يتيح مؤتمر ما قبل قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية فرصة لوضع جدول أعمال بشأن سبل تعزيز النظم الغذائية على نحو جريء وجماعي، وتعزيز الأنظمة الغذائية الصحية، وتحسين التغذية، ولا سيما لفائدة الأطفال والشباب.
وحتى قبل انتشار الجائحة، كان الأطفال يتحملون عبء النظم الغذائية المعطوبة والأنظمة الغذائية الرديئة، مما تسبب في أزمة تغذوية وصحية مثيرة للقلق في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن العبء الثلاثي الناجم عن سوء التغذية: نقص التغذية، في شكل التقزم والهزال، وانتشار حالات نقص المغذيات الدقيقة على نطاق واسع، وانتشار فرط الوزن والسمنة.
وعلى مستوى العالم، لا ينمو ثلث الأطفال نموا سليما بسبب سوء التغذية- وهو السبب المؤدي إلى وفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم- ولا يحصل ثلثا الأطفال على الحد الأدنى من الأنظمة الغذائية المتنوعة التي يحتاجونها في نموهم وتطورهم وتعلمهم. ولا نزال نشهد تماديا في معدلات ارتفاع الهزال، فضلاً عن زيادة مقلقة في فرط الوزن والسمنة في أوساط الأطفال الصغار.
وتعني التغيرات التي طرأت في العقود الأخيرة على نظمنا الغذائية العالميةــ بما في ذلك الممارسات المستخدمة في زراعة الغذاء وتوزيعه وتسويقه واستهلاكه والتخلص منه- أن معظم الأغذية الأغنى بالمغذيات والأكثر أمانا باهظة جدا أو يتعذر على الملايين من الأسر الحصول عليها. وكثير من هذه الأسر باتت تلجأ أكثر فأكثر إلى أغذية مصنّعة ميسورة التكلفة ومتاحة على نطاق واسع وتسوق تسويقا جريئا، وإن كانت غالباً تحتوي على مستويات عالية غير صحية من السكر والدهون والملح.
وتفاقم التركيبة السامة من تزايد الفقر، واللامساواة، والنزاعات، وتغير المناخ، وكوفيد-19، تهديد النظم الغذائية والرفاه التغذوي للأطفال، وخاصة الأطفال المنتمون إلى أفقر المجتمعات والأسر وأضعفها.
ويجب أن يكون إحداث تحول في النظام الغذائي يتيح إٍسماع أصوات الأطفال والشباب ويفتح أنظمة غذائية مغذية ومأمونة وميسورة التكلفة ومستدامة لكل طفل، في كل مكان، في صميم الاستراتيجيات والسياسات والاستثمارات. وتدعو اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية الحكومات وصانعي القرار إلى زيادة النهج الفعالة التي تشمل:
- تحفيز الأنظمة الغذائية الصحية من خلال سياسات الأسعار، بما في ذلك تقديم الإعانات لتخفيض أسعار الأغذية المغذية مثل البيض، ومنتجات الألبان، والفواكه، والخضراوات والحبوب الكاملة، أو فرض ضرائب لزيادة أسعار الخيارات غير الصحية.
- تحسين الجودة التغذوية للأغذية من خلال إغناء الأغذية الأساسية بالمغذيات الدقيقة الأساسية، والحد من الصوديوم والسكر، وإزالة الدهون المتحولة المنتجة صناعياً من الأغذية المصنعة.
- استخدام مشتريات الغذاء العمومية كقوة دفع لتعزيز الأنظمة الغذائية الصحية وتحفيز الأنظمة الغذائية المستدامة، مثلا من خلال المدارس وأماكن العمل والمستشفيات وبرامج الحماية الاجتماعية.
- حماية الأطفال من الآثار الضارة لتسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية من خلال تعزيز التدابير التنظيمية وتحسين الإنفاذ.
- حماية ودعم الأمهات ومقدمي الرعاية لإرضاع أطفالهن على النحو الأمثل، بما في ذلك حماية الأمهات والإجازة الوالدية، وتنفيذ المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم.
- وضع سياسات وممارسات إلزامية يسهل فهمها لتوسيم الأغذية لمساعدة الأطفال والأسر على اتخاذ خيارات صحية استنادا إلى معلومات صحيحة.
- دعم التغذية الصحية والممارسات الغذائية من خلال النظم الغذائية والصحية والتعليمية ونظم الحماية الاجتماعية باتباع استراتيجيات تواصل سهلة الفهم ومتناسقة ويسهل تذكرها.
وعندئذ فقط سنحسّن جودة وسلامة وتكلفة الأغذية التي يحصل عليها الأطفال والشباب؛ والبيئات التي ينمون فيها ويتعلمون ويلعبون ويأكلون، واستدامة الكوكب الذي يعيشون فيه.
ومن خلال تضافر الجهود بين الحكومات، والمجتمع المدني، والأسر، وشركاء التنمية والعمل الإنساني، والجهات المعنية في القطاع الخاص، والأطفال والشباب أنفسهم، بوسعنا أن نفي بوعدنا بتوفير تغذية جيدة وكوكب أوفر صحة لكل طفل وكل بالغ في كل مكان.
نبذة عن اليونيسيف
تعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بعض أصعب الأماكن في العالم سعياً إلى الوصول إلى الأطفال الأشد حرماناً في العالم. وتعمل في 190 بلداً وإقليمياً من أجل كل طفل في كل مكان في سبيل بناء عالم أفضل للجميع.
للمزيد من المعلومات عن اليونيسيف وعملها من أجل الأطفال، زوروا الموقع: www.unicef.org
تابع أخبار اليونيسيف على Twitter وFacebook وInstagram وYouTube
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
تضطلع منظمة الصحة العالمية بدور الريادة العالمية في مجال الصحة العامة داخل منظومة الأمم المتحدة. وتعمل المنظمة، منذ تأسيسها في عام 1948، مع 194 دولة عضوا في ستة أقاليم وأكثر من 150 مكتبًا على تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء. ويتمثل هدفنا للفترة 2019-2023 في ضمان استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة وحماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية وضمان تمتُّع مليار شخص آخر بمزيد من الصحة والعافية.