منظمة الصحة العالمية / بلينك ميديا - جوليانا تان
منسق شؤون الصحة والعافية بوه جيوك يلخص المعرفة بمهارات الهاتف الذكي التي اكتسبتها السيدة تشونغ يو أثناء إقامتها في مستشفى سينغ هيلث (SingHealth) المجتمعي في سنغافورة.
© الصورة

تعزيز الصحة الرقمية يمكن أن يساعد في تجنب ملايين الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية

23 أيلول/سبتمبر 2024
بيان صحفي
نيويورك

يفيد تقرير جديد اشتركت في إصداره منظمة الصحة العالمية (المنظمة) والاتحاد الدولي للاتصالات (الاتحاد) بأن استثمار مبلغ إضافي قدره 0,24 دولار أمريكي لكل مريض سنوياً في التدخلات الصحية الرقمية، مثل التطبيب عن بعد والمراسلة بواسطة الهواتف المحمولة وروبوتات الدردشة، يمكن أن يساعد في إنقاذ أرواح أكثر من مليوني شخص من الأمراض غير السارية خلال العقد المقبل. وقد يسهم أيضاً هذا الاستثمار في تجنب قرابة 7 ملايين حدث من الأحداث الحادة وحالات دخول المستشفى، ممّا يخفف بشكل كبير الضغوط التي تتعرض لها نظم الرعاية الصحية في أنحاء العالم بأسره.

وقد صدر المنشور المعنون "التحول الرقمي في مجال الأمراض غير السارية: مبررات العمل" (بالإنكليزية) في حدث استضافته حكومة غامبيا أثناء انعقاد الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد والمنظمة.

وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "إن مستقبل الصحة رقمي، ولكن يلزم تزويدنا بالموارد اللازمة والتعاون معاً لتحقيق هذه الرؤية، لأن من المتعذر على منظمة واحدة أن تحققها بمفردها. وعليه ندعو الحكومات والجهات الشريكة والمانحة إلى التعاون وتوظيف الاستثمارات الاستراتيجية وضمان إيصال هذه الابتكارات المنقذة للأرواح إلى من تمسّ حاجتهم إليها".

أمّا الأمينة العامة للاتحاد دورين بوغدان-مارتن فتحدثت قائلةً: "إن الثورة الرقمية قادرة على إحداث ثورة صحية. ويُنظر في الاتحاد إلى مسألة التوصيلية الهادفة والشاملة على أنها أولوية لأن التكنولوجيا الرقمية تمثل حافزاً لبلوغ الغايات في قطاعات رئيسية مثل الصحة والتعليم. ونحن ندعو إلى تعزيز التعاون بين قطاعي الصحة والتكنولوجيا، بما يشمل إقامة بنية تحتية عامة رقمية متينة وضرورية لتقديم الخدمات الصحية الرقمية التي يمكن أن يستفيد منها الناس في كل مكان من دون ترك أي أحد يتخلف عن الركب."

وتتسبب الأمراض غير السارية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وداء السكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، في وفيات تزيد نسبتها على 74٪ في العالم سنوياً، وهي وفيات يمكن تجنب الكثير منها. ورغم إحراز تقدم كبير في مكافحة الأمراض غير السارية، فلا يزال دمج تكنولوجيات الصحة الرقمية في النظم الصحية التقليدية يشكل تحدياً. ويبين التقرير أن ثمة حاجة ماسة إلى تسخير قدرات هذه التكنولوجيات لتوسيع نطاق التدخلات الفعالة وتخفيف العبء المتزايد عن نظم الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم.

ويوجد أربعة عوامل خطر رئيسية مرتبطة ببيئتنا اليومية – تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي وتعاطي الكحول على نحو ضار وقلة النشاط البدني - تحفز الاستجابات الصادرة عن أجسامنا وتزيد أيضاً خطورة الإصابة بالأمراض غير السارية: ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول. ويمكن للأدوات الرقمية، ومنها المراسلة بواسطة الهواتف المحمولة وروبوتات الدردشة، أن تساعد الأفراد على فهم ما يتعرضون له من عوامل خطر قابلة للتعديل وتشجعهم على ممارسة عادات تمتعهم بصحة أوفر.

ويلزم أن يخضع الأشخاص المتعايشون مع الأمراض غير السارية لرصد منتظم وأن تُدبر حالاتهم علاجياً باستمرار، علماً بأن الكثيرين منهم تلزمهم رعاية متخصصة وطويلة الأجل. ويمكن كذلك أن تساعدهم أدوات رقمية مثل التطبيب عن بعد على تذليل العقبات التي تعترض سبيل حصولهم على الرعاية الصحية. كما يمكن أن تساعد البيانات والأدوات المتاحة في الوقت الفعلي لمهنيي الرعاية الصحية في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مرضاهم.

ورغم قيام نسبة تزيد على 60٪ من البلدان بوضع استراتيجية بشأن الصحة الرقمية، فإن دمج التكنولوجيات الجديدة في البنية التحتية الصحية القائمة غالباً ما يكون قاصراً. ويدعو التقرير البلدان إلى الاستثمار في البنية التحتية العامة الرقمية وتعزيز المعايير وقابلية التشغيل البيني التي يمكن أن تذلل العقبات الجسيمة التي تحول دون تحقيق كامل إمكانات تكنولوجيا الصحة الرقمية.

