ويقول الدكتور تيدروس "يشعر المرء بالضآلة عندما يرى مرة أخرى قدرة هذه الشراكة العالمية الرائعة على إدرار التمويل لمحاربة واحد من أفظع الأمراض في العالم وأشدها إضراراً".
وستساعد نسبة من هذه التعهدات المنظمة على تمويل ترصد المرض في أكثر من 70 بلداً وتمكنها من توفير الخبرة اللازمة لمساعدة البلدان على تطعيم 450 مليون طفل سنوياً ضد شلل الأطفال. كما ستقدم المنظمة الإرشادات بشأن سياسات التطعيم وتشارك في البحث في أساليب تقديم اللقاح والأساليب التشغيلية والنهوج الأخرى التي قد تساعد على تسريع استئصال المرض.
ومنذ ثلاثين عاماً كان شلل الأطفال يؤدي إلى إصابة 350,000 طفل بالشلل سنوياً في أكثر من 125 بلداً حول العالم. ومنذ ذلك الحين، تم القضاء على هذا الفيروس الشديد العدوى بنسبة 99.9% وتم التخلص منه في جميع البلدان باستثناء ثلاثة بلدان وهي أفغانستان ونيجيريا وباكستان.
وحتى يومنا هذا لم يُبلّغ إلا عن خمس حالات في عام 2017. ومع ذلك فمازالت هناك تحديات خطيرة تكمن في الخطوات الأخيرة اللازمة لاستئصال الفيروس، وتتمثل في الصعوبات التي تواجهها النُظم الصحية الضعيفة في سبيل تطعيم جميع الأطفال لضمان الحماية الكافية داخل المجتمعات المحلية، والتي تزداد تعقيداً في بعض الأماكن بسبب العوائق اللوجيستية التي تشمل الأماكن النائية وانعدام الأمن واحتدام النزاع.
ويضيف الدكتور تيدروس قائلاً "تدل التعهدات الجديدة على أن الجهات المانحة تتفهم الحاجة الملحة إلى دعم هذه المهمة حتى تنتهي تماماً. فيجب علينا إنجاز هذه المهمة على النحو الصحيح لضمان عدم احتمال عودة هذا المرض الرهيب."
وقد خضعت الجهود الرامية إلى استئصال المرض لقيادة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص تتولى قيادتها الحكومات الوطنية مع خمسة شركاء - منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس. ومنذ إنشاء الشراكة في عام 1988، حالت دون وقوع أكثر من 16 مليون حالة شلل أطفال.