للاضطلاع بأنشطة مكافحة الإمبوكس والاستجابة له، وكذلك أنشطة الوكالات المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى والشراكات العاملة في الميدان و/ أو المعنية بشراء اللقاحات والخدمات اللوجستية ذات الصلة؛ (2) وإتاحة اللقاحات التي ما زالت، حتى في حال توافرها، تطرح تحديات فيما يتعلق بالقدرة على تسليمها على الصعيد المحلي؛ (3) والحاجة، في سياق محدودية التمويل، إلى تسهيل تبادل الخبرات بين البلدان، وخاصة خبرات بلدان مثل بوروندي التي أحرزت تقدماً كبيراً في مكافحة الزيادة المفاجئة في حالات الإمبوكس برغم محدودية مواردها، وذلك بفضل تنفيذ تدخلات غير دوائية؛ (4) وضرورة رصد معدلات انتشار الفروع الحيوية الأحادية السلف من فيروس الإمبوكس ومراحل تطور سلالاته بواسطة وسائل تحليل المتواليات الجينية غير المتاحة دوماً أو المنقوصة الأداء في البلدان التي تشهد زيادة مفاجئة في حالات الإمبوكس.

 

ونظرت اللجنة بعد ذلك في مشروع التوصيات المؤقتة التي اقترحتها أمانة المنظمة.

 

وتوقعاً لاحتمال أن يقرر المدير العام للمنظمة أن هذا الحدث ما زال يُشكل طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً، فقد وردت اللجنة مجموعة مقترحة من التوصيات المؤقتة المنقحة قبل انعقاد الاجتماع تضمنت مقترحاً بصدد تمديد فترة معظم التوصيات المؤقتة الصادرة يوم 27 شباط/ فبراير 2025. وأكدت اللجنة من جديد على أهمية التوصيات المؤقتة المقترحة برغم أنها سلمت باقتراب موعد انتهاء صلاحية التوصيات الدائمة بشأن الإمبوكس (يوم 20 آب/ أغسطس 2025)، وأن من المحتمل أن تستفيد من تمديد فترتها أو تنقيحها. ولكنها شددت على ضرورة القيام بما يلي: (1) إعطاء الأولوية للتوصيات المؤقتة المتعلقة بالتدخلات غير الدوائية عقب مراعاة التحديات المواجهة في التنفيذ والتجارب الناجحة في الميدان؛ (2) ودمج عملية نشر اللقاحات في نُهج مسندة بالبينات دمجاً راسخاً.

 

الاستنتاجات

 

نظراً إلى الطابع المعقد لمراحل التطور الوبائي لانتشار الإمبوكس وتوزيع الفروع الحيوية الأحادية السلف من فيروسه، والتحديات المواجهة في تنفيذ التدخلات اللازمة لمكافحته والاستجابة له بكفاءة وفعالية، وكذلك القضايا التي أثارتها اللجنة في مناسبات معينة من اجتماعاتها السابقة، فقد رحّبت اللجنة باقتراح أمانة المنظمة بشأن عقد اجتماع تقني غير رسمي يهدف إلى مساعدة البلدان على تحديد الأولويات فيما يخص تدابير الاستجابة الملائمة للسياقات الوبائية المتنوعة، قبل اجتماعها الرسمي القادم إذا ما قرر المدير العام للمنظمة أن هذا الحدث ما زال يُشكل طارئة صحية عامة تُثير قلقاً دولياً.

 

ووافقت اللجنة على تزويد أمانة المنظمة بتعليقاتها على مجموعة التوصيات المؤقتة المقترحة في اليوم التالي لانعقاد الاجتماع (أي يوم 6 حزيران/ يونيو 2025)، ووضع تقرير الاجتماع في صيغته النهائية خلال الأسبوع الذي يبدأ بيوم 9 حزيران/ يونيو 2025.

 

وأعربت مديرة الإدارة المعنية بتدبير شؤون الأوبئة والتهديدات الوبائية بالنيابة في مقر المنظمة الرئيسي عن امتنانها لأعضاء مكتب اللجنة وأعضائها ومستشاريها، بالأصالة عن نائب المدير العام للمنظمة، واختتمت الاجتماع.


[1]  بعد انتهاء الاجتماع الرابع للجنة، نشرت المنظمة يوم 6 حزيران/ يونيو 2025 تقريراً عن وقائع اجتماع فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع المنعقد في الفترة من 10 إلى 13 آذار/ مارس 2025، والذي تضمن قسماً عن لقاح الإمبوكس. وهذا التقرير متاح هنا.