وهذا التقرير هو بمثابة مخطط عمل أولي يكمل المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الصحة الرقمية (بالإنكليزية) والاستراتيجية العالمية بشأن الصحة الرقمية 2020-2025. أمّا أمانة فرقة عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالوقاية من الأمراض غير المُعدية (غير السارية) ومكافحتها (فرقة عمل الأمم المتحدة) (بالإنكليزية)، فإنها تلتزم بالتعاون مع المنظمة والاتحاد، بوسائل منها مبادرة استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول في مجال الصحة (بالإنكليزية)، بتوفير خطط استراتيجية مصممة خصيصاً لهذا الغرض وتزويد الحكومات بالدعم اللازم في مجال الدعوة.

ملاحظة للمحررين:

فيما يلي أمثلة على التزام المنظمة والاتحاد بدعم البلدان في مجال التحول الرقمي:

  • أدى دمج الحلول المتعلقة بالتكنولوجيات المحمولة في مجال الصحة بالسنغال إلى جني فوائد عديدة بشأن الوقاية من داء السكري ومكافحته. أمّا حملة "التكنولوجيات المحمولة في مجال الصحة أثناء شهر رمضان (mRamadan)" التي تشكل جزءاً من مبادرة استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول في مجال الصحة التي دُشّنت في عام 2014، فهي تستفيد من تكنولوجيا الهاتف المحمول لإسداء المشورة بشأن الوقاية من المرض وتعزيز اتباع نمط حياة صحي أثناء شهر رمضان. وقد حققت الحملة مشاركة شعبية كبيرة بعد أن زاد عدد مستخدميها على 000 200 مستخدم بفضل الاستفادة من التقاليد الثقافية البالغة الأهمية بالنسبة للسكان المسلمين في السنغال. كما أسهمت المبادرة في تعزيز القدرات التقنية والشراكات الشاملة لعدة قطاعات لتحسين حصائل الصحة العامة.
  • دُشّن النموذج الأولي لمنظمة الصحة العالمية بشأن سارة المروّجة الرقمية للصحة بوصفه روبوت دردشة لمكافحة المعلومات المغلوطة عن مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) وقدم معلومات عن العيش في ظل التمتع بصحة جيدة أثناء الجائحة. وقد وُسّع منذ ذلك الحين نطاق المنصة ليشمل بعث رسائل إلى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري، وتقديم معلومات صحية يمكن الحصول عليها بعدة لغات بواسطة تطبيقات مراسلة مثل تطبيق WhatsApp.
  • في زامبيا، تستفيد مبادرة استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول في مجال الصحة، وهي مبادرة مشتركة بين المنظمة والاتحاد، من مزية التطبيب عن بعد وتكنولوجيا الهواتف المحمولة لتعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية وتدبيرها علاجياً. وتقوم المبادرة بربط المرضى في المناطق النائية بمهنيي الرعاية الصحية للحصول على استشارات في الوقت الفعلي ورصد عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير السارية، مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم، ممّا يساعد على تحسين الحصائل الصحية.
  • أحرزت قيرغيزستان تقدماً كبيراً في تطوير بنيتها التحتية الصحية الرقمية مدفوعة في ذلك بمفهوم التحول الرقمي الوطني "قيرغيزستان الرقمية 2019-2023". وركز البلد على إقامة نظام موحد لمعلومات الصحة وإنشاء المركز الوطني للصحة الإلكترونية وتعزيز الحلول القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأدى هذا المجهود إلى إجراء اختبار تجريبي لمنصات السجلات الصحية الإلكترونية، وبناء قدرات كادر العاملين في المجال الطبي، واعتماد نماذج المعلومات السريرية الإلكترونية في الرعاية الصحية الأولية. وكانت الفوائد الاستراتيجية المجنية من هذا التحول واضحة أثناء جائحة كوفيد-19 عندما سارعت قيرغيزستان في إعداد سجل رقمي لشهادات التطعيم، لتنتفي بذلك الحاجة إلى الشهادات الورقية وتُوفّر بالتالي 000 850 ساعة تقريباً من ساعات عمل العاملين الصحيين والموظفين العموميين.

نبذة عن فرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بالأمراض غير المُعدية (غير السارية)

كان الأمين العام للأمم المتحدة قد أنشأ في عام 2013 فرقة عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالوقاية من الأمراض غير المُعدية (غير السارية) ومكافحتها (فرقة عمل الأمم المتحدة) لتزويد الدول الأعضاء بالدعم اللازم لتوسيع نطاق العمل بشأن مكافحة الأمراض غير السارية. ويتمثل دور فرقة عمل الأمم المتحدة في توحيد جهود منظومة الأمم المتحدة في مكافحة الأمراض غير السارية واعتلالات الصحة النفسية. وتستفيد فرقة العمل هذه من شبكاتها وخبراتها لمساعدة الحكومات على وضع واعتماد استجابات فعالة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. وتعمل فرقة العمل، من خلال جمعها بين أكثر من 46 وكالة تابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي ومصارف التنمية الإقليمية كذلك، على تعزيز اتباع نهج شامل لكل أجهزة الحكومة وشرائح المجتمع برمتها.

يُتاح مزيد من المعلومات عن فرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بالأمراض غير المُعدية (غير السارية) هنا https://uniatf.who.int/ (بالإنكليزية)

وللحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بالشخصين التاليين:

Alexey Kulikov kulikova@who.int

Neneh Sallah  sallahn@who.int

كما تُتاح نسخ رقمية من التقرير على الإنترنت (بالإنكليزية).