وقّعت مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الصحة العالمية اليوم مذكرة تفاهم تاريخية ترسخ التزامهما المتبادل بتوسيع وتعميق الأواصر والتعاون فيما بينهما.
ووقّع الوثيقة في مقر منظمة الصحة العالمية سعادة السيد موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
ويلي هذا الالتزام الهام بالصحة العالمية الإعلانَ السياسي بشأن التغطية الصحية الشاملة الذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193 دولة عضوا، أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت مؤخراً في سبتمبر، ومن ثم القرار العالمي الذي اعتمده مشرّعون من 140 بلداً، بعد الإعلان بفترة وجيزة، من أجل ترجمة هذا الالتزام السياسي إلى واقع ملموس.
وتحدد مذكرة التفاهم المبرمة بين مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الصحة العالمية ثلاثة مجالات تعاون رئيسية، هي التالية:
- تقديم الخبرة الفنية للوكالة الأفريقية للأدوية (AMA) وتهيئة بيئة مواتية لتشجيع الإنتاج المحلي للأدوية. فالوصول إلى أدوية عالية الجودة ومأمونة وناجعة يشكل ركيزة أساسية في التغطية الصحية الشاملة. وترحب منظمة الصحة العالمية بقرار الاتحاد الأفريقي المصادقة على معاهدة إنشاء الوكالة الأفريقية للأدوية، وتبدي استعدادها لتزويد الوكالة بخبرة فنية عالية الجودة.
- تعزيز التعاون بين المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية، مع التركيز بشكل خاص على الاستعداد للطوارئ، من أجل بناء القدرات الدفاعية للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ضد الأوبئة وغيرها من حالات الطوارئ الصحية. وستدعم المنظمة كذلك الجهود المبذولة لتعزيز القوى العاملة الصحية في بلدان الاتحاد الأفريقي، وإنشاء هيئة أفريقية للتطوع في مجال الصحة.
- دعم تنفيذ دعوة أديس أبابا للعمل بشأن التغطية الصحية الشاملة وإعلان الاتحاد الأفريقي بشأن التمويل المحلي. وتشكل الدعوة إلى العمل، التي أيدتها قمة الاتحاد الأفريقي في وقت سابق هذا العام، التزاماً من بلدان الاتحاد الأفريقي بزيادة الاستثمار المحلي في الصحة، وقبولاً بمساءلتها عن هذا الالتزام. وستعمل المنظمة على تسهيل الحوار بين وزراء الصحة والمالية لمساعدة البلدان على وضع نماذج تمويل صحي متينة ومستدامة.
ويضطلع الاتحاد الأفريقي بدور حاسم في دعم تحقيق قدرٍ أكبر من التماسك بين مجموعة متنوعة من سياسات وبرامج الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي. وتهدف منظمة الصحة العالمية من خلال هذه المذكرة إلى تنشيط وتوسيع وتعميق علاقاتها مع الاتحاد الأفريقي سعياً نحو تحقيق الاستراتيجية الخماسية للمنظمة (برنامج العمل العام الثالث عشر، 2019-2023)، والأهداف الصحية والإنمائية للاتحاد الأفريقي.
وتأتي مذكرة التفاهم في وقت حساسٍ في إطار الحملة نحو بلوغ التغطية الصحية الشاملة.
وقد أعرب الرئيس محمد والدكتور تيدروس، في كلمتيهما أثناء حفل التوقيع، عن وجهة نظر مشتركة مفادها أن هذه الشراكة العميقة ستساعد على تيسير الدعم السياسي اللازم، وتنفيذ التدخلات الضرورية على المستوى القطري لتحسين صحة ورفاهية الناس في جميع أنحاء القارة الأفريقية.